تحقيق حمدى أحمد: قبل 8 سنوات، كانت معدلات تصدير الخيول العربية المصرية الأصيلة للاتحاد الأوروبى والخليج كبيرة وتسيير بمعدلات جيدة، لكن الاتحاد الأوروبى أصد قراراً فى 2010، يحظر استيراد الخيول من مصر بعد أن اكتشفت لجنة طبية تابعة للاتحاد أن الخيول المصرية يتم تحصيلها بمصل ضد حمى غرب النيل، ما أثار لديها شكوكاً حلو وجود تلك الحمى فى مصر. وفى سبتمبر 2015 اتخذت وزارة الزراعة، حزمة من الإجراءات لرفع حظر تصدير الخيول المصرية للاتحاد الأوروبى، واستكمال جميع الاشتراطات المطلوبة منها، وتضمنت هذه الاجراءات قراراً بإنشاء وحدة خاصة للخيول بالهيئة العامة للخدمات البيطرية ومن مهامها إصدار الشهادات الصحية البيطرية المصاحبة خلال السفر أو التصدير للخارج، على أن يتم سحب العينات للفحص بمعرفة أطباء السلطة المختصة. وفى فبراير 2017، أعلنت مصر ان الاتحاد الأوروبى قرر رفع الرظ جزئياً عن استيراد الخيول, ب عد التزم مصر بتنفيذ شروط معينة، تسمح بإعادة تصدير خيول من أصول عربية وسلالات نادرة. ثمانى سنوات صعبة عاشها مربو الخيول فى مصر، بسبب هذا الحظر، حيث تراكمت الخيول المولودة فى المزارع دون تصدير، ما أدى إلى خسائر فادحة للمربين، فبعد أن كان الحصان الذكر من المستوى الضعيف يباع ب50 ألف جنيها للدول العربية، أصبح الآن يباع ب5 آلاف جنيه فقط، ولذلك يطالب أصحاب المزارع وزارة الزراعة بضرورة فتح أسواق التصدير للدول العربية من جديد حتى ترتفع أسعار الخيل مرة أخرى ويحقق السوق أرباحا. وتشكل الخيول العربية المصرية أحد أهم أركان الاقتصاد المصرى، باستثمارات تتجاوز 10 مليارات جنيه فى مجال إنتاج وتصدير الخيول. كما بلغ عدد الخيول المصدرة منذ رفع الاتحاد الأوروبي حظر الاستيراد من مصر 47 حصانا، مصرية عربية وغير عربية منهم 35 من الخيول العربية تم تصديرها للاتحاد الأوروبي و9 لدولة العراق. سلالات الخيول العربية الأصيلة، يبلغ عددها 5 سلالات هى، الصقلاوية والدهمانية والكحيلانية والصبيانية والهدبانية، ومن أشهر الخيول فى محطة الزهراء التابعة لوزارة الزراعة، «تى –تجويد –عفيفة – ضفاف -رغدانة- مناضل- جبور- وعائلة وصفية». ومن أبرز معايير جمال الحصان العربى الأصيل، تناسق الأعضاء والرأس الجميل، والعيون المستديرة الواسعة، والأذنان الصغيران وعظمة الأنف المقعرة، وفتحات الأنف الواسعة والرقبة الكبيرة المقوصة واستقامة الأرجل، وارتفاعه يكون بين 145و 155 سم. ووفقاً لتقارير وزارة الرزاعة، فإن استصدار الموافقة التصديرية يشمل التقدم بطلب الموافقة على تصدير خيول مسجلة، واستمارة مطابقة المنشأة للضوابط من خلال نموذج معاينة المنشأة المراد التصدير منها، وأن يرفق بالطلب إقرار من أصحاب المنشأة يفيد بخلو الخيول من الأمراض التى تمنع التصدير، كما تشمل الإجراءات فحص ومناظرة الخيول المعدة للتصدير وسحب العينات اللازمة وإجراء الفحوصات العملية المطلوبة وفقا للقواعد المنظمة لذلك على أن يتم تحليل العينات على نفقة صاحب الخيول، ومتابعة الحالة الصحية للخيول يوميا داخل المنشأة أو المزرعة، وإصدار شهادة صحية أولية للسماح للخيول بدخول المحجر المعتمد بعد المعاينة عند انتهاء فترة العزل. وتشمل إجراءات العمل داخل المحجر المعتمد، إجراء الفحص الظاهرى للخيول عند دخول المحجر. وتسجيلها بسجل خاص، وبعدها يتم سحب عينات وإرسالها لمعهد بحوث صحة