عواصم العالم وكالات الأنباء: تواصلت امس المعارك الطاحنة بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي خاصة في رأس لانوف واستهدفت غارة جوية ميناء المدينة النفطية الاستراتيجي شرق ليبيا، ورد عليها الثوار بقصف مدفعي مضاد للطيران. وسددت طائرات حربية ليبية ضربات جوية ضد مواقع في بلدة "رأس لانوف" الاستراتيجية في الوقت الذي سمع فيه دوي الدفاعات الجوية جنوبي المنطقة التي تشهد مواجهات بين "الثوار" وكتائب القذافي، وتضاربت حينها الأنباء حول الطرف الذي يسيطرعليها. وزعمت الحكومة الليبية استرداد "رأس لانوف" الاستراتيجية، ووصف مراسل CNN بن ويدمان، المتواجد في المنطقة، تلك المزاعم بأنها "زائفة" مؤكداً أن المحتجين مازالوا يبسطون سيطرتهم عليها. وشهدت المنطقة عمليات "كر وفر" بين الجانبين للسيطرة علي عدد من المدن الشرقية أكدت علي إثرها حكومة طرابلس تحقيق النصر علي المتمردين واستعادت بعضها. وقال مراسل لفرانس برس في مركز مراقبة علي الطريق الدائري الشرقي لرأس لانوف انه شاهد انفجارا اعقبته سحابة من الدخان علي بعد نحو كيلومترين شرق المدينة، في الصحراء. واطلقت 6 قطع مدفعية منصوبة في مركز مراقبة قذائفها باتجاه السماء في حين اخذ الثوار يقفزون ويغنون. ولقي 12 شخصاً وأصيب 60 آخرون بجروح في معارك دارت قرب قرية بن جواد التي تبعد 50 كلم غرب رأس لانوف في شرق ليبيا، اوضح بيان مستشفي اجدابيا غرب بنغازي عن سقوط 12 قتيلا ونحو 60 جريحا إثر المعارك التي دارت بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار قرب قرية بن جواد. وقال شهود ان ما بين 6 الي 7جرحي توفوا خلال نقلهم او بعد وصولهم الي بنغازي الامر الذي تعذر التأكد منه في الحين.واكدوا ان القتلي والجرحي كلهم من المتطوعين الثوار وينحدر معظمهم من بنغازي. وفر سكان رأس لانوف المدينة الاستراتيجية في شرق ليبيا التي تراجع الثوار اليها بعد طردهم من بلدة بن جواد المجاورة، خوفا من هجمات للقوات الموالية للقذافي وشاهد صحفيو فرانس برس عشرات السيارات عند مدخل المدينة متوجهة شرقا الي البريقة التي يسيطر عليها الثوار منذ الاسبوع الماضي. وتمركزعند الحاجز الرئيسي في المدينة التي يسيطر عليها الثوار منذ الجمعة حوالي 15 مقاتلا مزودين ببطاريتين مضادتين للطيران. وتم اخلاء الفندق الوحيد في المدينة الذي يشغله خاصة الصحفيين وقرع موظفوه ابواب غرف النزلاء وهم يصرخون "طواريء طواريء يجب ان ترحلوا".ويحاول بعض السكان التوجه غربا الي ما بعد بن جواد البلدة التي استعادتها القوات الموالية للزعيم الليبي علي الرغم من تحذيرات الثوار.وكانت قوات القذافي استعادت بن جواد البلدة الصغيرة التي وصل اليها الثوار علي امل مواصلة طريقهم الي سرت التي تبعد حوالي100 كيلومتر غربا. واكد صحفي من فرانس برس ان الثوار لم يعودوا منتشرين غرب رأس لانوف علي الطريق المؤدية الي بن جواد.