\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n ويحمل الكتيب الذي يحتوي على التعليمات الموجهة الى الجنود الجدد الذين يفدون الى القوات البريطانية العاملة في ألمانيا السطور التالية: «نحن بمثابة ضيوف، ومن هذا المنطلق يجب علينا احترام الاسلوب الالماني في الحياة والنمط الثقافي الذي يتبعونه في معيشتهم.. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n ويصاحب القوة البريطانية الموجودة في ألمانيا، والتي تعد اكبر قوة بريطانية موجودة خارج حدود بلادها اذ يبلغ قوامها 22 ألف جندي، عدد مماثل من المدنيين وأقارب الجنود وتمتد مهام تلك القوة فوق منطقة تقع شمال غرب ألمانيا تعادل مساحة اسكتلندا تقريبا. وبالمقارنة مع القوات الاجنبية الاخرى الموجودة في ألمانيا، فإن القوة البريطانية هي الوحيدة الباقية منذ الحرب الباردة. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n بالطبع، لا يزال يوجد ذلك النمط التقليدي من الحروب الذي تقوم فيه الدول بارسال قوات عسكرية تحارب ضد دول اخرى لا يزال هذا النمط موجوداً في عدد كبير من مناطق العالم. ففي العراق كان هناك جنود بولنديون يخدمون في مدينة كربلاء مع قوات من مختلف بلدان العالم. \r\n \r\n\r\n \r\n \r\n ومنذ فبراير الماضي تشارك الولاياتالمتحدة وبريطانيا و34 دولة اخرى من بلدان التحالف بقوات يبلغ قوامها 145 ألف جندي في العراق. وتأتي الصراعات في اماكن اخرى من الشرق الاوسط وأفريقيا وآسيا لتضع الجنود أحياناً داخل تحالفات عسكرية غير متوقعة وفي ادوار حفظ سلام لم يسبق له مثيل من قبل. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n وأول مهمة حفظ سلام للأمم المتحدة كانت في الشرق الاوسط في 1948. وكانت تلك المهمة متمثلة في مراقبة وقف اطلاق النار بين العرب والاسرائيليين، حيث ضمت 63 مراقباً عسكرياً من الولاياتالمتحدة وبلجيكا وفرنسا، عملوا جميعاً تحت قيادة دبلوماسي سويدي. وفي ديسمبر 2003 اشترك اكثر من 3 آلاف جندي في مجموعة من عمليات حفظ السلام متعددة الجنسيات في الشرق الاوسط وكان ثلثا تلك القوات تابعة للأمم المتحدة حيث كانت تشرف على انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n ومجلس الامن الدولي هو الجهة المسئولة عن ارسال مهام حفظ السلام التي تنطلق من الاممالمتحدة. ومن الناحية التاريخية جرت العادة ان تطلب الدول الاعضاء في المنظمة من الاممالمتحدة ارسال قوات تشرف عليها المنظمة الدولية على اراضي تلك الدول والآن اصبحت الاممالمتحدة هي التي تقوم بشكل متزايد بدعوة المنظمات متعددة الجنسيات، مثل الناتو الى تنفيذ قرارات مجلس الأمن. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n وعلى المستوى العالمي، هناك اكثر من 85 ألف جندي مشترك في مهام حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وهناك ايضا عمليات حفظ سلام اخرى وافقت عليها الأممالمتحدة ولكنها لا تشرف عليها. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n وفي الأونة الاخيرة اصبحت الدول النامية هي الرافد الاساسي الذي يمد المنظمة الدولية بقوات حفظ السلام. وتقوم المنظمة الدولية بدفع الف دولار شهرياً لتلك البلدان مقابل كل جندي يعمل في المهام التابعة لها، وهو الأمر الذي يشكل حافزا اقتصاديا لبعض تلك الدول. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n وفي هذا السياق ربحت غانا 26 مليون دولار في 2003 بسبب مشاركة 2200 جندي من قواتها في مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ولا شك ان هذا المبلغ يعادل تقريبا الميزانية الدفاعية لتلك الدول الفقيرة. وبالنسبة للدول الأكبر المساهمة بقوات في تلك المهام، فإن رواتب الأممالمتحدة لا تمثل إلا جزءاً تافهاً من الانفاق الكلي لهذه البلدان في مجالات الدفاع. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n ان جندي اليوم الذي يضطلع بمهام خطيرة ومعقدة في الخارج يقوم بها جنباً الى جنب مع رفاق له قادمين من شتى أنحاء العالم ذلك الجندي هو جزء من الوجه المتغير للسلام والحرب الآن. \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n ترجمة: حاتم حسين عن «ناشيونال جيوغرافيك»