طلب مناقشة أمام «الشيوخ» بشأن جودة التعليم العالي | الإثنين المقبل    تعزيز التعاون الاقتصادى وحرب غزة تتصدر مباحثات السيسي ورئيس البوسنة والهرسك بالاتحادية    بدء جلسة الشيوخ لمناقشة سياسة الحكومة بشأن تحقيق جودة التعليم العالي    ورشة عمل حول القصص الصحفية عن الأحداث العربية ب "إعلام بني سويف"    محافظ المنوفية يستقبل رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية    وزارة العمل تنظم ورشة لمناقشة أحكام قانون العمل بأسوان    ضوابط تحويل الإجازات المرضية ل سنوية وفقا للقانون    غدا.. انتهاء مهلة تقديم الإقرارات الضريبية إلكترونيا للممولين من الأشخاص الاعتباريين    أسعار الريال السعودي في البنوك اليوم الإثنين    "المؤتمر": كلمة السيسي بافتتاح مركز الحوسبة السحابية رسمت صورة متكاملة للمستقبل الرقمي    وزير الإسكان يتابع مشروعات الخدمات ورفع الكفاءة والتطوير بالمدن الجديدة    بعد بيان الضرائب.. صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل التعاملات    «معلومات الوزراء» يصدر تقريراً حول الإطار العام لتخضير النظام المالي العالمي    إعلام إسرائيلي: مطلب انسحاب حزب الله شمال الليطاني حذف من مقترح فرنسا للتسوية    رئيس الوزراء الأردني: على إسرائيل تمكين النظام الأممي من ممارسة مهامه لإدخال مزيد من المساعدات    مدبولي: يجب بذل أقصى الجهود لتفادي أي اعتداء على رفح الفلسطينية    ضحايا بأعاصير وسط أمريكا وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل    شوبير عن احتفال مصطفى شلبي أمام دريمز: كل تصرفاتك محسوبة عليك    برشلونة يسعى لاستعادة نغمة الانتصارات أمام فالنسيا بالدوري الإسباني    الخطيب غاضب من السولية والشحات" ويطالب خالد بيبو بأمر عاجل    الداخلية تضبط عنصرًا إجراميًا بحوزته «ترسانة أسلحة» بالجيزة    «جثة في جزيرة مطيرة».. كواليس جريمة راح ضحيتها شاب بقنا    انطلاق اختبارات المواد غير المضافة للمجموع لصفوف النقل بالقاهرة    احالة 373 محضرًا حررتها الرقابة على المخابز والأسواق للنيابة العامة بالدقهلية    مصرع شخض مجهول الهوية دهسا أسفل عجلات القطار بالمنيا    ضبط شخصين لقيامهما بإضرام النيران عمدا بإحدى الصيدليات بالقاهرة    قنوات ART تنعي المخرج والسيناريست عصام الشماع: أعماله ستظل خالدة في وجدان المشاهد العربي    «الرعاية الصحية» تشارك بمؤتمر هيمس 2024 في دبي    ختام فعاليات الدورة التدريبية لإعداد المثقفين الصحيين بدمياط    طلب من حسام حسن.. عامر حسين يكشف موعد توقف الدوري المصري    خسائر جديدة في عيار 21 الآن.. تراجع سعر الذهب اليوم الإثنين 29-4-2024 محليًا وعالميًا    رمضان السيد: الأهلي قادر على التتويج بدوري أبطال إفريقيا.. وهؤلاء اللاعبين يستحقوا الإشادة    احتفاء بفوز باسم خندقجي بالبوكر: فلسطين ملء العين والسماء دائما    تعرف على الجناح المصري في معرض أبو ظبي للكتاب    أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على طلاقها من أحمد العوضي    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    مجموعة الصعود.. بتروجت يستضيف وادي دجلة بدوري المحترفين    اتحاد الكرة: قررنا دفع الشرط الجزائي لفيتوريا.. والشيبي طلبه مرفوض    مصرع عامل وإصابة آخرين في انهيار جدار بسوهاج    من هي هدى الناظر زوجة مصطفى شعبان؟.. جندي مجهول في حياة عمرو دياب لمدة 11 سنة    لأول مرة.. تدشين سينما المكفوفين