الدكتور محمد يونس: الباحث تملكه الرعب فحذف العديد من المقالات من الدراسة! كتابات نبيل عبدالفتاح وثيقة على العصر وتناولت أصعب فترات لم تكن طرق مصر فيها سالكة نحو المستقبل موضوع البحث جديد عن كاتب جرىء بعكس أبحاث تعد فى أسبوعين و«اقلب» عظيمة يا مصر فعلاً.عظيمة كما أرددها فى نفسى بصوتى..وكما تتردد فى آذانكم وفى أذنى أيضاً بصوت وديع الصافى..عظيمة يا مصر يا أرض النعم..يا مهد الحضارة.. يا بحر الكرم. ويا بدع الورد يا جمال الورد فيك يا بلادى..تغيب شمس مفكر كبير..فننظر حولنا، فإذا منح الله وعطاياه لنا كبيرة..يأخذ الله.. ويبقى أيضاً.. فى هذا البلد الولود الولاد. نحزن لرحيل مفكر وناقد وكاتب كبير مثل جابر عصفور..لكن الله يغسل أحزاننا ويضىء قلوبنا بإشراقة أخرى..تغسل بؤس لحظة وداعنا الحزينة. نودع مع المحزونين جابر عصفور..ونحتفى مع المحتفين فى جامعة عين شمس بنبيل عبدالفتاح. ..يوم النبيل (نبيل عبدالفتاح) مثل أول تكريم واحتفاء حقيقى به.. ينتسب إلى الأهرام، لكنه أكثر كثيراً من مجرد زميل، فهو كذلك بحكم الانتماء لمؤسسة صحفية.. لكنه أكثر من صحفى.. وأكبر من مجرد كاتب.. ومن مثقف.. فهو موسوعى الثقافة.. وأقرب إلى المفكرين منه إلى الباحثين..فقد تجاوز هذا الوصف فى الحقيقة، فقد بلور مشروعاً فكرياً متكاملاً.. تشير ملامحه بوضوح تام إلى رؤية خاصة له ووجهة نظر فى الحياة. أكتب عن «نبيل» على خلفية الرغبة فى إزالة الحزن العارم على رحيل مفكر من وزن جابر عصفور..رائد مدرسة العقلانية فى مصر.. وكأنى أرى فى منتج نبيل عبدالفتاح الفكرى عوضاً من الله. الحفاوة جاءت من قلب جامعة عين شمس..لكنها لم تأتِ من مجرد قيام باحث باختيار مقالات نبيل عبدالفتاح موضوعاً جاداً وجديداً للدراسة لينال عنها درجة الماجستير..(الخطاب الحجاجى فى مقالات نبيل عبدالفتاح) ولكنها جاءت أكثر من مرة من أساتذة اللغة والأدب والنقد العظام..الأستاذ الدكتور محمد يونس عبدالعال.. الأستاذ الدكتور عبدالناصر حسن محمد..الأستاذ الدكتور عزة شبل محمد..الأستاذ الدكتور خالد توكال مرسى. فعلى حين تعامل الباحث إسلام صلاح محمد المتقدم لنيل درجة الماجستير فى الخطاب الحجاجى فى مقالات نبيل عبدالفتاح، مع هذه المقالات كماده خام، يستلهم أفكارها ويصنفها ويبرز ما فيها ويضىء عليها، فإن الأساتذة المناقشين تعاملوا معها بطريقة مختلفة، تعكس التقدير العميق للأفكار ولكاتب المقالات. فالأستاذ الدكتور محمد يونس عبدالعال أشار أكثر من مرة إلى نبيل عبدالفتاح.. الأولى عندما وصف الموضوع بأنه مثير وفيه جرأة، لأنه يتناول مقالات كاتب مشهور معروف فى جريدة الأهرام، منوهاً بأنه كان من قرائه الدائمين، حينما كان يقرأ جريدة الأهرام.. وقت أن يقرأ، والآن أصبح مقلاً فى القراءة، ويدخر جهده لقراءة أعمال