تعرف على سعر الدولار اليوم الخميس 2 مايو مقابل الجنيه    وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره الإسرائيلي مفاوضات صفقة تبادل الأسرى واجتياح رفح    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    عاجل.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز الغاني    رياح وشبورة.. تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 2 مايو    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    التحضيرات الأخيرة لحفل آمال ماهر في جدة (فيديو)    ما الفرق بين البيض الأبيض والأحمر؟    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    أول ظهور ل أحمد السقا وزوجته مها الصغير بعد شائعة انفصالهما    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني يواصل تصدره التريند بعد عرض الحلقة ال 3 و4    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 2 مايو 2024    مُهلة جديدة لسيارات المصريين بالخارج.. ما هي الفئات المستحقة؟    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    بشروط ميسرة.. دون اعتماد جهة عملك ودون تحويل راتبك استلم تمويلك فورى    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    صندوق مكافحة الإدمان: 14 % من دراما 2024 عرضت أضرار التعاطي وأثره على الفرد والمجتمع    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2 مايو في محافظات مصر    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    اشتري بسرعة .. مفاجأة في أسعار الحديد    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    أول تعليق من الصحة على كارثة "أسترازينيكا"    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    لبنان.. الطيران الإسرائيلي يشن غارتين بالصواريخ على أطراف بلدة شبعا    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    القوات الأوكرانية تصد 89 هجومًا روسيًا خلال ال24 ساعة الماضية    حمالات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    الوطنية للتدريب في ضيافة القومي للطفولة والأمومة    وزير الأوقاف: تحية إعزاز وتقدير لعمال مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب الوفد في مؤتمر جماهيري حاشد في إدفو لدعم مرشحي الحزب
البدوي: الوفد كان وسيظل الحزب الوحيد القادر علي إحداث التغيير الحقيقي

شهدت مدينة إدفو بمحافظة أسوان مؤتمراً جماهيرياً حاشداً مساء أمس الأحد، حضره الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، الذى لقى استقبالاًحاشداً من الآلاف من أبناء إدفو وسط هتافات مدوية «عاش الوفد ضمير الأمة».
كما استقبله قبل الوصول للمدينة ب 10 كيلو مترات موكب ضخم من السيارات امتد لعدة كيلو مترات بحضور جميع مرشحى حزب الوفد قائمة وفردى، وصلاح فخرى رئيس لجنة الوفد بأسوان. وهتفت الجماهير لرئيس الوفد ومرشحى قائمة الوفد، التى تضم محمد الميرغنى المحامى الحاج طه شاهين، الحاجة زينب السمان، الحاج الشاذلى الطيب وكذلك مرشح الوفد فردى سليمان أمين سليمان .كما حضر المؤتمر مرشحو الوفد لمجلس الشورى وهم خالد مهدى عوض وعبدالشافى السايح وعزيرة عبد الملاك واحمد سعيد - قائمة - وكذلك مرشحا الوفد للشورى فردى هناء ابراهيم الدسوقى وعبدالله البداوابى.
سبق بداية المؤتمر الجماهيرى استقبال حافل «للبدوى» فى مضيفة محمد الميرغنى مرشح الوفد حيث صافح البدوى كبار عائلات إدفو وقد جلس معهم واستمع إليهم وعقب ذلك قام بالسير على الأقدام حتى مكان المؤتمر وسط هتافات مدوية من أبناء إدفو حتى وصل لمكان المؤتمر حيث إستقبله الآلاف بالهتافات والتصفيق. عقب ذلك بدأ المؤتمر الجماهيرى بتلاوة القرآن الكريم ثم تحدث بعد ذلك محمد الميرغنى رأس قائمة الوفد لمجلس الشعب فى أسوان فرحب بالدكتور السيد البدوى الذى حرص على الحضور خصيصا ً إلى أبناء مركز إدفو ومحافظة أسوان. وأشار إلى أهمية الانتخابات الحالية وهى الأولى بعد ثورة 25 يناير التى راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين، ودعا الحاضرين لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء 25 يناير. وأكد الميرغنى أن ثورة 25 يناير ثورة شعبية تمتد جذورها إلى الثورة الشعبية سنة 1919 بقيادة سعد باشا زغلول ضد الإنجليز بعد أن حصل على توكيلات من الشعب المصرى وقاد مصر إلى دستور 1923 ومنذ ذلك التاريخ توالت حكومات الوفد التى استمرت حتى سنة 1952 وطوال تلك الفترة لم يتهم وزير أو رئيس وزراء وفدى بالتربح أو الاستيلاء على أراضى الدولة أو تهريب أموال بالمليارات للخارج وهذا هو الفارق. ثم تحدث محمد الميرغنى عن برنامجه الانتخابى هو وزملائه فى قائمة حزب الوفد، وأبرز ملامحه الاهتمام بالشباب من خلال استصلاح مليوني فدان فى الظهير الصحراوى بعد توصيل المياه لها والسعى لتعيين شباب أسوان فى الشركات المتواجدة بأسوان كما أكد أن برنامجه يتضمن إنصاف المزارعين من خلال توفير الأسمدة بسعر عادل وانصاف مزارعى قصب السكر.