في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    مدبولي: أكثر من 85% من المساعدات الإنسانية لغزة كانت من مصر    أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب    رئيس كوريا الجنوبية يعتزم لقاء زعيم المعارضة بعد خسارة الانتخابات    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    "استمتع بالطعم الرائع: طريقة تحضير أيس كريم الفانيليا في المنزل"    مفاوضات الاستعداد للجوائح العالمية تدخل المرحلة الأخيرة    أموك: 1.3 مليار جنيه صافي الربح خلال 9 أشهر    البحوث الفلكية: غرة شهر ذي القعدة فلكيًا الخميس 9 مايو    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    أول رد رسمي من الزمالك على تصرف مصطفي شلبي أمام دريمز    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموت رئيساً والموت مخلوعاً
نشر في الوفد يوم 22 - 07 - 2011

الوداع يا جمال يا حبيب الملايين.. الوداع هذه العبارة رددتها مصر كلها يوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970 بعد أن صعدت روح الرئيس جمال عبدالناصر الي ربها. ولكن جثمانه ظل لأربع ساعات كاملة علي فراش الموت بمنزله الكائن بمنشية البكري دون أن يجرؤ أحد من قيادات مصر ليخرج علي الناس ويقول: إن عبدالناصر مات.
الشيء الوحيد الذي حدث أنه قطعت الإذاعة والتليفزيون برامجها واكتفيا بإذاعة القرآن الكريم وتساءل الناس: ماذا جري؟ ولكن أحدا لم يجب عن السؤال، وبعدها بساعات خرج السادات في مشهد درامي وقال بصوت غارق في الحزن عبارته التي لا يزال كل العرب يحفظونها عن ظهر قلب.
فقدت مصر والأمة العربية رجلا من أعز الرجال.. من أشرف الرجال.. من أخلص الرجال.. مات جمال عبدالناصر.
ووقع الخبر علي الشعب كالصاعقة فلم يكن الكثيرون يتوقعون أن يخطف الموت من بينهم عبدالناصر وهو مازال في بدايات العقد السادس من عمره فلم يكن يتجاوز عامه الثاني والخمسين.
وبمجرد إعلان خبر وفاته لبست مصر ثوب الحداد وبكي كل من فيها حزنا علي عبدالناصر الذي اعتبروه بطلا رحل ونجما أفل وقمرا غاب وحلما خطفه الموت.
جنازة مليونية لم يشهد مثلها في مصر ولا في العالم العربي وخرجت مصر كلها لتودع زعيمها.. وتحركت جنازة عبدالناصر من مركز قيادة الثورة بجوار كوبري قصر النيل حتي منزله الذي يبعد عن مدفنه بمسجد عبدالناصر بكوبري القبة حوالي 9 كيلو مترات وسط أنهار من الدموع سالت من عيون الملايين من قلوب صادقة رصدتها عيون المحيطين وعيون الكاميرات التي أكدت أنها أكبر جنازة في مصر والعالم العربي كان موكبا يفوق كل وصف تجمع فيه الوفود والرؤساء مشاركين في جنازة عبدالناصر التي بدأت رسمية لبضعة أمتار ثم ذابت في بحر غلاب من البشر.
فالملايين باتت لا تحتمل رؤية نعش بطلها وزعيمها وحاولت اختطافه أكثر من مرة.. كما انتشرت الجنازات الوهمية حاملة نعوشا رمزية وصلي عليها الآلاف من المصريين البسطاء وسط انتشار عبارات الوداع والعويل وكل عبر بثقافته عن حزنه علي زعيم الأمة أربع ساعات كاملة قطعها موكب الرئيس الراحل وسط مشاهد مروعة من الفجيعة والأسي والدموع.
شيماء الجهيني
جنازة السادات الرسمية ردد فيها المصريون: «في رحاب الله يا سادات»
الكل أجمع علي أن جنازة الرئيس السادات يجب ان تكون الأكبر والأعلي حشداً والأكثر هيبة وحزناً ودموعاً «فلقد حقق السادات في سنوات حكمه ما يشبه المعجزات، فهو بطل الحرب الذي قاد البلاد لنصر عظيم علي اسرائيل وهو ايضاً بطل السلام الذي وقع معاهدة سلام أتاحت لمصر استعادة كامل اراضيها التي كانت محتلة.
