فى إطار المناوشات الإعلامية بين كل من مصر وقطر على خلفيات قضايا سياسية عديدة، تطور الأمر إلى تهديد عبر وسائل التواصل الإجتماعى بدأت بتغريدة من جانب وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة القطرى بن راشد آل خاطر، قال فيها إن بلاده ستمنع استقدام المصريين إلى أراضيها بأى تأشيرة. وأضاف خاطر أن وقت الحزم جاء، قائلًا: «قطر صبرت على الحكومة المصرية كثيرًا وتوجيهها للإعلاميين والآن جاء وقت الحزم، موجها السباب للحكومة المصرية. وهو ما أعتبره دبلوماسيون وممثلون للعاملين بالخارج أمرا أصبح معتادا من جانب قطر التى تسعى دائمًا لتشويه مصر، حتى تطور الأمر إلى استغلال الحالة الاقتصادية المتردية وتهديد مصر بالعمالة المصرية، وأشاروا إلى أن هذا لن يؤثر على مصر بقدر تأثيره على قطر نفسها، ونفوا امكانيتها فى اتخاذ أى إجراء من جانبهم تجاه العمالة المصرية، وما قاله وزير الاقتصاد القطرى ما هو إلا شو اعلامى ومحاولة ل«جر شكل» المصريين بحسب وصفهم. وأضافوا أن السياسية الخارجية لمصر أكثر هدوءًا من ذى قبل ولا تتسم بالتسرع فى الرد على الدول التى تحمل العداء لمصر أو تتآمر عليها، ولفتوا إلى أن مصر تنتظر حاليا الخريطة السياسية العالمية التى ستتشكل وتتضح مع تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، وما تفعله قطر حاليًا ما هو إلا إحباط من جانبها تجاه مصر. أكد السفير عادل الصفتى مساعد وزير الخارجية السابق أن التهديد القطرى الصادر من جانب مسئول قطرى متوقع وقال: «أصبح من الطبيعى لقطر ان يصدر أشياء أكثر من ذلك بكثير وإذا كان وكيل وزارة قطرى لا يعرف مقام مصر فعليه دراسة التاريخ وأصوله وجغرافيتها ووطنيتها، وعليه أن يعلم ماهى الدولة وما هى الدويلة فمن يتحدث عن مصر عليه أن يتوضأ أولا». وأضاف «الصفتى» أن مصر تتبع سياسة هادئة ولا ترد على الصغائر، وهذا التهديد لا يجوز أن يصدر من مسئول فى موقع قيادى». ومن جانبه أوضح ولاء مرسى المتحدث باسم العاملين بالخارج أن قطر لا تستطيع الاستغناء عن العمالة الموجودة لديها والمقدرة ب150 ألف، ومعظم هؤلاء يعملون منذ أمد بعيد وقطر لن تجرؤ على اتخاذ مثل هذا الإجراء، واذا فكر النظام القطرى فى مضايقات لمصر لن يتجه إلى التأثير والضغط بالعمالة لديه ولكنه يحاول الوقيعة بين السعودية ومصر وأعتقد أن هناك دورا خفيا لها فى سوء التفاهم بين الدولتين. ولفت «مرسى» إلى تخوفات قطر من صعود ترامب الشهر المقبل بسبب العلاقة الجيدة بين مصر والولايات المتحدة التى ظهرت فى اشادة الرئيس الأمريكى بالرئيس السيسى مسبقا خلال حملته الانتخابية، وما يحدث حاليًا من قطر مجرد تخبط ومحاولة يائسة نتيجة قلق من تغيير السياسات العالمية فى الفترة القادمة مع بداية عام 2017، ورد مصر الهادئ المتسم بالصمت أحيانا هو حكمة ودبلوماسية قوية من جانبها يحسب لها لا عليها. قطر لا تستطيع اللعب مع 150 ألف عامل لأنه ذلك سيؤدى إلى تفريغ المؤسسات القطرية ويترك أثرا ومشاكل داخلية لديهم، ولكن قد يلجأون لممارسة سياسة تضييق عليهم فقط، وعلى المصريين عدم الانخراط فى أى حركات استفزازية، حيث إن السياسة ليست فى الأمور المعلنة ولكن بعض التفاصيل التى تتخذ لممارسة «تطفيش» كإصدار قوانين جديدة أو قرارات مجحفة، كما حدث فى السعودية مؤخرًا بفرض ضرائب على التحويلات للمصريين. وأوضح «مرسى» أنه لا يوجد أى شكوى من جانب العمالة المصرية بقطر حتى الآن وانهم العمالة الأكثر هدوءًا فى دول الخليج نتيجة تعايشهم مع الأوضاع دون انخراط فى السياسة بين البلدين رغم حبهم لبلدهم مصر ولكن هؤلاء لديهم تركيز فى «أكل عيشهم»، كما أن هناك مصريين عاشوا فى قطر منذ 20 عاما. وأضاف أن قطر تحاول تصدير مشهد أن المصريين لديهم رافضون لما يحدث بمصر ولكن هى نسبة الإخوان الموجودين بقطر فقط وليس كل المصريين هناك. وحذر «مرسى» من تلاعب قطر فى السياسة السعودية المصرية والكويتية لأن هذا هو القلق الحقيقى الذى قد يهدد العمالة المصرية بسبب كثرة العمالة فى هاتين الدولتين، كما نبهنا وزيرة الهجرة كثيرًا من ذلك ولفت نظرها إلى ثروة المصريين فى الخارج ففى حالة فقدانها ستخسر مصر التحويلات الدولارية والعملة الخليجية، ووصف «مرسى» التهديد القطرى لمصر أنه «جر شكل» للمصريين. وتابع: «الأسد دائما يترك مكانا للفأر ليهرب منه وهذا ما تفعله مصر مع قطر» وهذا رد على تساؤل عدم اتخاذ مصر لأى إجراء ضد قطر.