ارتفاع سعر الذهب اليوم في الأسواق    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    الدولار يواصل السقوط ويتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي وسط مؤشرات على تباطؤ في أمريكا    إيقاف رئيس حرم جامعي بكاليفورنيا لتضامنه مع طلاب متضامنين مع الفلسطينيين    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    شقيق ضحية عصام صاصا:"عايز حق أخويا"    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    وزير الدفاع الأمريكي يؤكد ضرورة حماية المدنيين قبل أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مؤتمر حاشد بالغردقة
البدوى: الوفد سيظل حزب الأمة
نشر في الوفد يوم 18 - 11 - 2011

عقد حزب الوفد مؤتمرًا جماهيريًا مساء الخميس 17 نوفمبر فى مدينة الغردقة عاصمة البحر الأحمر، حضره الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد الذى لقى استقبالاً جماهيريًا حافلاً من قيادات وجماهير الوفد فى محافظة البحر الأحمر.
في بداية المؤتمر تحدث لطفى الدمرانى عضو الهيئة العليا ورئيس لجنة الوفد في البحر الأحمر، فوجه التقدير للدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد لحضوره الي محافظة البحر الاحمر.
وأضاف لطفي الدمراني قائلا: نعاهد رئيس حزب الوفد ان نبذل ما في وسعنا لرفع شأن حزبنا العظيم ومحافظتنا الحرة، وسنكون وجميع مرشحي الوفد بالمحافظة في خدمة ومساعدة اهالي محافظة البحر الاحمر وحل مشكلاتهم مثل مشكلة التعليم ومشكلة السياحة بالسياحة وايضا حل مشاكل الشباب، وإقامة مشاريع عديدة بالمحافظة من أجل أهل البحر الأحمر من المتعطلين عن العمل وايضا العاملين في مواني البحر الأحمر (سائقين وشيالين) كما سنبذل اقصي جهودنا لحل مشاكل المياه في مدينة القصير وغيرها، كما سنعمل دائما ليكون الوفد في مقدمة من يخدم ابناء المحافظة.
ثم تحدث بعد ذلك الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد .
و فيما يلى نص كلمته :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه النبيين والمرسلين
الأخوة المواطنون
هذه أول كلماتي لكم في بدء سلسلة لقاءات وتجمعات على طريق مصر الجديدة. أبدأها مخاطبا إياكم، مؤكداً لكم أنكم اليوم سادة هذا البلد من خلال قراركم واختياركم وصوتكم عبر صناديق الانتخاب. هذا هو الحق وقد عاد بعد غياب وتغييب متعمد.
أنتم اليوم في كل أنحاء مصر سادة المشهد الحقيقيين. لكم نتوجه وإليكم نسعى، نعرض عليكم رؤية كاملة وبرنامج حكم لكم حق فهمه، والحق في متابعة تنفيذه، والمحاسبة عليه لو جاء اختياركم له .. هذه هي مبادئ السياسة في كل مجتمع ديمقراطي حقيقي وصحيح. هذا هو ما طبقناه داخل صفوف الوفد الحزبية، وهو ما نسعى لتوسيع تطبيقه من خلال المرحلة المقبلة.
لم تنفصل تجربتنا الداخلية في أي وقت من الأوقات عن المجتمع الذى ننتمي له، ولا عن مبادئنا التي نعلمها ونشأنا عليها وننادي بها.
نقدم لكم اليوم رؤية شاملة بكل ما فيها من تفاصيل. نضع بين أيديكم برنامجًا كاملًا استمد أصوله وجذوره من مبادئ قامت عليها أولى الثورات الشعبية المصرية من مواطنين مصريين ثورة 1919 ومن بعدهم جاء أبطال التحرير في كل ميادين مصر في أيام استثنائية في 25 يناير 2011.
بحساب التاريخ المتراكم، يملك الوفد القدرة والرؤى والبرامج والآليات لتحقيق أهدافنا في الحاضر والمستقبل. نعرف ما تعنيه العدالة اجتماعية بعيدا عن ترديد أجوف للشعار. فلم نكن كما روج الخصوم دائما حزب فئة دون أخرى في هذا المجتمع، ولكن الوفد سيظل حزب الأمة بكل فئاتها وانتمائها وطبقاتها كان الوفد سيظل يدرك ما يعنيه العامل والفلاح لهذا البلد ولذا كان الوفد في الماضي يسمى حزب الجلاليب الزرقاء لأنه كان حزب العامل والفلاح والبسطاء من شعب مصر.
