أخبار الأهلي : سيد عبد الحفيظ يختار تشكيل الأهلي الأمثل في مباراة الترجي التونسي    426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة "سند الخير" منذ انطلاقها    رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية: إسرائيل لن تلتزم بقرارات العدل الدولية    فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي على شاطئ غزة منفذا لتهجير الفلسطينيين    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    إعدام 6 أطنان أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    "القاهرة الإخبارية" تحتفي بعيد ميلاد عادل إمام: حارب الفكر المتطرف بالفن    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    الخشت يستعرض دور جامعة القاهرة في نشر فكر ريادة الأعمال    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر حاشد لرئيس الوفد بأسوان
البدوى: الشعب سيبنى مصر الجديدة
نشر في الوفد يوم 12 - 12 - 2011

عقد حزب الوفد مؤتمرا جماهيريا حاشدا مساء أمس الأحد بمدينة إدفو بمحافظة أسوان, بحضور الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، الذى لقى استقبالاً حافلا من الآلاف من أبناء إدفو وسط هتافات مدوية "عاش الوفد ضمير الأمة".
استقبل الأهالى البدوى قبل الوصول للمدينة ب 10 كيلو مترات بموكب ضخم من السيارات امتد لعدة كيلو مترات، وبحضور جميع مرشحى حزب الوفد قائمة وفردى وصلاح فخرى رئيس لجنة الوفد بأسوان، حيث هتفت الجماهير لرئيس الوفد ومرشحى قائمة الوفد والتى تضم محمد الميرغنى المحامى، الحاج طه شاهين، الحاجة زينب السمان، الحاج الشاذلى الطيب وكذلك مرشح الوفد فردى سليمان أمين سليمان، كما حضر المؤتمر مرشحى الوفد لمجلس الشورى، وهم خالد مهدى عوض وعبد الشافى السايح وعزيرة عبد الملاك وأحمد سعيد- قائمة - وكذلك مرشحا الوفد للشورى فردى هناء إبراهيم الدسوقى وعبد الله البداوابى، وسبق بداية المؤتمر الجماهيرى استقبال حافل للبدوى فى مضيفة محمد الميرغنى مرشح الوفد حيث صافح البدوى كبار عائلات إدفو، وجلس معهم واستمع إليهم، وعقب ذلك قام البدوى بالسير على الأقدام حتى مكان المؤتمر وسط هتافات مدوية من أبناء إدفو حتى وصل لمكان المؤتمر، حيث استقبله الآلاف بالهتافات والتصفيق.
وعقب ذلك بدأ المؤتمر الجماهيرى بتلاوة القرآن الكريم، وتحدث محمد الميرغنى رأس قائمة الوفد لمجلس الشعب فى أسوان فرحب بالدكتور السيد البدوى الذى حرص على الحضور خصيصاً إلى أبناء مركز إدفو ومحافظة أسوان، مشيرا إلى أهمية الانتخابات الحالية وهى الأولى بعد ثورة 25 يناير التى راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين، ودعا الحاضرين لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء 25 يناير.
وأكد الميرغنى أن ثورة 25 يناير هى ثورة شعبية تمتد جذورها إلى الثورة الشعبية سنة 1919 بقيادة سعد باشا زغلول ضد الإنجليز بعد أن حصل على توكيلات من الشعب المصرى وقاد مصر إلى دستور 1923 ومنذ ذلك التاريخ توالت حكومات الوفد التى إستمرت حتى سنة 1952 وطوال تلك الفترة لم يتهم وزير أو رئيس وزراء وفدى بالتربح أو الاستيلاء على أراضى الدولة أو تهريب أموال بالمليارات للخارج، وهذا هو الفارق ثم تحدث محمد الميرغنى عن برنامجه الانتخابى هو وزملاؤه فى قائمة حزب الوفد وأبرز ملامحه هو الاهتمام بالشباب من خلال استصلاح 2 مليون فدان فى الظهير الصحراوى بعد توصيل المياه لها والسعى لتعيين شباب أسوان فى الشركات المتواجدة بأسوان، كما أكد أن برنامجه يتضمن إنصاف المزارعين من خلال توفير الأسمدة بسعر عادل وإنصاف مزارعى قصب السكر.
تحدث عقب ذلك د. السيد البدوى رئيس حزب الوفد وفيما يلى نص كلمته :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه النبيين والمرسلين
في لحظات كتلك التي نعيشها، لا يصح إلا العودة إلى أصحاب الحق والقرار .. وهم أنتم .. نقف الآن أمام مفترق طرق حقيقي .. إما طريق التنمية والرخاء والعدالة الاجتماعية وبناء مصر الجديدة التي ننتظرها جميعاً وإما طريق مجهول لا يعلم إلا الله ما سوف نلاقيه فيه من أخطار وأهوال .. ولكن في النهاية، لن يشير إلى الاتجاه الصحيح سواكم .
