وصلتنى رسالة من «إخوانى» لم يذكر اسمه، قال فيها: لو أن جميع المصريين رجالاً ونساء وشيوخاً وشباباً وأطفالاً، وقعوا لحركة «تمرد» لن يغادر الرئيس محمد مرسى الحكم ولا ستترك «الجماعة» موقعها.. الأغرب في الرسالة أنها حملت عبارات سب وقذف صريح، وتطاول لم أعهده من ذى قبل وشتائم لا يعاقب عنها القانون فحسب بل يحكم على صاحبها بأشد العقوبات، يمنعنى حيائى من ذكر تفاصيلها، ولا يستحق مرسلها أن ينال شرف ترديد ما قال.. الرسالة تم بثها مرتين على الإيميل الخاص بى.. تعاملت معها بسخرية ولم أعبأ بها فى بادئ الأمر حتى نصحنى أحد الزملاء بضرورة التنويه عنها!! ليس غريباً على أحد ممن يتناول فضائح الجماعة ومهازلها أن يتعرض لمثل هذه المهاترات، وتلك المساخر، فقد تعودنا نحن المصريين على «وقاحة» الجماعة وأفرادها الذين لا يعرفون الحرية والديمقراطية، ولا يؤمنون بها أصلاً، وأن يتعاملوا مع خصومهم السياسيين بهذا الفُجر فهم لا يعرفون عهداً ولا وعداً، ولأنهم منافقون فانطبق عليهم قول رسول الله «إذا خاصم فجر»..قد تكون هذه الرسالة من قيادى إخوانى، سبق أن تحدث معى فى ضرورة عدم التعرض للجماعة، وقد تكون من أحد أتباعهم أو أذنابهم، وقد تكون من متأسلم متعفن لا يعرف معنى الكلمة.. وعلى كل حال هى لا تشغلنى كثيراً ولا تشغل أمثالى الذين يؤمنون بالدولة المدنية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. أخطر ما فى الرسالتين اللتين تلقيتهما أنهما لا تهددان بالقتل والذبح فقط، وإنما قالتا إن أمثالى سيكون مصيرهم الدفن فى مقابر جماعية لأننا خرجنا على الحاكم.. والحقيقة أن حاكم مصر أعنى محمد مرسى هو فاقد أصلاً لشرعيته منذ زمن، وباتت كلمة الشعب المصرى هى الفصل فى الأمر عندما أعلن عن رحيل الرئيس وجماعته من الحكم، ويوم 30 يونيه هو ميعاد مغادرة «الجماعة».. وتخطئ الجماعة الحاكمة وأتباعها لو تخيلوا أو تصوروا أن إرهاب وترويع الشعب المصرى يمكن أن يثنيه عن القيام بدوره بوقف مهازل الإخوان ومن على شاكلتهم، ولم يعد ينفع مع المصريين الإرهاب والترويع، فقد بلغوا الفطام السياسى منذ زمن، ولن يكسر شوكة الشعب أى تجبر أو معاملة فاشية. ما أذكره ليس بلاغاً أتقدم به إلى النائب العام فهو أصلاً منهم وهم منه، بل إنه نفسه يمارس إرهاباً على الشعب المصرى وعلى الوفد حزباً وصحيفة، خاصة بعد ما تبين قيامه بدفع محاميه الشخصى لاتهام صحيفة «الوفد» بمحاولة قلب نظام الحكم، فى حين أن هذا الحكم لم يعد موجوداً أصلاً، فحكم الجماعة ومندوبها فى الرئاسة قد سقط بالفعل عندما أعلن المصريون تمردهم على هذا الواقع المؤلم.. وإن يوم 30 «يونيه» ليس ببعيد فالباقى أيام قليلة ويزول حكم الإخوان إلى غير رجعة. رسائل التهديد والوعيد التى تطلقها «الجماعة» وأتباعها ضد المصريين، تكشف بما لا يدع أدنى مجال لشك، أن حكم الإخوان بات إلى زوال، وإن صح ما أقول عنه بأنه «حلاوة روح» فلا أكون مبالغاً فى ذلك.. وإذا تصورت الجماعة أنها ستنصب مقبرة أو مذبحة للمصريين فهم واهمون لأن أمثالهم سيذكرهم التاريخ بأنهم طغاة دخلوا مزبلته من أوسع الأبواب، وكم من عروش طغت وانتهت، وكم من حكام أفسدوا فى الأرض وطواهم التاريخ إلا من ذكر حماقاتهم.. مثلى مثل باقى المصريين لم تؤثر فى رسائل التهديد ولم أعرها أدنى اهتمام، لكن ما دفعنى للحديث عنها، هو أن كثيراً من أمثالى تعرضوا لذلك وأكثر، وعسى الله يهدى القوم الفاسقين الذين اقتربت نهايتهم.