جاءت المبادرة التى أطلقها العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، لإبرام مصالحة بين مصر وقطر لتمثل بارقة أمل، عقب الأفعال التى ارتكبتها الأخيرة من خلال دعمها للجماعات الإرهابية والأصوات المروجة لها، وكأن مبادرة "لم الشمل العربي" ظهرت لالتئام الجرح الذى تركته أذرع الإرهاب بين البلدين. وأيد عدد من القوى السياسية والدبلوماسية لمبادرة المصالحة بين قطر ومصر، باعتبارها بداية لتوحيد الصف العربي من جديد ومحاربة القوى الإرهابية. وفى هذا السياق رحبت الدكتورة سكينة فؤاد مستشارة رئيس الجمهورية السابق، بالمبادرة التى أطلقها العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود بشان التصالح العربى مع قطر، موضحة أن المبادرة تهدف إلى وضع إطار شامل لوحدة الصف العربى. وأضافت فؤاد فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الخميس، أن قطر لابد أن تتراجع عن سياستها البغيضة من أجل العودة للصف العربي، مؤكدة على أهميه إيقاف تمويلها لكل الأصوات المحرضة داخل مصر وكذلك الجماعات الإرهابية، وتساءلت مستشارة رئيس الجمهورية السابق: "هل قطر صادقة فى تصحيح موقفها؟ والالتزام ببنود المبادرة أم لا؟. وفي سياق متصل أوضح الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الغستراتيجي، أن المصالحة التى أصدرها مجلس التعاون الخليجى تؤكد على ضرورة عودة قطر للصف العربى، وبالتالى يجب عليها الكف عن التدخل فى شئون مصر الداخلية. وطالب اللاوندى بإعطاء قطر فرصة لتنفيذ بنود بيان المصالحة، فيما لا يقل عن شهر كمهلة لإيقاف مخططاتها ودعمها للجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن قطر قد شعرت بضرورة العودة للصف العربى، لأن المؤتمر المقرر عقده فى قطر من وزراء الخارجية قد يستبدل بالرياض لرفض الوزراء الذهاب إلى قطر، لذلك لابد من إجراء المصالحة بين الطرفين. وقال السفير أحمد القوسينى مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، إن مبادرة المصلحة بين مصر وقطر برعاية العاهل السعودى، هى إعادة لتمسك دول الخليج العربي مرة أخرى، مشيرا إلى أن الهدف من هذه المصالحة هو وجود نوع من التناغم في السياسات الخارجية المتبعة بين دول الخليج إزاء القضايا الإقليمية بصورة خاصة. وأكد القوسينى أن أهم ما جاء فى هذه المبادرة هو التأكيد على دعم مصر فى مواجهة الإرهاب، لافتا إلى أن استجابة مصر لهذه المبادرة لحرصها على رأب الصدع فى دول التجمع الخليجي، فضلا عن حرص الدول على إعادة العلاقات بصورة طيبة بين البلدين. وعن استجابة قطر لبنود المصالحة أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، أن قطر ستستجيب للبنود، قائلا:"سنراقب التزام قطر بتنفيذ البنود، وإذا لم تف بوعودها نستطيع تأديبها". ومن جانبه أوضح السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مبادرة المصالحة بين مصر وقطر إيجابية، وهى خطوة صحيحة فى الطريق السليم، لافتا إلى أن هذه المبادرة تمت بين دول مجلس التعاون الخليجي فى إطار توافقات خارجية. وأشار مرزوق إلى أن العاهل السعودى بذل جهداً لتنقية الأجواء العربية فى ضوء تمزقها فى ظل صراعات تستدعى إعادة توحيد الصف العربي، مشيرا إلى أن مصر حرصت على أن تحافظ على شعرة معاوية مع النظام القطرى من خلال اختلاف رد فعل الحكومة المصرية على تصرفات قطر فى مقابل موقفها من تركيا. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن على الدوحة أن تثبت بالسلوك والفعل والعمل استجابتها وتنفيذها لنصوص المبادرة، موضحا أن من مصلحة قطر أن تكون عنصرا إيحابيا وإلا تعزل نفسها. وتابع معصوم أن هناك دلائل لتغير الموقف القطرى لأن موقف أمريكا بدا أن يتغير تجاه الجماعات الإرهابية والتعامل معها، مشيرا إلى أن المجتمع الإقليمى سيقبل قطر حال التزامها بالمبادرة. ومن جانبه أكد الدكتور أحمد دراج القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، أن البيان الذى أصدرته الرياض فيما يخص التصالح مع قطر من الممكن أن يعيدها إلى الصف العربى ويقضى على كثير من المؤامرات داخل المنطقة العربية، لافتًا إلى أن المنطقة العربية تشهد الكثير من الصراعات التى يجب أن تلاءم لإعادة الريادة العربية مرة أخرى. واستطرد دراج، أن التصالح بين مصر وقطر يؤكد على تراجع الإرهاب غلى حد كبير، لأن قطر ستتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية سيدفعها إلى الاختفاء، مؤكدا أن التزام الجانب القطري بهذه المبادرة يدل على وصولها إلى طريق مسدود كما أنها لا تملك حل آخر سوى أن تلقى بنفسها فى أحضان الصف العربى. وأشار المحلل السياسي إلى أن قطر إذا لم تلتزم بهذا البيان ستصبح هدفا للجماعات الإرهابية والإدارة الأمريكية.