ندرك تماماً معنى الوحدة الوطنية وندرك ما تعنيه كلمة المواطنة حتى قبل أن تتحول إلى مصطلح سياسي يتكرر الآن وكان الوفد أول من طبقه عملاً على أرض الواقع.. لقد تعلم العالم كله من ثورة 1919 .. تعلم كيف توحدت أمة وانصهر مسلموها ومسيحيوها في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطنية المصرية .. ثورة 1919 التي قال عنها غاندي أنا ابن ثورة 1919 التي علمت الدنيا .. علمت الدنيا الوحدة الوطنية .. الوحدة الوطنية التي أراها اليوم تمر باختبار عسير يهدد أمن الوطن والمواطن .. إن رصاص الغدر الذي أطلق على المتظاهرين في ثورة 25 يناير لم يفرق بين مسلم ومسيحي .. لم يفرق بين صوفي وسلفي لم يميز بين رجل وامرأة أو بين شاب وشيخ، كان الجميع في حب مصر جماعة واحدة دينها الوطنية المصرية وشعارها الدين لله والوطن للجميع .. لا أقول نريد أن نستلهم روح ثورة 1919 التي مر عليها 92 عاماً ولكن أريد أن نستعيد روح ثورة 25 يناير والتي لم يمر عليها سوى أشهر قليلة.. نعلي مبدأ المواطنة والتسامح السياسي والقبول بالآخر .. نعلي حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية الاختلاف .. نفهم خطورة التصنيف بين أبناء الوطن الواحد وهذا مايجعلنا الأكثر حرصاً على وطن يسع الجميع، يمنح الجميع حقوقا متساوية، ويطلب من الجميع واجبا واحدا. وطن لا تستأثر به رؤية متطرفة أو تقصي أي من أبناء الوطن الواحد.
هذا التراكم الطويل والخبرة السياسية وسنوات حكم حققنا فيها انجازات مازالت باقية حتى اليوم هو ما يجعلنا اليوم أكثر ثقة عندما نتوجه إليكم نطلب تأييدكم.. هذا الرصيد السابق هو ما يجعلنا اليوم أكثر فهما لكل ما تعنيه التحديات الخطيرة التي نواجهها اليوم وبالمناسبة فلقد كان الوفد دائماً وسيبقى الحزب الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي وسط أجواء الأزمات.
الأخوة المواطنون
إن السياسة لا تعني أكثر من كلمات ثلاث أقولها لكم :
عهد - تكليف - محاسبة.
العهد هو ما نطرحه عليكم اليوم من رؤى وأفكار يتضمنها برنامج حكم .. وأيضاً مبادئ هي ثوابت توارثناها عن الآباء العظام الذين صنعوا تراثاً وطنياً توارثناه عنهم .. فقد كان الوفد وسيظل حزب الوطنية المصرية والدستور واستقلال القرار الوطني .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأن من حق المسيحيين الاحتكام إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية وهذا ليس فقط من ثواب الوفد، ولكن أيضاً من ثوابت الدين فقد أمرنا الله في كتابه العزيز " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لايحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " وأمرنا رسولنا الكريم علية الصلاة والسلام " إذا جاءك أهل الذمة فأحكم بينهم بما يدينون به " .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد وأن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات لا فرق بين مصرى ومصرى على أساس الدين أو العرق أو الجنس وهنا أقول أيضاً أن المواطنة ليست فقط من ثوابت الوفد ولكنها أيضاً من ثوابت الدين فأول وثيقة للمواطنة في التاريخ وضعها سيدنا رسول الله علية الصلاة والسلام هي وثيقة المدينة والتي ساوى فيها بين المهاجرين والأنصار .. بين المسلمين والمسيحيين واليهود ومن لادين لهم .. لم يفرق سيدنا رسول الله بين أهل المدينة على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو العقيدة وقال علية الصلاة والسلام لأهل المدين جميعاً لكم مالنا وعليكم ماعلينا أي أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات وهذا ماردده سعد زغلول عام 1919 عندما جاءهُ وفد من الأقباط على رأسهمِ فخري عبد النور ، يعلنوا انضمامهم للثورة ولحزب الوفد فسألوا سعد باشا زغلول قبل أن ينضموا ماذا لنا ؟ قال لهم لكم مالنا وعليكم ماعلينا أسوةٌ بقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لأهل المدينة
لقد رفض الوفد وسيظل يرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة كما رفض وسيظل يرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم وهذا ليس اجتهاداً فالسلطة السياسية في الإسلام مبدأً وتاريخاً مدنية فلا عصمه بعد النبي إلا للجماعة وليس لأي فرد مهما كانت منزلته أي عصمه .. وهاهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أول خطبة له بعد اختياره بالبيعة خليفة بعد مداولات ومناقشة السقيفة :
" وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني " .. فالحاكم في الإسلام مدني تختاره الأمة عن طريق صندوق الانتخابات وهو البديل العصري للبيعة ويراقبونه ويتابعونه ويحاسبونه ولهم حق عزله إن هو طغى أو أستبد أو أفسد أو خالف عهداً التزم به أمام الناس فلا قداسة لحاكم ولا أبدية لحاكم في الإسلام ، وفي أمور الدنيا والحكم والسياسة مايراه الناس حسن فهو عند الله حسن .. كل هذا يؤكد أن السلطة السياسية في الإسلام مدنية وليست دينية .