ثم تحدث بعد ذلك د. السيد البدوى رئيس حزب الوفد وفيما يلى نص كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه النبيين والمرسلين.
في لحظات كتلك التي نعيشها، لا يصح إلا العودة إلى أصحاب الحق والقرار.. وهم أنتم.. نقف الآن أمام مفترق طرق حقيقي.. إما طريق التنمية والرخاء والعدالة الاجتماعية وبناء مصر الجديدة التي ننتظرها جميعاً وإما طريقاً مجهولاً لا يعلم إلا الله ما سوف نلاقيه فيه من أخطار وأهوال.. ولكن في النهاية ،لن يشير إلى الاتجاه الصحيح سواكم.
هذا هو الواقع الذي يجب أن يكون معلوماً للجميع وعلينا جميعاً أن نتحمل مسئولية اختياراتنا ونكون مستعدين لدفع ثمن سوء الاختيار فهناك تيارات وأحزاب تحاول بكافة الوسائل التأثير على قرار تتخذونه، وصوت تملكونه.. ووسط تلك الأجواء من الحيرة والترقب التي يعيشها الناخب لا يسعنا إلا أن نقف أماكم كي نطلب منكم شيئاً واحداً.. نطلب منكم أن يكون قراركم نابعاً من وجدانكم وضميركم وأفكاركم ورؤيتكم لمن هو قادر على تمثيلكم والدفاع عن حقوقكم . نفعل ذلك من منطلق فهم وإدراك قديم بأن صوت الشعب وحسه لا يخطئان. نعود إليكم ، علماً منا وإيماناً بأن النموذج المصري الذي طالما وقف العالم يتابعه هو النموذج الأولى بأن يتبع.. النموذج المصري الذي افتقدناه سنوات طوالاً حتى عاد فارضاً نفسه بقوة التاريخ والثقافة، وعاد بوجهه المشرق المعاصر يوم 25 يناير.
هذا هو ما يسعى الوفد لاستحضاره اليوم من الماضي القريب قبل شهور، والماضي البعيد قبل عقود.. لا يمكن لأي مراقب واعٍ أن يتجاهل الصلة بين حركات الشباب المصري، وعزيمتهم، وقدرتهم على تحدي كل ما ظنناه راسخاً لا يتحرك، وبين خطوات أخرى خطاها أجيال سبقت وناضلت.. لم يعاصرها من خرجوا إلى شوارع مصر وضخوا فيها دماء جديدة طازجة، لكنهم حتماً استمدوا أفكارهم ورصيدهم منها عبر ذكريات من سبق وتراثهم.. هذا هو جوهر النموذج المصري الممتد، الذي وقف حائط سد أمام كل محاولات الاختراق من الشرق والغرب، من القاصي والداني، من العدو والمتربص، والجار الباحث عن نفوذ وتأثير على حساب مصر وريادتها.
أتحدث معكم لا عن الوفد حزباً، وإنما عن الوفد تراثاً وثقافة، وامتداداً حضارياً كان أول من شارك في التحرك يوم الخامس والعشرين من يناير ،لم نقل إن هذا خروج على الحاكم وأن هذا حرام أو عيب أو تمرد، وإنما أعلنا أن هذا حق جيل جديد يعلن عن نفسه ويقدم رؤيته بأسلوبه وطابعه وقدرته على كسر قيود السياسة وحساباتها.
هذا هو النموذج المصري الذي يعود بوجوهه المختلفة المعاصرة.. يرفض دولة يقودها أو يسوقها اتجاه واحد وتيار واحد، لاغياً ما اختلف معه.. هذا هو النموذج المصري بين أيدينا، بدلاً من الاشتياق لنماذج أخرى، وأبطال من خارج حدودنا.
هل نتراجع الآن؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يتردد في ذهن كل منا وهو يسمع، ويحلل الرسائل التي تنهمر عليه وسط مزايدات ومناورات وألاعيب الانتخابات، والمكاسب قصيرة الأمد.. هل نتراجع عن الحلم في دولة ديمقراطية وعادلة تحقق أماني الأمة في التقدم والرخاء والاستقرار.. هل نتراجع عن الحلم في دولة تحقق الأمن والعدل والمساواة بين جميع مواطنيها دون تمييز.. هل نتراجع عن الحلم في دولة موحدة دون تقسيم إلى مسلمين ومسيحيين.. وإخوان وسلفيين وصوفيين.. إجابة هذا السؤال وغيره كثير، نقدمها لكم في رؤية كاملة. لا نطلب منكم تصديقاً عليها قبل اقتناعنا بها وفهمنا لها.
