6 شهور من المراوغة والخداع ظلت دويلة قطر تمارس هذه الأساليب بعد أن منحت السعودية لها الفرصة لتنفذ اتفاقية الرياض، والتى من خلالها ظهرت نوايا قطر السيئة في تعديل سياستها تجاه الدول العربية، وجزمت اتفاقية الرياض وألزمت قطر بعدم تدخلها في الشئون الداخلية للدول العربية. فكل المؤشرات تدل على أن الصدع قد يكون أكبر مما يراه البعض، وأن دول مجلس التعاون الخليجي، في اجتماع غدا السبت ستتخذ موقفا حاسمًا ضد قطر، قد يصل إلي الطرد من مجلس التعاون والعزلة الخليجية، حسب دبلوماسيين. من جانبه صرح اللواء عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية السابق ومقرر لجنة العلاقات الدولية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، بأن الإجراءات المتوقع حدوثها خلال اجتماع مجلس التعاون لدول الخليج هي توجيه أول سؤال لدولة قطر هو لماذا لم تنفذ اتفاقية الرياض إلى الآن؟ وأكد الصفتي على أن قطر ستكون بمثابة خطر قوي على الدول العربية إن لم تنفذ التزاماتها، حيث إنها تقوم بتمويل الجماعات الإسلامية المتطرفة بليبيا، بالإضافة إلى إنها تمول جماعة الإخوان في مصر وتساند إرهابهم لذلك سيكون من مصلحة مصر القضاء على تدخل قطر في شئونها. واستبعد مساعد وزير الخارجية السابق، طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي ولكن يمكن تجميد عضويتها، قائلاً: "أن قطر ستتكبد الكثير من الخسائر إن تم طردها حيث إن لها حدودا مشتركة مع دول الخليج وإن حدث ذلك ستغلق الحدود بينهما". وأضاف مقرر لجنة العلاقات الدولية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، أن تهديد السعودية لقطر بقطع الرحلات الجوية التي ستمر في الأراضي الخليجية قرار صعب ولكنه ليس مستحيلا، وهذا سيكون بمثابة آخر التصعيدات التى يمكن لدول المجلس تقريرها. فيما قال السفير محمد المنيسى معاون وزير الخارجية والمساعد السابق لشئون القنصلية والهجرة والمصريين في الخارج وسفير مصر الأسبق فى قطر، أن خروج قطر عن الإجماع الخليجي ومساندتها للجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان المسلمين سيضر بمصلحتها، خصوصاً بعد أن أعلنت السعودية التى تعتبر أكبر دول مجلس التعاون الخليجي وفي نفس الوقت هي رئيسة المجلس، أن جماعة الإخوان هي جماعة إرهابية. فيما أشار المنيسي، إلى أن السعودية تملك الكثير من أوراق الضغط على قطر لكي تنفذ جميع مطالبها في عدم تدخلها في شئون البلاد العربية الداخلية خصوصاً بعد أن وقعت قطر على اتفاقية الرياض التي لم تنفذها بعد. وأوضح الدبلوماسي يحيى نجم سفير فنزويلا السابق، أن من المتوقع تحايل قطر على دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم القادم، قائلاً: "أنا أرجح تلاعب قطر بالسياسات لكسب الوقت ليس إلا لعدم تقديم التنازلات والبقاء على موقفها في التدخل في الشئون الداخلية للبلاد العربية". بينما استنكر نجم، موقف مصر من تلك الصراعات التي تمارسها قطر ضد العرب، مشيراً إلى أن قطر متورطة في الكثير من الجرائم التى لابد أن تحاسب عليها، بالإضافة إلى أنه لابد من اتخاذ موقف رادع ضدها لصد كل هذه التحديات القطرية والتعنت الذي تتعمده إزاء العرب. وتوقع السفير السابق، أن شيوخ العرب ستأخذ مبدأ التفاهمات التقليدية لحل أزمة قطر مع الدول العربية، مؤكداً أن الموقف لا يتحمل هذه المجاملات، ولابد من حسم للأمور، حيث أن الوطن العربي يقسم ونحن لا ندري، متسائلاً: "كيف تسحب دول مجلس التعاون الخليجي سفراءها من دولة قطر، ومصر لا يزال سفيرها هناك بالإضافة إلى أن سفير قطر لا يزال بمصر حتى الآن؟".