هذا هو الواقع الذي يجب أن يكون معلوماً للجميع وعلينا جميعاً أن نتحمل مسئولية اختياراتنا ونكون مستعدين لدفع ثمن سوء الاختيار فهناك تيارات وأحزاب تحاول بكافة الوسائل التأثير على قرار تتخذونه، وصوت تملكونه .. ووسط تلك الأجواء من الحيرة والترقب التي يعيشها الناخب لايسعنا إلا أن نقف أماكم كي نطلب منكم شيئاً واحداً .. نطلب منكم أن يكون قراركم نابعاً من وجدانكم وضميركم وأفكاركم ورؤيتكم لمن هو قادر على تمثيلكم والدفاع عن حقوقك.. نفعل ذلك من منطلق فهم وإدراك قديم بأن صوت الشعب وحسه لا يخطئان. نعود إليكم، علماً منا وإيماناً بأن النموذج المصري الذي طالما وقف العالم يتابعه هو النموذج الأولى بأن يتبع .. النموذج المصري الذي افتقدناه سنوات طوال حتى عاد فارضاً نفسه بقوة التاريخ والثقافة ، وعاد بوجهه المشرق المعاصر يوم 25 يناير .
هذا هو مايسعى الوفد لاستحضاره اليوم من الماضي القريب قبل شهور، والماضي البعيد قبل عقود .. لا يمكن لأي مراقب واعى أن يتجاهل الصلة بين حركات الشباب المصرى ، وعزيمتهم ، وقدرتهم على تحدي كل ما ظنناه راسخاً لا يتحرك ، وبين خطوات أخرى خطاها أجيال سبقت وناضلت .. لم يعاصرها من خرجوا إلى شوارع مصر وضخوا فيها دماء جديدة طازجة ، لكنها حتماً استمدوا أفكارهم ورصيدهم منها عبر ذكريات من سبق وتراثهم .. هذا هو جوهر النموذج المصري الممتد ، الذي وقف حائط سد أمام كل محاولات الاختراق من الشرق والغرب ، من القاصي والداني ، من العدو والمتربص ، والجار الباحث عن نفوذ وتأثير على حساب مصر وريادتها .
أتحدث معكم لا عن الوفد حزباً ، وإنما عن الوفد تراثاً وثقافة ، وامتداداً حضارياً كان أول من شارك في التحرك يوم الخامس والعشرين من يناير لم نقل أن هذا خروجاً على الحاكم وأن هذا حرام أو عيباً أو تمرداً ، وإنما أعلنا أن هذا حق جيل جديد يعلن عن نفسه ويقدم رؤيته بأسلوبه وطابعه وقدرته على كسر قيود السياسة وحساباتها .
هذا هو النموذج المصري الذي يعود بوجوهه المختلفة المعاصرة .. يرفض دولة يقودها أو يسوقها اتجاه واحد وتيار واحد لاغياً ما اختلف معه .. هذا هو النموذج المصري بين أيدينا ، بدلاً من الاشتياق لنماذج أخرى ، وأبطال من خارج حدودنا .
هل نتراجع الآن؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يتردد في ذهن كل منا وهو يسمع، ويحلل الرسائل التي تنهمر عليه وسط مزايدات ومناورات وألاعيب الانتخابات ، والمكاسب قصيرة الأمد ،هل نتراجع عن الحلم في دولة ديمقراطية وعادلة تحقق أمانى الأمة فى التقدم والرخاء والاستقرار .. هل نتراجع عن الحلم في دولة تحقق الأمن والعدل والمساواة بين جميع مواطنيها دون تمييز، هل نتراجع عن الحلم في دولة موحدة دون تقسيم إلى مسلمين ومسيحيين ،وإخوان وسلفيين وصوفيين ،وإجابة هذا السؤال وغيره كثير ، نقدمها لكم في رؤية كاملة ،لا نطلب منكم تصديقاً عليها قبل اقتناعاً بها وفهماً لها .
نسعى لدولة قوية، يحمي حدودها أبناؤها في القوات المسلحة ، لكننا نعلم أن دورها يبقى عبر عيونها التي تلتفت والتي تنظر نحو الخارج ، تاركة الأبناء في الداخل يتخذون قرارهم في إدارة حياتهم اليومية ،نسعى لدولة قوية بنظامها السياسي القائم على التنوع والانسجام ، وليس إقصاء الشريك عن غير فهم أو إدراك، نسعى لدولة يملك فيها المواطن إرادته ، وحريته، ومصيره بعيداً عن نماذج قد تبدو باهرة أو لامعة، لكنها لا تنبع من عبقرية التاريخ والجغرافية التي حباها الله لهذا البلد .