وقبل ذلك كله كانت الطريقة التي مات بها «السادات» كفيلة بأن تثير عطف الجميع وحزنهم علي الرئيس الذي سقط شهيداً وسط جنوده في يوم كان يعتبره عيداً لمصر.. يوم 6 أكتوبر حيث اغتالته رصاصات شباب قادهم فكرهم آنذاك بأن قتل السادات سيفتح لمصر أبواب الجنة.
كانت شاشات التليفزيون تنقل علي الهواء مباشرة احداث العرض العسكري الذي يحضره السادات وكبار رجال الدولة.. وفجأة سمع المشاهدون صوت طلقات رصاص وبعد ثوان انقطع الإرسال واعلن مذيع التليفزيون ان عطلاً فنياً وراء وقف نقل احداث العرض العسكري وبعد فترة قصيرة عاد ذات المذيع ليقول ان مجهولين اطلقوا الرصاص اثناء العرض العسكري وان الله نجا الرئيس «السادات» الذي أصيب بإصابات طفيفة بينما كانت إصابة نائبه حسني مبارك خطيرة.
هكذا قال التليفزيون المصري ولكن ما حدث كان العكس ومات الرئيس «السادات» وبعد دقائق قليلة من وصوله للمستشفي ظل الامر سراً حتي يوم 7 من أكتوبر وأعلن رسمياً وفاة «الرئيس السادات».
وتقرر تشييع جنازة الرئيس في جنازة رسمية حيث تم نقل الجثمان بالطائرة من مستشفي المعادي الي نادي السكة الحديد لبدء مراسم الجنازة الرسمية وتم وضع جثمان السادات ملفوفاً بعلم مصر علي عربة مدفع يجرها 6 خيول ومن حول الجثمان سار عدد من ضباط الجيش حاملين الاوسمة والنياشين وخلف جثمان الرئيس السادات سار العشرات من كبار رجال الدولة يتقدمهم حسني مبارك وعن يمينه جمال السادات والي جواره جمال مبارك وعلاء مبارك!
وشارك في الجنازة وفود ل«80» دولة يتقدمهم رؤساء أمريكا. «جيمي كارتر» و«نيكسون» و«فورد» و«الكسندر هيج» وزير الخارجية الامريكي انذاك ووزير الخارجية الامريكي السابق «هنري كسينجر» والرئيس السوداني «جعفر نميري» السابق، والمستشار الالماني «هلموت سميث» ورئيس وزراء بريطانيا «مارجريت تاتشر» وسكرتير عام الامم المتحدة «كورت فالدهيم». والرئيس الفرنسي «فرانسوا متيران».
سارت الجنازة صامتة حتي وصل الي النصب التذكاري للجندي المجهول حيث عزفت الموسيقي السلام الوطني وسلام الشهيد وحمل جثمان الرئيس الي مثواه الاخير تحت النصب التذكاري للجندي المجهول وحرص مبارك علي ان يتلقي العزاء بنفسه في الرئيس «السادات»!
ورغم توافد مئات المواطنين للمشاركة في الجنازة الا ان قوات الشرطة منعتهم من الوصول الي الجنازة وأغلقت امامهم شارع صلاح سالم فوقف المشيعون ليهتفوا في صوت واحد «في رحاب الله يا سادات».
اللواء محمد نجيب
جنازة عسكرية مهيبة... ودفنوه في «ترب» الغفير
حياته مزيج من المجد والعذاب... الانتصار والشقاء... السعادة والبؤس.. حتي موته كان غريبا ورفض القائمون علي جنازته تنفيذ وصيته الأخيرة!!
في الساعة العاشرة من مساء يوم 28 أغسطس عام 1984م فاضت روح اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر الي بارئها بمستشفي القبة العسكرية عن عمر يناهز 83 عاما بعد صراع دام لأربع سنوات مع امراض الشيخوخة والكبد و20 سنة أخري من الاعتقال والنفي داخل بيت مهجور بالمرج بقرار من جمال عبد الناصر, الذي أصدر قرارا أيضا بالا يذكر اسم محمد نجيب في أية وسيلة إعلامية وألا يرد ذكره في مناهج التعليم ولم يذكر التاريخ أثناء حياته انه أول رئيس لمصر بعد انتهاء النظام الملكي.