نسعى لدولة قوية، يحمي حدودها أبناؤها في القوات المسلحة ، لكننا نعلم أن دورها يبقى عبر عيونها التي تلتفت والتي تنظر نحو الخارج، تاركة الأبناء في الداخل يتخذون قرارهم في إدارة حياتهم اليومية.. نسعى لدولة قوية بنظامها السياسي القائم على التنوع والانسجام، وليس إقصاء الشريك عن غير فهم أو إدراك.. نسعى لدولة يملك فيها المواطن إرادته، وحريته، ومصيره بعيداً عن نماذج قد تبدو باهرة أو لامعة، لكنها لا تنبع من عبقرية التاريخ والجغرافية التي حباها الله لهذا البلد.
هناك من يدعو إلى النموذج الأمريكي ومن يدعو إلى النموذج التركي ومن يدعو إلى النموذج الإيراني ومن يريد أن يجرنا إلى النموذج الأفغاني ولكننا ندرك في الوفد أن مصر لها مقدراتها، وقدراتها التي لا يناظرها شيء.. ندرك أن شعب مصر لا يحتاج إلا للنموذج المصري.. نعي في الوفد أن الثقافات تأتي مصر فتذوب وتنصهر، لتدخل ضمن هذه الشخصية المصرية التي تغير العالم وتعيد تشكيله.. نعي في الوفد أن شواطئ المحيطات والبحار والخلجان ، لن تقدم لنا ما يمكن أن ينافس ما بداخلنا من تراكم في التجربة والحضارة.. نعي أن هذا التراكم المصري الذي صنع ثورة فريدة من نوعها هي ثورة 25 يناير ، هو نفسه القادر على صنع المستقبل بخصوصية مصرية لا ينازعها أو ينافسها أي نماذج أخرى نستوردها من دول أجنبية أو عربية.. نعم يجب أن ننظر بانفتاح لكل تجربة ناجحة، لكننا يجب أيضاً أن نثمن ونقدر ما لدينا، وما يمكن أن يكون عليه غد هذا البلد ومستقبله عندما يحتكم كل منا إلى عقله ، ووجدانه ، ويعود إلى تراثه الخاص.
سنفصل ونناقش كل ما نطرحه عليكم من رؤى، لكنها تبقى رهن إرادتكم التي لا ينازعكم فيها أحد.. هذه خلفية كل ما نضعه أمامكم، وهذا هو يقينها الذي شكل مبادئ الوفد عبر العصور.. تلك المبادئ لا نملكها وحدنا إنما تتوارثها أجيال ، تعدل وتنقح، وتحدث، ثم تنقل لمن يأتي من بعد.
ويبقى كل ما نطرح عليكم عهداً ينتظر التكليف، بتحمل المسئولية، متقبلين الحساب والمتابعة.. لنا أن نجحنا أجران، وإن أخفقنا فلنا أجر السعي والمحاولة.
الأخوة المواطنون
نقدم لكم اليوم رؤية شاملة بكل ما فيها من تفاصيل نضع بين أيديكم برنامجاً كاملاً استمد أصوله وجذوره من مبادئ قامت عليها أولي الثورات الشعبية المصرية من مواطنين مصريين ثورة 1919 ومن بعدهم جاء أبطال التحرير في كل ميادين مصر في أيام استثنائية في 25 يناير 2011.
بحساب التاريخ المتراكم، يملك الوفد القدرة والرؤى والبرامج والآليات لتحقيق أهدافنا في الحاضر و المستقبل. نعرف ما تعنيه العدالة الاجتماعية بعيداً عن ترديد أجوف للشعار. فلم نكن كما روج الخصوم دائما حزب فئة دون أخرى في هذا المجتمع. ولكن كان الوفد وسيظل حزب الأمة بكل فئاتها وانتمائها وطبقاتها، كان الوفد وسيظل يدرك ما يعنيه العامل والفلاح لهذا البلد، ولذا كان الوفد في الماضي يسمى حزب الجلاليب الزرقاء لأنه كان حزب العامل والفلاح والبسطاء من شعب مصر.
ندرك تماماً معنى الوحدة الوطنية وندرك ما تعنيه كلمة المواطنة حتى قبل أن تتحول إلى مصطلح سياسي يتكرر الآن و كان الوفد أول من طبقه عملاً على ارض الواقع.. لقد تعلم العالم كله من ثورة 1919.. تعلم كيف توحدت أمة وأنصهر مسلموها ومسيحيوها في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطنية المصرية.. ثورة 1919 التي قال عنها غاندي: أنا ابن ثورة 1919 التي علمت الدنيا.. علمت الدنيا الوحدة الوطنية.. الوحدة الوطنية التي أراها اليوم تمر باختبار عسير يهدد أمن الوطن والمواطن وتعطي الفرصة لأعداء الوطن في الخارج والداخل لإحراق مصر والتدخل في شئونها ومحاولة تقسيمها.. إن رصاص الغدر الذي أطلق على المتظاهرين في ثورة 25 يناير لم يفرق بين مسلم ومسيحي.. لم يفرق بين صوفي وسلفي لم يميز بين رجل وامرأة أو بين شاب وشيخ، كان الجميع في حب مصر جماعة واحدة دينها الوطنية المصرية وشعارها الدين لله والوطن للجميع.. لا أقول نريد أن نستلهم روح ثورة 1919 التي مر عليها 92 عاماً ولكن أريد أن نستعيد روح ثورة 25 يناير والتي لم يمر عليها سوى أشهر قليلة.. نعلي مبدأ المواطنة والتسامح السياسي والقبول بالآخر.. نعلي حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية الاختلاف.. نفهم خطورة التصنيف بين أبناء الوطن الواحد وهذا ما يجعلنا الأكثر حرصاً على وطن يسع الجميع، يمنح الجميع حقوقاً متساوية، و يطلب من الجميع واجبا واحدا. وطن لا تستأثر به رؤية متطرفة أو تقصي أي من أبناء الوطن الواحد.