الحيوان، مع إجراء متابعة يومية للحاصلة الصحية للخيول داخل المحجر المعتمد، وسحب عينات من الخيول أثناء فترة الحجر طبقا للاشتراطات المطلوبة، ويتم تحليل العينات على نفقة صاحب الخيول. وفيما يتعلق بإجراءات العمل يوم السفر للخارج، يصدر الطبيب البيطرى الرسمى الشهادة الصحية النهائية فى اليوم المحدد لسفر الخيول، ثم نقل الخيول إلى مطار القاهرة الدولى بالعربات المخصصة لذلك، بعد الإفراج عنها، مصحوبة بجواز سفر الخيول والشهادة الصحية النهائية وبوليصة التأمين. رئيس الهيئة الزراعية: سجل نسب ل10 آلاف حصان.. ونتعاون مع 630 مزرعة خاصة قال الدكتور خالد توفيق، رئيس الهيئة الزراعية التابعة لوزارة الزراعة، إن محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة أنشئت عام 1928 وتتبع الهيئة، بغرض الحفاظ على نقاء سلالة الحصان العربي المصري الأصيل وضمان عدم تهجينه بأى سلالات أخرى، حتى تظل هذه السلالة العظيمة مطلوبة عالميا ومحتفظة بمواصفاتها العالمية المتميزة. وأوضح توفيق، أن الحصان العربي المصري الأصيل له قيمة كبيرة محليا وعربيا وعالميا نظرا لمقاييسه الجمالية العالية جدا، فهو يتميز بسعة قفصه الصدري وكبر حجم جهازه التنفسى مقارنة بأنواع الخيل الأخرى، ما يعنى سعة أكبر لاستيعاب الأكسجين، ما يعطيه القوة والطاقة وسرعة الجرى الأعلى مقارنة بالأنواع الأخرى، إضافة إلى رشاقة الجسم واستقامة الظهر وطول الرقبة وصغر حجم الرأس. وأشار رئيس الهيئة الزراعية المصرية، إلى أن محطة الزهراء تتعاون مع المربين المصريين باستخدام طلائق المحطة للتزاوج مع حيواناتهم الإناث العربية، موضحا أن المحطة لديها 470 حصانا بجانب 97 حصانا آخر للإيواء كخدمة مجتمعية للمربين. ولفت توفيق، إلى أن المحطة كان عليها حظر تصدير منذ 8 سنوات، وتم البدء فى رفع هذا الحظر من خلال القرار الوزاري رقم 888 لسنة 2016 بعد وضع الضوابط والاشتراطات الخاصة بالاتحاد الأوروبى ثم تم فك الحظر مع دول الخليج أيضا، ومنذ2016 وحتى الآن نجحنا فى تصدير 47 حصانا، ونأمل فى زيادة هذه الأعداد خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن المحطة تتعاون مع نحو 630 مزرعة خيل فى مصر وتقوم بالإشراف الفنى على العديد من مزارع القطاع الخاص. وحول طريقة تحديد أسعار الخيول، قال رئيس الهيئة الزراعية إن السعر يتحدد وفقا للنوع والسلالة والجنس والعمر، وقد يبدأ سعر الحصان الواحد بعشرات الألوف من الجنيهات ويصل إلى ملايين الجنيهات حسب حالة كل حصان. وأكد أن السلالات الموجودة فى محطة الزهراء هى أصل الحصان العربي المصري الأصيل، كما أن المحطة تعد الجهة الوحيدة المسئولة عن عملية ترقيم وختم وتنسيب الحصان على مستوى الجمهورية، بعد عمل تحليل DNA للأمهار المولودة، بمعرفة المعمل المصري بمعهد بحوث صحة الحيوان، ثم إصدار شهادات النسب والتعريف والتصدير والاستيراد، متابعًا «يوجد ما يزيد على 10 آلاف رأس من الخيل المنسبة لها سجل نسب على مستوى الجمهورية من خلال محطة الزهراء». وبجانب هذه المهام، قال توفيق إن المحطة والهيئة الزراعية تنظم بطولة سنوية لجمال الجواد العربي، والتي تعتبر محفلا دوليا يعود بالنفع على السياحة المصرية لأن الحضور يتنوع ما بين الخليجيين والأوروبيين، ويعطى سمعة طيبة لمصر وعائدات جيدة للاقتصاد المصري، متابعا «الاهتمام بالخيول العربية المصرية الأصيلة