يشهد له كتابه « كنت رئيسا لمصر « الذي حمل مذكراته انه خلا تماما من أي اتهام لأي ممن عزلوه او ظلموه, ظل معتقلا في بيت مهجور يبكي أولاده وزوجته، وليس له من سلوي إلا قراءة خطاباتهم إليه، واستعادة ذكرياته الجميلة معهم.
شهدت أروقة مستشفي القبة العسكري بالقاهرة المشهد الأخير للواء محمد نجيب, فكان اليوم الأخير له، كما يقول ابن أخته اللواء حسن سالم: «كان يتحدث بشكل عادي ولكن ببطء وفجأة شعر بتعب ورفع يديه إلي السماء ثم أنزلهما ببطء ومال برأسه قليلا نحو الأرض واسلم الروح بسلام».
لم يخرج من حياته ووفاته إلا بقرار أيضا, فالرئيس السابق محمد حسني مبارك أمر بتشيع جثمان نجيب في جنازة عسكرية, وتم حمل جثمانه علي عربة مدفع تحمل النياشين والأنواط التي نالها الفقيد نظير ما أداه لوطنه من جهود وأعمال جليلة.
وتقدم الجنازة الرئيس السابق مبارك وعدد كبير من أعضاء مجلس قيادة الثورة عبد اللطيف البغدادي وخالد محي الدين وحسين الشافعي والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب والدكتور صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشوري وعز الدين السيد رئيس مجلس الشعب السوداني ونائبا رئيس الوزارء وأعضاء من السلك الدبلومسي العربي والاجنبي بالقاهرة بالاضافة لعدد من رؤساء الاحزاب المصرية, وتقدم موكب جنازة نجيب حرس الشرف من مختلف الكليات العسكرية.
علي الرغم من رغبة محمد نجيب التي شدد عليها في وصيته في أن يدفن في السودان بجانب أبيه، إلا أن الأوامر جاءت بدفنه في مصر في مقابر الشهداء بالغفير.
وعلي الرغم من الاهتمام العالمي الذي لقيته جنازة «نجيب» من جانب وكالات الأنباء العالمية حيث قالت وكالة يونايتد برس «رحل ابو الثورة المصرية ووصفته ببطل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م وقالت وكالة اسوشيتيد برس ان جدل محمد نجيب لم ينته بعد حتي مع خبر وفاته, واهتمت الصحف العالمية بوفاته حيث قالت رحل الرجل الذي عاصر وعايش أهم الأحداث التي مرت علي تاريخ مصر الحديث من جلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1954 وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي عام 1956 إلي الوحدة مع سوريا عام 1958، ومشاركة القوات المصرية في حرب اليمن عام 1962، ومروراً بالنكسة ووفاة عبد الحكيم عامر عام 1967، ووفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، وحرب أكتوبر عام 1973، ومعاهدة كامب ديفيد عام 1978، واغتيال الرئيس السادات عام 1981, فان الصحف المصرية الرسمية الصادرة في هذا اليوم اكتفت بخبر مصافحة مبارك لابن الرئيس الراحل محمد نجيب!.
أحمد أبوحجر
ماذا لو مات مبارك في العشر الأواخر من رمضان؟
المشهد الأول من داخل مستشفي شرم الشيخ عجوز طاعن في السن بلغ من العمر عتيا حتي وصل الي 83 عاما يرتدي زيه الأبيض ويرقد علي سريره بالمستشفي منذ أكثر من ستة أشهر كاملة, حوله عدد من الأطباء يحاولون انقاذه.. لكن القدر تدخل لتنتهي حياته.... المشهد الثاني بعد انتهاء المصلين في المساجد من صلاة التهجد ليلة الجمعة فجاة تنقطع البرامج وتتوقف المسلسلات التليفزيونية ليعلن عن خبر عاجل الكل ينتظر ..فجاة يطل علينا المذيع « لقد رحل الرئيس السابق محمد حسني مبارك وستشيع الجنازة غدا الجمعة 21 رمضان».
