كلمات سحرية وطنية ماكادت تصل إلى مسامعنا حتى دوى صداها فى الأفلاك ، هزت القلوب والعقول فى كل الأنحاء ، كلمات تلقائية رنينها نبع من الطهارة والكبرياء ، أبدعها الثوار فانطلقت شعارات ثورية سرعان ماتغنوا بها رددناها سويا ، هتفوا بها فأسقط النظام ، شعارات من القلب المهموم تقول ولّى زمان الفم المسجون ، الشعب قال كلمته التغيير قادم لامحالة ، فسرت قشعريرة فى الأبدان ، شعارات لن تنسى نستعيد بها كل لحظة مجيدة ، لكن هناك شعارا له مذاق السنين لكل وطنى أحب مصر بإخلاص مصر الساكنة في العروق والدماء ( مسلم مسيحى إيد واحدة ) لاأعتقد أن هناك من يختلف عليه ، ونحن نطالب برحيل الطاغى الذى تخضبت يداه بدماء الأبناء قبل الثورة وأثناءها ، كانت الأجراس تدق فيجاوب الآذان ، محمد ومينا يتناوبان حراسة الميادين أثناء الصلاة ، أيام حفرت بالأفئدة تمخضت عن ثورة لم نشهد قبلها كل هذا الحب والمودة والإتحاد ، والتحرير يقف شاهدا على الحب والهدف المنشود والتاريخ خط رسائل الضوء للقادم من الأجيال ، تذوقنا دفء الصلاة معا وتعالت الحناجر تهتف ( يارب ) ورحل رجال الفساد وأسقط مبارك ، تحولت الثورة الى واقع رائع أمل تحقق ولم يكن إلا أضغاث أحلام ، لكن الأيادى التى تعيث الفساد فى الخفاء أبت ألا تنجح الثورة وجاهدت ومازالت حتى تتفرق الأمة ولاسبيل لها إلا الفتن الطائفية كعادة النظام على مر ثلاثة عقود ، يوهمنا أنه حريص على وحدة الصف والنسيج الوطنى الواحد لكن الحقيقة ماثلة أمام العيون أنه مخادع لايبتغى إلا الدمار والتخريب والتنكيل بالأبرياء وتهميشهم ، كان للنظام اليد الطولى فى تأجيج الفتن فننشغل جميعنا عن التزوير وسرقة قوت المصريين لاننكر أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين شابها بعد القلق والتوتر بعد الثورة فأشعلت الفتن بعد حرق عدة كنائس فى حوادث متفرقة لكنها سرعان ماتلتئم لأن الأساس أمتن وأعمق الأساس من فولاذ عمره قرون طويلة من المحبة والوئام ، فلن يعكر صفو هذا النوذج الفريد من التعايش والإندماج كائن من كان ، فالنيل العظيم الذى روانا وعشنا على ضفتيه علمنا الحب والوفاء ، لاننكر أن الأقباط توجسوا خيفة من تحويل مصر إلى دولة دينية يحكمها المتشددون فلا منارة أو جرس يقرع ، سوف تحيق بهم الأخطار ولذلك إتجهت أصواتهم فى الإنتخابات الرئيسية الى المرشح المدنى ليس حبا وإنما كأفضل الخيارين ونجح محمد مرسى ففرح من فرح وارتعد الباقون قلقا على الوطن أن تتحول مصر إلى باكستان أو أفغانستان وكثرت الأقاويل ، لم يعد أمام لأقباط خيار إلا الهجرة وبيع الممتلكات وترك الماضى والحاضر والإنسلاخ من الجذور ن هكذا كان الحديث فى البيوت والمنتديات لدرجة أن بعضهم قالوا أن الأقباط مقبلون على عصر الإستشهاد ، وضج التحرير بالأعلام فرحا وانتشاء بفوز الرئيس لحظة كان الجميع ينتظرها من عام ونصف صنعناها معا فكيف يكون الإحتفال قاصرا على المسلمين وحدهم ، حتى جاء الخطاب المتوازن ووقف الرجل يحتوى كل الجموع دون تملق أو تزييف فالمشاعر الجياشة والحب كذبا كل الظنون فتبدلت الموازيين اليوم كان الرئيس سر سعادتنا ، منطلق محلق كالنسر يجوب كل الأنحاء ، عينه على خريطة مصر وعلى كل شبر فيها يعد الشعب أن يعوضه مافات ،طمأن الأقباط أنهم فى قلبه بينهم وبينه خط مفتوح دائما فأحبه الأقباط وبدأوا يأملون خيرا فى الرئيس الجديد قالوا هذا ماكنا نريده نعم محمد مرسى لكل المصريين ، نحن معه منذ الآن نذكره بالدعاء فى الصلوات أن يسدد الله خطاه وأن يعم الخير على كل الربوع فالنهضة على يديه للجميع وهاهو مواطن قبطى صنع ( تى شيرت ) الوحدة الوطنية هلال وصليب وصمم أن يهديه للرئيس تعبيرا عن إمتنان كل الأقباط أن محمد مرسى لن يسمح كما وعد بالإقصاء أو التمييز ، هذا التعبير البسيط من المواطن القبطى رسالة واضحة من الأقباط جميعهم مفادها (ونحن أيضا معك وخلفك ) وأعتقد أن المشاعر الدافئة المتبادلة لابد أن تكون قد وصلته بزيارة قائم مقام البابا للتهنئة والمباركة ثم المشاركة فى احتفالات التنصيب لرئاسة الجمهورية ولم يتبق الآن سوى أن نترجم الحب إلى فعل وأملنا أن يعيد الرئيس الأموال المنهوبة حق الشعب فى خير بلاده ، ولنبدأ فى مشروع التنمية بسواعد المصريين لافرق بين مسلم ومسيحى نعيد شعار التحرير ( إيد واحدة ) عندما تكون هناك قدوة وحكمة واحتواء عندما تزرع الحب فإن الحصاد يثمر غرسه نهضة وبناء