أكد الشيخ راشد الغنوشي أنه لا يمكن تحقيق أهداف الثورة دون تضافر جهود الجميع، مؤكدا أن الجميع في تونس في أشد الحاجة إلى التوافق والمصالحة من أجل مصلحة البلاد العليا. وأشار الغنوشي إلى الغياب الواضح في تونس لشروط إطلاق الحوار الوطني الحقيقي مشددًا على ضرورة تنقية جهازي القضاء والأمن في تونس الجديدة من الفاسدين وانتقد الغنوشي من سماهم بالساعين لتقسيم البلاد وشعبها عن طريق التكفير ومن وصفهم بتجار الدين. وشدد زعيم حركة النهضة على أن هذه اللحظة لابدّ أن تكون لحظة تذكير بالوحدة الوطنية لأنها شرط أساسي لتحقيق أهداف الثورة لذلك يجب التعالي عن المنازعات الحزبية الضيقة ليكون الحزب الأكبر هو حزب تونس. وجائت تصريحات الغنوشي أثناء احتفالية حركة النهضة التونسية بالذكرى 31 لتأسيسها بمشاركة معين بشور الأمين العام للمنتدى العربي ومنير شفيق الأمين العام للمؤتمر الإسلامي وأحمد بن صالح مؤسس الوحدة الشعبية، وسط حضور جماهيري غفير غصّت به قاعة المؤتمرات بالعاصمة. ورفعت بعض الشعارات أبرزها «الشعب يريد وحدة وطنية». كما سجلت الندوة حضور وزير الداخلية علي لعريض الذي استقبله أنصار النهضة بشعار «يا وزير سير سير الشعب معاك في التطهير». وفي مداخلته أكد زعيم الحركة راشد الغنوشي أنه كان من الطبيعي أن تولد الحركة الإسلامية بعد أن شعر الشعب أن مسيرته قد انحرفت وهويته في خطر وكانت النهضة امتدادا لذلك حيث برهن الشعب التونسي إصراره على دخول الحداثة من باب الإسلام لاقتناعه أن لا تناقض بين الديمقراطية والإسلام. وأضاف أن تاريخ تأسيس الحركة في 6-6-1981 ارتبطت به الأحداث التي شهدتها البلاد باعتبار أن دولتي الدكتاتوريين الأول والثاني عملتا على تهميش الحركة التي تغلبت على القهر والظلم والاستبداد وها أن النهضة تسجل انتصاراتها، وهي اليوم في لحظة تاريخية بعد تشتت أبناء الحركة بين أكثر من 20 سجنا وتهجيرهم بين 50 بلدا لكن الله أبى إلا أن يجمعهم منتصرين. وأشار الغنوشي إلى أن لا قيمة لوطن لا تحترم فيه العقيدة وكرامة الإنسان خاصة أن ثورة تونس أعادت الدولة إلى الشعب وعندما تعود الدولة إلى الشعب فهي تعود إلى الإسلام والعقيدة أقوى من الجبروت لذلك لن يفرط الشعب في حريته التي انتزعها بنضالاته ودمائه على حدّ تعبيره.