الموت علينا حق أنا سأموت وأنت سنموت وكلنا سنموت هذه حقيقة لا جدال فيها فالأعمار بيد الله وحده, ولكن ما نحن بصدده الآن أننا نعلم جيدا انه في حالة وفاة مبارك في شهر رمضان تحديدا سوف يحدث انقسام حاد بين المصريين حول ما اذا كانت الوفاة في هذا الشهر الكريم هي تعبير عن كراماته .... أم هي عكس ذلك تماما.
السؤال الذي نطرحه علي رجال الدين... ماذا لو مات مبارك في شهر رمضان ...أو لو حدثت الوفاة خلال العشر الأواخر من رمضان ... فرمضان هو الشهر الذي أوله رحمه ..وأوسطه مغفرة ..وآخره عتق من النار .
يا تري هل هي فعلا علامات حسن الخاتمة ليرينا الله أننا ظلمنا الرجل أم أنها محض الصدفة؟ وهل يلعب القدر دوره لينهي اللغط القائم حول مصير مبارك.
من المنطقي: إن نقول ان الأعمار كلها بيد الله لكن تدهور حالة مبارك الصحية ودخوله في حالة احتضار كما تشير بعض المصادر بالإضافة الي وضعه علي جهاز التنفس الصناعي مرات متعددة خلال الأيام الماضية لإعادة التنفس له مرة أخري، كلها معطيات تجعلنا في حيرة لإيجاد إجابة عن السؤال الذي يدور في أذهان الجميع حاليا، عما لو مات مبارك خلال شهر رمضان ليلة جمعة وكلها ايام معظمة وذات فضل عند الله هل سيكون مصيره الجنة أم النار.
وفاة مبارك إذا حدثت في هذا التوقيت ستثير العديد من الإشكاليات خاصة فيما يدور من العواطف والمشاعر الإنسانية خاصة لدي الشعب المصري المعروف عنه انه عاطفي بطبعه.
الشيخ فرحات المنجي أحد علماء الأزهر, يقول: إن الموت في رمضان وفي ليلة الجمعة التي قد تصادف ليلة وترية لتصبح ليلة القدر ليس دليلا علي حسن الخاتمة, وإنما هناك العديد من العصاه والقتلة والمجرمين وبائعي المخدرات ماتوا في رمضان أو في يوم عرفة أو في إحدي ليالي العيدين متسائلا: هل ذلك سيكون سببا في الغفران؟ ويضيف «لا» ليست سببا في الغفران وإنما سيحاسبون علي ما اقترفوه من آثام ومعاصي.
ويضيف «المنجي» ان أمر الرئيس السابق مفوض إلي الله لان الاختلاف حوله كثير، فربما يكون ما فعله باجتهاد منه قد يكون أخطا فيه دون عمد, ويضيف ربما يكون تعمد إذلال شعبه وتركيعه لتنفيذه أفكاره, لكن الموت في رمضان ليس سببا في الغفران او دخول الجنة إلا بعد رحمة الله وعدله.
ويضيف «المنجي»: إن الله إذا أحب عبدا جعل من ينادي باسمه يلقي في قلوب الناس الطمانينة والحب لهذا الرجل وهو ما لم يتوفر لمبارك لكنه خزي علي رؤس الاشهاد, مشيرا إلي ان ما حدث لمبارك فضيحة بكل المقايس .
أما الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر يقول ان الإنسان الصالح إذا مات في شهر رمضان فانه يكون عتيق الشهر الكريم لبركته وتفضيله عند الله وان قبول العمل الصالح مرتبط بالإيمان, موضحا ان الإنسان غير المسلم صاحب العمل الصالح فانه يثاب علي تلك الأعمال بالمدح في الدنيا.
واشار وهدان الي ان الله له ما يشاء في ان يغفر ويعفو فيما يتعلق بحقه لدي «مبارك», أما ما للبشر والمجتمع من حقوق عنده فسوف يحاسب عليه مبارك لمسؤليته عن الإساءة والظلم والقهر الذي تعرضت له الأمة في عهده
مبارك ينجو من غيبوبة جديدة وشائعات حول وفاته إكلينيكياً
شرم الشيخ رشا كمال:
للمرة الثانية في أسبوع نجا الرئيس السابق حسني مبارك من غيبوبة مفاجئة أمس الاول الثلاثاء.
