قبل أن تقرأ: لماذا أتحامل على نفسى ولا أغير مؤشر «الجزيرة مباشر مصر» وأنصت لترهات الأكاديمى سيف عبدالفتاح؟ «على مسئوليتى» أقول إنه كان مستشاراً فاشلاً لرئيس أفشل.. وقد خدعنا عندما استقال بعد عاصفة إصدار «الفاشل» مرسى لإعلانه الدستورى (إياه).. فما يردده - سيف - اليوم وما يتفوه به بشأن خروج شعبنا العظيم فى يونية ويوليو 2013 بأنه «انقلاب» يشعرك بأن الرجل «فيه حاجة غلط»؟.. أوهمتنا برفضك ل «ترهات» مرسى و«ديكتاتوريته», ثم حينما أسقطناه فأجاتنا بأنك خرجت لتدافع عن «شرعيته»!, بكلمات بلهاء, فلا ترحم نفسك أبداً.. فبين كل كلمة «انقلاب» و«انقلاب» ترددها تعود لتضع بينهما كلمة «انقلاب»! «إيه يا أخى مابتزهقش»؟ هل نلوم الزملاء الإعلاميين الذين تكالبوا عليه يوم استقال - وكل مستشارى مرسى من مواقعهم الاستشارية رفضاً لإعلانه الاستبدادى الذى أعلنه من دون أن يعمل اعتباراً لرأى أحد منهم - لاستطلاع موقفه «البطولي» إثر تضحيته بمنصبه «الرفيع».. حيث أتاحوا له «أضواء» زيفت للناس صورة ديمقراطية عنه, لم تكن إلا وهماً وخيالاً؟.. إن أحداً غيره من المستشارين - سوى وائل قنديل - لم يقف مثل هذا الموقف العجيب حيث يخاطب الشعب المصرى متحدياً ومحرضاً على «الجيش» بحديث الإفك عن «انقلاب» على الرئيس الشرعي (...) وعن المدرسة «السيسية» كما يسميها, وهو تعبير يردده تندراً على الأكاديميين وعلماء السياسة والقانون الدستورى ممن يرفضون ترهاته - هو ومن يؤيدونه - من ذوى العاهات الفكرية! أم نلوم هؤلاء الناس الذين يفاجئون وطنهم بمواقفهم الفكرية التى لا تصمد كثيراً، أمام الحق والمنطق؟.. فبأى وجه يمكن أن يتحدث للشعب هؤلاء المنددون بالإعلان بالدستورى لمرسى الذى كان «المسمار الأخير فى نعش حكمه» الفاشل.. الذين يتحفوننا اليوم بالتباكى عليه وعلى حقه المسلوب, محاولين البحث فى «أضابير» علم الكلمات والتحورات السياسية عما يمكن أن يؤيد محاولاتهم, بمعنى أوضح فإن ما أقدم عليه «مرسى» لم يكن خلافاً على «أولوية المرور فى الدوار» ولم يكن يتعلق ب «شروة خضار» أو ينحصر فى تغيير وزير فى وزارته التعسة, أو بتعديل مادة فى القانون.. ولكنه كان قمعاً صارخاً لحرية الرأى والتفكير.. وإهداراً لكل المكتسبات الديمقراطية.. ولذا ليس من حقه - سيف ومن يشايعونه - أن يعتقد أن موقفه من رئيسه كمستشار له بتقديمه استقالته له يعنى أنه يتحلى «بالموضوعية» و«العلمية» فى انتهاج المواقف السياسية, وليس بالمدرسة «السيسية» كما يحاول اتهام خصومه ومعارضى رأيه, أو أنه رجل له مواقف معارضة لهذا الرئيس تكسبه مصداقية اليوم حينما يواليه ويؤيده ويهاجم خصومه. «سيف» ليس وحده.. لكنه نموذج فرض نفسه على «مسامعى»، حينما أدرت مؤشر القناة لأتابع بعضاً من زيف «الجزيرة».. فقد وجدته الخميس الماضى يتحدث فى برنامج عنوانه «على