أبناء سيناء: الإرهاب أوقف الحياة وشهدائنا مع الشرطة والجيش طهروها بدمائهم    4 أيام متواصلة.. موعد إجازة شم النسيم وعيد العمال للقطاعين العام والخاص والبنوك    بعد ارتفاعها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وغرامات التأخير    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 3 مايو 2024 في البنوك بعد تثبيت سعر الفائدة الأمريكي    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    إسرائيل تؤكد مقتل أحد الرهائن المحتجزين في غزة    فلسطين.. وصول إصابات إلى مستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال منزل بحي تل السلطان    إبراهيم سعيد يهاجم عبد الله السعيد: نسي الكورة ووجوده زي عدمه في الزمالك    أحمد شوبير منفعلا: «اللي بيحصل مع الأهلي شيء عجيب ومريب»    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    جمال علام يكشف حقيقة الخلافات مع علاء نبيل    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    فوز مثير لفيورنتينا على كلوب بروج في نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنباء عن سيطرة الثوار على 75% من الأراضى الليبية.. ومصادر: القذافي يتفاوض لخروج آمن
نشر في الشعب يوم 07 - 03 - 2011

أكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الإثنين، أن الثوار الليبيين يسيطرون على 75% من البلاد، داعياً تركيا لإدانة المرتزقة الذين يقاتلون الليبيين.
وقال نائب رئيس المجلس، وهو المجلس الانتقالي الذي يشكلته المعارضة الليبية، عبد الحفيظ غوقة، لوكالة أنباء الأناضول إن المعارضين الليبيين يسيطرون على 75% من البلاد مع دخول الانتفاضة الشعبية أسبوعها الثالث.
وشدد على أن الهدف الوحيد للانتفاضة هو تحقيق إرادة الشعب الليبي، مضيفاً إن هذا الشعب يريد رحيل العقيد معمر القذافي من الحكم فوراً.
وتعهد بمواصلة النضال من أجل تحقيق هذا الهدف.
وقال غوقة إن القذافي يسيطر على العاصمة طرابلس بفضل المرتزقة والوحدات الخاصة، مضيفاً إن الثوار سيقضون على وحدات القذافي ويخلصون طرابلس قريباً.

وأشار إلى أن السلطات التركية عرضت عليهم المساعدة، مُرحباً بالموقف التركي المساعد، وقال انه طلب من أنقرة أن تعترف بانتفاضة الشعب الليبي وتقدم الدعم لهم. كما دعا تركيا لإدانة المرتزقة الذين يقاتلون الشعب الليبي.

وشكل المجلس في مدينة بنغازي شرق ليبيا في 27 فبراير الماضي وبعد أيام أعلن نفسه الممثل الوحيد الشرعي للبلاد ويضم 31 ممثلاً من مختلف المناطق الليبية، وهدفه تمثيل جميع الليبيين دولياً وتحرير البلاد ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات.

القذافي يفاوض لتأمين خروجه
من ناحية أخرى، كشفت مصادر ليبية مطلعة بمدينة بنغازي حيث مقر المجلس الوطني المؤقت الذي أعلن عن بعض الأسماء في تشكيلته لإدارة شئون البلاد، أن العقيد معمر القذافي أرسل أمس مفاوضاً باسمه للمجلس، وأعلن عن استعداده التخلي عن الحكم والرحيل خارج ليبيا مقابل ضمان سلامته هو وأسرته.

وأوضحت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن القذافي اشترط أن يكون الأمر كالتالي: أن يُعقد مؤتمر الشعب العام (برلمان القذافي)، وأن يعلن القذافي خلاله التنحي، وتسليم السلطة إلى المجلس الوطني، شرط ضمان سلامته هو وأسرته وضمان أمواله.

وأضافت المصادر أن من بين شروط القذافي مساعدته في الخروج إلى البلد الذي سوف يقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه للمحاكم الدولية.

ولفتت المصادر إلى أن الخبر تم التمهيد له بتسريب بعض الشائعات حول مرض القذافي، وأنه أصيب بجلطة دماغية، شبيهة بجلطة سابقة أصيب بها منذ عدة سنوات، وكشفت عنها وثائق ويكيليكس أخيراً.