قالت مصادر في مستشفي شرم الشيخ الدولي التي يرقد فيها مبارك منذ شهور انه دخل في غيبوبة لمدة نصف ساعة ليلة أمس الاول. واستغاثت زوجته سوزان ثابت بحرس وسكرتارية مبارك المتواجدين في المستشفي لاستدعاء الفريق الطبي.
وعلي الفور قام الفريق الطبي بحقن مبارك في الوريد بأدوية لضبط ضغط الدم.
كما قاموا بإنعاشه بأنبوبة أوكسجين واحدة ورفع الاطباء كلتا ساقيه لأعلي.
وفي ضوء هذه الانتكاسة انطلقت شائعات داخل مستشفي شرم الشيخ الدولي بوفاة مبارك إكلينيكياً كما حدث لرئيس وزراء اسرائيل الاسبق السفاح آرئيل شارون.
وقد انهالت عشرات المكالمات التليفونية علي مستشفي شرم الشيخ الدولي ما بين صحفيين ومواطنين للاستفسار عن صحة الرئيس السابق.
كما تحدثت مصادر عن شواهد خارجية تؤكد ترتيبات في حالة وفاة مبارك وامكانية تشييع جنازته عسكرياً حيث لم يصدر حتي الآن حكم بإدانته.
كشف عنه إعلان صغير ب «الأهرام:
«الداخلية» تطرح مناقصة لتطوير مستشفي المزرعة تمهيداً لنقل مبارك
كشف إعلان صغير ل «وزارة الداخلية» بصحيفة «الأهرام» عن حالة التخبط التي تعيشه الوزارة تجاه مرض الرئيس المخلوع مبارك، وحسب الاعلان الذي جاء علي مساحة 20 سم، فان الوزارة ترغب في طرح مناقصة عامة لأعمال تطوير وانشاءات خاصة بمستشفي سجن مزرعة طرة، وذلك بعد مطالبات الثوار بنقل المخلوع من مستشفي شرم الشيخ الي سجن طرة.
وتضمنت المناقصة ثلاثة بنود جاء البند الثالث آخر بند برغم اهميته ويبدو أن مجيئه علي هذا الشكل هو محاولة من الداخلية لصرف أنظار العامة عنه، ونص البند علي «أعمال التطوير والانشاءات الخاصة بالعناية المركزة بمستشفي سجن المزرعة بجانب انشاء مبني الزيارة بالسجن» وأظهرت الممارسة طريقة التقدم ومنها دفع 25 الف جنيه كنوع من التأمين المؤقت وهو ما يؤكد أن هذه المناقصة ستتكلف ملايين بالاضافة الي دفع 650 جنية ثمن كراسة الشروط علي أن يكون يوم 27 من الشهر الجاري آخر موعد لفض المظاريف.
الغريب هنا ان الداخلية لم تكتف باعلانها السابق في اليوم التاسع من الشهر الحالي بل قامت بتكرار الاعلان مرة اخري يوم 10 من نفس الشهر وفي صفحة مختلفة مما يؤكد ان احداً من المقاولين لم يتقدم للوزارة وأن المستهدفين من هذا الاعلان أحجموا عن التقدم لهذه الممارسة التي كان يتكالب عليها الجميع قبل تورط الداخلية في قتل المتظاهرين.
عميد سابق بالداخلية يري أن هذا الاعلان يؤكد ان الرئيس المخلوع مازال يحكم مصر ومازالت الداخلية تدين له بالولاء وأضاف: لماذا تلجأ الداخلية الآن لتطوير مستشفي سجن المزرعة رغم ان هناك مئات المساجين يعاملون معاملة صحية سيئة ولماذا يأتي هذا التطوير في الوقت الذي يضغط فيه الشعب لنقل مبارك ولكن سوء حالة المخلوع ذريعة لجعله في مستشفي شرم الشيخ، وأكد قطري قائلا: في الوقت الذي تحتاج فيه وزارة الداخلية «كل مليم» لاعادة الاصلاح والهيكلة، تقوم باهدار ما يقرب من 10 ملايين جنيه لتطوير المستشفي وانشاء مبني زيارة المساجين برغم ان الداخلية لم تفكر سابقاً في حقوق الانسان ولوحدة واحدة والاغرب ان الوزارة تدرك جيداً ان مستشفي المزرعة عبارة عن «وحدة صحية» لا يوجد بها إلا أدوات بسيطة ومتواضعة «كالشاش والميكروكروم».