هذا التراكم الطويل والخبرة السياسية وسنوات حكم حققنا فيها انجازات لازالت باقية حتى اليوم هو ما يجعلنا اليوم أكثر ثقة عندما نتوجه إليكم نطلب تأييدكم.. هذا الرصيد السابق هو ما يجعلنا اليوم أكثر فهما لكل ما تعنيه التحديات الخطيرة التي نواجهها اليوم، وبالمناسبة فلقد كان الوفد دائماً وسيبقى الحزب الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي وسط أجواء الأزمات.
الأخوة المواطنون
إن السياسة هي عهد وتكليف.. العهد هو ما نطرحه عليكم اليوم من رؤى وأفكار يتضمنها برنامج الوفد.. وأيضاً مبادئ هي ثوابت توارثناها عن الآباء العظام الذين صنعوا تراثاً وطنياً توارثناه عنهم.. فقد كان الوفد وسيظل حزب الوطنية المصرية والوسطية والاعتدال.. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وأن من حق المسيحيين الاحتكام إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية، وهذا ليس فقط من ثوابت الوفد ولكن أيضاً من ثوابت الدين، فقد أمرنا الله في كتابه العزيز « وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون « وأمرنا رسولنا الكريم علية الصلاة والسلام «إذا جاءك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يدينون به».. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد وأن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات لا فرق بين مصري ومصري على أساس الدين أو العرق أو الجنس وهنا أقول أيضاً: إن المواطنة ليست فقط من ثوابت الوفد ولكنها أيضاً من ثوابت الدين فأول وثيقة للمواطنة في التاريخ وضعها سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام هي وثيقة المدينة والتي ساوى فيها بين المهاجرين والأنصار.. بين المسلمين والمسيحيين واليهود ومن لا دين لهم.. لم يفرق سيدنا رسول الله بين أهل المدينة على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو العقيدة وقال علية الصلاة والسلام لأهل المدينة جميعاً: لكم مالنا وعليكم ما علينا أي أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات.
لقد رفض الوفد وسيظل يرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة كما رفض وسيظل يرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم، كما هو الحال في إيران وهذا ليس اجتهاداً فالسلطة السياسية في الإسلام مبدأً وتاريخاً مدنية فلا عصمة بعد النبي إلا للجماعة وليس لأي فرد مهما كانت منزلته أي عصمة.. وها هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أول خطبة له بعد اختياره بالبيعة خليفة بعد مداولات ومناقشة السقيفة:
«وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني».. فالحاكم في الإسلام مدني تختاره الأمة عن طريق صندوق الانتخابات وهو البديل العصري للبيعة ويراقبونه ويتابعونه ويحاسبونه ولهم حق عزله إن هو طغى أو استبد أو أفسد أو خالف عهداً التزم به أمام الناس، فلا قداسة لحاكم ولا أبدية لحاكم في الإسلام، وفي أمور الدنيا والحكم والسياسة ما يراه الناس حسن فهو عند الله حسن.. كل هذا يؤكد أن السلطة السياسية في الإسلام مدنية وليست دينية.
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل.. الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل.. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة.. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والإفريقي.
نواجه جميعاً مسئولية جسيمة
الأخوة المواطنون
اليوم أمامنا جميعاً مسئولية جسيمة هي مسئولية إعادة بناء مصر الجديدة التي يستحقها شعبنا الذي عانى ولازال يعاني ويلات الفقر والحرمان.. اليوم يوم المواجهة مع النفس والتمسك بالحق والتسليم بالحقيقة من أجل أن يختار كل مصري شكل وملامح الحاضر والمستقبل ويمارس حقه الذي لا ينازعه فيه أحد كمواطن يختار الحزب الذي يحقق له ما يرجوه من تنمية ورخاء، وعدل وكرامة وحرية وعيشة كريمة وعدالة اجتماعية.. ومستقبل يطمئن فيه على أبنائه.. كل هذا أصبح بيدك أنت وأصبح حقك الذي لا ينازعك فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وتصوره الحر من خلال صندوق الانتخابات.