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة تحت إشراف قضائي كامل .. الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي.
الأخوة المواطنون
أُدرك يقيناً أن ماحدث في الشهور العشرة الأخيرة هو أمر جلل في حياة الشعوب زلزال عنيف هز كيان الدولة المصرية ونحن نعيش الآن توابع هذا الزلزال بما فيها من لحظات قلق وإحباط ولحظات أمل ورجاء .. يمكن للسياسي أن يختار بديلاً من اثنين إما أن يبالغ في التخوف وتسويق السلبية وتصدير القلق ونشر اليأس أو أن يميل إلى التظاهر بالايجابية الشديدة المنفصلة عن الواقع الذي نعيشه .. لن أختار أي من الطريقين وسأجتهد كما ألتزمت دائماً بأن أكون معكم موضوعياً وصريحاً أحاول قياس المواقف حق قدرها وذلك حتى نقف على حقيقة ما نحن عليه الآن .. نحن اليوم في حالة الانتقال بين مرحلة المرض ومرحلة استجماع القوة لبناء مصر الجديدة.. مصر القوية الأبية .. مصر العزيزة الفتية .. مصر الرخاء والتنمية .. مصر التي تضمن لأبنائها عيشة كريمة ومستقبل يعوض أبناء هذا الشعب سنوات البؤس والفقر والشقاء ولكن هل من الممكن أن نبني مصرنا الجديدة بمجرد التمني والشعارات .. إن المرض كما تعلمون خبيث وشرس ومانراه اليوم من نماذج الفوضى والانفلات على جميع المستويات أكبر شاهد على ذلك .. إن المواطن المصري الذي بنى حضارة عمرها 7000 سنة قادر على بناء مصر الحديثة التي نسعى إليها جميعاً شريطة أن يتخلى عن سلبيته ويشارك بصوته في صناعة مستقبله .. وألا ينخدع بالشعارات أو الرشاوى الانتخابية التي تسئ لكرامته وأن يختار الحزب الذي سبق وأن وعد فأنجز .. الحزب الذي حكم مصر 7 سنوات وثلاثة أشهر فكان له سابقة أعمال وانجازات تؤهله كي ينال ثقتكم فأي حزب سوف يحظى بتأييدكم مقبل على إعادة بناء الوطن . وصناعة مستقبل الأمة ومن يبني يجب أن يكون لديه الرؤية والقدرة والخبرة وسابقة أعمال تؤهله لذلك
ندرك أن الساحة السياسية مزدحمة بالأحزاب التي تعرض نفسها وبرامجها ولكننا نثق أنكم تدركون وتعلمون أنه مايمثله الوفد يقف متفرداً عن الجميع .. متفرداً في إيمانه وتطبيقه لمبدأ الوطن الواحد متفرداً فيما يطرح من سبل العيش الكريم لكل مواطن متفرداً برؤيته الشاملة التي لاتفصل بين التنمية الاقتصادية والضرورات الاجتماعية .. متفرداً في سابقة حكمه لمصر وانجازاته العظيمة .
الأخوة المواطنون
اليوم نخطوا أول خطوة على طريق إعادة بناء وطن جديد يستحقه شعبنا العظيم الصابر الحمول الذي عانى ولازال يعاني ويلات الفقر والحرمان .. اليوم يوم المواجهة مع النفس والتمسك بالحق والتسليم بالحقيقة من أجل أن يختار كل مصري شكل وملامح الحاضر والمستقبل ويمارس حقه الذي لاينازعه فيه أحد كمواطن يختار الحزب الذي يحقق له ما يرجوه من تنمية و رخاء .. وعدل وكرامة وحرية وعيشة كريمة وعدالة اجتماعية .. ومستقبل يطمئن فيه على أبنائه .. كل هذا أصبح بيدك أنت وأصبح حقك الذي لاينازعك فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وتصوره الحر من خلال صندوق الانتخابات .
