ما زالت المنافسة فى دراما رمضان مستمرة بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدايتها ورغم أن هناك مسلسلات حسمت المنافسة مبكراً وتصدت للقمة واستحوذت على أعلى نسب المشاهدة لكن هناك مسلسلات مع مرور الوقت تقترب من المربع الذهبى للمنافسة وتضع قدمها وسط أعمال الكبار وتأتى بعد «الاختيار» و«الفتوة» لنجمى شباك الدراما أمير كرارة بمسلسل «الاختيار» وياسر جلال بعده بخطوات بمسلسل «الفتوة». يرى خبراء صناعة الدراما أن هناك مسلسلات بدأت تفرض نفسها فى المنافسة كلاً من وجهة نظره واعتبروها الحصان الأسود فى المنافسة وأن السباق الدرامى بكل أنواعه الوطنية فى «الاختيار» والملحمة التاريخية المعاصرة مثل «الفتوة» و«ليالينا 80» والدراما الاجتماعية مثل «فرصة ثانية» و«نحب تانى ليه» و«جمع سالم» و«القمر آخر الدنيا» و«سلطانة المعز» و«شاهد إثبات» و«فلانتينو» و«البرنس» وغيرها من الأعمال المعروضة قدمت وجوهاً جديدة جيدة وأسندت بطولات لنجوم ونجمات للمستقبل مثل ريهام حجاج فى «لما كنا صغيرين» و«فرصة ثانية» لأحمد مجدى وغياب الكوميديا من المنافسة باستثناء العمل المتميز ل«100 وش» لنيللى كريم وآسر ياسين و«فلانتينو» للزعيم وما عدا ذلك فهو مجرد إفيهات واسكتشات لا تستحق المشاهدة. إلى أى مدى وصلت المنافسة ومن يأتى خلف أعمال القمة من وجهة نظر صناع الدراما والجمهور فى «الاختيار» و«الفتوة» نرصد من خلال آراء أصحاب المهنة من الأعمال الأكثر مشاهدة حتى نهاية النصف الأول من السباق الدرامى الرمضانى. «الاختيار».. «لعبة النسيان».. «الفتوة» الأفضل المخرجة الكبيرة رباب حسين، تقول: بعد أسبوعين من الدراما الرمضانية نكتشف أعمالاً بدأت تزحف للمنافسة بعد انحياز الجمهور والشارع المصرى والعربى لمسلسل «الاختيار» للنجم أميرة كرارة ونجح هذا العمل فى حسم المنافسة من أول يوم من حيث المضمون الوطنى المتميز الذى ألهب حماس الشارع وإعادة الروح المصرية البطولية وأمجاد وتضحيات القوات المسلحة والشرطة مع صورة رائعة وأداء تمثيلى مبهر، بينما ينافس بقوة حتى الآن النجم ياسر جلال الذى يقدم نفسه فى كل عام بشكل واختيار مختلف بمسلسل «الفتوة» وهو عمل متميز فى الشكل والمضمون وعناصر العمل من حيث الإكسسوار والملابس والإضاءة والديكور الذى يعد أحد أبطال العمل، وهى لمسة جيدة من المخرج ويأتى مسلسل «لعبة النسيان» للممثلة دينا الشربينى وقد نجح صناع العمل وأولهم الأداء المقنع لدينا الشربينى والإخراج المتميز لأحمد شفيق والسيناريو الهادئ لتامر حبيب حتى الموسيقى معبرة عن المسلسل الذى يحمل طابعاً درامياً مركباً وهى منطقة تجيد اللعب فيها دينا الشربينى والنجم الكبير محمود قابيل دور أكثر من رائع. وقالت إن ياسمين صبرى تقدم «فرصة ثانية» للبطولة وهى بالفعل تطورت وتقدمت وطورت من نفسها وأدائها ونجحت فيها بشكل جيد وقدم العمل نجماً واعداً أمامها هو أحمد مجدى وهو مشروع ممثل عميق قادم للبطولة، والأيام القادمة حتى نهاية السباق ربما تصعد بأعمال أخرى نرصد منها مسلسل «شاهد إثبات» لحسن الرداد و«جمع سالم» لزينة و«القمر آخر الدنيا» لبشرى، المهم أن تنجو هذه الأعمال من فخ المط والتطوير وعلى مستوى الكوميديا الطبيعى، نستمتع بالزعيم لكن سعادتى كثيراً بنجاح نيللى كريم وآسر ياسين بمسلسل عن كوميديا الموقف ب«100 وش». «100 وش» أنقد الكوميديا السيناريست محمد الحناوى يرصد تجربتين مهمتين فى رأيه فى