وعن الفترة التي تستغرقها عملية الانشاءات والتطوير قال قطري: لن تقل عن 6 أشهر وقد تصل الي سنة كاملة حتي يصبح المستشفي 5 نجوم لاستقبال مبارك وعن طول المدة وبطء نقله قال: لابد ان تكون هناك حكومة ثورية حتي تتخلي الداخلية عن «شعرة معاوية» التي تتعامل بها مع مبارك خاصة ومع الشعب عامة.
الجمهور المصري ضد إقامة جنازة عسكرية أو شعبية للرئيس المخلوع‮!
هل أصبحت برامج التوك شو هي المحرك الاول لاتجاه الرأي العام؟ أم أنها ترصد تحركاته؟ أم كل منهما‮ يتأثر بالآخر ويؤثر فيه؟ في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن مدي مسئولية برامج التوك شو في توجيه الرأي العام، وهو ما جعل بعض المسئولين عن إدارة البلاد‮ يشعرون بالتوتر من زيادة قوة تأثير تلك البرامج علي الرأي العام فحاولوا فرض سطوتهم عليها وتقليص مفعولها‮ غير أن قلة إداركهم لأصول اللعبة حال دون ذلك، وفي الأسبوع الماضي كان موضوع صحة الرئيس المخلوع مجالا واسعا للمناقشة من خلال بعض برامج التوك شو، وكان أول من ناقش الموضوع هو إبراهيم عيسي في برنامجه في الميدان حيث أكد أن الرئيس المخلوع تعرض لأزمة صحية أدت إلي توقف قلبه عدة دقائق، وطرح سؤالا حار البعض في الاجابة عنه: ماذا‮ يمكن أن‮ يحدث حال إعلان وفاة حسني مبارك، هل نحن مستعدون لتقبل الأمر؟ هل سوف نقيم له جنازة شعبية أم عسكرية؟ هل تقوم الدولة بدعوة ملوك ورؤساء البلاد لحضور الجنازة؟ أم نتعامل معه كرئيس مخلوع ومواطن عادي ويدفن والسلام وفق ما تريد أسرته؟
وفي الحال انتشرت تعليقات مئات الألوف علي المواقع الإكترونية‮ «‬تويتر والفيس بوك‮» مستنكرة تماما فكرة عمل جنازة شعبية أو عسكرية، غير أن بعض الأصوات نادت بضرورة تكريم الرجل بوصفه كان رئيسا لمصر! وأجري برنامج‮ «‬ممكن‮» الذي‮ يقدمه خيري رمضان علي قناه «سي بي سي»، نوعا من الاستفتاء حول الموضوع وكانت النتيجة أن أكثر من تسعين بالمائة من المشاهدين رفضوا، فكرة إقامة جنازة شعبية أو عسكرية لحسني مبارك، رغم أنه لايزال تحت المساءلة القانونية ولم تصدر ضده أحكام حتي الآن، إلا أن الشعب المصري قد أدانه بإفساد الحياة السياسية طوال ثلاثين عاماً، كما أنه المسئول الأول عن إعطاء الأوامر بإطلاق النار علي المتظاهرين، ثم أنه فوق كل هذا قام بنهب ثروات البلاد وشجع المقربين منه سواء من عائلته أو من أفراد حاشيته علي نهبها وتهريبها للخارج، إن الجرائم التي اقترفها حسني مبارك ضد الشعب المصري لا يمكن حصرها، وهو الأمر الذي‮ يجعل فكرة إقامة جنازة شعبية أو عسكرية تبدو مرفوضة تماما، بل ربما تؤدي إلي سخط الرأي العام علي من‮ يقومون بإدارة البلاد إذا اتجهت نيتهم نحو تكريمه بأي شكل من الأشكال‮!‬
بينما راح البعض بتذكير من لا يعرف بالأسلوب الذي تم التعامل به مع الملك فاروق آخر ملوك مصر، عندما توفي عام‮ 1963في منفاه في روما، فقد رفض جمال عبد الناصر فكرة دفنه في مصر، وكانت رغبه فاروق الأخيرة أن‮ يدفن في الأرض التي ولد فيها وكان ملكاً‮ عليها حتي تم خلعه بعد ثورة‮ يولية 1952 وتنازله علي العرش ثم خروجه منها هو وعائلته بعد قيام الثورة بأيام قليلة!