ولم تكشف المصادر عن فحوى رد المجلس، مكتفية بالقول إنه "حتى الآن لا يوجد رد رسمي على مطلب القذافي، إن بالسلب أو الإيجاب". إلا أنها قالت إن الاتجاه العام الشعبي الموجود هو رفض التفاوض والحوار مع القذافي تحت أي ظروف.

وكشفت المصادر أن العقيد القذافي قام أمس بتوزيع كمية من الأسلحة والذخيرة على الشباب من "أبناء الرفاق" الموالين له في طرابلس، ومن أبناء قيادات اللجان الثورية، في مناورة ضمن "مناورات القذافي"، على حد قولهم، والتي يسعى من خلالها إلى تعمد خلط الأمور، وإشاعة الفوضى حتى لا تتضح الصورة كاملة أمام وسائل الإعلام والمتابعين لما يحدث في ليبيا.

وقالت المصادر إن هؤلاء الشباب أخذوا يطلقون الرصاص في شوارع العاصمة بشكل بث الرعب والبلبلة بين المواطنين، وفي صفوف الصحافيين والمراسلين الأجانب الذين جلبهم نظام القذافي إلى طرابلس.

غارات جوية مكثفة على رأس لانوف
يأتى هذا، فيما شنّت قوات موالية للعقيد القذافي غارتين جويتين على منطقة رأس لانوف، اليوم الاثنين 7-3-2011، وقال مراسل لوكالة "رويترز" من البلدة إنه سمع صوت طائرة ورأى عموداً من الدخان نتيجة انفجار في منطقة رأس لانوف. ولم يتسنّ على الفور معرفة ما إذا كان هناك ضحايا.

وقال مختار دبرق، أحد المعارضين المسلحين الذي كان شاهداً على غارة جوية سابقة، كانت هناك طائرة، أطلقت صاروخين ولم يسقط قتلى، مشيراً إلى أن الغارات ووقعت عند إحدى نقطتي تفتيش في المدينة.

وعشرات القتلى في مصراته
على صعيد آخر، أفاد مصدر طبي في مصراته بسقوط 21 قتيلاً و91 جريحاً معظمهم من المدنيين في مواجهات وقصف تعرضت له مدينة مصراته أمس الأحد من قبل قوات العقيد معمر القذافي.

وفي تطور لاحق أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، بعد اجتماع لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إن الجامعة تدعم إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا.

ولم يصدر أي تعقيب رسمى من الجامعة على بيان الخارجية الفرنسية، وكانت الجامعة قد لوحت في اجتماع سابق قبل عدة أيام باحتمال فرض حظر جوي بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت في وقت سابق عن شهود عيان قولهم إن قوات مسلحة مؤيدة للعقيد معمر القذافي تتقدم صوب راس لانوف في شاحنات تساندها طائرات حربية.

وقال أحمد العريبي وهو سائق: توجهت إلى بن جواد، وقبل أن أصل للبلدة بنحو 20 كيلومترا، رأيت قوات القذافي في شاحنة كبيرة، ومركبات تابعة للجيش، ومقاتلين يتحركون ببطء في هذا الاتجاه، وأضاف سائق آخر يدعى خليفة سعد رأيت شاحنات للجيش، وكنت على بعد نحو 20 كيلومترا من بن جواد. في حين ذكر شاهد آخر أن العديد من الشاحنات تتجه صوب راس لانوف.

وبدأت معالم مواجهات الأمس بالتكشف، فالتلفزيون الليبي الرسمي اعترف بطريقة غير مباشرة بعدم السيطرة على مدينة "مصراته" التي غصت ساحاتها بالقتلى والجرحى، أما مدينة "راس لانوف" فلا تزال بيد الثوار وفق جولة ميدانية لموفد قناة "العربية"، فيما تبقى بن جواد المدينة المتصارع عليها في قبضة قوات القذافي التي خاضت أشرس المعارك لاستعادتها من الثوار.