من أجل ذلك أيها الأخوة المواطنون أضع أمامكم تصوراً مختصراً لبرنامجنا وأفكارنا ورؤيتنا لإعادة بناء الوطن نستدعي من التراث السياسي لحزبنا مبادئ لاتتغير ونستحضر من واقعنا ما نحن قادرون على تحقيقه وتطبيقه في مواجهة تحديات اليوم ومستجدات المستقبل .. لاينفصل برنامجنا عن مبادئنا وثوابتنا بل هو امتداد وانعكاس لسياسات كنا أول من طبقها وقت أن كنا حزباً حاكماً وحاولنا تطبيقها ونحن في المعارضة .. نحن لانقدم برنامجاً ورقياً أو نظرياً ولكننا نعرض ما مارسناه واختبرناه وعملنا على تحقيقه في تاريخ مضى ونعود إليكم اليوم لننشد توكيلاً مصرياً عبر صندوق الانتخابات حتى نصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد .
.. ما نطرحه اليوم عليكم هو اجتهاد أبناء الوفد في كافة التخصصات فقد حددنا موقف الوفد من كل مايدور حولنا من أحداث وما يواجهنا من تحديات وما يضمره لنا أعداء الثورة في الداخل والخارج وكل ما يدبر حولنا من مؤامرات لإعاقة التحول الديمقراطي وأيضاً لا ننفصل فيما نطرحه عليكم عن واقعنا ومشكلاتنا وما نواجهه من صعاب حياتنا وما نفكر فيه يومياً كمواطنين باحثين عن حاضر يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة ومستقبل يضمن الخير والتطور والرخاء لأبنائنا .. ولكي يتحقق ذلك لابد وأن تكون السياسة في خدمة المجتمع لا منفصلة عنه وتكون كافة التشريعات تعبيراً وضماناً لحرية المواطن وسيادته تحت حماية قوانين تحقق المساواة ولا تميز أو تفرق بين حق وواجب .
الأخوة المواطنون
لقد تعهدنا أمام الله وأمام الشعب أن نحول برنامجنا وأفكارنا إلى واقع تعيشوه وجعلناه برنامج حكم مرتبط بجدول زمني مدته 36 شهراً .. برنامج حكم متكامل يضم مصادر التمويل ومشروعات القوانين والقرارات الوزارية والإدارية التي تضمن تغيير مصر في 36 شهر والتي تضمن تحقيق الوعد والعهد الذي قطعه الوفد على نفسه أمام الله واسمحوا لي في عجالة أن أطرح عليكم رؤوس موضوعات برنامجنا .
أولاً : مكافحة الفقر
كنت أتعجب كيف لحاكم أن ينام ملىء جفونه ونصف شعبه يعيشون تحت خط الفقر .. يعانون الجوع والمرض وبرد الشتاء من هنا فإننا في حزب الوفد لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على الفقر ولنا في خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز المثل والقدوة والنموذج .. شبع في عهدة الجياع وكسا الفقراء واستجاب للمستضعفين وكان أباً لليتامى وعائلاً للأرامل وملاذاً للضائعين .. كان في عهده يخرج الأغنياء زكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ويبسط يده إليها.. إن عدل عمر بن عبد العزيز لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل ملأهم شعوراً بالكرامة والعزة والقناعة .. كان ينشأ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأتي إليها المسافرون وأبناء السبيل ورفع مستوى الأجور الضعيفة وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من الناس أجر .. وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له أموره على حساب الدولة ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة .. وأمر ولاته بإحصاء الغارمين فسدد عنهم ديونهم وافتدى أسرى المسلمين وكفل اليتامى.
إن العهد الذي عاش فيه عمر بن عبد العزيز أميراً قبل توليه الخلافة كما كان يصفه أحد الكتاب " زمن القسوة من الأمراء من الحجاج في العراق ومحمد بن يوسف في اليمن وغيرهما بمصر والحجاز والمغرب حتى قال عمر امتلأت الأرض جوراً وظلماً واستبداداً .. وكذلك كان في عصر ماقبل عمر بن عبد العزيز من الفساد مايفوق كل تصور راح كل قادر على النهب ينتهب كل ما تصل إليه يداه وغابت الأخلاق وشاع الترف والانحلال .. ووراء الفساد ساد الخراب فأخذت الأزمات المالية بخناق الدولة وقل إنتاجها وكان هذا في هذا العصر تزييف لقيم الدين والأخلاق حتى أنه كان خطباء المساجد يلعنون رابع الخلفاء الراشدين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على المنابر وساعد في هذا التزييف شعراء العصر وهم المقابل لوسائل الإعلام الآن التي يساهم العديد منها في تزييف عقول ووجدان وضمائر الأمة ..
