السلطات الليبية تعرض إجراء حوار مع الثوار والمعارضة تصر علي التنحي واصلت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي هجماتها المضادة ضد بلدات واقعة تحت سيطرة المحتجين مما يزيد المخاوف من ان ليبيا تتجه صوب حرب اهلية. وذكرت وكالة رويترز ان قدرة قوات القذافي علي استعادة نشاطها في وجه المعارضة المسلحة وقدرتها علي شن هجمات مضادة اثارت احتمال ان تكون ليبيا المصدرة للنفط تتجه صوب صراع طويل. وتقدمت قوات القذافي صوب ميناء راس لانوف الواقع تحت سيطرة المحتجين في هجوم مضاد امس أرغم السكان علي الفرار والمحتجين علي اخفاء أسلحتهم في الصحراء. وقال شهود عيان ان غارة جوية استهدفت الميناء النفطي الاستراتيجي رد عليها الثوار بقصف مدفعي مضاد للطيران. وكانت السيطرة علي راس لانوف مثلت انتصارا كبيرا للمحتجين يوم الجمعة الماضي الا أن تقدمهم صوب بلدة سرت مسقط رأس القذافي علي الطريق المؤدي الي طرابلس توقف عند بن جواد حيث تقهقر الثوار اثر تعرضهم لاطلاق نيران. وأجلي صحفيون من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعد أن حذرهم العاملون هناك قائلين ان ليس بإمكانهم ضمان سلامتهم ولم يقابل الصحفيون سوي عدد قليل من المحتجين الذين بدا عليهم بشكل واضح القلق عند نقطتي تفتيش في طريقهم خارج الميناء النفطي متجهين شرقا. وقال احد المحتجين ان المعارضين المسلحين يعيدون الانتشار في الصحراء للاعداد لمحاولة استعادة بن جواد.ولكن علامات التوتر بين المحتجين عند نقاط التفتيش حلت محل الشعور بالثقة الذي كان سائدا بينهم من قبل وقالوا ان العائلات تفر من راس لانوف وبن جواد للابتعاد عن أي ضرر محتمل.ويحاول بعض السكان التوجه غربا الي ما بعد بن جواد التي استعادتها قوات القذافي علي الرغم من تحذيرات الثوار.وذكرت مصادر طبية ان 21 شخصا قتلوا واصيب اكثر من 06 اخرين في المعارك التي دارت قرب بن جواد غرب راس لانوف. واضافوا ان المعارك في مصراتة امس الاول اسفرت عن 12 قتيلا و19جريحا. وقال قادة المعارضة المسلحة ان قوات القذافي تعزز نفسها في سرت حيث يوجد أكثر من 02 ألف مقاتل. وذكروا أنه توجد في المدينة قوات الساعدي ابن القذافي التي تضم أربعة ألوية اضافة الي أفراد قبائل مسلحين.ولا يفوت القذافي فرصة لوضع قواته في حالة تأهب مع تقارير يبثها التليفزيون الرسمي بشأن انتصارات ساحقة علي المعارضة المسلحة. ويتمركز اعضاء اللواء 23 الليبي بقيادة خميس نجل القذافي عند نقاط تفتيش في العاصمة وفي محيطها. وفي غضون ذلك لوحت السلطات الليبية بغصن الزيتون الثوار. وناشد جاد الله عزوز الطلحي وهو عضو بارز في المؤسسة الحاكمة في ليبيا زعماء المحتجين بدأ الحوار في اشارة واضحة الي امكانية استعداد القذافي للتوصل الي تسوية مع المعارضين ولم تشر المناشدة الي اي تنازلات قد تكون حكومة القذافي مستعدة لتقديمها. الا ان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اعلن انه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة القذافي وان اي محادثات يجب ان تكون علي اساس تنحي القذافي.