وكانت مصادر طبية ذكرت اليوم أن 7 أشخاص قتلوا وأصيب قرابة 50 شخصا في الاشتباكات التي دارت أمس في "بن جواد" بين قوات القذافي والثوار، وتم نقل عشرات الجرحى من جبهة "بن جواد" إلى مستشفى راس لانوف الصغير للحصول على العلاج والرعاية الطبية.

ويحاول الفريق الطبي التكيف مع وضع المصابين وتقديم المساعدة لهم، رغم الامكانات الطبية البسيطة، ومعظم إصابات الجرحى سببها القصف المدفعي الذي تشنه كتائب القذافي، وأفاد مسؤولو المستشفى أن ستة أشخاص قتلوا في معركة بن جواد وجُرح أكثرُ من ستين آخرين بينهم صحافي فرنسي، حيث سمع دوي قصف مدفعي كثيف وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد على مسافة أقل من 10 كيلومترات من قرية بن جواد التي تبعد 30 دقيقة عن راس لانوف.

اتهامات لفرنسا بالتدخل في الشئون الليبية
من جانبه، اتهم القذافي فرنسا ب"التدخل في الشئون الليبية" متهما مرة جديدة تنظيم القاعدة بالوقوف خلف أعمال العنف الجارية في البلاد، وذلك في مقابلة مع قناة فرانس 24 بثتها صباح الاثنين.

وسئل القذافي عن إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار المعارضون لنظامه في بنغازي (شرق) فقال "هذا أمر مضحك، هذا تدخل في الشئون الليبية" مضيفا إن الموقف الفرنسي "يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا (في ايطاليا) وان نعترف بها".

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد أن فرنسا "ترحب بانشاء المجلس الوطني الليبي" الذي شكله الثوار المعارضون لنظام معمر القذافي "وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو اليها والأهداف التي حددها لنفسه".

واجتمع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله ممثلون عن الثوار الذين يواجهون منذ 15 فبراير قوات القذافي، السبت في بنغازي وأعلن نفسه "ممثل الوطن الشامل لكامل مناطق البلاد".

ومن جهة أخرى كرر القذافي اتهامه للقاعدة بالوقوف خلف الاضطرابات في ليبيا وقال إن "قاعدة بن لادن عندها خطة وهناك خلايا نائمة في ليبيا.. ومجموعات صغيرة مسلحة من القاعدة تقتلنا".

وأكد "في النهاية انها مواجهة مع القاعدة، مع الارهاب الدولي" متسائلا عن الموقف الغربي "نحن متحدون في محاربة الارهاب الدولي، كيف يحاربوننا حين نحارب الارهاب الدولي؟".

وأكد أن "الذين يحملون السلاح الان في بنغازي هم من القاعدة ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية.. ولا علاقة لهم بما يجري في بنغازي، انه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي".

واتهم المجلس الوطني ب"ركوب موجة الارهابيين". وقال إن القاعدة هاجمت "ثكنات عسكرية ومراكز شرطة وأخذت السلاح وقتلت الجنود والشرطة" مؤكدا أن "القتلى وقعوا عند بوابات الثكنات العسكرية وأمام مراكز الشرطة".

وقال إن القتلى "من مئة وخمسين إلى مئتين صوروها على انها الاف".
وصف القذافي رغم ذلك، الوضع في ليبيا بأنه "عادي".

مبعوث خاص لمون
من ناحية أخرى، عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وزير الخارجية الأردني الأسبق عبد الإله الخطيب مبعوثا خاصا له إلى ليبيا بهدف إجراء "مشاورات عاجلة" مع السلطات في طرابلس فيما يتعلق بالوضع الإنساني هناك.

وقال متحدث باسم الأمين العام إن بان كي مون أقنع وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أمس الأحد بالسماح لفريق خاص ب"تقييم الوضع الإنساني" بزيارة طرابلس كما عين مبعوثا خاصا للتعامل مع النظام الليبي.

انتقادات لفشل المهمة
وفى الأثناء، غادر "الفريق الدبلوماسي الصغير" الذي أرسلته بريطانيا إلى ليبيا مدينة بنغازي معقل الثورة مساء الأحد بعدما حاول الاتصال بالمعارضة التي رفضت التحدث اليها.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية الأحد إن "فريقا صغيرا من الدبلوماسيين البريطانيين" كان وصل إلى بنغازي "لإجراء اتصالات مع المعارضة" غادر البلاد بعد "أن واجهته مشاكل".

وأكد وزير الخارجية وليام هيغ في بيان أن "فريقا صغيرا يضم دبلوماسيين بريطانيين كان في بنغازي" معقل المعارضة المناهضة للزعيم الليبي معمر القذافي في شرق ليبيا.

وتابع إن "الفريق توجه إلى ليبيا لاقامة اتصالات مع المعارضة. وقد واجهته بعض المشاكل التي حلت الان بشكل مرض" من دون أن يوضح طبيعة هذه المشاكل. واضاف هيغ "لقد غادروا الان ليبيا".

وعلى الرغم من فشل المهمة، وعد هيغ باقامة علاقات مع الثوار وكرر مطلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال هيغ "ننوي وبالتشاور مع المعارضة ان نرسل فريقا في المستقبل لتعزيز حوارنا". واضاف "نواصل حث القذافي على التنحي وسنعمل مع الاسرة الدولية لدعم الطموحات المشروعة للشعب الليبي".

وأشار ناطق باسم وزارة الدفاع إلى سياسة الامتناع بالادلاء عن أي تعليق على القضايا العملانية المتعلقة بالقوات الخاصة.

وفي بنغازي، أعلنت المعارضة الليبية الأحد انها "رفضت" التحادث مع الفريق البريطاني. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي عبد الحفيظ غوقة "رفضنا التحدث معهم بسبب طريقة دخولهم الى البلاد".

واضاف "لا نعرف طبيعة مهمتهم"، مؤكدا "نرحب بأي وفد من بريطانيا يأتي بطريقة رسمية قانونية وسنتحدث اليه ونرحب به والموضوع انتهى وأرسلنا أعضاء الوفد إلى بلادهم".

وغادر الفريق البريطاني بنغازي متوجها إلى مالطا على متن الفرقاطة الملكية (اتش ام اس كمبرلاند)، كما ذكرت شبكتا سكاي والبي بي سي.

وقال هيغ إن الأمر يتعلق "بفريق دبلوماسي صغير"، لكن غوقة قال إن "شخصا واحدا فقط قال انه دبلوماسي ومعه حراس يرافقونه".

وحول ملابسات اعتقالهم، أوضح غوقة انه "تم القاء القبض على ثمانية أشخاص من جنسية انكليزية حسب جوازات سفرهم لانهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية وبدون اذن".

وأوضح انهم دخلوا ليبيا على متن مروحية هبطت في السلوق البلدة الصغيرة الواقعة جنوب غرب بنغازي.

واضاف "نحن دولة لها سيادة ومجال جوي ومياه اقليمية يجب احترامها، وقبض عليهم لاننا لم نكن نعلم اذا كانوا اعداء ام لا لكننا عاملناهم بطريقة انسانية وحافظنا على سلامتهم".

وقالت صحيفة الغارديان الاثنين إن الفريق يضم ستة من أفراد القوات الخاصة البريطانية ومسؤولين من جهاز الاستخبارات (ام آي 6). واضافت انه أسر قرب شركة الخضرا الزراعية على بعد 30 كلم جنوب غرب بنغازي.

وأكد سفير بريطانيا في ليبيا ريتشارد نورذرن لأحد قادة الثورة في تسجيل بثته الحكومة الليبية لما قالت انه اتصال هاتفي أن الحادث نجم عن "سوء تفاهم".

وقال المسؤول في قيادة الثورة حسب التسجيل انهم "ارتكبوا خطأ فادحا بقدومهم بمروحية الى منطقة مكشوفة"، فرد عليه السفير البريطاني انه "لم يكن يعرف كيف سيأتون".

وقالت صحيفة صنداي تايمز إن ظهور افراد القوات الخاصة مع الدبلوماسي "اثار غضب المعارضة الليبية التي امرت باحتجاز الجنود في قاعدة عسكرية".

واضاف الصحيفة الاسبوعية إن معارضي القذافي "يخشون ان يتمكن من استخدام أي دليل على تدخل غربي للحصول على دعم وطني لنظامه".

وصرح مصدر بريطاني للصحيفة ان الدبلوماسي الذي كانوا يحمونه كان يريد إجراء اتصال مع المتمردين تمهيدا لزيارة لزميل أعلى منه رتبة.

وقد شارك بريطانيون من قبل في إجلاء مواطنين لهم يعملون في منشآت نفطية في مناطق نائية في الصحراء.

وقد انتقد الصحف البريطانية الاثنين فشل "الفريق الدبلوماسي" الذي أرسلته لندن إلى ليبيا واعتبرته "اهانة" حقيقية.

وعنونت صحيفة (التايمز) المحافظة بعد "هذه المهمة الفاشلة" بريطانيا تشعر بالخجل. وكتبت ان "بريطانيا اهينت الليلة الماضية باعلان التلفزيون الليبي" عن الاتصال الهاتفي بين السفير البريطاني واحد قادة الثورة.

واضافت إن "هناك وقتا للجرأة ووقتا للدبلوماسية"، معتبرة أن هذه الحادثة "كشفت أن الخلط بين الاثنين يمكن أن يكون خطئا مهينا".

أما صحيفة (ديلي تلجراف) فعنونت "الاذلال". وعبرت عن الاسف لان هذا "الخطأ اتاح للقذافي توجيه ضربة دعائية" باظهار تحالف الثوار مع حكومة غربية.

واعتبرت الجارديان (يسارية) أن رحلة هؤلاء (الدبلوماسيين) البريطانيين تحولت سريعا إلى مهزلة جعلت كاميرون "في حالة من الخجل والفزع".

أما صحيفة (فايننشال تايمز) فقالت إن "المغامرة السيئة للقوات الخاصة البريطانية تهز المحافظين" مشيرة إلى أن المهمة انتهت ب"مهزلة".

وعنونت (الديلي اكسبريس): "فوضى" وافردت (الديلي ميرور) نصف صفحتها "للفشل الليبي".

اتصالات إيطالية بالمعارضة الليبية
فى غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاثنين، عن إن بلاده بدأت سراً الاتصال بممثلي المعارضة الليبية، الذين يسعون إلى إسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن فراتيني قوله في مقابلة تلفزيونية إن إيطاليا "بدأت سراً الاتصال بممثلي المعارضة الليبية، وتعتقد أن هذا هو الحل الأفضل".

وأضاف "هناك سباق تقريباً للاجتماع بالمجلس المؤقت في بنغازي"، مشيراً إلى أن "أصدقاءنا البريطانيين حاولوا لكن المجلس رفض تلبية طلبهم"، في إشارة إلى تقارير نشرت الأحد عن اعتقال فريق من الجنود التابعين للقوات الخاصة البريطانية في بنغازي ثمّ الإفراج عنهم.

وكانت الحكومة البريطانية قد أشارت إلى وجود فريق دبلوماسي صغير في بنغازي يحاول التواصل مع الثوار.

ومن جهة أخرى، قال فراتيني إن "إنشاء منطقة حظر للطيران يعني أن هناك طائرات تحلق فوق منطقة الحظر لمنع الطائرات الأخرى من الإقلاع وإطلاق النار عليها إذا ما أقلعت". وأضاف أن "الشيء الجدي الوحيد الذي يمكن فعله هو تقييم الإيجابيات والسلبيات، والنظر في أسلوب مساهمة دول مثل ايطاليا".

وتابع "من الصعب جدا التفكير بطائرات عسكرية ايطالية تحلق فوق الأراضي الليبية"، لكن "ولاءنا الأوروبي الأطلسي يجعلنا نقول إنه ليس بإمكاننا أن ننكر قواعدنا العسكرية ودعمنا اللوجستي لهما".

وقال إنه يتفق بالرأي مع ما أدلى به نظيره الفرنسي ألان جوبيه الذي استبعد أمس الخيار العسكري.

وأضاف فراتّيني "نمتلك معرفة أفضل من غيرنا وهناك طلب كثير علينا في الوقت الراهن لمعرفتنا بالأشخاص هناك بفضل العلاقات الايطالية الليبية، كوزير العدل الليبي السابق (مصطفى عبد الجليل ) الذي يترأس الآن مجلس بنغازي، فضلا عن شبكة السفراء الليبيين الذين قالوا إنهم الآن في خدمة الشعب الليبي وليس النظام".

أمريكا وتسليح الثوار في ليبيا
من ناحية أخرى، ذكر الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك أن الولايات المتحدة التى تحاول جاهدة تجنب التورط العسكري في ليبيا طلبت من المملكة العربية السعودية تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة.

وقال فيسك في مقالته بصحيفة (ذي اندبندنت) البريطانية الاثنين إن واشنطن التى تحاول تجنب التورط المباشر في الصراع الدائر بين الزعيم الليبي معمر القذافي القابع في سدة الحكم منذ عام 1969 وخصومه الذين يحاولون الاطاحة به سألت السعوديين عما إذا كان بوسعهم إرسال عتاد عسكري إلي بنغاذى التى يسيطر عليها المتمردون.

وأضاف إن السعودية، التي واجهت بالفعل (يوم غضب) يوم الجمعة الماضية من الطائفة الشيعية الموجودة في البلاد والتي تشكل نسبة 10%، وتفرض حظرا على جميع المظاهرات ، لم ترد إلى الآن على طلب واشنطن "السري للغاية"، على الرغم من أن "الملك عبد الله يشعر شخصيا بالاشمئزاز من الزعيم الليبي الذي حاول اغتياله قبل عام مضى".

وذكر الكاتب أن طلب واشنطن يتماشى مع تاريخ التعاون العسكري الأمريكي مع المملكة. مشيرا إلى أن السعودية لا تزال هي الحليف العربي الوحيد الذي يتمتع بالموقع الاستراتيجي والقدرة على تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة.

وتابع أن "تقديمهم (السعوديون) المساعدة سيسمح لواشنطن أن تنفي أي تورط عسكري على الرغم من أن الأسلحة ستكون أمريكية وثمنها مدفوع من قبل السعوديين".

وأضافت الصحيفة أنه "نقل إلى السعوديين أن معارضي القذافي يحتاجون إلى صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون كأولوية تسليحية أولى لصد هجمات لمدرعات القوات الموالية للقذافي ، وصواريخ أرض جو لإسقاط المقاتلات التي تقصفهم".

وذكر فيسك أن "العتاد يمكن أن يصل بنغازي في غضون 48 ساعة لكنه سيحتاج إلى نقله لقواعد جوية في ليبيا أو إلى مطار بنغازي".

واضاف إنه "إذا استطاع المسلحون حينها مواصلة الهجوم وشن هجمات على معاقل القذافي في غرب ليبيا، فإن الضغوط السياسية على أمريكا وحلف شمال الأطلسي ­ من جانب أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي علي الأقل ­ لفرض منطقة حظر طيران ستنخفض".

وتابع "أوضح المخططون العسكريون الأمريكيون أن منطقة من هذا النوع من شأنها أن تستلزم شن غارات جوية أمريكية على قواعد صواريخ مضادة للطائرات عاملة في ليبيا ، وهذا الأمر يضع واشنطن مباشرة في الحرب إلي جانب خصوم القذافي".

وقال الكاتب البريطاني إن طائرات المراقبة الأمريكية من طراز "أواكس" تحلق بالفعل منذ أيام حول ليبيا ، وتجري اتصالات مستمرة مع برج المراقبة الجوية في مالطا وتطلب مسارات رحلات للطيران الليبى، بما في ذلك رحلات "جرت خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية لطائرة خاصة للقذافي غادرت إلى الآردن وعادت إلى ليبيا قبل مطلع الأسبوع الجاري مباشرة ".