لقد استطاع عمر بن عبد العزيز رحمه الله تغيير هذا الواقع إلى الصورة المثلى في عامين وخمسة أشهر وبدأ فوراً بقانون من أين لك هذا على الجميع وبدأ بنفسه فقد كان قبل تولي الخلافة أميراً ووالياً وكان مرفهاً في معيشته وكان له عقارات أيام أسلافه من الخلفاء فرأى أنه لم يكن لهم سلطة شرعية على تلك الأملاك ليعطوه إياها وأنها من أملاك الدولة وحصى أملاكه فإذا هي كلها من عطايا الخلفاء فردها إلى بيت المال وأمر رحمه الله بعزل الولاة الظلمة وبدأ بالتغبير السريع الحاسم على كافة المستويات الذي يجب أن يتم الآن على مستوى الأمة المصرية .. أحكي لكم هذه الحكاية عشان أقول لكم إن تغيير مصر في 36 شهراً ليس مستحيلاً وأن القضاء على الفقر أمرٌ سهل إذا خلصت النوايا واستيقظت الضمائر ولذلك نرى في حزب الوفد ضرورة التوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها وإعادة توجيه الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى هدفه الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكلة الفقر ، كذلك تنمية المهارات من أجل رفع القدرة المهنية للمواطن الأكثر احتياجا لتحسين فرصه للحصول على عمل مناسب مع توفير إعانات شهرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاتتوفر لهم فرص العمل ولايوجد لهم عائل يرعاهم على أن يتم احتساب قيمة الإعانة الشهرية بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر ومقابل العلاج والأجهزة التعويضية التي قد يحتاجها المعاق .. ووضع حد أدنى للأجور على المستوى القومي يراعى فيه نفقات المعيشة وإيجاد الوسائل والتدابير التي تكفل تحقيق التوازن بين زيادة الأجور وما يحتمل أن يقابله من زيادة في الأسعار تلتهم هذه الزيادة مع إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور كل ثلاث سنوات وربط الحد الأدنى للأجور بإستراتجية تخفف من حده الفقر وبذلك سيتم زيادته بالنسبة للعاملين في المناطق الريفية بالصعيد حيث تشتد حده الفقر .. تحقيق أبسط حق من حقوق الإنسان وهو الإطعام وذلك بتوزيع بطاقات الطعام على جميع الفقراء وهي بطاقة ذكية يتم شحنها شهرياً ويستخدمها المواطن في شراء احتياجاته من السلع الغذائية من فروع شركات التجارة الداخلية المملوكة لقطاع الأعمال العام أو من متاجر مماثلة في القطاع الخاص متعاقد معها وفق شروط ونظام الضمان الاجتماعي .
ثانياً : الدستور
لقد ناضل الوفد منذ قيامة بثوره 1919 من أجل الدستور فكان دستور 1923 واليوم بعد ثوره 25 يناير يسعى الوفد لدستور تضعه جمعيه تأسيسية تمثل شعب مصر بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته السياسية ونقاباته المهنية واتحاداته النوعية على اختلافها والأزهر الشريف والكنيسة وفقهاء الدستور والقانون وأصحاب الفكر والرأي .. دستور يحقق للمواطن حريته وكرامته ومكانته ويتحقق به كرامه الوطن وسيادته وعزته .
ثالثاً : الأمن والاستقرار
لعل ما يأتي على رأس أولويات حزب الوفد في هذه المرحلة من تاريخ مصر هو تحقيق الأمن والاستقرار وضمان الطمأنينة للمصريين جميعاً في كل بقعه من بقاع مصر . وهنا أقول أن هيبة الشرطة لاتنفصل أو تتناقض مع تحقيق شعار الشرطة في خدمه الشعب بل هو شرط لهذه الهيبة و الفاعلية . وذلك بإعادة تأهيل ضباط وأفراد الشرطة ودعمهم مادياً ومعنوياً لإعادة بناء الجهاز الشرطي بعيدا عن انحراف طال كثيرين لكنه لا يعني فسادا مطلقاً .
