يخطو الإعلام المصرى فى خطوات تنافسية سريعة نحو الانحدار منذ قيام ثورة يناير التى كشفت عن الكثير من المساوئ التى استوطنت مصر على مدار ثلاثين عامًا ، وعلى رأس تلك المساوئ الإعلام المصرى، ليعكس بها الإعلام أسوأ طرق استغلال الحرية لكسر أهم القواعد الأخلاقية للمهنة والمتمثلة فى صيانة الآداب العامة فى المجتمع، والحفاظ على شرف المهنة وآدابها ، والالتزام بقواعد الشرف والمهنية والنزاهة. جدير بالذكر أن الحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة المصرية والذى نصت عليه المادة " 9" من دستور عام 1971 والتى جاء بها " الأسرة أساس المجتمع وقوامها الدين والأخلاق والوطنية، وتحرص الدولة على الحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة المصرية وما يتمثل فيه من قيم و تقاليد، مع تأكيد هذا الطابع وتنميته فى العلاقات داخل المجتمع المصرى "يقع على عاتق أجهزة الإعلام وما تبثه من موضوعات، والتى آلت فى الفترة الأخيرة إلى استخدام تعبيرات و إيحاءات ينفر منها المجتمع المصري، مما جعل البعض يوجه الاتهام واللوم لأجهزة الإعلام فى تفشى الكثير من الظواهر اللأخلاقية فى المجتمع المصرى. وأكد كارم محمود سكرتير عام نقابة الصحفيين، أن المطالبة بوجود ميثاق شرف إعلامى سيكون مسألة ضرورية وملحة فى الفترة المقبلة خاصة وأن خارطة الطريق التى أعلنها المجلس العسكرى فى 3 يوليو كانت بها نص لوجود ميثاق شرف إعلامى. وأشار " كارم محمود" إلى أنه سادت فى آخر عامين حالة من عدم التقيد بقواعد المهنية السليمة، وأصبح هناك صراع محموم على السبق حتى لو أدى هذا السبق إلى تجاوزات مهنية وانتهاك حرمة الحياة الشخصية؛ ما يؤدى إلى رسم صورة مسيئة للإعلام عند المواطن، ويزيد من حدته معهم بلا ضابط ولا رابط". أزمة التسجيلات الصوتية و ما أثير حول مهنية نشر التسجيلات الصوتية لبعض شباب الثورة اعتبر "كارم محمود" أنه خرق فاضح لقواعد العمل الصحفى والإعلامى، وأنه من المسيء لمهنة اللإعلام أن يتم إذاعة مثل هذه التسجيلات غير المعلومة المصدر وبدون تصريح من الجهات المسئولة، مضيفًا أن كل ذلك يشكل صورة سلبية تضع المدافعين عن حرية الإعلام فى موقف المدافع والذى وصفه بأنه "موقف لا يحسدوا عليه". وعن زيادة التعبيرات و الإيحاءات غير المنضبطة فى الفترة الأخيرة فى الإعلام المصري، أوضح ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، ،أن الإعلام فى مصر الآن يعمل "بلا ضابط ولا رابط " و يخضع للاستقطاب السياسى الحاد ويحفل بأنماط التمويل المجهولة، و يعكس الهشاشة والاضطراب فى البيئة السياسية والاجتماعية، وكل هذه العوامل تؤدى زيادة التجاوزات و الممارسات الفاضحة. وعبر " عبدالعزيز" عن أسفه الشديد من عدم تفعيل معايير والتزامات الإعلاميين بميثاق الشرف الصحفى لاعتقاد كثير من الإعلاميين بوجوب عمل ميثاق شرف إعلامى خاص بالإعلاميين فقط، مضيفًا أنه حتى هذه اللحظة لا توجد رقابة على الإعلاميين، ولا يوجد فرصة لإصدار ميثاق شرف إعلامى يحظى بتوافق الإعلاميين والتزامهم. و أكد " عبدالعزيز" أن المشكلة لا تتلخص فقط فى وجود ميثاق إعلامى، لأنه غير كافى وحده للقضاء على التجاوزات والممارسات السلبية والحد منها ، فهو جزء من تقويم الآداء الإعلامى، وجزء من النظام الإعلامى الذى تقع مسئولية بناءه على الدولة. ورأى عبدالعزيز، أن الحل الوحيد للخروج من تلك الأزمة يتمثل فى إعادة بناء نظام الإعلام ككل؛ حيث يكون ميثاق الشرف جزء منه. وأشارت الدكتورة فؤادة البكرى ، أستاذ الاعلام بجامعة حلوان، ان نشر مثل هذه التسجيلات فى هذا الوقت و الذى وصفته " بالحراك الشديد " يزيد الموقف تازما، بالرغم من انها تمس بالحياة الخاصة للمواطنين، موضحه الى ضرورة التغاضى تلك التجاوزات الاعلامية فى الوقت الذى يشوبه القلق بين المواطنين، واكدت الى ضرورة عدم اعتبار تلك التسريبات قاعدة عامة يسير عليها الاعلاميين فى وقت الاستقرار. و شددت " البكرى " على ضرورة عمل ميثاق شرف إعلامى واحد يضم كل انواع الوسائل الاعلامية سواء كانت مسموعه او مرئية او مقروءه ، بالاضافة الى إلتزام الاعلاميين انفسهم بمعايير و ضواب العمل الاعلامى و الحفاظ على اخلاقيات المهنة للتخلص من الجوانب السلبية التى ظهرت فى الفترة الاخيرة فى أجهزة الإعلام . و فى دعوة صريحة وجهتها " البكرى " لوسائل الإعلام أن تنسى كل وسيلة إعلامية القيم السلبية التى تسببت فى التشكيك والمهاجمة، وأن ينطلقوا للأمام من أجل زرع قيم ومعايير أخلاقية يلتزم بها الجميع وتتماشى مع قيم المجتمع المصرى .