أكد د. سيف الدين عبد الفتاح- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن استعادة المسار الديمقراطى أساس من أسس الشرعية الديمقراطية، مشيرًا إلى أننا الآن لسنا فى دولة، فالدولة ليست هى الدولة التى يقولون عليها أنها فى مرحلة انتقال التى سنظل فيها ونحن فى العام الثالث عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقال عبد الفتاح: إن المصريين يراد لهم أن تكون المرحلة الانتقالية بلا نهاية، فنحن نتحدث هنا عن الدولة العميقة والثورة المضادة والجيش للأسف والشرطة المتمثلين فى الدولة البوليسية والعسكرية، وهذا تحالف خطير ينضم معه كل من الإعلام والقضاء، مشيرًا إلى أن هذا تحالف يخلق "دولة فاشية" ليس بحكم تعريفها بأنها دولة تقوم بالانتقام؛ ولكنها دولة فاسدة فاشلة مستبدة. وتساءل عبد الفتاح: "إلى متى ستستمر مرحلة الانتقال هذه، خاصة وأننا مررنا بمرحلتين انتقاليتين، الأولى مع المجلس العسكرى، والثانية مع الرئيس المنتخب الذى لم يُكمل مدته، والذين يقولون عليه أنه فاشل ولا يستطيع أن يحكم. ووجه رسالة لأساتذة العلوم "السياسية"، قائلا: "ارحمونا بحديثكم عن هيبة الدولة، وأن ما تبتكرونه من أجل "السيسى" شديد الخطورة ولا يمكن تمريره فى حياة الناس بعد الثورة، مشيرًا إلى أننا لم نقم بالثورة لكى يأتى انقلاب العسكرى فى 30 يونيو يلغيها ويعزل الرئيس المنتخب، ويعطل الدستور، ويحل مجلس الشورى، ويسير على 25 يناير بأستيكة. وقال: إننا أول من ننادى بهيبة الدولة، ولكن الدولة التى تعكس احترامها والتزامها بالمبادئ الأساسية لا أن تقوم بالاعتقال ولا أن تكون دولة تكون فاشية لا تستند على منظومة سياسية ولا تستند لشرع أو شرعية، وهذا ما نقوله لأساتذة العلوم "السياسية". وأكد- خلال حديثه فى برنامج "على مسئوليتى" على فضائية الجزيرة مباشر مصر منذ قليل- أن المساحة الكبيرة للاعتقالات الحالية تستهدف رموز 25 يناير والأيقونات الشبابية الثورية فى هذا المقام، ومنها اتهام هيثم محمدين بانتمائه لتنظيم سرى، وكأن الاشتراكيين الثوريين أول مرة يظهرون علينا، نعم لهم مواقف- نختلف أو نتفق معها- ولكن فى النهاية كانت لهم مواقف من خلال إيمانهم بالشعب وعدالته. ولفت فى ذات الوقت إلى أننا إذا تحدثنا عن هذه التكوينات و6 أبريل وغيره من الحركات سنجد أن بها مشاكل، ولكن الهدف الآن هو القضاء على الثورة من خلال الثورة المضادة والفلول الذين عادوا بشكل من الأشكال إلى الحياة من جديد. وعن الأزمة الاقتصادية للبلد، قال إننا نريد التأكيد على وظيفة مهمة ألا وهى "الرؤية المجتمعية للأزمة الاقتصادية" خاصة وأننا نتكلم عن أزمة اقتصادية حقيقية، وعندما يسألنى سائل عن أرقامى حول هذه الأزمة؛ أقول له إننى منذ أن كنت فى كلية الاقتصاد وحتى الآن أعرف والجميع يعرف أن الناس "لا تأكل أرقام" ولكن تريد أن "تأكل العيش" و"تشعر بالأمان" وهما مدخلان أساسيان، ف"مدخل الاقتصاد" هو "مدخل الأمن"، و"مدخل الأمن" هو "مدخل الاقتصاد". وقال: إن أساتذة العلوم السياسية يتحدثون عن مفرات تصب جميعها فى مصلحة فى مصلحة منظومة الانقلاب، وأقول لهم: "إن السياسة هى القيام على الأمر بما يصلحه والقضاء على الفساد"، ولكن عندما نرى ظلم وفساد وبطش وطغيان؛ فهذه ليست سياسة؛ لأن السياسة منظومة إصلاح، والسياسة نحن من نضعها ونضع لها الأخلاق والمبادئ التى تتعلق بها، ولكن العلوم "السياسية" لها رأى آخر من حيث "إعلاء الباطل على الحق" و"إعلاء القوة على المبدأ". ولفت إلى أنه إذا حدثت أزمة اقتصادية أيام الدكتور مرسى فى العام الماضى كنا نتحدث عن أن المسئولية عن هذه قديمة ومتراكمة على مر العقود الأخيرة، وكانوا يُصرُّرن على أن الدكتور مرسى هو السبب فيها، والآن يقولون أن التدهور الاقتصادي الآن سببه تراكمات عقود ماضيه ولا يريدون إلقاء المسئولية على أنفسهم ولا على الانقلاب، مشيرًا إلى أننا عندما نقول إن هناك ترديا اقتصاديا نتحدث عن منظومة أسعار تأكل الناس والمعاش وتعمل على تآكل الدخل. وأشار إلى أن الانقلاب غير مواتى لأى عملية تتعلق بالتنمية أو بالاستثمار أو الادخار أو البناء، فالانقلاب يعنى تدهور الاستثمار والاقتصاد وحظر التجوال، والتأثير على حياة الرجل العادى الذى يعرف مفهوم الاقتصاد بأن يخرج من بيته آمنا، وأن يشعر بالاستقرار والثقة والأمان والاطمئنان، لافتًا إلى أننا عندما نقف عند هذه المعانى نجد أن الشعب البسيط يفهم معنى قوله- تعالى-: "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، وعلى من يريد عمل منظومة اقتصادية أن يحقق هذه المعانى. وتابع أننا عندما نتحدث أيضًا عن الانقلاب والرؤية المجتمعية له سنجد أن هناك تكلفة سياسية واجتماعية واقتصادية له، وثلاثتهم يصبون فى الاقتصاد، وهذا معناه أن الاقتصاد يعتمد على مناخ اجتماعى اقتصادى يعتمد بالأساس على الثقة ورصيد الثقة المجتمعية، وبالتالى فإن كانت هناك ثقة ستحقق مقتضياتها، ولكن فى ظل الاعتقالات والقتل لن تتم. وأكد أن "حالة الرعب" و"فزاعة الإرهاب" معروف من اخترعها ومن دعا إليها، ولا نريد الخوض فى ذلك، لافتًا إلى أنها فزاعة لمنظومة الانقلاب، وأن الشعب حينما رد عليها قال "الانقلاب هو الإرهاب". وقال إننا نريد الربط بين شيئين خلال حديثنا عن ما قيل أنه محاولة اغتيال لوزير الداخلية، الأول: منظومة الأمن وتصوره للأمن ومسئولياته والذى يبطش بالناس حاليا، والثانى: المسئولية الأمنية التى ترتبط بالشارع، لذا فحينما يتم الحديث عن دولة فهذه ليست دولة، لأنه عندما تخرج 6 روايات لحدث واحد إما "نوع من التعجل" أو "الكذب"، وإذا كان المدخل فيها "تعدد الروايات والكذب" فلن يصدقها أحد.