واسمحوا لي أن أستعرض من تاريخ الوفد كيف كانت الشرطة في عهد حكومات الوفد
عندما تولى فؤاد سراج الدين وزارة الداخلية في 2 يونيو 1943 وبمناسبة تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة أوصاهم فؤاد سراج الدين في خطابه بالآتي :
أن تتقوا الله في معاملة الناس وأن تساووا بين الجميع أمام القانون لافرق بين صغير أو كبير أو غني أو فقير وأن تطيعوا أولي الأمر في حدود القانون وأن تسموا بأنفسكم وتبتعدوا عن المعوقات والشبهات و أن تصدقوا في القول وتخلصوا في العمل و أن تنشروا روح المحبة بين العائلات والأفراد حتى تحل المودة والوئام محل البغضاء والخصام و أن تبحثوا عن المجرم وتتحروا عن أسباب الجريمة وتبذلوا الجهد لمنع الجريمة قبل وقوعها فإذا وقعت فأقيموا الحجة على كل مرتكبيها و أن تجعلوا أفراد الشعب يطمئنون إليكم فلا تتردوا في معاونتهم على أداء واجبكم وتسيير مهمتكم بقدر ما تستطيعون وأن تراعوا العهد لهذا الشعب الوفي .. في عهد حكومة الوفد كان لعسكري الوردية هيبة واحترام ويبعث الطمأنينة والأمن في نفس المواطنين وهو يقول " مين هناك"
لماذا كانت المودة والاحترام والهيبة سائدة بين الشرطة والشعب؟ لأن الشرطة كانت خادمة للوطن والمواطن ولعلنا لاننسى شهداء الشرطة في معركة الإسماعيلية دفاعاً عن كرامة شعب مصر ففي يوم 25 يناير 1952 كانت القوات البريطانية تفرض حصار حول محافظة الإسماعيلية ووجه قائد القوات البريطانية للقوات المصرية إنذار بتسليم أسلحتهم وأن تخرج رافعة أيديها .
فما كان من قائد القوات المصرية إلا أن قام بالاتصال بوزير الداخلية وقتها فؤاد سراج الدين فسأله وزير الداخلية لو طلبت من قوات الشرطة المقاومة للنهابة ماذا سيكون موقفهم وهل سينفذون هذا الأمر ؟ فكان الرد نحن مستعدون لأن نقاوم لآخر طلقه .
وانتهت مدة الإنذار البريطاني وبدأت المعركة وسقط ما يقرب من سبعين شهيداً وسقط من الإنجليز حوالي 55 قتيلاً إلى أن نفذت الذخيرة وتمكنت القوات البريطانية من اقتحام السكنات وعلى رأسهم القائد الإنجليزي .. ورأوا منظراً أذهلهم ووجدوا القوات المصرية واقفة في طابور عسكري في غاية الانتظام والشموخ مما آثار إعجاب القائد الإنجليزي وحيا القائد المصري على هذه المعركة الكبيرة وقرر ألا تسلم القوات المصرية أسلحتها أو ترفع أيديها تسليماً وإنما تخرج في طابورها العسكري بكل أسلحتها دون أي قيد أو شرط وسميت هذه المعركة بمعركة الإسماعيلية والتي أطلق عليها فيما بعد عيد الشرطة وأراد الله أن يكون هذا اليوم هو يوم ثورة الشعب المصري في 2011 . هكذا كانت الشرطة في دفاعها عن مصر وكرامة شعبها في عهد حكومة الوفد .
رابعاً : التعليم
التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن قالها الدكتور طه حسين وزير المعارف الوفدي .. والذي أصدر قرار مجانية التعليم عام 1951 كان تعليم مجاني حقيقي يتيح الفرص للجميع وهذا مانريده اليوم حتى نضع حد للانهيار المعرفي والثقافي والمهني وذلك من خلال الاهتمام بتدريب المعلمين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم وتحسين أوضاعهم المالية وكذلك زيادة موازنة التعليم بما يكفل رفع مستوى أبنية المدارس الحكومية وتوفير مستوى لائق من المرافق الأساسية بها وتجهيزها بما يوفر مناخ تعليمي صحي يساعد على إطلاق طاقات الطلاب وإبداعاتهم ونؤدي إلى تقليل كثافة الفصول لتصل إلى المعايير المقبولة عالمياً كذلك الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لإعداد كوادر من العاملين المهرة لتلبية احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي .. قد يكون ما أقوله ترديداً لأفكار سمعتموها من قبل، ولكننا في الوفد نملك الرؤية والقدرة على تحقيق ما نعد به في 36 شهراً وهذا كما ذكرت في البداية وعد وعهد والتزام أمام الله وأمام الشعب .
خامساً : العلاج
لا جدال في أن الإنسان هو أهم وأغلى عناصر التنمية من هنا تأتي برامج العلاج الطبي المجاني والرعاية الصحية لكافة أفراد الشعب المصري على قائمة برامج التنمية الشاملة للمواطن المصري والاهتمام بالقضاء على أسباب تفشي الأمراض الوبائية المستوطنة بين أفراد الشعب المصري من الفشل الكلوي إلى أمراض الكبد ، ويتحقق ذلك بتطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل لكافة أفراد العشب المصري ويندرج تحت هذه البرامج تحسين جودة الخدمة الطبية والمستوى العلمي والمادي لقطاع الأطباء والممرضين . فلن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يعامل المرضى في المستشفيات الحكومية معاملة غير آدمية يواجهون أبشع ألوان الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بآلام وأرواح المريض الضعيف الذي لم يرتكب ذنباً سوى انه فقير لايمتلك ثمن العلاج الذي يستحقه كإنسان .
سادساً : العدالة الإجتماعيه
يلتزم الوفد التزاماً كاملاً بضمان العدالة الإجتماعيه في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقلية على النصيب الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر . كذلك لابد من تحقيق العدالة في توزيع الأعباء العامة بالتخفيض من الضرائب الغير مباشره على اختلاف أنواعها وإعادة تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلى والثورات الأكثر نصيباً من الضرائب يتكافأ مع قدراتهم المالية
سابعاً : التأمين والضمان الاجتماعي
لابد من التزام الدولة بنظام تأميني عادل يشمل جميع قطاعات المواطنين وخاصة عمال الزراعة .. أيضا تأمين بطالة بما يوفر للمتعطلين عن العمل والقادرين عليه بما يعادل نسبه 65% من الراتب الذي يحصل عليه المشتغل والذي يتصف بنفس مواصفات المتعطل من حيث مستوى التعليم والخبرة والتخصص المهني والمهارات ويستمر حصول المتعطل على هذا التعويض إلى أن يتم تشغيله بواسطة مكاتب التوظيف الحكومية التابعة لوزارة القوى العاملة أو حصوله على عمله نتيجة جهده الشخصي كذلك توفير معاشات لكبار السن والعجزة الذين لم يسبق لهم الاشتغال بوظيفة منتظمة في الحكومة أو القطاع الخاص ويتم احتساب قيمه المعاش الشهري بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر .
ثامناً : القضاء
لقد كانت حكومة الوفد أول من أصدر قانون استقلال القضاء عام 1943 من هنا فالوفد حريص كل الحرص على ترسيخ استقلال القضاء و تعظيم هيبة السلطة القضائية لتمكينها من إقرار العدل و إلغاء كافة صور القضاء الاستثنائي والتوسع في المحاكم المتخصصة لضمان تحقيق العدالة الناجزه .
وأخيراً زيادة عدد الوظائف القضائية لضمان سرعة الفصل في القضايا .
تاسعاً : الطرق والمواصلات العامه
• التوسع في إنشاء شبكه السكك الحديدية وأيضاً التوسع في إنشاء شبكه الطرق البرية بنظام حق الانتفاع بحيث يتم الربط بين جميع المحافظات خاصة النائية منها بهدف تنميتها واستغلال مواردها عاشراً : الاقتصاد والاستثمار
يتبنى الوفد نظام الاقتصاد الحر والذي يعطي للقطاع الخاص النصيب الأكبر في تحقيق برامج التنمية الإستثماريه والحد من الاقتراض ، ويدخل ضمن برامج إعادة الهيكلة المالية إعادة النظر في قوانين ضرائب الدخل وزيادة حد الإعفاء الضريبي لمحدودي الدخل وإعادة هيكلة شرائح ضرائب الدخل وأسعارها بما لايضر محدودي الدخل ويؤدي في ذات الوقت إلى عدالة توزيع عائد التنمية وعندما نتحدث عن الاستثمار لايمكن أن لا نتجاهل سيناء وقناة السويس وبورسعيد .
سيناء:
ويأتي على قائمة التنمية الاستثمارية برامج التنمية الشاملة لسيناء وجعلها منطقة لوجستيه عالمية بما ينشأ بها من مناطق حرة صناعية وتجارية ومواني بحرية وشبكة طرق بريه تعمل على تنمية التجارة العالمية بين الشرق والغرب وبما يساعد على توطين ثلاثة ملايين مصري يشكلون حاجز بشري صلب يمنع المعتدين والمغامرين من مجرد التفكير في تهديد الأمن الوطني مع تمكين أهل سيناء من تملك الأراضي وما يقام عليها من مبان .
قناة السويس :
من غير المقبول أو المعقول أن تظل قناة السويس مجرد ممر مائي وإنما لابد وأن تصبح منطقة جذب لمشروعات تجارية وصناعية عالمية من خلال إنشاء مناطق حرة على جانبي القناة للصناعة والتجارة العالمية تقيمها الدول الصناعية الكبرى للتصدير مع ربط شرق قناة السويس بسيناء لتكامل المشاريع التنموية وخدمة المناطق الحرة .
بورسعيد :
تنمية مدينة بورسعيد والإبقاء عليها كمدينة حرة وتطويرها لتكون مدينة حرة عالمية ومحورية بين أفريقيا وآسيا
إضافة إلى ما سبق لابد من الاهتمام بالتوسع الزراعي في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء وجنوب الوادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء .. وتشجيع التصنيع الزراعي والاستثمار في الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي مثل قطاعات الغزل والنسيج والاهتمام بالصناعات المتوسطة والصغيرة
وأخيراً إعادة رسم خريطة مصر السياحية وفتح مجالات سياحية جديدة وفي القلب من هذه الخريطة محافظة البحر الأحمر بامتدادها بأكثر من ألف كيلو على ساحل البحر الأحمر وما تحويه من مناطق للسياحة التاريخية والأثرية ولسياحة السفاري والرياضات البحرية والسياحية والعلاجية إضافة إلى ماتحتويه من بترول وثروات معدنية بما يساعد على خلق فرص عمل ضخمة لكثير من المصريين .
هذه هي مصر التي سعينا و خرجنا كي نمنحها وجها و قلبا جديدا يوم خمسة و عشرين يناير، و هذه هي مصر التي لن نرضى عنها بديلا وطنا لنا و لأبنائنا و لمن يجيء من بعدهم.. لقاؤنا اليوم هو نتيجة مباشرة لنضال أجيال مختلفة متلاحقة ، أثبتت أن ثقافة المصريين هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يورث .. تلك هي قناعاتي .
و أنا أقف بينكم اليوم . اعلم أن المصريين صاروا أكثر عزماً وبصيرة من أي وقت مضى في اختيار من يمثلهم و لا يمثل عليهم. كان الدرس واضحا و الرسالة قاطعة . نصها و لونها واحد لا خلاف عليه.
وتتوالى علينا وعليكم الأصوات و الألوان السياسية المختلفة ، لكن سيبقى منها فقط ما وعى الدرس السابق و استوعبه. من فهم ان ما سمي بالباطل انتخابات من قبل ، لن يكون أو يتكرر .. من يدرك أن ترديد الألفاظ الرنانة دون ترجمة على الأرض سيلقى مصير من أصبح اليوم سابقا غير مأسوف عليه.. لا أقف اليوم أمامكم وحدي ، بل استند على فكرة و مضمون أن الأبدي الوحيد هو الله سبحانه. و أن إرادة الشعوب هي صاحبة القول الأول و الأخير.. وسط هذه المعطيات ، يكتب أي حزب سياسي شهادة انتحاره لو ظن انه قادر على ممارسة لعبة خداع او شراء وقت - مهما اشترى تكون النهاية قاسية و على مرأى العالم و مسامعه .
أن السعي اليوم لتكليفكم و اختياركم ينبع من فهم الوفد لطبيعة العلاقة الصحيحة التي غابت عقودا طويلة.
ولا يسعى الوفد لتكليف مجموعة من المرشحين ، بل هو تكليف لمؤسسة سياسية عريقة هي حزب الوفد بمهمة يلتزم بها و يطبقها. إن نجحنا ذكرنا الناس والتاريخ وكنا أوفياء للوعد ملتزمين بالعهد، وإن فشلنا عدنا للصفوف، بعد إزاحتنا و إصدار الناس حكمهم علينا وهذا مانثق أنه لن يكون بإذن الله وعونه.
يتم ذلك وفقا للآليات والقواعد التي طالما حملها الوفد على أكتافه، طبقها قبل أن يعظ بها.
هكذا مارس الوفد الديمقراطية الحقيقية ، فلم يستبعد أو يقصي. كتب دستوره الخاص على أساس المساواة والتساوي . وهكذا يقدم الوفد نفسه لمجتمعه المصري ، حارسا لقيم لا يختلف عليها جوهر دين . حريص على تطبيق مبادئ العدل الاجتماعي الذي يعرف طريقه لبيوت الناس ولا يقتصر على حديث أمام عدسات أو مؤتمرات .
مر علينا في الشهور القليلة الماضية الكثير من الصعاب . حاول البعض استثمارها وكأن شيئا لم يكن، وكأن شعبًا لم يثر. وبينما زايد البعض سياسيا دينيا، كان الوفد يعمل على جمع الشتات السياسي تحت مظلة حد أدنى من الاتفاق على ما لا يمكن الخلاف عليه: " مصر تسع كل المصريين ".
واليوم لا نقف أمامكم متعهدين فقط باستمرارنا وفقا لهذا المبدأ، بل نقدم كذلك ما يجعل مصر تسع أيضاً أحلام المصريين جميعا.
لا نفعل ذلك إلا ضمن إطار شامل من الخطوات التي يمكن لكم كأصحاب قرار واختيار أن يكون لكم القول الفصل فيها.
نتعهد بها، ننتظر تكليفكم و نسعى له ، و نقف أمام مراجعتكم و حسابكم ملتزمين بالمحاسبة لما ننجح فيه أو نخفق .
(حما الله مصر وحما ثورتها المجيدة وحما شعبها الطيب الأبي ووقاه كل سوء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.