وبعد مشاورات بين بعض افراد اسرة الملك الراحل وجمال عبد الناصر وافق الأخير وسمح بدفن فاروق في أرض مصر شريطة أن‮ يتم ذلك في الليل علي أن‮ يحضر نفر قليل من أسرة فاروق‮ مع الجثمان الذي تم وضعه في ثلاجة في إحدي كنائس روما حتي تنتهي المشاورات! وحضرت أسرة فاروق إلي مصر بعد سنوات من الغربة والشتات، وقامت بدفنه علي ضوء بعض المصابيح، ولم‮ يسمح لهم بعمل أي نوع من الشعائر، ثم سافروا في اليوم التالي، وكان عبد الناصر‮ يخشي من تعاطف الشعب المصري مع الملك المخلوع، والمشاركة في جنازته، رغم أن الرجل كان قد خرج من مصر منذ ما يزيد علي عشر سنوات وعاش في روما‮ «‬كافي خيره شره‮» ولم‮ يسلم من محاولات تشويه سمعته، طوال تلك السنوات، وإذا كانت حجة البعض أن فاروق كان ملكا فاسدا ولا يستحق جنازة شعبية تليق بملك، رغم أنه‮ آثر سلامة شعبه وتنازل عن العرش بكل سلاسة ولم‮ يحاول استعداء حلفائه علي رجال الجيش الذين قاموا بالثورة، وذلك‮ حقنا لدماء المصريين‮!‬ فماذا‮ يمكن أن نقول علي المشير عبد الحكيم عامر الذي كان قائدا للجيش المصري طوال خمسة عشره عاماً؟ امتدت منذ قيام ثورة‮ يولية وحتي عام النكسة في عام‮ 1967 ثم وفاته الغامضة التي قيل بعد ذلك إنها كانت انتحاراً، لقد تم التعامل مع الرجل بصيغة الطليق، فقد كان الرجل الثاني في حكم مصر، وكان لصيقا بعبد الناصر قبل أن تدب بينهما الخلافات، فقد منع عبد الناصر أسرة عامر من إقامه مراسم دفن تليق بمكانته، وطبعا لم‮ يتم تشييعه في جنازة عسكرية! خوفا من تعاطف رجال الجيش المصري معه وهو الذي عرف عنه حرصه علي رجاله وعشقهم له‮! وطبعا‮ يصعب بل‮ يستحيل مقارنة المخلوع حسني مبارك بأي من الرجلين «فاروق وعامر‮» رغم اختلافهما الشديد، فإن كلاً منهما كان‮ يستحق جنازة تليق بمكانته، أما مبارك فتوصيفه الحالي مجرم أثيم، ومتهم بالتحريض علي قتل آلاف من شباب مصر وإصابه آلاف آخرين بعاهات مستديمة، وإفساد الحياة السياسية والتآمر ضد مصلحة الشعب، فكيف‮ يفكر عاقل في إقامة جنازة شعبية أو عسكرية له، حال وفاته وهو الذي لم‮ يفكر في تعزية أهالي الشهداء أو التعاطف مع من ماتوا‮ غرقاً أو حرقاً أو مرضاً أو جوعاً في عصره الفاسد الذي تركنا في حالة لا تسر عدواً ولا حبيباً، لا لن‮ يسمح شباب ثورة‮ يناير ولا شيوخها بتكريم رجل استعذب مذلة الناس وإهانة كبريائهم والحط من أقدارهم طوال سنوات حكمه الذي امتد لثلاثين عاماً‮!‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.