استثمار مهم جدا وأداة جذب سياحى كبير». نائب وزير الزراعة: مصر مركز دولى للاستثمار فى الخيول أعلنت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، أن إجمالى صادرات الخيول المصرية بلغ 47 حصانًا منذ إعادة تصدير الخيول مرة أخرى بموجب القرار 888 لسنة 2016. وأشارت محرز، إلى أن وزارة الزراعة تعيد ترتيب منظومة صادرات الخيول باعتبارها أحد أهم الثروات المصرية التى تخدم القطاع الإنتاجى لأغراض التصدير وزيادة عائد الدولة من العملات الأجنبية. وأضافت نائب وزير الزراعة، أن الخيول المصدرة تعد من المصرية العربية وغير العربية ولكل الأغراض سواء خيول الجمال أو السباق منها 35 من الخيول العربية تم تصديرها للاتحاد الأوروبى و9 للعراق، مؤكدة أن إجراءات تنظيم تصدير الخيول المعمول بها حاليا تحول مصر لأكبر منطقة دولية للاستثمار فى الخيول العربية الأصيلة، فى ظل زيادة الطلب العالمى عليها، خاصة بعد قرار الاتحاد الأوروبى بالسماح لمصر باستئناف تصدير الخيول وفقا للضوابط التى اعتمدتها مصر. وتابعت، «مستمرون فى تصدير الخيول المصرية لدول الاتحاد الأوربى، بعد تطبيق قواعد تصدير الخيول لدول الاتحاد وتشمل هذه القواعد أن يتم حجر الخيول قبل تصديرها للخارج لمدة 90 يوما، للتأكد من خلوها من الأمراض التى تمنع التصدير». وأوضحت محرز، أن دليل الإجراءات المنظمة لعملية تصدير الخيول من مصر وفقا للقرار الوزارى رقم 888 لسنة 2016، ساهم فى التوسع فى تصدير الخيول لمختلف دول العالم. السقا وحكيم وحورية والحلانى أشهرهم تربية الخيول بيزنس الفنانين لا تقتصر تربية الخيول على المربين وأصحاب المزارع فقط، وإنما تجذب أيضا الفنانين والفنانات من مختلف دول الوطن العربى، حتى ان البعض منهم يمتلك مزارع تحتوى على أنواع نادرة من الخيل. ويعتبر أحمد السقا، من أشهر الفنانين الذين يمتلكون مزارع للخيول ويعشقونها منذ الصغر، حيث يمتلك النجم المصرى مزرعة للخيل فى منطقة الأهرامات. وظهر السقا فى أكثر من فيلم وهو يركض بالخيل باحتراف، مثلما ظهر فى فيلمه «شورت وفانلة وكاب»، إضافة إلى ظهوره وهو يرقص بالخيل على أنغام أغنية «بشرة خير»، فى المقطع الشهير الذى نشره على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك» ونال إعجاب متابعيه وانتشر بسرعة كبيرة، كما يشارك جمهوره دائما بالصور التى يستعرض فيها مهاراته بالفروسية. المطرب حكيم، أيضا يعتبر من أبرز الفنانين الذين يهتمون بركوب الخيل وتربيتها، فهو يمتلك مزرعة خيول يهتم بها بنفسه ويشرف عليها، وعادة ما تشارك الخيول التى يمتلكها فى المسابقات الدولية. وأعلن حكيم ذلك بنفسه من خلال صفحته على موقع «فيس بوك»، عندما قال إنه يعشق ركوب الخيل وتربيتها خاصة العربية منها، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يغنى وهو يركب الحصان الذى يرقص على أغانيه، موضحا أنه يمتلك مجموعة من الخيول العربية المصرية الأصيلة النادرة. فيما يمتلك المطرب اللبنانى عاصى الحلانى، مزرعة للخيول بمدينة بعلبك اللبنانية، ويحرص دائما على التواجد به فى أوقات فراغه واصطحاب أسرته وأصدقائه لقضاء أوقات ممتعة بالمزرعة، ويصفها دائما ب"مكانه المفضل". ويحرص دائما على مشاركة معجبيه بالصور الخاصة بخيول مزرعته، لإظهار مهاراته فى الفروسية، وتنال هذه الصور إعجاب متابعيه. أما الفنانة حورية فرغلى، فتعتبر تربية الخيول