دراما رمضان من وجهة نظره وهى التجربة العريضة جماهيرياً والتى سبقت الجميع بخطوات وهى تجربة مسلسل «الاختيار» باعتباره دراما وطنية كانت الشاشة والجمهور متعطشون لها جداً ومعاصرة وخطوة مهمة لشحذ الهمة وعودة الروح للشارع المصرى والعربى فى ظل ما يواجهه من إرهاب ومحاولات تفتيت الاستقرار فى الشارع المصرى وهى سيرة بطولات القوات المسلحة التى تخوض حرباً ضروساً هى الأقوى فيها إن شاء الله على أرض سيناء، سيرة البطل الشهيد أحمد المنسى ونجح العمل فى تحقيق خطوات درامية ونقلة نوعية للدراما بطولة عسكرية بشكل درامى ناعم ومتميز تمثيلاً وصورة وإخراجاً، عمل مكتمل الأركان وسيحقق هذا النجاح. والتجربة الثانية من وجهة نظرى هى تجرية الكوميديا الراقية المتميزة لمسلسل «ب100 وش» لنيللى كريم وكاملة أبوذكرى وآسر ياسين هو عمل جديد وجرىء هذا الثلاثى وأنقذ الكوميديا التى قلنا من فترة انها فى خطر بسبب غياب النص الكوميدى رغم وجود نجوم قادرة على القيام بالمهمة، العمل اعتماد على الكوميديا المدروسة وما عدا ذلك فى الكوميديا مجرد إفيهات واسكتشات سخيفة ودمها ثقيل بعيداً عن زعامة الزعيم عادل إمام الذى هو ضمان النجاح فى أى عمل درامى لايت وأضاف: هناك أعمال تحاول اللحاق فى زحمة السباق وننتظر ففرصة منها. مسلسل «البرنس» لمحمد رمضان دراما اجتماعية رغم قسوة أحداثها، لكنها حتى الآن يمكن أن تلحق برمضان فى سباق المنافسة وتخليه حتى الآن عن الأكشن، ومسلسل «الفتوة» للنجم ياسر جلال هو فنان قادر على النجاح وصنع دراما ثقيلة، والبطل مع ياسر جلال وأحمد صلاح حسنى وأحمد خليل ورياض الخولى جاء الديكور الذى نجح صناعه فى إضفاء صورة حقيقية للحارة وأثبت أنه عمل سخى إنتاجياً وتمثيلياً. وهناك أعمال تنتظر فرصة المشاهدة المتأنية لأنها بها منطقة الدراما منها مسلسلات يمكن أن يطلق عيها مسلسلات تحتاج فرصة للمشاهدة الثانية بعيداً عن الزحمة مثل «لعبة النسيان»، «جمع سالم»، «سلطان المعز»، «شاهد إثبات»، يمكن أن تقفز الأيام القادمة. 9 مسلسلات استحقت المشاهدة.. ولكن! المخرج الكبير على عبدالخالق، يقول إن هذا الموسم الدرامى رغم صعوبة تصوير الأعمال الرمضانية خلال أزمة «كورونا» لكن الأعمال جاءت بين ممتازة وجيدة جداً وجيدة ونادراً ما تجد عملاً ضعيفاً وإنما تكون أعمالاً مقبولة حتى الكوميدية رغم ثقلها لكن فيها إنتاج لكن بدون موضوع، ومن خلال المشاهدة للنصف الأول من دراما شهر رمضان أستطيع التحدث عن 9 مسلسلات وقفت أمامها وهى أعمال يصعب على أى مشاهد التركيز معها فى ظل العدد الكبير للمسلسلات وسردها لا يعنى ترتيب أهميتها إذ يمكن أن تكون جميعها جاءت بعد مسلسل «الاختيار» للنجم أمير كرارة ورفاقه سواء فى التأليف والإخراج والتمثيل ونجوم الفن فى مصر الذين قدموا دور ضيف الشرف عمل جذب المشاهد للدخول فى تفاصيله وكنا أمام معركة حقيقية وواقعية وأحداثه معاصرة عايشها المشاهد ويعرف تفاصيلها لكن لم يكن يتوقع أن يقدم له صناع المسلسل هذه الصورة المبهرة وتفاصيلها الدقيقة لبطولات خارقة لبطل غير عادى هو الشهيد أحمد المنسى بطل يستحق مسلسلات وليس مسلسل واحد ويستحق النجاح وتحية صناعة مؤلف ومخرج وممثلين لهم كل الشكر والتقدير لأنهم اختاروا هذا العمل وكنت أفضل عرضه بعيداً عن رمضان لأن الجمهور بحاجة أن يستوعبه لأنه عمل عميق نادينا طويلاً بوجود هذه النوعية الطويلة. «لعبة النسيان» عمل متميز وفيه تمثيل لدينا