لا تزال الدول الكبرى تحاول ترتيب صفوفها تحضيراً لإنشاء تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش، وكان لافتاً رفع العراق طلباً لفرنسا لدعوة إيران إلى المؤتمر الذي من المقرر أن يعقد في باريس لمكافحة داعش. ووفقاً لما أوردت صحف عربية، صباح اليوم السبت، فإنه من المحتمل أن تكون محافظة الأنبار العراقية ومناطق تواجد بعض العشائر السنية قاعدة انطلاق لمحاربة التنظيم خصوصاً إذا ما أقرت الأردن قيامها بتدريب أبناء العشائر وقوات من البيشمركة على التعامل مع التنظيمات الإرهابية. العراق تريد دعوة إيران أشارت صحيفة "الحياة" اللندنية، نقلاً عن مصادر فرنسية مطلعة على التحضير للمؤتمر الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية - داعش - الذي سيُعقد في باريس الإثنين المقبل، أن مسؤولين عراقيين طلبوا من الرئيس فرانسوا هولاند، خلال زيارته بغداد أمس، دعوة إيران للمؤتمر، فما كان من الأخير إلا أن رد أنه سيستشير الدول الخليجية أولاً، وفي مقدمها السعودية. وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة توافق على مشاركة طهران في المؤتمر، قالت المصادر عينها إن الأمر يعود إلى منظميه. لكن هولاند الذي يسعى للعودة إلى الشرق الأوسط عبر بغداد كانت عينه أمس على الجمهورية الإسلامية لما لها من نفوذ في هذا البلد، بحسب الصحيفة. الأردن يدعم العشائر العراقية السنية بمواجهة داعش وفي الملف نفسه، أكدت مصادر أردنية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الأردن مستعد لدعم أبناء العشائر العراقية في مواجهة "داعش" من حيث التدريب وتقديم الدعم اللوجستي أيضاً. وأكدت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الأردن له اتصالات واسعة مع رؤساء العشائر السنية في معظم المناطق العراقية وخاصة محافظة الأنبار والتي قد تكون هذه العشائر قاعدة انطلاق لمحاربة داعش إذا ما تم تدريب أبناء هذه العشائر في الأردن، إضافة إلى تدريب قوات من البيشمركة الكردية على عمليات مكافحة الإرهاب والتعامل مع التنظيمات الإرهابية. وأكدت المصادر أن الأردن سيقدم خدمات لوجستية من مطارات عسكرية وفتح الأجواء أمام الطائرات الأميركية والبريطانية من أجل القيام بضرب أهداف محددة في غرب العراق أما المناطق الشمالية في العراقوسوريا فإن الأراضي التركية ستكون منطلقا لهذه الطائرات. ويرى مراقبون سياسيون لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الأتراك ربما يريدون الفصل في معالجة "داعش" بين الملفين السوري والعراقي، بحيث تنحصر المواجهة هنا، مع داعش في العراق، باعتبار أن مواجهة "داعش" في سوريا قد تصب في خدمة دمشق الرسمية، وهو ما لا تريده أنقرة. التحالف الدولي ضد الإرهاب يثير مخاوف حزب الله لفتت صحيفة "العرب" اللندنية إلى أن قادة حزب الله في لبنان تستشعر خطراً كبيراً إزاء التحالف الدولي الجاري تشكيله في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من عدم إعلان الحزب موقفه النهائي من هذا التحالف إلا أن تصريحات قياديين من الصف الثاني في الحزب تعكس مخاوف كبيرة، من أن تشمل الحرب على داعش حزب الله. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" فإن انزعاجاً كبيراً بدا واضحاً عند قيادات فريق 8 آذار الموالي لدمشقوطهران وعلى رأسهم حزب الله، وذلك على خلفية توقيع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على البيان الذي صدر عن الاجتماع، الذي عقد في جدة، أول من أمس الخميس، والتزمت خلاله 10 دول عربية بمواجهة الإرهاب الدولي. ورأت مصادر في تصريح ل"الشرق الأوسط" أن باسيل "دفن" في جدة سياسة النأي بالنفس، التي انتهجتها الحكومة اللبنانية في السنوات الماضية. السفارة الأمريكية تنفي وفي إطار آخر، نفت مصادر في السفارة الأميركية في بيروت لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن "يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال أمام وفد بطاركة مسيحيي الشرق خلال لقائه بهم أمس الأول، إن الرئيس السوري بشار الأسد يحمي المسيحيين في سوريا". وأوضحت المصادر أن "أوباما قال إن وحشية نظام الأسد قد تسببت بمعاناة فادحة في صفوف الشعب السوري، بما في ذلك المسيحيون"، مؤكداً أن "الأسد فقد كل شرعية لقيادة سوريا، ولهذا السبب تدعم الولاياتالمتحدة المعارضة السورية المعتدلة كثقل وازن في مواجهة كل من الأسد و"الدولة الإسلامية".