بمجرد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عن فوز الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة برئاسة مصر أمام منافسه الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع مبارك عمت الفرحة العارمة جميع أرجاء مصر؛ كما اشتعل ميدان التحرير فرحا وابتهاجا بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عن فوز المرشح الدكتور محمد مرسى، برئاسة الجمهورية؛ وارتفعت الأعلام المصرية فى الميدان، فى مظهر لم يشهده الميدان منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك يوم 11 فبراير 2011. فى قلب الميدان انتشر باعة الأعلام والمزامير التى أقبل الجميع على شرائها؛ ومن اللافت للانتباه تواجد جميع طوائف وفئات الشعب المصرى بالميدان من مختلف القوى السياسية؛ الذين راحوا يطلقون الصواريخ النارية ابتهاجا بفوز مرسى؛ مرددين: الله أكبر والحمد لله؛ وفى جو تملؤه الأفراح راحت مجموعة من النساء وهن يهتفن: «مرسى مرسى»؛ و«ارفع رأسك فوق رئيسنا مرسى».
وفور الإعلان عن فوز دكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة؛ تبادل الجميع التهانى مع بعضهم البعض معتبرين فوز الدكتور مرسى فوزا لكل المصريين؛ كما عبر العديد من الشباب عن فرحتهم بنجاح الشعب المصرى فى تحقيق الديمقراطية لأول مرة، حيث تمكن الشعب من فرض إرادته فى اختيار من يمثله؛ واعتبر هؤلاء الشباب فوز الدكتور مرسى «بأنه يمثل نجاح الثورة المصرية؛ مؤكدين أنه لم يبق أمامنا الآن غير استكمال باقى المطالب التى قامت من أجلها ثورة يناير المجيدة».
واعتبر المصريون فوز الدكتور مرسى نصرا كان من الصعب تحقيقه طيلة 30 عاما مضت ذاق المصريون خلالها ألوانا عديدة من القهر والظلم والفساد؛ لذلك قمنا فى صباح الخير برصد الفرحة العارمة التى رأيناها فى عيون وقلوب المصريين بعد الإعلان عن فوز الدكتور محمد مرسى. وقال أحد الشباب الموجودين فى الميدان منذ أن تم خلع الرئيس السابق والمصريون يحلمون بتلك اللحظة؛ كما أن ثورة 25 يناير التى ذهب فيها عدد من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وسالت دماؤهم فى مختلف الميادين المصرية؛ لكى تنعم مصر بهذه اللحظة المباركة.
أما ياسر عبد الرحمن أحد الشباب المنتمين للتيار السلفى فقال لنا إن اختيار الدكتور محمد مرسى جاء بعد معاناة عاشها الشعب المصرى؛ الذى عاش ما يزيد على 30 عاما من المرارة والظلم والمهانة، ولذا كان متوقعا فوز الدكتور مرسى؛ طوال الفترة الماضية وأنا أدعو الله ألا يتم قهرنا وظلمنا مرة أخرى، وأتوسم فى الدكتور محمد مرسى أن يكون خير حاكم؛ لأنه ينتمى لجماعة معروف عنها النضال السياسى من أجل التغيير، فأغلبية قيادات وأفراد الجماعة ومعهم الشعب المصرى ظلموا كثيرا من قهر وجبروت النظام السابق، النظام الذى ندعو الله ألا يعود مرة أخرى. كما شبه أحمد علام الطالب بكلية الإعلام جامعة أكتوبر اليوم الذى أعلن فيه فوز الدكتور محمد مرسى بأنه يوم عيد على كل المصريين، فهذا الرئيس هو أول رئيس مصرى منتخب لمصر التى تمثل قلب الأمة العربية؛ وقال إذا استقامت مصر استقام الوطن العربى كله؛ وأنا جئت إلى هنا احتفالا بمصر وشعبها الذى عاش الديمقراطية لأول مرة فى تاريخه؛ ولذا أطالب الدكتور مرسى أن يهتم بمستقبل الشباب العاطل، ويحاول أن يمنح لكل من اجتهد حقه، وأن يحارب الواسطة التى عانينا منها كثيرا، والتى بسببها ضاعت حقوق الكثيرين من أبناء هذا البلد المطحونين. ومن جانبها قالت نادية فتحى عن فوز الدكتور محمد مرسى بأنه أكبر ضربة قاضية للفساد الذى انتشر داخل مصر لسنوات طويلة، وأضافت قائلة: على الرغم من اختلافى مع جماعة الإخوان المسلمين لكن عندما صعد الدكتور مرسى إلى جولة الإعادة أعطيته صوتى أملا فى التغيير وتحقيق العدالة التى يحلم بها كل المصريين. ومن أمام تمثال الشهيد عبد المنعم رياض، توافد الآلاف لكى يحتفلوا بهذا النصر العظيم، حيث التقينا بسحر وهى فتاة لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها وكانت تحمل فى يدها لافتة ورقية مكتوبا عليها: «الوداع يا عكشة»؛ وعندما سألتها عن هذه اللافتة قالت هذا نداء أوجهه إلى توفيق عكاشة وأقول له إذا كان مرشحك قد خسر فى الانتخابات نحن الآن نطلب منك أن تفى بوعودك وترحل عن بلدنا، كما أعلنت من قبل؛ حيث قال إذا فاز الدكتور مرسى سأرحل وأنا أقول له نفذ وعدك.