هناك من يدعو إلى النموذج الأمريكي ومن يدعو إلى النموذج التركي ومن يدعو إلى النموذج الإيراني ومن يريد أن يجرنا إلى النموذج الأفغاني ولكننا ندرك في الوفد أن مصر لها مقدراتها، وقدراتها التي لا يناظرها شىء، وندرك أن شعب مصر لايحتاج إلا للنموذج المصري ،ونعى فى الوفد أن الثقافات تأتي مصر فتذوب وتنصهر ، لتدخل ضمن هذه الشخصية المصرية التي تغير العالم وتعيد تشكيله ،و نعى في الوفد أن شواطئ المحيطات والبحار والخلجان ، لن تقدم لنا ما يمكن أن ينافس ما بداخلنا من تراكم في التجربة والحضارة ،ونعي أن هذا التراكم المصري الذي صنع ثورة فريدة من نوعها هي ثورة 25 يناير ، هو نفسه القادر على صنع المستقبل بخصوصية مصرية لا ينازعها أو ينافسها أي نماذج أخرى نستوردها من دول أجنبية أو عربية ،ونعم يجب أن ننظر بانفتاح لكل تجربة ناجحة ، لكننا يجب أيضاً أن نثمن ونقدر ما لدينا ، وما يمكن أن يكون عليه غد هذا البلد ومستقبله عندما يحتكم كل منا إلى عقله ، ووجدانه ، ويعود إلى تراثه الخاص .
سنفصل ونناقش كل ما نطرحه عليكم من رؤى ، لكنها تبقى رهن إراداتكم التي لا ينازعكم فيها أحد ،هذه خلفية كل ما نضعه أمامكم ، وهذا هو يقينها الذي شكل مبادئ الوفد عبر العصور ،تلك المبادئ لا نملكها وحدنا ، إنما تتوارثها أجيال ، تعدل وتنقح ، وتحدث ، ثم تنقل لمن يأتي من بعد .
ويبقى كل ما نطرح عليكم عهداً ينتظر التكليف ، بتحمل المسئولية ، متقبلين الحساب والمتابعة ،ولنا أن نجحنا أجران ، وإن أخفقنا فلنا أجر السعى والمحاولة.
الإخوة المواطنون
نقدم لكم اليوم رؤية شاملة بكل مافيها من تفاصيل نضع بين أيديكم برنامجاً كاملاً استمد أصوله و جذوره من مبادئ قامت عليها أول الثورات الشعبية المصرية من مواطنين مصريين ثورة 1919 ومن بعدهم جاء أبطال التحرير في كل ميادين مصر في أيام استثنائية في 25 يناير 2011 .
بحساب التاريخ المتراكم، يملك الوفد القدرة و الرؤى والبرامج والآليات لتحقيق أهدافنا في الحاضر و المستقبل. نعرف ما تعنيه العدالة اجتماعية بعيدا عن ترديد أجوف للشعار. فلم نكن كما روج الخصوم دائما حزب فئة دون أخرى في هذا المجتمع. ولكن كان الوفد وسيظل حزب الأمة بكل فئاتها وانتمائها وطبقاتها كان الوفد وسيظل يدرك ما يعنيه العامل و الفلاح لهذا البلد ولذا كان الوفد في الماضي يسمى حزب الجلاليب الزرقاء لأنه كان حزب العامل والفلاح والبسطاء من شعب مصر .
ندرك تماماً معنى الوحدة الوطنية وندرك ما تعنيه كلمة المواطنة حتى قبل أن تتحول إلى مصطلح سياسي يتكرر الآن و كان الوفد أول من طبقه عملاً على ارض الواقع،وتعلم العالم كله من ثورة 1919 ،تعلم كيف توحدت أمة وأنصهر مسلميها ومسيحييها فى بوتقة واحدة هي بوتقة الوطنية المصرية .. ثورة 1919 التي قال عنها غاندي أنا ابن ثورة 1919 التي علمت الدنيا الوحدة الوطنية ،والوحدة الوطنية التي أراها اليوم تمر باختبار عسير يهدد أمن الوطن والمواطن وتعطي الفرصة لأعداء الوطن في الخارج والداخل لإحراق مصر والتدخل في شئونها ومحاولة تقسيمها،إن رصاص الغدر الذي أطلق على المتظاهرين في ثورة 25 يناير لم يفرق بين مسلم ومسيحي ،ولم يفرق بين صوفي وسلفي لم يميز بين رجل وامرأة أو بين شاب وشيخ كان الجميع في حب مصر جماعة واحدة دينها الوطنية المصرية وشعارها الدين لله والوطن للجميع .. لا أقول نريد أن نستلهم روح ثورة 1919 التي مر عليها 92 عاماً ولكن أريد أن نستعيد روح ثورة 25 يناير والتي لم يمر عليها سوى أشهر قليلة.. نعلي مبدأ المواطنة والتسامح السياسي والقبول بالآخر .. نعلي حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية الاختلاف .. نفهم خطورة التصنيف بين أبناء الوطن الواحد وهذا مايجعلنا الأكثر حرصاً على وطن يسع الجميع ، يمنح الجميع حقوقا متساوية ، و يطلب من الجميع واجبا واحدا. وطن لا تستأثر به رؤية متطرفة أو تقصي أي من أبناء الوطن الواحد.