من أهم مشاريعها الخاصة، فهى تمتلك مزرعة خيل فى لندن، كما أنها عضو باتحاد الفروسية بالعاصمة الإنجليزية، وتمتلك حصانا ثمنه مليون جنيه إسترلينى. وعن سبب وجود المزرعة فى إنجلترا وليس مصر، قالت فرغلى، إن الخيل التى تمتلكها غالية جدا وتحتاج إلى مساحات خضراء كبيرة، وهذا لا يتوافر فى مصر. أما أبرز الفنانين الذين يعشقون ركوب الخيل ويعتبرونها هواية دون امتلاك مزرعة، فيأتى فى مقدمتهم الفنان مصطفى شعبان، الذى يجيد ركوب الخيل، وظهر معها فى فيلمه «أحلام عمرنا»، وهو يدرب الفنانة منى زكى على ركوبها فى شخصية كانت أقرب إلى حقيقته بالفعل. ومن ضمن المهتمين بركوب الخيل أيضا الفنانة الأردنية صبا مبارك، التى تؤكد دائما على أن ركوب الخيل هو قبل كل شيء مسألة ثقة بالنفس، فعلى الفارس أن يكون على يقين من طاقته وقدرته على التعامل مع الحصان والسيطرة عليه، وجعله ينصاع لأوامره. كما تعتبر الفنانة والمطربة اللبنانية هيفاء وهبى، ركوب الخيل هوايتها المفضلة، وتنشر على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى صورا لها وهى تمتطى الحصان، وتنال إعجاب المتابعين. مربون: 40 ألف جنيه تكلفة تربية الحصان الواحد.. و90٪ من ذكور الخيول بلا جدوى اقتصادية قال سعيد شرباش، صاحب مزرعة وخبير فى جمال الخيول، إن 90% من قاعدة إنتاج الخيول الذكور فى مصر ليس لها قيمة كبيرة، و10% فقط من الإنتاج ذو قيمة مرتفعة. وأوضح شرباش، أنه فى عام 2010 كانت الدولة تبيع ال90% من هذه الخيول الذكور لدولتى السعودية والإمارات بقيمة 50 ألف جنيه للحصان الواحد، ولكن بعد فرض الحظر من الاتحاد الأوروبى ودول الخليج منذ 8 سنوات أصبح سعر الحصان 5 آلاف جنيه فقط، نتيجة تزايد أعداد الأحصنة المولودة وعدم تصديرها للخارج بسبب الحظر. وأشار صاحب مزرعة الخيول، أن تكلفة تربية الحصان الواحد حاليا تصل إلى 40 ألف جنيه، بعد ارتفاع أسعار الشعير التى تخطت 3000 جنيه للطن، و1500 جنيه للقش وغيرها، فى الوقت الذى يتم بيعه ب5 آلاف جنيها، ما يعنى أن مربى الخيول يخسرون خسائر فادحة، لافتا إلى أن وزارة الزراعة تلقت ردا مؤخرا من جانب المملكة العربية السعودية بموافقتها على رفع الحظر عن صادرات الخيول المصرية ولكن الوزارة لم ترد على المملكة، حسب قوله. وتابع «عندنا فى مصر حوالى 1150 مزرعة وعدد الخيول بها تجاوز 35 ألفا، وعلشان الأزمة الحالية تنتهى وترتفع أسعار التصدير لمختلف الأنواع مرة أخرى لازم يخرج من السوق المصرى 2000 حصان على الأقل"، وفقا لسعيد شرباش. ولفت شرباش، إلى أن هناك بعض أنواع الخيول التى يتم تصديرها يصل سعرها إلى مليون دولار، ولكن هذه النوعية لا توجد فى جميع المزارع المصرية لكنها، وقد تكون متوفرة فى 10 مزارع فقط من أصل 1150 مزرعة، مؤكدا أن هناك آلاف الأحصنة جاهزة حاليا للتصدير ولكن السوق فى انتظار فتح باب التصدير بشكل كامل. فيما قال مروان الصياد، صاحب مزرعة خيول، إنه بجانب تربية الخيول من أجل التجارة، هناك علاقات بين مربى الخيول وبعضهم البعض فى المناسبات، تظهر مهارة ومكانة الخيل. وأضاف الصياد، أنه يتم إقامة حفلات عند بعض المربين ويتواجد بها أصدقاؤه من أصحاب المزارع، وكل شخص يذهب الحفلة بالخيل الخاصة به ويركب عليها ويظهر مهارات كل حصان على المزمار، ومن هنا يحصل كل حصان على مكانته فى السوق، إما أن يكون فاشلا أو يكون من الخيل الجيدة.