من أجل ذلك أيها الأخوة المواطنون أضع أمامكم تصوراً مختصراً لبرنامجنا وأفكارنا ورؤيتنا لإعادة بناء الوطن نستدعي من التراث السياسي لحزبنا مبادئ لا تتغير ونستحضر من واقعنا ما نحن قادرين على تحقيقه وتطبيقه في مواجهة تحديات اليوم ومستجدات المستقبل.. لا ينفصل برنامجنا عن مبادئنا وثوابتنا بل هو امتداد وانعكاس لسياسات كنا أول من طبقها وقت أن كنا حزباً حاكماً وحاولنا تطبيقها ونحن في المعارضة.. نحن لانقدم برنامجاً ورقياً أو نظرياً ولكننا نعرض ما مارسناه واختبرناه وعملنا على تحقيقه في تاريخ مضى ونعود إليكم اليوم لننشد توكيلاً مصرياً عبر صندوق الانتخابات حتى نصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد.
.. ما نطرحه اليوم عليكم هو اجتهاد أبناء الوفد في كافة التخصصات فقد حددنا موقف الوفد من كل ما يدور حولنا من أحداث وما يواجهنا من تحديات وما يضمره لنا أعداء الوطن في الداخل والخارج وكل ما يدبر حولنا من مؤامرات لإعاقة تقدم مصر ورخاء شعبها وأيضاً لا ننفصل فيما نطرحه عليكم عن واقعنا ومشكلاتنا وما نواجهه من صعاب حياتنا وما نفكر فيه يومياً كمواطنين باحثين عن حاضر يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة ومستقبلاً يضمن الخير والتطور والرخاء لأبنائنا.. ولكي يتحقق ذلك لابد وأن تكون السياسة في خدمة المجتمع لا منفصلة عنه وتكون كافة التشريعات تعبيراً وضماناً لحرية المواطن وسيادته تحت حماية قوانين تحقق المساواة ولا تميز أو تفرق بين حق وواجب.
خطتنا للمستقبل
واسمحوا لي في عجالة أن أطرح عليكم رؤوس موضوعات برنامجنا:
أولاً - مكافحة الفقر:
كان هناك سؤال لا أجد له إجابة كيف لرئيس دولة أن ينام ونصف شعبه يعيشون تحت خط الفقر.. يعانون الجوع والمرض وبرد الشتاء.. من هنا فإننا في حزب الوفد لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على الفقر ولنا في خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز المثل والقدوة والنموذج.. أشبع في عهده الجياع وكسا الفقراء واستجاب للمستضعفين وكان أباً لليتامى وعائلاً للأرامل وملاذاً للضائعين.. كان في عهده يخرج الأغنياء زكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ويبسط يده إليها.. إن عدل عمر بن عبد العزيز لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل ملأهم شعوراً بالكرامة والعزة والقناعة.. كان ينشئ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأتي إليها المسافرون وأبناء السبيل ورفع مستوى الأجور الضعيفة وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من الناس أجراً.. وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له أموره على حساب الدولة ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة.. وأمر ولاته بإحصاء الغارمين فسدد عنهم ديونهم وافتدى أسرى المسلمين وكفل اليتامى.
إن العهد الذي عاش فيه عمر بن عبد العزيز أميراً قبل توليه الخلافة كما كان يصفه أحد الكتاب «زمن القسوة من الأمراء من الحجاج في العراق ومحمد بن يوسف في اليمن وغيرهما بمصر والحجاز والمغرب حتى قال عمر بن عبد العزيز لقد امتلأت الأرض ظلماً واستبداداً.. وكذلك كان في عصر ما قبل عمر بن عبد العزيز من الفساد ما يفوق كل تصور راح كل قادر على النهب ينتهب كل ما تصل إليه يداه وغابت الأخلاق وشاع الترف والانحلال.. ووراء الفساد ساد الخراب فأخذت الأزمات المالية بخناق الدولة وقل إنتاجها وكان هذا في هذا العصر تزييفاً لقيم الدين والأخلاق حتى ان كان خطباء المساجد يلعنون رابع الخلفاء الراشدين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على المنابر وساعد في هذا التزييف شعراء العصر وهم المقابل لوسائل الإعلام الآن التي يساهم العديد منها في تزييف عقول ووجدان وضمائر الأمة.. لقد استطاع عمر بن عبد العزيز رحمه الله تغيير هذا الواقع إلى الصورة المثلى في عامين وخمسة أشهر وبدأ فوراً بقانون من أين لك هذا على الجميع وبدأ بنفسه فقد كان قبل تولي الخلافة أميراً ووالياً وكان مرفهاً في معيشته وكان له عقارات أيام أسلافه من الخلفاء فرأى أنه لم يكن لهم سلطة شرعية على تلك الأملاك ليعطوه إياها وأنها من أملاك الدولة وحصى أملاكه فإذا هي كلها من عطايا الخلفاء فردها إلى بيت المال وأمر رحمه الله بعزل الولاة