والتقطت شقيقتها هند منها أطراف الحديث وقالت: أنا لا أخشى من هذا الاختيار، فهذه إرادة شعب أراد التغيير الحقيقى، ولست متخوفة منهم حتى إذا طبقوا الشريعة الإسلامية، لأننى لا أظن أن من بين المسلمين من لا يرغب فى تطبيق شرع الله.
كما التقينا ب«مينا فوزى» أحد شباب الأقباط والذى أكد لنا أنه لن يرحل عن مصر؛ فى رد عمن يقول إن الأقباط سيهاجرون بعد فوز الدكتور مرسى؛ وقال جئت إلى هنا لكى أثبت للجميع أن أقباط مصر يقبلون بأى نتيجة تأتى بها الصناديق مادام ذلك دون غش أو تزوير؛ وأضاف: «ربنا أراد أن يصبح مرسى رئيسا لمصر، وأدعو الله أن يكون أصلح من سابقه، وأن يعمل على تعميم سياسة المواطنة، وألا يفرق بين مسلم أو مسيحى، فكلنا واحد داخل وطن واحد، وقال أتمنى أن يقضى الرئيس الجديد على العنصرية والطائفية، وطالبه أن يحذف خانة الديانة من البطاقة ويكفى الاسم، قائلاً: الدين لله والوطن للجميع.
أما عصام الدين صلاح فقال لنا: كنت أتوقع نجاح شفيق بنسبة كبيرة؛ لأننى كنت على يقين تام أن المجلس العسكرى بعد كل هذه المماطلة لن يفرط فى السلطة بهذه السهولة وخاصة لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان أشد المعارضين للنظام السابق وسياساته ومواقفه؛ ولكن الآن أقول أن هذه الانتخابات من أنزه الانتخابات التى شهدها المجتمع المصرى؛ وقال: أتمنى أن تستمر الديمقراطية دائما.
كما هنأ الائتلاف العام لثورة 25 يناير الشعب المصرى بفوز الرئيس محمد مرسى رئيساً لمصر الثورة وتتويجاً لنضال الشعب الذى ثار بشهدائه ومصابيه فى مشهد لترسيخ الديمقراطية الحقيقية.
وأكد أيمن عامر منسق الائتلاف العام للثورة فى بيان صادر عن الائتلاف أن الشعب المصرى أثبت أنه صاحب إرادة ناضل بحياته وشهدائه ومصابيه فى ملحمة من البطولات والتضحيات لم يشهدها العالم لإسقاط أعتى الديكتاتوريات منذ الفراعنة.
وطالب عامر بطى صفحة الماضى بكل مظالمها وظلماتها وبدء صفحة جديدة من المصالحة الوطنية والسياسية والوفاق والتعايش السلمى بين جميع المصريين بجميع انتماءاتهم سواء كانوا ينتمون للنظام البائد أو عهد الثورة لانطلاق مصر الثورة النهضة والريادة مصريًا وعربياً ودوليًا، مع استمرار محاكمة الفاسدين وقتلة الشهداء وناهبى الوطن والمواطنين والقصاص للشهداء.
كما طالب عامر الرئيس محمد مرسى بالعبور الثانى لمصر بتحقيق التوافق الوطنى والسياسى بمؤسسة الرئاسة والحكومة الائتلافية بتمثيل الأقباط والشباب والمرأة على أن يرأس الحكومة شخصية وطنية مستقلة يمثل فيها التيارات السياسية والوطنية والثورية؛ مضيفا أننا اليوم أسقطنا النظام البائد وسنقف يداً بيد مع الرئيس محمد مرسى لاستكمال مطالب الثورة وشعارها الأول «عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية».