صورة أرشيفية تجددت المعارك صباح اليوم في مدينتي الزاوية غرب العاصمة طرابلس وراس لانوف شرق ليبيا بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والثوار المطالبين بإسقاط نظامه، في حين انسحب الثوار مساء أمس من بلدة بن جوّاد غرب راس لانوف للمرة الثانية, بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ.
وقد تعرضت الزاوية صباح اليوم لقصف من الغرب والشرق وصفه الصحفي لطفي الزاوي في اتصال مع الجزيرة بأنه أعنف هجوم تتعرض له المدينة منذ بدء المواجهات فيها.
وأضاف أن قوات المدفعية الموالية للقذافي قصفت مباني وسط المدينة بجوار ميدان الشهداء الذي يشهد احتجاجات ضد القذافي، وهدمت جزءا كبيرا من فندق يقع في المنطقة.
وكانت المدينة قد تعرضت لهجوم يوم أمس تمكن الثوار من صده وحرقوا –حسب شهادة الصحفي نفسه- أربع دبابات لخصومهم واستولوا على اثنتين، كما قتلوا 12 من قوات القذافي بينهم مرتزقة أفارقة وأسروا ثلاثة، بينما قتل من الثوار اثنان وجرح آخرون.
وفي راس لانوف شرق البلاد قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المدينة تعرضت لقصف جوي صباح اليوم من طائرات تصدى لها الثوار بأسلحة مضادة للطيران.
وبدوره قال مراسل الجزيرة رضا شعبان إن مقاتلات تابعة للقذافي قصفت مواقع الثوار في راس لانوف، وانقطع الاتصال الهاتفي معه دون أن يضيف أي تفاصيل أخرى.
ومن جهته ذكر مراسل الجزيرة في بنغازي شرق ليبيا بيبه ولد امهادي أن حشودا من المسلحين تغادر المدن الشرقية باتجاه راس لانوف لمساندة الثوار هناك.
ونقل ولد امهادي عن مصادر طبية من مستشفى راس لانوف أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وجرح 59 آخرون في مواجهات شهدتها المدينة يوم أمس.
وذكرت تقارير في وقت سابق أن سكان راس لانوف بدؤوا في مغادرتها صباح اليوم خوفا من مواجهات عنيفة توقعوا أن تقع بين الثوار والقوات الموالية للقذافي، وتوجهوا نحو مدينة البريقة التي يسيطر عليها الثوار.
وحسب وكالة رويترز، تم إجلاء صحفيين من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعدما أكد لهم العاملون هناك أنه ليس بإمكانهم ضمان سلامتهم.
وكان الثوار قد صدوا هجومين عنيفين يوم أمس على الزاوية ومصراتة واحتفظوا بسيطرتهم عليهما وأسروا عددا من جنود القذافي في معارك أسقطت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وذكر موقع صحيفة يوسبريدس الليبية المعارضة مساء الأحد أن هجوم قوات القذافي على المدينة أدى إلى مقتل 19 شخصا، ثلثهم من المدنيين بينهم طفل، وأن الثوار استطاعوا قتل عشرة من المهاجمين وأسر 13 آخرين بعدما حاصروهم داخل المدينة في كمين محكم.
وبدورها نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان قوله إن مصراتة -الواقعة على بعد 200 كلم شرقي طرابلس- شهدت أعنف معركة منذ بدء الثورة استخدمت فيها القوات الحكومية الدبابات والمدفعية، وأضاف "جاؤوا من ثلاثة اتجاهات وتمكنوا من دخول البلدة من الغرب والجنوب، ولكن عندما وصلوا إلى قلب مصراتة صدهم الثوار".
وذكر أحد السكان أن الثوار أسروا عشرين جنديا من الموالين للقذافي واستولوا على دبابة، وأفاد طبيب في مستشفى مصراتة الرئيسي بأن 18 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم بينهم طفلة.
وقد خرج شباب الثورة مع أهالي مصراتة إلى الشوارع يوم أمس الأحد احتفالا بصدهم هجوم كتائب القذافي على المدينة وإجبارهم على الخروج منها.
ومن جهة أخرى انسحب الثوار من بلدة بن جوّاد غرب راس لانوف يوم أمس للمرة الثانية بعد تعرضهم لقصف بالدبابات والصواريخ.
غير أن مراسل الجزيرة بيبه ولد امهادي نقل عن مصادر من الثوار تأكيدهم أن هذا الانسحاب كان "تكتيكيا" فقط، وأنهم عادوا إلى المدينة حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم فوجدوها خالية إلا من أسر قليلة، ووجدوا جثثا ملقاة في الشوارع، ويقولون إن هناك أسرى مدنيين اقتادتهم قوات القذافي إلى مكان مجهول.
وكان الناشط السياسي عبد المولى العبيدي قال للجزيرة نت يوم أمس إن جنود الكتائب الأمنية احتموا بالنساء والأطفال داخل البلدة لقصف الثوار الذين قتل منهم اثنان وأصيب عدد آخر بجروح، مما دفعهم للتراجع إلى راس لانوف.