مسئوليتى».. يبدو فيه فى لقطات كوميدية ساذجة وهو يمط شفتيه ويهز جسمه أماماً ووراء من دون اتزان, ولا يقل عنه فى طريقته الكوميدية, هجمات هنا وهناك يطلقها أشخاص آخرون, يخترقون «فضاء» الوجدان المصرى بكثير من الزيف وأساليب تصفية الحسابات.. فضاء الوجدان المصرى الواسع يتعرض الآن لأبشع عملية اغتيال إنسانى, إذ تغيب عن هذا «الفضاء» أفكار نبيلة تعتذر من «الوطن» عما جرى له من دمار وتخريب واستنزاف ومحاولة تركيع وإجهاز على مقدراته, أو - على الأقل - تأسف لقطرات دم غالية أريقت.. أو تتبرأ من محاولات لا آدمية للعدوان على حرمات شهدائه وضحاياه وتستنكر اغتيالهم والتمثيل بجثثهم، فضاء الوجدان المصرى - المحدود - المعارض» ل «السيسى» ضاق تماماً عن الشعور بأى عاطفة نبيلة تجاه الجرائم التى أوقعها الإرهابيون بحق المصريين الأبرياء أو الذين يؤدون التزاماتهم التى أمرتهم الدولة بالقيام بها, ضاق صدر معارضى إجراءات 3/7 عن تقديم أى اعتذارات إنسانية لمصر وللمصريين، حيث اختفت تماماً كل عاطفة لهولاء المعارضين لتلك الإجراءات للتعاطف مع شهداء الوطن من جنود وضباط الجيش والشرطة وحتى الضحايا الأبرياء الذين يسقطون فى المواجهات المحمومة التى يديرها «الإخوان المفسدون» وأنصارهم ومشايعوهم الآن, الذين يريدون توظيف واستخدام إجراءات التصدى لهم ومنعهم من إهانة – وهدم - الدولة كلها ووصمها بالإرهاب والقمع وال «عسكرة» وال «بولسة» والترويج لمفهوم عودة «حكم العسكر», ليتسنى لهم أن يجذبوا بعض الذين لم تتضح الصورة لهم, أو بعض المتذبذبين فكرياً ونفسياً. عارض ما شئت.. أنا معك فى معارضة الدولة القمعية.. «الوفد» معنا, وكل أطياف «الليبرالية المصرية», و«اليسار المصرى», وكل «الضمائر الحية» تعارض الدولة القمعية.. ترفض عودة ممارسات «أمن الدولة» الساقط بقوة الشعب الثائر في 25 يناير المجيد (إذا عادت).. عارض عودة «المجلس العسكرى» إلى الحكم.. عارض محاولات بعض الحمقى الذين يريدون إعادتنا لأيام سوداء حلمنا بتغييرها.. عارض أى محاولات غير مسئولة هنا وهناك لبعض المسئولين في الشرطة والجيش من شأنها أن تؤدي إلي «نفاد الرصيد» مجدداً.. أكد أن مصر أفضل في «حماية» الجيش وأنها أسوأ تحت حكم «القمع» وأيضاً في ظل استنزاف «الإرهاب»، لكن لا تكسر مصر وشعب مصر. بعد أن قرأت: نرفض اعتقال الصحفيين واتهام النشطاء والثوار بالتخابر والتمويل، ونطالب بكشف الحقائق ومنع أي تعسف، أو أي محاولة لإهدار الحقوق المدنية للمصريين، لكننا بنفس القدر ضد محاولات تشويه ما يجري في مصر من محاولات لتصحيح مسار الثورة واغتيال أحلام الشعب المصري في العيش بحرية وبكرامة وبعدالة، وضد كل محاولة لهدم الدولة وكسر الجيش.. نيابة عن كل ذرة تراب في أرض مصر أهينت أو تلطخت أو تخضبت بالدم أو احترقت بالنار، أقول: «إحنا أسفين أوي يا مصر».