ولايزال ركب المثل الديمقراطية والحرية والانفتاح والتسامح والتنوع الذي تقوده اميركا سائرا في طريقه ويجري إنشاد أغنية «سوف نتغلب على الصعاب» بكثير من لغات العالم وبواسطة كثير من الحركات في كل قارات العالم، ويقول الرئيس إن حالة الاتحاد قوية. \r\n \r\n \r\n هل هي كذلك؟ في ظل سياسة الترويع والوعيد التي تتبعها إدارة بوش، فإن عزلتنا آخذة في التنامي واستقلالنا آخذ في التآكل. وتوصل عجوزات الميزانية والميزان التجاري لدينا تحقيق مستويات قياسية. \r\n \r\n \r\n ولم تضع إدارة بوش ولا الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون حتى تكاليف حرب العراق التي وصلت إلى 300 مليار دولار حتى الآن ضمن الميزانية ان الحرب يتم خوضها عن طريق الاقتراض وتأتي القروض من المصارف الصينية واليابانية ويجري توريث الديون إلى أطفالنا. \r\n \r\n \r\n ومن الواضح ان الرئيس بوش يفضل التصرف بشكل فردي بدلا من تحمل أعباء الأخذ برأي الحلفاء والوصول إلى اجماع عالمي على تصرفاته. وعلى الرغم من «هجوم الفتنة» الذي قادته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس على أوروبا، فإن نية الرئيس الحقيقية ظهرت في تعيينه لجون بولتون، أحد اعضاء حركة المحافظين، وصديق السيناتور اليميني السابق جيسي هيلمز في منصب المندوب الأميركي الدائم لدى الأممالمتحدة. وبحكم عودتي مؤخرا من لندن، فإن بوسعي ان اشهد على ان تعيين بولتون من هذا المنصب ينظر اليه على انه إهانة مباشرة وصفعة قوية في وجه أوروبا قاطبة. \r\n \r\n \r\n وكيف لا؟ فبولتون معروف بسخريته واستهزائه وتهكمه على الأممالمتحدة، فقد أعلن ذات مرة: «لا يوجد ما يسمى بالأممالمتحدة» معربا عن رأيه ان العالم يعتمد على الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n يجلس بوش فوق فوهة خطر الإطاحة بقوة أميركا بشكل متدرج. إن الولاياتالمتحدة الآن اكبر دولة مدينة في العالم. وعلى الرغم من الهبوط المتواصل لقيمة الدولار في أوروبا، إلا ان الولاياتالمتحدة سجلت عجزا تجاريا قياسيا على مستوى العالم وصل إلى أكثر من 600 مليار دولار العام الماضي. وسيتعين علينا ان نقترض يوميا حوالي ملياري دولار تقريبا من العالم الخارجي. \r\n \r\n \r\n وبشكل فعلي يعمل قادة تلك الدول على الابقاء على قيمة عملاتهم منخفضة في الوقت الذي يأخذون منا وظائفنا ويقرضوننا المال اللازم لاستيراد منتجات أعتدنا نحن على تصنيعها في السابق. \r\n \r\n \r\n فخلال الشهر الماضي ارتفعت وارداتنا من المنسوجات القادمة من الصين بنسبة زادت على 500% وتواصل الصين مسيرتها نحو التحول إلى مركز التصنيع الاول في العالم في الوقت الذي نمثل فيه نحن بالفعل أكبر مستهلك عن طريق بطاقات الائتمان على وجه الأرض. \r\n \r\n \r\n ويبدو بوش مصمما على ان يرتفع بمستوى هذا الدين وتوريثه إلى أبنائنا الذين سيتعين عليهم ان يخصصوا جانبا مهما من حياتهم للعمل على سداد فوائد القروض لدائنينا من الصينيين واليابانيين. والمدينون لا يملكون الخيار، وانما عليهم ان يسترضوا دائنيهم. فنحن الآن نعتمد بشكل كبير للغاية على قرارات حفنة من البشر يجلسون على قمة الحزب الشيوعي الصيني. \r\n \r\n \r\n فإذا اختاروا التوقف عن شراء سنداتنا، سوف ترتفع معدلات الفائدة بشكل هائل ومن ثم ستتأثر سلبا المشاريع الصغيرة وملاك المنازل المدينين، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور في الاقتصاد. قد يجد بوش متعة في كبت أنفاس حلفائنا والسخرية من المؤسسات والمنظمات الدولية، ولكننا نحن الذين ندفع أثمانا باهظمة مقابل هذا التوجه. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n