سبحان الله «ما أشبه اليوم بالبارحة» بعد مرور الأسبوع الأول علي خطاب التنحي الشهير بدأ المصريون يستوعبون الصدمة ويعودون إلي حالة التوازن النفسي وبدأوا يقيمون ما حدث يوم الإثنين الخامس من يونيو 1967 وانعكس هذا علي الشارع المصري المذهول والموجوع فمنذ أيام قليلة أي قبل الخامس من يونيو كانت الشوارع ووسائل المواصلات تعج برجال القوات المسلحة ضباط وصف ضباط يختالون كالطواويس ويحظون بمعاملة خاصة سواء عن احترام أو خوف أما الآن فقد خلت الشوارع ووسائل المواصلات منهم تماما. وضحك عبده شمه قائلاً: - امال راحوا فين؟ وكعادة أحمد القزعة قال: - أقول لك ولا تزعلش! وكتبت قصيدة لحنها الشيخ امام وهذه القصيدة لا أحبها ولا اريد ان اسمعها لانها خرجت في لحظة غضب كالرصاصة الطائشة وتقول: الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا يا محلا رجعة ظباطنا من خط النار *** يا أهل مصر المحمية بالحرامية الفول كتير والطعمية والبر عمار **** والعيشة معدن وأهي ماشية آخر أشية مدام جنابه والحاشية بكروش وكتار **** ولعل ما اغضب الرئيس جمال عبدالناصر من هذه القصيدة أنها فندت بتريراته في خطاب لاحق حيث برر سقوط الاعداد الهائلة من الشباب برصاص العدد الصهيوني قائلا: - طبعا كلنا آسفين علي ارواحهم ولكن الاعمار بيد الله فقلت في القصيدة: حتقول لي سينا وما سيناش ماتروشناش ما ستميت اوتوبيس ماشي شاحنين انفار ** إيه يعني لما يموت مليون أو كل الكون العمر أصلا مش مضمون والناس أعمار *** ثم كانت الكارثة في الجزء الأخير من القصيدة الذي يقول: وكفاية اسيادنا البعدا عايشين سعدا تفضل ناس تملا المعدة وتقول اشعار *** اشعار تمجد وتماين حتي الخاين وان شاء الله يخربها مداين عبدالجبار *** وهنا سأل الزعيم الحاضرين - عبدالجبار ده اللي هو أنا؟ فأجابوا جميعا في نفس واحد: - تمام يا ريس