هذا التراكم الطويل والخبرة السياسية وسنوات حكم حققنا فيها انجازات لازالت باقية حتى اليوم هو ما يجعلنا اليوم أكثر ثقة عندما نتوجه إليكم نطلب تأييدكم.. هذا الرصيد السابق هو ما يجعلنا اليوم أكثر فهما لكل ما تعنيه التحديات الخطيرة التي نواجهها اليوم و بالمناسبة فلقد كان الوفد دائماً وسيبقى الحزب الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي وسط أجواء الأزمات .
الإخوة المواطنون
إن السياسة هي عهد وتكليف ،العهد هو ما نطرحه عليكم اليوم من رؤى وأفكار يتضمنها برنامج الوفد ،وأيضاً مبادئ هي ثوابت توارثناها عن الآباء العظام الذين صنعوا تراثاً وطنياً توارثناه عنهم .. فقد كان الوفد وسيظل حزب الوطنية المصرية والوسطية والاعتدال ،آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن من حق المسيحيين الاحتكام إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية وهذا ليس فقط من ثواب الوفد ولكن أيضاً من ثوابت الدين فقد أمرنا الله في كتابه العزيز " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لايحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " وأمرنا رسولنا الكريم علية الصلاة والسلام " إذا جاءك أهل الذمة فأحكم بينهم بما يدينون به " ،آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد وأن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات لافرق بين مصري ومصري على أساس الدين أو العرق أو الجنس وهنا أقول أيضاً أن المواطنة ليست فقط من ثوابت الوفد ولكنها أيضاً من ثوابت الدين فأول وثيقة للمواطنة في التاريخ وضعها سيدنا رسول الله علية الصلاة والسلام هي وثيقة المدينة والتي ساوى فيها بين المهاجرين والأنصار ،بين المسلمين والمسيحيين واليهود ومن لادين لهم ،لم يفرق سيدنا رسول الله بين أهل المدينة على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو العقيدة وقال علية الصلاة والسلام لأهل المدينة جميعاً لكم مالنا وعليكم ماعلينا أي أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات
لقد رفض الوفد وسيظل يرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة كما رفض وسيظل يرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم كما هو الحال في إيران وهذا ليس اجتهاداً فالسلطة السياسية في الإسلام مبدأً وتاريخاً مدنية فلا عصمه بعد النبي إلا للجماعة وليس لأي فرد مهما كانت منزلته أي عصمه ، وهاهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أول خطبة له بعد مبايعتة خليفة بعد مداولات ومناقشة السقيفة:
" وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقوموني " ،فالحاكم في الإسلام مدنى تختاره الأمة عن طريق صندوق الانتخابات وهو البديل العصري للبيعة ويراقبونه ويتابعونه ويحاسبونه ولهم حق عزله إن هو طغى أو أستبد أو أفسد أو خالف عهداً التزم به أمام الناس فلا قداسة لحاكم ولا أبدية لحاكم في الإسلام ، وفي أمور الدنيا والحكم والسياسة مايراه الناس حسن فهو عند الله حسن ،كل هذا يؤكد أن السلطة السياسية في الإسلام مدنية وليست دينية.
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل.
الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل ،آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي.
الأخوة المواطنون
اليوم أمامنا جميعاً مسئولية جسيمة هي مسئولية إعادة بناء مصر الجديدة التي يستحقها شعبنا الذي عانى ولازال يعاني ويلات الفقر والحرمان ،اليوم يوم المواجهة مع النفس والتمسك بالحق والتسليم بالحقيقة من أجل أن يختار كل مصري شكل وملامح الحاضر والمستقبل ويمارس حقه الذي لاينازعه فيه أحد كمواطن يختار الحزب الذي يحقق له ما يرجوه من تنمية و رخاء ، وعدل وكرامة وحرية وعيشة كريمة وعدالة اجتماعية ،ومستقبل يطمئن فيه على أبنائه ،كل هذا أصبح بيدك أنت وأصبح حقك الذي لاينازعك فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وتصوره الحر من خلال صندوق الانتخابات .
من أجل ذلك أيها الأخوة المواطنون أضع أمامكم تصوراً مختصراً لبرنامجنا وأفكارنا ورؤيتنا لإعادة بناء الوطن نستدعي من التراث السياسي لحزبنا مبادئ لاتتغير ونستحضر من واقعنا ما نحن قادرون على تحقيقه وتطبيقه في مواجهة تحديات اليوم ومستجدات المستقبل ،لاينفصل برنامجنا عن مبادئنا وثوابتنا بل هو امتداد وانعكاس لسياسات كنا أول من طبقها وقت أن كنا حزباً حاكماً وحاولنا تطبيقها ونحن في المعارضة ،نحن لانقدم برنامجاً ورقياً أو نظرياً ولكننا نعرض ما مارسناه واختبرناه وعملنا على تحقيقه في تاريخ مضى ونعود إليكم اليوم لننشد توكيلاً مصرياً عبر صندوق الانتخابات حتى نصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد .
ما نطرحه اليوم عليكم هو اجتهاد أبناء الوفد في كافة التخصصات فقد حددنا موقف الوفد من كل مايدور حولنا من أحداث وما يواجهنا من تحديات وما يضمره لنا أعداء الوطن في الداخل والخارج وكل ما يدبر حولنا من مؤامرات لإعاقة تقدم مصر ورخاء شعبها وأيضاً لا ننفصل فيما نطرحه عليكم عن واقعنا ومشكلاتنا وما نواجهه من صعاب حياتنا وما نفكر فيه يومياً كمواطنين باحثين عن حاضر يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة ومستقبل يضمن الخير والتطور والرخاء لأبنائنا ،ولكى يتحقق ذلك لابد وأن تكون السياسة في خدمة المجتمع لا منفصلة عنه وتكون كافة التشريعات تعبيراً وضماناً لحرية المواطن وسيادته تحت حماية قوانين تحقق المساواة ولا تميز أو تفرق بين حق وواجب.
واسمحوا لي في عجالة أن أطرح عليكم رؤوس موضوعات برنامجنا. مكافحة الفقر
كان هناك سؤال لا أجد له إجابة: كيف لرئيس دولة أن ينام ونصف شعبه يعيشون تحت خط الفقر ، يعانون الجوع والمرض وبرد الشتاء ،من هنا فإننا في حزب الوفد لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على الفقر ولنا في خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز المثل والقدوة والنموذج ،شبع في عهده الجياع وكسا الفقراء واستجاب للمستضعفين وكان أباً لليتامى وعائلاً للأرامل وملاذاً للضائعين ،كان في عهده يخرج الأغنياء زكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ويبسط يده إليهم ،إن عدل عمر بن عبد العزيز لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل ملأهم شعوراً بالكرامة والعزة والقناعة ،كان ينشئ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأتي إليها المسافرون وأبناء السبيل ورفع مستوى الأجور الضعيفة وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من الناس أجرا ،وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له أموره على حساب الدولة ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة ،وأمر ولاته بإحصاء الغارمين فسدد عنهم ديونهم وافتدى أسرى المسلمين وكفل اليتامى.
إن العهد الذي عاش فيه عمر بن عبد العزيز أميراً قبل توليه الخلافة كما كان يصفه أحد الكتاب " زمن القسوة من الأمراء من الحجاج في العراق ومحمد بن يوسف في اليمن وغيرهما بمصر والحجاز والمغرب حتى قال عمر بن عبد العزيز لقد امتلأت الأرض ظلماً واستبداداً ،وكذلك كان في عصر ماقبل عمر بن عبد العزيز من الفساد مايفوق كل تصور راح كل قادر على النهب ينتهب كل ما تصل إليه يداه وغابت الأخلاق وشاع الترف والانحلال ،ووراء الفساد ساد الخراب فأخذت الأزمات المالية بخناق الدولة وقل إنتاجها وكان هذا في هذا العصر تزييف لقيم الدين والأخلاق حتى إنه كان خطباء المساجد يلعنون رابع الخلفاء الراشدين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على المنابر وساعد في هذا التزييف شعراء العصر وهم المقابل لوسائل الإعلام الآن التي يساهم العديد منها في تزييف عقول ووجدان وضمائر الأمة ،استطاع عمر بن عبد العزيز رحمه الله تغيير هذا الواقع إلى الصورة المثلى في عامين وخمسة أشهر وبدأ فوراً بقانون من أين لك هذا على الجميع وبدأ بنفسه فقد كان قبل تولي الخلافة أميراً ووالياً وكان مرفهاً في معيشته وكان له عقارات أيام أسلافه من الخلفاء فرأى أنه لم يكن لهم سلطة شرعية على تلك الأملاك ليعطوه إياها وأنها من أملاك الدولة وحصى أملاكه فإذا هي كلها من عطايا الخلفاء فردها إلى بيت المال وأمر رحمه الله بعزل الولاة