وعلى الصعيد الرسمي، فإن الحلف سيصف وجود طائرات (أواكس) الأمريكية على أنها جزء من مناوراته المعروفة باسم "أوبراشن أكتيف أندوفر" والتي يجريها منذ أحداث 11 ايلول/ سبتمبر 2001، والذي تم توسيع نطاقها لإجراء تدابير جوية لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر فيسك أنه إذا وافقت الحكومة السعودية على الطلب الأمريكي بإرسال أسلحة وصواريخ للثوار في ليبيا فإنه سيكون من المتعذر تقريبا علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ادانة المملكة على أي استخدام للعنف ضد الشيعة في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد".

اتهامات للقاعدة
هذا، واتهم مسئولان في وزارة الخارجية الليبية مساء الأحد عناصر من تنظيم القاعدة بإدارة القتال في بعض المدن الليبية وإتخاذ أهلها "كدروع بشرية"، فيما أعربا عن انزعاج بلادهما من الإتصالات التي تجريها بريطانيا وفرنسا مع "المنشقين" في المنطقة الشرقية.

وقال وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد كعيم، خلال مؤتمر صحفي عقده في طرابلس، إن قائد المجموعة المنشقة في مدينة مصراتة هو "جزائري من تنظيم القاعدة"، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم تقوم بإتخاذ أهالى المدن "كدروع بشرية".

وأوضح كعيم، أن الوضع في مدينة الزاوية "هادئ"، وكذلك في مدينة رأس لانوف، مؤكدا أن المدينتين "تحت السيطرة"، في إشارة منه إلى إعلان سابق عن أن القوات المسلحة تمكنت من تحريرهما من قبضة المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي.

وأشار إلى أن وضع المدينتين المذكورتين ينطبق على مدينة مصراتة، 200 كيلومتر شرق طرابلس، لكنه قال إن هناك بعض المختبئين في بعض المساكن، و"إن الفرصة مازالت أمامهم للتخلي على أسلحتهم".

ولفت كعيم إلى أن القوات المسلحة تطلب من وحداتها "أخذ مواقع دفاعية"، وأن تقوم بإتخاذ "أوضاع هجومية" في حال تعرضها للهجوم من قبل من سماهم "المليشيات المسلحة".

وقال "نحن نتجنب الاشتباك في المدن والأحياء السكنية ونمنح الأولوية لجهود الأهالي وقادة القبائل لتجنب الاقتتال وأعطاء فرصة لتسليم الأسلحة".

وبدوره، أوضح نائب وزير الخارجية للشئون الافريقية جمعة ابراهيم أن بلاده كثفت اتصالاتها مع دول العالم لتوضيح "حقيقة ما يجري" على أراضيها، مشيرا إلى أن ليبيا طلبت من تلك الدول دعم جهودها في تحقيق الأمن والاستقرار.

وفيما جدد تأييد بلاده لمبادرة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز لحل الأزمة في ليبيا، قال إبراهيم "نحن ننتظر أن يقوم تشافيز بتفعيل هذه المبادرة"، التي تدعو لتشكيل لجنة من "دول فاعلة في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية"، لم يتم تحديدها "لتسهيل عملية الحوار الوطني في ليبيا".

وأعرب عن انزعاج بلاده من الاتصالات التي تجريها بريطانيا وفرنسا مع من وصفهم "بالمنشقين في المنطقة الشرقية"، وقال "إن الموضوع مزعج وبعثنا برسائل شديدة اللهجة إلى وزيري خارجية البلدين أكدنا فيها رفضنا بقوة لهذه الاتصالات".

واعتبر أن هذه الاتصالات البريطانية والفرنسية "تشجع على تهديد الوحدة الوطنية"، مشددا على "إن ليبيا سلطة واحدة يجب أن يتصلوا بها".

وجدد إبراهيم تأكيد على خلو بلاده من "المرتزقة"، مستشهدا بالتقرير الذي قدمته منظمة (هيومن رايتس واتش) واشارت فيه إلى أن لا دلائل قوية على وجود مرتزقة في ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.