السفير إبراهيم يسرى: 500 توقيع كفيلة بوقفه.. ولا بد من تطبيق ميثاق الشرف الإعلامى على ما يبثه من هدم للأخلاق الألفاظ والإيحاءات التى تبث بالبرنامج تسىء للأسرة المصرية وخارجة عن القيم والدين استنكر عدد من الخبراء ما يبثه برنامج «البرنامج» والذى يقدمه الإذاعى «باسم يوسف»، مطالبين بضرورة محاكمة المذيع والقائمين على البرنامج ووقفه فورا، نظرا إلى تأثيره السلبى فى قيم وأخلاقيات المجتمع المصرى وخروجه عنها، بل ربما يكون خارج عن الدين أصلا لأن الأديان تحض على الأخلاق والفضيلة والبرنامج يحض على عكس ذلك. وأكد الخبراء وجود عدة طرق وأساليب لوقف هذا البرنامج، سواء عبر الدعاوى القضائية أو من خلال تطبيق ميثاق الشر الإعلامى عليه، وغيره من الطرق، خاصة أنه تعدى كل القيم والمبادئ والأعراف القانونية والإعلامية. ففى هذا السياق أكد السفير إبراهيم يسرى أنه بالإمكان وقف هذا البرنامج من خلال تقديم دعوى قضائية موقع عليها من 500 شخص باعتبار أنهم متضررون مما يقدمه المذيع من مادة إعلامية تحمل بين طياتها إساءة للقيم والمبادئ، سواء بشكل صريح أو تلميح، وهو ما يتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع المصرى وثوابته الدينية، وهو ما تجلى من خلال ما يبثه البرنامج من مشاهد خليعة وملابس داخلية وألفاظ وشتائم يعاقب عليها القانون. وأضاف «يسرى» صاحب القضايا الشهيرة والتى استطاع أن يحصل فيها على أحكام تاريخية، مثل قضية وقف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيونى وغيرها من القضايا- أن رفع دعاوى من هذا القبيل تشترط لرافع الدعوى هنا أن يكون صاحب مصلحة مباشرة كأن يكون الشخص الذى تعرض للإساءة مثلا، وبما أننا لسنا أصحاب مصلحة أو طرفا أصيلا فى الموضوع؛ فالقانون كفل حق التضرر من قبل مجموعة من أفراده، سواء من خلال المساس بقيم المجتمع أو ازدراء أبنائه وغيرها من الجرائم. ومن جانبه أبدى «حامد صديق» المحامى استعداده للتضامن مع السفير إبراهيم يسرى فى هذه الدعوى والتداخل معه بشكل قانونى والمساعدة فى جمع توقيعات ال500 شخص، مؤكدا تضرره وأسرته مما يذيعه باسم يوسف من ألفاظ خارجة وإيحاءات جنسية وأحيانا ألفاظ جنسية أيضا، وهو ما يجعلنا كأسرة لا نستطيع أن نستكمل مشاهدة البرنامج معا، والمشاهدة للمواطن العادى هنا حق قانونى لا يجب سلبها إياه تحت أى سبب من الأسباب، خاصة أن هذه القنوات تحصل على تراخيص البث وهى تتعهد بعدم تخطى القوانيين والذوق العام وقيم المجتمع وأخلاقه المتعارف عليها. وأضاف «صديق» أن التصدى لهذا البرنامج ضرورة أخلاقية بأى شكل من الأشكال، سواء قانونيا من خلال رفع الدعاوى ضده أو إداريا من خلال منعه من البث أو تسويد الشاشة وقت البث، وغير ذلك من الإجراءات، لأن هناك فارق كبير بين حرية التعبير وبين السباب والإساءة للمجتمع وقيمه الدينية المتعارف عليها، فلا يمكن بأى حال من الأحوال وصف ما يعرضه هذا المهرج ب«الإعلام الإيجابى» الذى يحمل رسالة، بل يأتى فى إطار الإعلاام الهدام الذى يقوض أركان المجتمع الأساسية وهى المبادئ والقيم. ومن الناحية الإعلامية يرى د. سلام عبده، أستاذ الإعلام؛ أن هذا البرنامج فى الميزان الإعلامى خارج تماما عن ميثاق الشرف الإعلامى الذى ينص صراحة على احترام الذوق العام وعدم المساس بقيم وأخلاق المجتمع، فضلا عن أن هذا البرنامج لا ينتمى إلى المعايير المهنية على الإطلاق؛ فهو برنامج موجه بامتياز، بمعنى أنه يحمل فكرا سياسيا متحيزا ضد فكر سياسى آخر، وهنا لا يمكن وصف ذلك بالعمل الإعلامى المهنى، ولكن هو عمل سياسى، والمفترض فى العمل الإعلامى الحيادية والنزاهة والشفافية وعرض الرأى والرأى الآخر، وغيرها من القيم المتعارف عليها فى هذا السياق ولا يختلف عليها أحد. ويضيف د.سلام أن ما نقوله لا يمس أبدا حرية التعبير؛ فهناك فارق كبير بين حرية التعبير وبين البذاءة والشتائم؛ فبرنامج «البرنامج» هو خليط من البذاءة والشتائم والتحيز الساسيى والخروج عن ميثاق العمل الإعلامى، فيجب عقاب مقدمه والقناة التى تبث ومقاضاة كل القائمين على هذا البرنامج لأنه يساهم فى إرساء عدة قواعد سلبية منها انتهاك حرية التعبير وميثاق الشرف الإعلامى والتعدى على قيم ومبادئ المجتمع. أما د. عزة كريم، الخبيرة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية؛ فترى أن وجهة النظر الإعلامية إحدى المصادر الهامة جدا لتوجيه الرأى العام وتنشئة الشباب والأطفال، ومن خلال هذه النظرية نجد أن كل ما يبث له تأثيره؛ فإذا كان ما يبث يأتى فى سياق الألفاظ البذيئة يؤثر سلبا فى الجمهور، بالطبع خاصة أن الجمهور المصرى يستقى معلوماته من التلفزيون، ومع الأسف فإن كل السلبيات تأتى من وسائل الإعلام المرئية. وتضيف د. عزة: ويأتى برنامج باسم يوسف فى هذه السياق، وأهم شىء هنا الألفاظ والإيحاءات البذيئة التى يعرضها البرنامج، ومن المفترض أن يعاقب كل القائمين على هذا البرنامج قانونا، ولكن الآن هذا الإعلام وهو خارج عن القانون لا يمس من قريب أو بعيد، ويأتى الهجوم من القنوات الأخرى فى حال تحويل مذيع إلى المحاكمة، ومع الأسف هناك مؤامرة على الشرعية وعلى المجتمع وكل ما يبث كثير منه إشاعات، وأنا شخصيا قاطعت هذه البرامج منذ 6 أشهر لأنها لا تلتزم بميثاق الشرف الإعلامى، ومن أسباب انقسام المجتمع المصرى، ويؤثر فى سمعة مصر وفى الوضع الاقتصادى. وتؤكد د. عزة أن مثل هذه البرامج تساعد على تفكك الأسرة والإساءة إليها، وهذا البرنامج خرج عن الميثاق القيمى والأخلاقى المصرى، ولا بد من محاكمته وهذه الألفاظ تؤدى إلى جرأة أولادنا وتؤثر فى الاحترام المتبادل، خاصة إذا تم ترديد هذه الألفاظ، والمشكلة أن هذا يصاغ فى شكل فكاهى، وأخشى أن يكون هذا خارجا عن الدين وليس عن الأخلاق فحسب، ولا بد من إلغاء هذا البرنامج.