الظلمة وبدأ بالتغيير السريع الحاسم على كافة المستويات الذي يجب أن يتم الآن على مستوى الأمة المصرية.. أحكي لكم هذه الحكاية كي أقول لكم إن عمر بن عبد العزيز لم ينجح فيما ذهب إليه لأنه كان أكثر الناس فقهاً وديناً وإنما أيضاً كان أقدر الناس على تولي الحكم فقد كان أميراً ورجل دولة مارس الحكم قبل توليه الخلافة وتعلم فنون الحكم و السياسة والإدارة.. كان عادلاً قوياً يخشى الله ولذلك نحن في حزب الوفد نرى أن القضاء على الفقر أمرٌ سهل إذا خلصت النوايا واستيقظت الضمائر ونرى ضرورة التوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها وإعادة توجيه الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى هدفه الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكلة الفقر ، كذلك تنمية المهارات من أجل رفع القدرة المهنية للمواطن الأكثر احتياجا لتحسين فرصه للحصول على عمل مناسب مع توفير إعانات شهرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاتتوفر لهم فرص العمل ولايوجد لهم عائل يرعاهم على أن يتم احتساب قيمة الإعانة الشهرية بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر ومقابل العلاج والأجهزة التعويضية التي قد يحتاجها المعاق.. ووضع حد أدنى للأجور على المستوى القومي يراعى فيه نفقات المعيشة وإيجاد الوسائل والتدابير التي تكفل تحقيق التوازن بين زيادة الأجور وما يحتمل أن يقابله من زيادة في الأسعار تلتهم هذه الزيادة مع إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور كل ثلاث سنوات وربط الحد الأدنى للأجور باستراتيجية تخفف من حده الفقر وبذلك سيتم زيادته بالنسبة للعاملين في المناطق الريفية بالصعيد حيث تشتد حده الفقر .. تحقيق أبسط حق من حقوق الإنسان وهو الإطعام وذلك بتوزيع بطاقات الطعام على جميع الفقراء وهي بطاقة ذكية يتم شحنها شهرياً ويستخدمها المواطن في شراء احتياجاته من السلع الغذائية من فروع شركات التجارة الداخلية المملوكة لقطاع الأعمال العام أو من متاجر مماثلة في القطاع الخاص متعاقد معها وفق شروط ونظام الضمان الاجتماعي.
ثانياً - الدستور:
لقد ناضل الوفد منذ قيامة بثوره 1919 من أجل الدستور فكان دستور 1923 واليوم بعد ثورة 25 يناير يسعى الوفد لدستور تضعه جمعية تأسيسية تمثل شعب مصر بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته السياسية ونقاباته المهنية واتحاداته النوعية على اختلافها والأزهر الشريف والكنيسة وفقهاء الدستور والقانون وأصحاب الفكر والرأي.. دستور يحقق للمواطن حريته وكرامته ومكانته ويتحقق به كرامة الوطن وسيادته وعزته.
ثالثاً - الأمن والاستقرار:
لعل ما يأتي على رأس أولويات حزب الوفد في هذه المرحلة من تاريخ مصر هو تحقيق الأمن والاستقرار وضمان الطمأنينة للمصريين جميعاً في كل بقعة من بقاع مصر . وهنا أقول إن هيبة الشرطة لا تنفصل أو تتناقض مع تحقيق شعار الشرطة في خدمه الشعب بل هو شرط لهذه الهيبة و الفاعلية. وذلك بإعادة تأهيل ضباط وأفراد الشرطة ودعمهم مادياً ومعنوياً لإعادة بناء الجهاز الشرطي بعيدا عن انحراف طال كثيرين لكنه لا يعني فسادا مطلقاً.
رابعاً - التعليم:
التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن قالها الدكتور طه حسين وزير المعارف الوفدي.. والذي أصدر قرار مجانية التعليم عام 1951 كان تعليماً مجانياً حقيقياً يتيح الفرص للجميع وهذا ما نريده اليوم حتى نضع حداً للانهيار المعرفي والثقافي والمهني وذلك من خلال الاهتمام بتدريب المعلمين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم وتحسين أوضاعهم المالية وكذلك زيادة موازنة التعليم بما يكفل رفع مستوى أبنية المدارس الحكومية وتوفير مستوى لائق من المرافق الأساسية بها وتجهيزها بما يوفر مناخاً تعليمياً صحياً يساعد على إطلاق طاقات الطلاب وإبداعاتهم ونؤدي إلى تقليل كثافة الفصول لتصل إلى المعايير المقبولة عالمياً كذلك الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لإعداد كوادر من العاملين المهرة لتلبية احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي .. قد يكون ما أقوله ترديداً لأفكار سمعتموها من قبل ولكننا في الوفد نملك الرؤية والقدرة على تحقيق ما نعد به فما نقوله دائماً هو وعد وعهد والتزام أمام الله وأمام الشعب.
