أنا أم لثلاث أولاد اثنين منهما في المرحلة الابتدائية والصغير في سن الحضانة, يصر ابني الأكبر علي الذهاب معي إلي مقر الانتخابات ليري كيفية سير العملية الانتخابية، وأنا لا أعرف هل أوافق على اصطحابه خاصة مع تكدس الناخبين أمام اللجان والخوف من إصابته بالإعياء, أم أصطحبه ليشارك معي في هذه اللحظة التاريخية ؟ وهل مجرد تواجده باللجنة يسهم في تعليمه أسس المشاركة السياسية ويقضي مستقبلا على السلبية التي يعاني منها معظم جيلنا..وما هي الخطوات الواجب اتباعها لكي يستوعب ما يحدث حوله؟ من هنا تبدأ المشاركة أكد الدكتور شاهين رسلان ،استشاري الطب النفسي وطب الأطفال بجامعة القاهرة، أن تعليم الأطفال الإيجابية السياسية واجب علي أولياء الأمور لزيادة وعيهم وإدراكهم، والمساهمة في إخراج جيل جديد من الشباب في المستقبل قادر علي اتخاذ القرار, مشيرا إلي أهمية التمييز بين الطفل ما قبل سن المدرسة الابتدائي والطفل في سن المدرسة الإبتدائي, حيث يكون لديه ما يكفي من النمو العقلي والبيئي والحركي والاجتماعي ما يؤهله لاستيعاب ما يحدث حوله، ويفهم معني المشاركة السياسية وتزيد من إنتمائه لبلده, أما الطفل قبل سن 6 سنوات فإدراكه محدود وتعتبر مشاركته دون جدوي لضعف قدرته علي استيعاب ما يحدث مما يجعله لا يجني سوي المشقة. ونصح رسلان باتباع عدة خطوات قبل اصطحاب الأم لأولادها إلي اللجنة الانتخابية أهمها: - أن تحرص الأم علي تقديم معلومات للطفل ،وفقا لسنه واستيعابه، عن كيفية الانتخاب وأهمية المشاركة في اختيار رئيس الجمهورية. - التهيئة النفسية للطفل , وأننا علينا أن نتحمل أي مشقة من أجل الإدلاء بأصواتنا , ولا نجعل الطفل يأتي معنا للجنة الإنتخابية ويتفاجأ بالزحام دون أن يدرك إننا كمصريين أصبح لنا صوتا يساهم في اختيار رئيسنا القادم. - إفهامه من ستختار وسبب الإختيار , في جمل بسيطة مفهومة, وتوضح له أن لكل مرشح برنامج يقدمه للشعب والشعب يختار ما يناسبه, وتحاول أن تجعل الطفل يفهم البرامج ويختار بنفسه - تختار الوقت المناسب الذي يقل فيه الزحام علي قدر الإمكان حتي لا يصاب الطفل بالإرهاق ويؤدي ذلك لكرهه للعملية الانتخابية. - من الأفضل للأم أن تذهب في اليوم الثاني للانتخابات حيث يقل الزحام لحد ما عن اليوم الأول, حتي لا يحدث له نوع من الملل. - أن تجهز للطفل جميع الاحتياجات النفسية والمادية من الطعام والشراب, مع ضرورة أخذ شمسية لتفادي درجات الحرارة المرتفعة. - بعد الإنتهاء من التصويت علي الأم أن تكافيء الطفل علي الذهاب معها وتعطي له هدية أو نوعا من أنواع الحلوي لمشاركته في مناسبة قومية مهمة. محاكاة انتخابية وأضافت الدكتورة فيروز عمر ،الاستشاري النفسي والإجتماعي، أن الأطفال في سن المدرسة عليهم أن يستوعبوا ما يحدث حولهم سواء داخل المنزل أو في المدرسة من خلال الاهتمام بالأنشطة التي تسهم في زيادة الوعي السياسي لدي تلاميذ المدارس، ودعوة أولياء الأمور للمشاركة في الانتخابات وتمثيل العملية الانتخابية الرئاسية تمثيلا كاملا بدءا من فتح باب التقدم للترشيح للانتخابات ومرورا بإعلان المرشحين برامجهم وأفكارهم علي الناخبين، بما فيها تعليق اللافتات الانتخابية التي تحمل رمز كل مرشح ونهاية بالتصويت، وأن تشهد قيادات التربية والتعليم تنفيذ المحاكاة واستخدام الطلاب للجان الانتخابية من خلال الصناديق الشفافة والحبر، ثم إعلان اللجان القضائية المشرفة علي الانتخابات اسم المرشح الذي حصل علي أعلي الأصوات. وبما أن الطفل المواطن الثالث في المجتمع بعد المرأة والرجل, وأن النظام الحاكم هو الحاكم عليه, والمتصرف بحقوقه، صار لابد أن يكون له مشاركة في النظام الذي يحكمه ويتصرف ببلده وحقوقه، خصوصا وأنه يتحمل تبعات العملية السياسية وذلك من خلال توضيح برامج المرشحين للطفل ومساعدته علي اختيار ما يناسبه, وأن يشارك الأب والأم في الذهاب للجنة الانتخابية .