الدارسين ولمحاضرات طلابه. ومرة أخرى حينما شرع فى مناقشة الباحث، وسؤاله عما إذا كان قد أتيح له أن يطل على المنتج الفكرى الكلى لنبيل عبدالفتاح أم قرأ بعضه فقط، مؤكداً أنه كان يتعين عليه أن يلم بكل إنتاجه الثقافى حتى إن لم يكن ضمن موضوع المناقشة، لأن ذلك كان سيتيح له مجالاً أوسع للرؤية. ومرة ثالثة أشار الدكتور يونس إلى أهمية وقيمة الكاتب عندما قال إن اختيار مقالات نبيل عبدالفتاح للدراسة هو خروج من رتابة الموضوعات المتشابهة والمتكررة التى يدرسها الباحثون، والرسائل التى يعدونها فى أيام ويحصلون على درجتها فى أسابيع «واقلب»، فيما يشبه صرخة إدانة لما يجرى فى مجال البحث العلمى والفكرى. مضيفاً أن مقالاته تضرب فى كل أفق ويحتاج كل مثقف إليها. فهو مصرى وطنى وغيور ومحب لوطنه، ولكل شىء جميل. وأضاف أن فترة البحث والدراسة فترة صاخبة لا تنسى، حيث لم تكن هناك خلالها طرق معبدة أمام الشعب ليسير عليها نحو المستقبل. وهنا غمز الدكتور يونس الباحث من قناة ابتعاده عن القضايا التى تناولها الكاتب، مشدداً على أنه لم يكن هناك مبرر للخوف من الحجاج، ومن الاقتراب من نبيل ومن هذه الفترة. ونعى الدكتور يونس على الباحث حذفه العديد من المقالات من دراسته وقال: «لقد توقفت لغرض معين..كان الرعب يتملكك فإلى متى سيتملكك الرعب.لقد نحيت جانباً القضايا الفكرية التى تناولها مع أنه ليس هناك فصل بين هذه القضايا وبعضها.. فهذه المقالات وثيقة على العصر، ومهمتك مستقبلاً أن تصنع منها مجلداً». درس إسلام صلاح الباحث فى الخطاب الحجاجى لمقالات نبيل عبدالفتاح نحو 230مقالاً، نشرت فيما بين 2010-2016 ورأى أنها «شحنت بالأفكار والرؤى، وساعد الكاتب على ذلك ثراؤه اللغوى ومهاراته اللغوية، فأحسن التنويع وأبدع فى الاستعارات الجديدة وأحسن استخدام أساليب الاستفهام والتساؤل». الدكتور عزة شبل محمد أيضاً غمزت الباحث من قنوات عديدة، من بينها مطالبتها له بضرورة أن يربط أدواته البحثية بالقضايا التى عالجتها المقالات التى تناولتها الدراسة، موضحة أنها عالجت قضايا ثقافية وتشريعية واجتماعية، وكان واجباً الإضاءة على هذه القضايا، وأن تكون هناك فى نهاية الدراسة ثمرة لهذه التحليلات وما هى هذه القضايا لأنها ليست مذكورة لا فى المقدمة ولا الخاتمة». وهكذا انتصر أساتذة اللغة والنقد لأفكار نبيل عبدالفتاح، فيما كان الباحث فيها بعيداً عن جوهرها ومكنونها المهم، لاهتمامه وحرصه على نيل الدرجة العلمية، ربما بأهم من إدراك الأبعاد الكامنة فى أفكار نبيل عبدالفتاح ومقالاته.. وهكذا يبقى الأساتذة حراساً للأفكار والحجاج البلاغى والنقدى والمعرفى.. ويكملون دوماً نواقص الباحثين والدارسين. مصر مهد الحضارة المفكرين جامعة عين شمس المقالات موسوعى الثقافة Share 1 Tweet 1 0 الرابط المختصر