خامساً - العلاج:
لا جدال في أن الإنسان هو أهم وأغلى عناصر التنمية من هنا تأتي برامج العلاج الطبي المجاني والرعاية الصحية لكافة أفراد الشعب المصري على قائمة برامج التنمية الشاملة للمواطن المصري والاهتمام بالقضاء على أسباب تفشي الأمراض الوبائية المستوطنة بين أفراد الشعب المصري من الفشل الكلوي إلى أمراض الكبد ، ويتحقق ذلك بتطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل لكافة أفراد الشعب المصري ويندرج تحت هذه البرامج تحسين جودة الخدمة الطبية والمستوى العلمي والمادي لقطاع الأطباء والممرضين. فلن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يعامل المرضى في المستشفيات الحكومية معاملة غير آدمية يواجهون أبشع ألوان الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بآلام وأرواح المريض الضعيف الذي لم يرتكب ذنباً سوى انه فقير لا يمتلك ثمن العلاج الذي يستحقه كإنسان.
سادساً - العدالة الاجتماعية:
يلتزم الوفد التزاماً كاملاً بضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقلية على النصيب الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر. كذلك لابد من تحقيق العدالة في توزيع الأعباء العامة بالتخفيض من الضرائب غير المباشره على اختلاف أنواعها وإعادة تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلى والثروات الأكثر نصيباً من الضرائب ما يتكافأ مع قدراتهم المالية.
سابعاً - التأمين والضمان الاجتماعي:
لابد من التزام الدولة بنظام تأميني عادل يشمل جميع قطاعات المواطنين وخاصة عمال الزراعة.. أيضا تأمين بطالة بما يوفر للمتعطلين عن العمل والقادرين عليه بما يعادل نسبه 65% من الراتب الذي يحصل عليه المشتغل والذي يتصف بنفس مواصفات المتعطل من حيث مستوى التعليم والخبرة والتخصص المهني والمهارات ويستمر حصول المتعطل على هذا التعويض إلى أن يتم تشغيله بواسطة مكاتب التوظيف الحكومية التابعة لوزارة القوى العاملة أو حصوله على عمله نتيجة جهده الشخصي كذلك توفير معاشات لكبار السن والعجزة الذين لم يسبق لهم الاشتغال بوظيفة منتظمة في الحكومة أو القطاع الخاص ويتم احتساب قيمه المعاش الشهري بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر.
ثامناً - القضاء:
لقد كانت حكومة الوفد أول من أصدر قانون استقلال القضاء عام 1943 من هنا فالوفد حريص كل الحرص على ترسيخ استقلال القضاء وتعظيم هيبة السلطة القضائية لتمكينها من إقرار العدل وإلغاء كافة صور القضاء الاستثنائي والتوسع في المحاكم المتخصصة لضمان تحقيق العدالة الناجزة.
وأخيراً زيادة عدد الوظائف القضائية لضمان سرعة الفصل في القضايا.
تاسعاً - الطرق والمواصلات العامة:
• التوسع في إنشاء شبكة السكك الحديدية وأيضاً التوسع في إنشاء شبكة الطرق البرية بنظام حق الانتفاع بحيث يتم الربط بين جميع المحافظات خاصة النائية منها بهدف تنميتها واستغلال مواردها.
عاشراً - النوبة:
إعادة الاعتبار لأهالي النوبة الذين يمثلون جزءاً أصيلاً ومهماً في نسيج الوطن بإعطائهم حق العودة إلى موطنهم الأصلي وفتح الملف الخاص بالتعويضات النوبية المجحفة مع تقديرها المناسب حسب سعر السوق في الوقت الحاضر و الاهتمام بالثقافة النوبية والتراث النوبي في وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة وإنشاء شبكة سكك حديد صناعية لربط النوبة بسائر عموم مصرو إنشاء هيئة لإعمار ضفاف بحيرة ناصر وقرى النوبة القديمة.
حادي عشر - الاقتصاد والاستثمار:
يتبنى الوفد نظام الاقتصاد الحر والذي يعطي للقطاع الخاص النصيب الأكبر في تحقيق برامج التنمية الاستثمارية والحد من الاقتراض، ويدخل ضمن برامج إعادة الهيكلة المالية إعادة النظر في قوانين ضرائب الدخل وزيادة حد الإعفاء الضريبي لمحدودي الدخل وإعادة هيكلة شرائح ضرائب الدخل وأسعارها بما لايضر محدودي الدخل ويؤدي في ذات الوقت إلى عدالة توزيع عائد التنمية وعندما نتحدث عن الاستثمار لا يمكن أن نتجاهل سيناء وقناة السويس وبورسعيد.
سيناء:
ويأتي على قائمة التنمية الاستثمارية برامج التنمية الشاملة لسيناء وجعلها منطقة لوجستية عالمية بما ينشأ بها من مناطق حرة صناعية وتجارية وموانئ بحرية وشبكة طرق برية تعمل على تنمية التجارة العالمية بين الشرق والغرب وبما يساعد على توطين ثلاثة ملايين مصري يشكلون حاجزاً بشرياً صلباً يمنع المعتدين والمغامرين من مجرد التفكير في تهديد الأمن الوطني مع تمكين أهل سيناء من تملك الأراضي وما يقام عليها من مبانٍ.