الظلمة وبدأ بالتغبير السريع الحاسم على كافة المستويات الذي يجب أن يتم الآن على مستوى الأمة المصرية ،أحكي لكم هذه الحكاية عشان أقول لكم: إن عمر بن عبد العزيز لم ينجح فيما ذهب إليه لأنه كان أكثر الناس فقهاً وديناً وإنما أيضاً كان أقدر الناس على تولي الحكم فقد كان أميراً ورجل دولة مارس الحكم قبل توليه الخلافة وتعلم فنون الحكم و السياسة والإدارة ،كان عادلاً قوياً يخشى الله ولذلك نحن في حزب الوفد نرى أن القضاء على الفقر أمرٌ سهل إذا خلصت النوايا واستيقظت الضمائر ونرى ضرورة التوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها وإعادة توجيه الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى هدفه الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكلة الفقر ، كذلك تنمية المهارات من أجل رفع القدرة المهنية للمواطن الأكثر احتياجا لتحسين فرصه للحصول على عمل مناسب مع توفير إعانات شهرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاتتوفر لهم فرص العمل ولايوجد لهم عائل يرعاهم على أن يتم احتساب قيمة الإعانة الشهرية بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر ومقابل العلاج والأجهزة التعويضية التي قد يحتاجها المعاق .. ووضع حد أدنى للأجور على المستوى القومي يراعى فيه نفقات المعيشة وإيجاد الوسائل والتدابير التي تكفل تحقيق التوازن بين زيادة الأجور وما يحتمل أن يقابله من زيادة في الأسعار تلتهم هذه الزيادة مع إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور كل ثلاث سنوات وربط الحد الأدنى للأجور بإستراتجية تخفف من حده الفقر وبذلك سيتم زيادته بالنسبة للعاملين في المناطق الريفية بالصعيد حيث تشتد حده الفقر ،تحقيق أبسط حق من حقوق الإنسان وهو الإطعام وذلك بتوزيع بطاقات الطعام على جميع الفقراء وهي بطاقة ذكية يتم شحنها شهرياً ويستخدمها المواطن في شراء احتياجاته من السلع الغذائية من فروع شركات التجارة الداخلية المملوكة لقطاع الأعمال العام أو من متاجر مماثلة في القطاع الخاص متعاقد معها وفق شروط ونظام الضمان الاجتماعي.
الدستور
ناضل الوفد منذ قيامه بثوره 1919 من أجل الدستور فكان دستور 1923 واليوم بعد ثوره 25 يناير يسعى الوفد لدستور تضعه جمعية تأسيسية تمثل شعب مصر بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته السياسية ونقاباته المهنية واتحاداته النوعية على اختلافها والأزهر الشريف والكنيسة وفقهاء الدستور والقانون وأصحاب الفكر والرأي ،دستور يحقق للمواطن حريته وكرامته ومكانته ويتحقق به كرامه الوطن وسيادته وعزته .
الأمن والاستقرار
لعل ما يأتي على رأس أولويات حزب الوفد في هذه المرحلة من تاريخ مصر هو تحقيق الأمن والاستقرار وضمان الطمأنينة للمصريين جميعاً في كل بقعه من بقاع مصر ،وهنا أقول أن هيبة الشرطة لاتنفصل أو تتناقض مع تحقيق شعار الشرطة في خدمة الشعب بل هو شرط لهذه الهيبة و الفاعلية ،وذلك بإعادة تأهيل ضباط وأفراد الشرطة ودعمهم مادياً ومعنوياً لإعادة بناء الجهاز الشرطي بعيدا عن انحراف طال كثيرين لكنه لا يعني فساداً مطلقاً .
التعليم
التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن قالها الدكتور طه حسين وزير المعارف الوفدي ،والذي أصدر قرار مجانية التعليم عام 1951 كان تعليم مجاني حقيقي يتيح الفرص للجميع وهذا مانريده اليوم حتى نضع حدا للانهيار المعرفي والثقافي والمهني وذلك من خلال الاهتمام بتدريب المعلمين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم وتحسين أوضاعهم المالية وكذلك زيادة موازنة التعليم بما يكفل رفع مستوى أبنية المدارس الحكومية وتوفير مستوى لائق من المرافق الأساسية بها وتجهيزها بما يوفر مناخا تعليميا صحيا يساعد على إطلاق طاقات الطلاب وإبداعاتهم ونؤدي إلى تقليل كثافة الفصول لتصل إلى المعايير المقبولة عالمياً كذلك الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لإعداد كوادر من العاملين المهرة لتلبية احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي ، ما أقوله ترديداً لأفكار سمعتموها من قبل ولكننا في الوفد نملك الرؤية والقدرة على تحقيق ما نعد به فما نقوله دائماً هو وعد وعهد والتزام أمام الله وأمام الشعب.