الشربينى ورؤية إخراجية متميزة للمخرج أحمد شفيق والمؤلف تامر حبيب الذى نجح فى تمصير المسلسل لدرجة عميقة ومحمود قابيل نجم فوق العادة ودينا الشربينى ممثلة أثبتت أنها تستحق البطولة وتحمل تبعاتها وتثبت أقدامها بشكل جيد ومتمكن العمل فيه دراما وصورة. مسلسل «سكر زيادة» تجربة مهمة فى أول لقاء لنجمتين كبيرتين مثل نادية الجندى ونبيلة عبيد وموهبة فى الإخراج الكوميدى، مثل وائل إحسان لكن فى رأيى أن العمل ظلمته الكتابة ومحاولة تمصير الفورمات بشكل سيئ ولم يستغل العمل طاقة النجمتين الكبيرتين والمخرج نفسه لأن ما يضحك الأمريكان لا يضحك المصريين بسهولة. مسلسل «الفتوة» للنجم المتألق ياسر جلال من الأعمال الجيدة والتى تحتل الترتيب الثانى فى منافسة الأعمال الدرامية بعد «الاختيار» وفيه من «ريحة الحرافيش» لنجيب محفوظ لكن طبعاً المضمون والعمل مختلف ونجم العمل ياسر جلال يتطور بسرعة مذهلة ومتمكن تمثيلياً مع نحبة من النجوم على رأسهم أحمد صلاح حسنى بطل مشارك فى العمل مع الأداء المتميز للعملاق أحمد خليل ورياض الخولى والعمل «فرّخ» عدداً من الوجوه الصاعدة بمساحات أدوار جيدة الكتابة والنص الدرامى راق جداً والمخرج حسين المنياوى يتقدم بسرعة مذهلة والديكور والإضاءة والإكسسوار بطل مواز فى العمل خاصة الديكور لحسن الببلاوى وإشراف أحمد عباس صابر وإنتاج سخى لكن الإضاءة التى قدمها إسلام عبدالسميع وهو متخصص سينما قدمها بأسلوب السينما خافتة، وهذا غير مقبول فى الدراما بالبيوت. «فلانتينو» وهو عمل للنجم الكبير عادل إمام وهو نجم خارج التقييم والنقد ولا يمكن تصور دراما رمضان أو الشاشة بشكل عام بدون عادل إمام ومجرد ظهوره على الشاشة هو الكوميديا بعينها أياً كان نوع النص لكن مع رامى إمام وهو مخرج تألق دلال عبدالعزيز فى دور مختلف مع توظيف جيد لكل الأدوار. المفاجأة الجيدة فى الكوميديا مع عادل إمام هو مسلسل «ب100 وش» لنيللى كريم التى نجحت مع كاملة أبوذكرى من تغيير جلدهما مع آسر ياسين عمل دمه خفيف كوميديا نابعة من الموقف، وهو نجاح جيد أنقذ الكوميديا من الرسوب الواضح هذا العام. مسلسل «فرصة ثانية» كان اسماً على مسمى، فهو فرصة ثانية جيدة لياسمين صبرى ممثلة تتقدم وتنضج بعيداً عن جمالها استطاعت تحمل البطولة بشكل جيد وتصعيد أحمد مجدى للبطولة خطوة إيجابية ويستحق الفرصة الأولى فى البطولة. «البرنس» لمحمد رمضان، نجح المخرج محمد صامى فى ترويضه بعيداً عن دراما الأكشن والعنف والبلطجة حتى الآن ولا ندرى ماذا فى الحلقات القادمة سيكون نجاحاً جيداً فى دراما اجتماعية معقولة لرمضان لو تخلى عن أسلوبه فى مسلسل إنسانيات قاسية صحيح لكن موجودة فى المجتمع المصرى والعربى. وأخيراً، يرى المخرج الكبير أن مسلسل «لما كنا صغيرين» تجربة ثرية لريهام حجاج فى البطولة المطلقة أمام «عتاولة» تمثيل مثل محمود حميدة وخالد النبوى واستطاعت أن تصمد فى البطولة حتى الآن أمامهم فى مضمون درامى وصورة درامية جيدة. وحذر «عبدالخالق» من أسلوب المط والتطويل الذى يشوب بعض من هذه الأعمال فى الحلقات القادمة وهى بدأت تظهر ملامحها فى بعض الأعمال. وعلى مستوى البرامج أكد «عبدالخالق» ما زال برنامج «اغلب السقا» هو الأفضل، أما رامز جلال رغم حب الجمهور له وارتباطه به جماهيرياً برمضان لكن عليه البحث عن أفكار جديدة وبعيداً عن ذلك كل الأعمال تحتاج إعادة مشاهدة لأن الزحمة سلاح قاتل للأعمال حتى الجيد والناجح منها.