شهدت العلاقات المصرية - القطرية توترًا ملحوظًا إبان ثورة 30 يونية عقب عزل الرئيس محمد مرسى من منصبه، بناءًا على رغبة الشعب المصرى ،اعتقاداً من قطر بانه انقلابا عسكريا وليست ثورة شعبية، ولعبت المملكة العربية السعودية دور الوسيط لحل الأزمة بين البلدين ولكن دون جدوى . مؤخرا أدلى سامح شكرى، وزير الخارجية المصرية " بتصريح " نتمنى تحسين العلاقات مع قطر" ، معرباً عن أمله فى تحسين العلاقات بين البلدين إذا تمت موافقة الجانب القطرى على الشروط التى من بينها وجود إصلاحات على أرض الواقع، الأمر الذى يطرح تساؤلًا عن ماهى الشروط التى ستضعها مصر للمصالحة مع قطر لتحسين العلاقات بين البلدين ؟ وهل ستستجيب الدوحة لتلك الشروط ؟ رأى دبلوماسيون ان مصر على علاقة طيبة بجميع الدول دون استثناء احد، وايضا علاقاتها بقطر لم تكن على المحك، واذا بادرت الاخيرة بالتصالح، فإن مصر ستستجيب ولكن بشروط على رأسها وقف دعمها للإرهاب ، والعودة إلى وحدة الصف العربى . أكد السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق على تصريحات شكرى، أن مصر تود أن تحسن علاقاتها بجميع الدول على حد سواء ، وليس لديها اى مشكلة فى إقامة علاقات مع قطر، مشيراً إلي أن الخلاف بين القاهرةوالدوحة ينحصر فى أن الاخيرة أتخذت موقفا عدائيا ضد مصر بعد ثورة 30 يونية وإنها غير راضية على نظام الحكم بمصر ، نظرا لأنها قامت بتمويل الجماعات الارهابية وكانت مصدرا اساسيا لتمويل الارهاب فى جميع الدول . وأوضح أبو الخير ، فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد، ان هناك شروطًا تضعها مصر للتصالح وإقامة علاقات طيبة مع الدوحة من أهمها أن توقف الدوحة كل تمويلاتها تجاه الارهاب وأن ترجع الى وحدة الصف العربى مرة اخرى، ووقف كل الأعمال الإجرامية التى من شأنها الاضرار بمصر والدول العربية ، مستبعدا استجابة قطر لهذه الشروط على حد قوله . واتفق معه فى الرأى السفير عادل الصفتى ، مساعد وزير الخارجية السابق ، فى أن قطر لعبت دورا كبيرا فى تمويل الإرهاب الفترة الماضية ومازالت حتى اليوم تمول الجماعات المتطرفة والخارجة عن نظام الحكم والقانون مدللاً بتدهور الاحوال السياسية فى سوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية التى انتباها جماعات داعش وجبهة النصرة . واضاف الصفتى أن مصر ترحب باقامة علاقات طيبة مع جميع الدول وعلى راسها قطر وهذا ما اكده شكرى فى التصريحات إلى أدلى بها، ولكن دون التدخل فى الشئون الداخلية لاى بلد ، مشددا على أن مصر لا بد ان تضع مصر شرطا اساسيا اذا تم الاعلان عن المصالحة بين الجانبين وهى عدم التدخل فى الشئون الداخلية لمصر ، وايضا توقف تمويلها تجاه المنظمات الارهابية وتغير سياساتها تجاهها . وتابع مساعد وزير الخارجية، قائلا: "على قطر ان تعى خطورة تمويلها للإرهاب ، وترجع الى وحدة الصف العربى مثل جميع الدول العربية ، ووقف تمويلها ايضا لجماعت حماس وغيرها" . ورأى السفير محمد منسى، مساعد وزير الخارجية الاسبق للشئون القنصلية، أن المشكلة القطرية تكمن فى أنها تمول الجماعات الارهابية فى ليبيا وغزة وسوريا ، وايضا تمول القائمين على بناء سد النهضة فى اثيوبيا ، مشيرًا الي أن هناك عداءا كبيرا بين مصر وقطر ، وتحاول بقدر الامكان ان تضرب الامن القومى المصرى . وأختتم منسي حديثه قائلا: "إن هناك شروطا ستضعها مصر للتصالح مع قطر منها وقف الدعم المادى للجماعات الإرهابية واعادة النظر فى سياساتها تجاه الدول"، مستبعدًا استجابة الدوحة لهذه المطالب.