وتحلق طائرة عسكرية بشكل دائري فوق المنطقة قبل عودتها الي الغرب حيث تسيطر القوات الموالية للقذافي علي المدن والبلدات. ونجحت المعارضة التي انطلقت من بنغازي في التقدم حتي مدينة رأس لانوف النفطية التي تبعد 300 كلم جنوب غرب بنغازي الجمعة. وأكد التلفزيون الحكومي انه استعاد المدينة ونفي الثوار والصحفيين المتواجدين في المكان ذلك. واتهم القذافي فرنسا بالتدخل في الشئون الليبية وجدد اتهامه لتنظيم القاعدة بالوقوف خلف اعمال العنف الجارية في بلاده، وذلك في مقابلة مع قناة فرانس 24 . وقال القذافي ردا علي سؤال حول إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار المعارضون لنظامه في بنغازي بأن هذا أمر مضحك، هذا تدخل في الشئون الليبية واضاف ان الموقف الفرنسي يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا في ايطاليا وان المطلوب الاعتراف بالأمر. وجدد القذافي اتهامه للقاعدة بالوقوف خلف الاضطرابات في بلاده وقال ان "قاعدة بن لادن عندها خطة وهناك خلايا نائمة في ليبيا.. ومجموعات صغيرة مسلحة من القاعدة تقاتل بلاده. وأكد أنه في النهاية انها مواجهة مع القاعدة، مع الارهاب الدولي" متسائلا عن الموقف الغربي "نحن متحدون في محاربة الارهاب الدولي، كيف يحاربوننا حين نحارب الارهاب الدولي؟ واكد ان الذين يحملون السلاح الان في بنغازي هم من القاعدة ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية. ولا علاقة لهم بما يجري في بنغازي، انه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. واتهم المجلس الوطني بركوب موجة الإرهابيين وقال ان القاعدة هاجمت ثكنات عسكرية ومراكز شرطة وأخذت السلاح وقتلت الجنود والشرطة واكد ان القتلي وقعوا عند بوابات الثكنات العسكرية وأمام مراكز الشرطة. وقال إن القتلي من 150 الي200 صوروها علي انها الاف. ووصف القذافي رغم ذلك، الوضع في ليبيا بأنه عادي. كانت وزارة الخارجية الفرنسية قد اكدت باريس ترحب بانشاء المجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار المعارضون لنظام القذافي وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو اليها والاهداف التي حددها لنفسه.واجتمع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله ممثلون عن الثوار الذين يواجهون منذ 15 فبراير قوات القذافي، في بنغازي واعلن نفسه ممثل الوطن الشامل لكامل مناطق ليبيا. وحذر سيف الاسلام القذافي اوروبا مؤكدا ان ليبيا من دون مساعدتها قد تتحول الي "صومال المتوسط" وذلك في حديث بثته القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي. وقال سيف الإسلام للصحفيين الفرنسيين "في حال لم يساعدنا الاوروبيون قد تتحول ليبيا الي صومال المتوسط". واضاف انه سيكون هناك قراصنة قبالة سواحل صقلية وجزيرة كريت ولامبيدوزا. وسيكون هناك ملايين المهاجرين وسيصل الإرهاب إلي أبوابكم. واكد بقوله" لايزال الرئيس ساركوزي صديقهم وصديق ليبيا. لقد استقبلناه مرارا وهو استقبل والدي في باريس عام2007". وأضاف أنه منذ 3 أسابيع كان هناك لغط والكثير من الشائعات والتقارير الكاذبة. وهذا اثر علي الجميع بما في ذلك علي الرئيس الفرنسي مؤكدا انه لا يلوم ساركوزي. وأضاف سيف الاسلام ان هناك فرقا بين حالة ليبيا وبين كل من مصروتونس مشيرا الي ان الثورة كانت حقيقية مع نزول ملايين الاشخاص الي الشارع للتظاهر لأيام وأيام سلميا ومن دون أسلحة. وأكد ان الوضع في بلاده يختلف لانها ميليشيات مسلحة حقيقية مؤكدا ان كل الليبين سيقاتلون حتي الموت من اجل بلادهم. كما انتقد سيف الإسلام ضمنا تغير موقف الاسرة الدولية حيال والده. وقال ساخرا "عندما يكون النظام متينا يقابل بالاحترام وعندما ينهار الجميع يقول وداعا".وانهي تصريحاته "لكننا لم نرحل بعد".