قناة السويس:
من غير المقبول أو المعقول أن تظل قناة السويس مجرد ممر مائي وإنما لابد وأن تصبح منطقة جذب لمشروعات تجارية وصناعية عالمية من خلال إنشاء مناطق حرة على جانبي القناة للصناعة والتجارة العالمية تقيمها الدول الصناعية الكبرى للتصدير مع ربط شرق قناة السويس بسيناء لتكامل المشاريع التنموية وخدمة المناطق الحرة.
بورسعيد:
تنمية مدينة بورسعيد والإبقاء عليها كمدينة حرة وتطويرها لتكون مدينة حرة عالمية ومحورية بين أفريقيا وآسيا.
إضافة إلى ما سبق لابد من الاهتمام بالتوسع الزراعي في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء وجنوب الوادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء .. وتشجيع التصنيع الزراعي والاستثمار في الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي ( الحديث عن مشروع المليون فدان ).
إرادة الشعوب صاحبة القول الفصل
وأخيراً إعادة رسم خريطة مصر السياحية وفتح مجالات سياحية جديدة
هذه هي مصر التي سعينا وخرجنا كي نمنحها وجها و قلبا جديدا يوم خمسة و عشرين يناير، و هذه هي مصر التي لن نرضى عنها بديلا ووطنا لنا و لأبنائنا و لمن يجيء من بعدهم.. لقاؤنا اليوم هو نتيجة مباشرة لنضال أجيال مختلفة متلاحقة ، أثبتت أن ثقافة المصريين هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يورث.. تلك هي قناعاتي.
و أنا أقف بينكم اليوم. اعلم أن المصريين صاروا أكثر عزماً وبصيرة من أي وقت مضى في اختيار من يمثلهم و لا يمثل عليهم. كان الدرس واضحا والرسالة قاطعة. نصها و لونها واحد لا خلاف عليه.
يجب أن يعلم الجميع أن كل من يخدع الشعب بالشعارات وترديد الألفاظ الرنانة دون ترجمة على أرض الواقع سيلقى مصير من أصبح اليوم سابقا غير مأسوف عليه.. لا أقف اليوم أمامكم وحدي، بل استند إلى فكرة و مضمون أن الأبدي الوحيد هو الله سبحانه. و أن إرادة الشعوب هي صاحبة القول الأول و الأخير.. وسط هذه المعطيات، يكتب أي حزب أو تيار سياسي شهادة انتحاره لو ظن انه قادر على ممارسة لعبة خداع او شراء وقت - مهما اشترى تكون النهاية قاسية وعلى مرأى العالم ومسامعه .
ان السعي اليوم لتكليفكم و اختياركم ينبع من فهم الوفد لطبيعة العلاقة الصحيحة التي غابت عقودا طويلة.
ولا يسعى الوفد لتكليف مجموعة من المرشحين ، بل هو تكليف لمؤسسة سياسية عريقة هي حزب الوفد بمهمة يلتزم بها و يطبقها. إن نجحنا ذكرنا الناس و التاريخ وكنا أوفياء للوعد ملتزمين بالعهد، و إن فشلنا عدنا للصفوف ، بعد إزاحتنا و إصدار الناس حكمهم علينا.
يتم ذلك وفقا للآليات و القواعد التي طالما حملها الوفد على أكتافه، طبقها قبل أن يعظ بها.
هكذا مارس الوفد الديمقراطية الحقيقية ، فلم يستبعد فصيلاً سياسياً أو يقصي تيارا معينا. كتب دستوره الخاص على أساس المساواة و التساوي. وهكذا يقدم الوفد نفسه لمجتمعه المصري ، حارسا لقيم لا يختلف عليها جوهر دين. حريص على تطبيق مبادئ العدل الاجتماعي الذي يعرف طريقه لبيوت الناس و لا يقتصر على حديث أمام عدسات أو مؤتمرات.
لقد مر علينا في الشهور القليلة الماضية الكثير من الصعاب . حاول البعض استثمارها، وكأن شعبا لم يَثُر.. زايد البعض سياسياً ورأينا استقطاباً دينياً حاداً ولكننا لن نفرط في ثوابتنا سنظل نعمل على جمع الشتات السياسي تحت مظلة حد أدنى من الاتفاق على ما لا يمكن الخلاف عليه: «مصر تسع كل المصريين».
واليوم لا نقف أمامكم متعهدين فقط باستمرارنا وفقا لهذا المبدأ، بل نقدم كذلك ما يجعل مصر تسع أيضاً أحلام المصريين جميعا.
حمي الله مصر وحمي ثورتها المجيدة
وحمي شعبها الطيب الأبي ووقاه كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.