العلاج
لا جدال في أن الإنسان هو أهم وأغلى عناصر التنمية من هنا تأتي برامج العلاج الطبي المجاني والرعاية الصحية لكافة أفراد الشعب المصري على قائمة برامج التنمية الشاملة للمواطن المصري والاهتمام بالقضاء على أسباب تفشي الأمراض الوبائية المستوطنة بين أفراد الشعب المصري من الفشل الكلوي إلى أمراض الكبد ، ويتحقق ذلك بتطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل لكافة أفراد العشب المصري ويندرج تحت هذه البرامج تحسين جودة الخدمة الطبية والمستوى العلمي والمادي لقطاع الأطباء والممرضين . فلن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يعامل المرضى في المستشفيات الحكومية معاملة غير آدمية يواجهون أبشع ألوان الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بآلام وأرواح المريض الضعيف الذي لم يرتكب ذنباً سوى انه فقير لايمتلك ثمن العلاج الذي يستحقه كإنسان .
العدالة الاجتماعية
يلتزم الوفد التزاماً كاملاً بضمان العدالة الاجتماعيه في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقلية على النصيب الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر ،كذلك لابد من تحقيق العدالة في توزيع الأعباء العامة بالتخفيض من الضرائب غير المباشره على اختلاف أنواعها وإعادة تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلى والثروات الأكثر نصيباً من الضرائب يتكافأ مع قدراتهم المالية.
التأمين والضمان الاجتماعي
لابد من التزام الدولة بنظام تأميني عادل يشمل جميع قطاعات المواطنين وخاصة عمال الزراعة ،أيضا تأمين بطالة بما يوفر للمتعطلين عن العمل والقادرين عليه بما يعادل نسبه 65% من الراتب الذي يحصل عليه المشتغل والذي يتصف بنفس مواصفات المتعطل من حيث مستوى التعليم والخبرة والتخصص المهني والمهارات ويستمر حصول المتعطل على هذا التعويض إلى أن يتم تشغيله بواسطة مكاتب التوظيف الحكومية التابعة لوزارة القوى العاملة أو حصوله على عمله نتيجة جهده الشخصي كذلك توفير معاشات لكبار السن والعجزة الذين لم يسبق لهم الاشتغال بوظيفة منتظمة في الحكومة أو القطاع الخاص ويتم احتساب قيمة المعاش الشهري بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر .
القضاء
لقد كانت حكومة الوفد أول من أصدر قانون استقلال القضاء عام 1943 من هنا فالوفد حريص كل الحرص على ترسيخ استقلال القضاء و تعظيم هيبة السلطة القضائية لتمكينها من إقرار العدل و إلغاء كافة صور القضاء الاستثنائي والتوسع في المحاكم المتخصصة لضمان تحقيق العدالة الناجزه .
وأخيراً زيادة عدد الوظائف القضائية لضمان سرعة الفصل في القضايا .
الطرق والمواصلات العامة
التوسع في إنشاء شبكه السكك الحديدية وأيضاً التوسع في إنشاء شبكه الطرق البرية بنظام حق الانتفاع بحيث يتم الربط بين جميع المحافظات خاصة النائية منها بهدف تنميتها واستغلال مواردها.
النوبة
إعادة الاعتبار لأهالي النوبة الذين يمثلون جزءا أصيلا وهاما في نسيج الوطن بإعطائهم حق العودة إلى موطنهم الأصلي وفتح الملف الخاص بالتعويضات النوبية المجحفة مع تقديرها المناسب حسب سعر السوق في الوقت الحاضر و الاهتمام بالثقافة النوبية والتراث النوبي في وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة وإنشاء شبكه سكك حديد صناعية لربط النوبة بسائر عموم مصرو إنشاء هيئه لإعمار ضفاف بحيرة ناصر وقرى النوبة القديمة .
الاقتصاد والاستثمار
يتبنى الوفد نظام الاقتصاد الحر والذي يعطي للقطاع الخاص النصيب الأكبر في تحقيق برامج التنمية الإستثمارية والحد من الاقتراض ، ويدخل ضمن برامج إعادة الهيكلة المالية إعادة النظر في قوانين ضرائب الدخل وزيادة حد الإعفاء الضريبي لمحدودي الدخل وإعادة هيكلة شرائح ضرائب الدخل وأسعارها بما لايضر محدودي الدخل ويؤدي في ذات الوقت إلى عدالة توزيع عائد التنمية وعندما نتحدث عن الاستثمار لايمكن أن لا نتجاهل سيناء وقناة السويس وبورسعيد .
سيناء
ويأتي على قائمة التنمية الاستثمارية برامج التنمية الشاملة لسيناء وجعلها منطقة لوجستية عالمية بما ينشأ بها من مناطق حرة صناعية وتجارية ومواني بحرية وشبكة طرق بريه تعمل على تنمية التجارة العالمية بين الشرق والغرب وبما يساعد على توطين ثلاثة ملايين مصري يشكلون حاجزا بشريا صلبا يمنع المعتدين والمغامرين من مجرد التفكير في تهديد الأمن الوطني مع تمكين أهل سيناء من تملك الأراضي وما يقام عليها من مبان .
قناة السويس
من غير المقبول أو المعقول أن تظل قناة السويس مجرد ممر مائي وإنما لابد وأن تصبح منطقة جذب لمشروعات تجارية وصناعية عالمية من خلال إنشاء مناطق حرة على جانبي القناة للصناعة والتجارة العالمية تقيمها الدول الصناعية الكبرى للتصدير مع ربط شرق قناة السويس بسيناء لتكامل المشاريع التنموية وخدمة المناطق الحرة .
بورسعيد
تنمية مدينة بورسعيد والإبقاء عليها كمدينة حرة وتطويرها لتكون مدينة حرة عالمية ومحورية بين أفريقيا وآسيا
إضافة إلى ما سبق لابد من الاهتمام بالتوسع الزراعي في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء وجنوب الوادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء .. وتشجيع التصنيع الزراعي والاستثمار في الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي ( الحديث عن مشروع المليون فدان ) .
وأخيراً إعادة رسم خريطة مصر السياحية وفتح مجالات سياحية جديدة
هذه هي مصر التي سعينا و خرجنا كي نمنحها وجها و قلبا جديدا يوم خمسة و عشرين يناير، و هذه هي مصر التي لن نرضى عنها بديلا وطنا لنا و لأبنائنا و لمن يجيء من بعدهم، لقاؤنا اليوم هو نتيجة مباشرة لنضال أجيال مختلفة متلاحقة ، أثبتت أن ثقافة المصريين هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يورث ،تلك هي قناعاتى .
و أنا أقف بينكم اليوم ،واعلم أن المصريين صاروا أكثر عزماً وبصيرة من أي وقت مضى في اختيار من يمثلهم و لا يمثل عليهم، كان الدرس واضحا و الرسالة قاطعة ، نصها و لونها واحد لا خلاف عليه.
يجب أن يعلم الجميع أن كل من يخدع الشعب بالشعارات وترديد الألفاظ الرنانة دون ترجمة على أرض الواقع سيلقى مصير من أصبح اليوم سابقا غير مأسوف عليه، لا أقف اليوم أمامكم وحدي ، بل استند على فكرة و مضمون أن الأبدي الوحيد هو الله سبحانه، و أن إرادة الشعوب هي صاحبة القول الأول و الأخير، وسط هذه المعطيات ، يكتب أي حزب أو تيار سياسي شهادة انتحاره لو ظن انه قادر على ممارسة لعبة خداع او شراء وقت - مهما اشترى تكون النهاية قاسية و على مرأى العالم و مسامعه .
أن السعي اليوم لتكليفكم و اختياركم ينبع من فهم الوفد لطبيعة العلاقة الصحيحة التي غابت عقودا طويلة.
و لا يسعى الوفد لتكليف مجموعة من المرشحين ، بل هو تكليف لمؤسسة سياسية عريقة هي حزب الوفد بمهمة يلتزم بها و يطبقها. إن نجحنا ذكرنا الناس و التاريخ وكنا أوفياء للوعد ملتزمين بالعهد ، و إن فشلنا عدنا للصفوف ، بعد إزاحتنا و إصدار الناس حكمهم علينا .
يتم ذلك وفقا للآليات و القواعد التي طالما حملها الوفد على أكتافه، طبقها قبل أن يعظ بها.
هكذا مارس الوفد الديمقراطية الحقيقية ، فلم يستبعد فصيل سياسي أو يقصي تيار معين ،كتب دستوره الخاص على أساس المساواة و التساوي . وهكذا يقدم الوفد نفسه لمجتمعه المصري ، حارسا لقيم لا يختلف عليها جوهر دين ،حريص على تطبيق مبادئ العدل الاجتماعي الذي يعرف طريقه لبيوت الناس و لا يقتصر على حديث أمام عدسات أو مؤتمرات .
مر علينا في الشهور القليلة الماضية الكثير من الصعاب ،حاول البعض استثمارها ، و كأن شعبا لم يثور،زايد البعض سياسياً ورأينا استقطاباً دينياً حاداً ولكننا لن نفرط في ثوابتنا سنظل نعمل على جمع الشتات السياسي تحت مظلة حد أدنى من الاتفاق على ما لا يمكن الخلاف عليه " مصر تسع كل المصريين ".
و اليوم لا نقف أمامكم متعهدين فقط باستمرارنا وفقا لهذا المبدأ ، بل نقدم كذلك ما يجعل مصر تسع أيضاً أحلام المصريين جميعا.
حما الله مصر وحما ثورتها المجيدة
وحما شعبها الطيب الأبي ووقاه كل سوء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.