الان امضينا تقريبا ثلث تلك المدة وتشير الاحصاءات الحديثة المتوافرة الى ان الولاياتالمتحدة لم تقدم للدول الفقيرة سوى 0‚14% من دخلها القومي اما بريطانيا فهي تقدم ‚34% وفرنسا 0‚41% وهناك دول مثل النرويج والسويد تخطت ذلك الهدف حيث تقدم النرويج ما نسبته 0‚92% والسويد 0‚79% ونما الى علمنا هذا الاسبوع ان ادارة بوش عملت خلال الشهرين الماضيين على تقليل مساهمتها في برامج المساعدات الغذائية العالمية وابلغت الوكالات الدولية المختصة مثل جمعية «انقذوا الاطفال» وخدمات الاغاثة الكاثوليكية بانها لن تحترم وعودها السابقة وان كل ما ستقدمه هو مساعدات في حالات الطوارىء فقط لا غير‚ \r\n \r\n هناك خطأ بشأن ان الولاياتالمتحدة اغنى بلد في العالم‚ \r\n \r\n فما اسرع ان تقول واشطن عن نفسها انها اكبر مساهم في المساعدات الخارجية وانه لا يوجد بلد اخر يدفع قيمة ما تدفعه هي او قريبا منه‚ هذا الكلام سليم من ناحية الارقام ولكن علينا ان نعرف ان احدا لن ينبهر لقيام مليونير بتحرير شيك قيمته 50 دولارا لعائلة محتاجة‚ \r\n \r\n الاختبار الحقيقي هو نسبة هذه المساعدات الى الدخل القومي واذا ما اخذنا الرقم الحقيقي فان اميركا تعد بحق ابخل الدول على الاطلاق في مجموعة الدول الصناعية الكبرى في العالم‚ \r\n \r\n تذرعت الادارة الاميركية بوجود عجز في الميزانية الفيدرالية لتخفيف قيمة مساهمتها في اطعام الجوعى وطلبت منهم بدل ذلك اطعام انفسهم بانفسهم‚ \r\n \r\n ان الرقم الذي تتحدث عنه الادارة الاميركية يعتبر لا شيء مقارنة بالعجز القائم في الميزانية والبالغ 412 مليار دولار والذي ارتفع نتيجة لتكاليف الحرب في العراق وتخفيضات الضرائب التي اقرتها الادارة للاغنياء‚ \r\n \r\n ان ادارة بوش بوسعها طلب 87 مليار دولار لتمويل حربها في العراق لكنها لا تستطيع تدبير توفير مبلغ بسيط اكبر من مبلغ ال 15‚6 مليار دولار التي قدمت كمساعدات للتنمية في 2002 ‚ \r\n \r\n نشعر بالأسف لان هذه الادارة لا تعمل ما في وسعها لتخفيف المعناة البشرية في مناطق كثيرة في العالم فكيف يمكن لهذه الادارة ان تفكر بوقف المساعدات لأيتام الايدز في الكاميرون حتى لا يشربوا من المياه الملوثة بمياه المجاري او مساعدة فقراء سيراليون على شراء شبكة تحول بينهم وبين وصول البعوض اليهم لإبعاد شبح الملاريا عنهم‚ \r\n \r\n ان هناك اعتقادا متزايدا يسود الاوساط الدولية مفاده ان الولاياتالمتحدة التي سبق ان قدمت 2% من دخلها القومي لاعادة بناء اوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية لا تنخرط حاليا مع بقية دول العالم في اي نشاط الا اذا كانت لها مصلحة في ذلك او ان مصالحها يمكن ان تتعرض للخطر ان هذا الكلام ليس عدلا ولكنه بالتأكيد حقيقة الاهتمام الاميركي حاليا ينصب فقط على المناطق الساخنة في هذا العالم‚ \r\n \r\n بعد هجمات 11 سبتمبر زادت الولاياتالمتحدة من المساعدات التي تقدمها لباكستان لمساعدتها على الانخراط والمشاركة في الحرب على الارهاب كذلك انخرطت الولاياتالمتحدة في اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين من اجل تقديم المزيد من المساعدات لهم لتشجعهم على وقف عملياتهم الفدائية ضد اسرائيل‚ \r\n \r\n لدينا فكرة جديدة للغاية نقترحها على الادارة الاميركية وهي ماذا عن تقديم مساعدات قبل الانفجار وليس بعده؟ في عام 2002 اعلن الرئيس بوش عن فتح حساب اطلق عليه اسم الحساب الالفي للتحدي وكان يفترض ان تتم زيادة المساعدات الاميركية للدول الفقيرة التي تلتزم بالاخذ بالسياسات التي تساعد على التنمية وقال بوش ان حكومته ستقوم بمنح1‚7 مليار دولار في السنة الاولى و 3‚3 مليار دولار في السنة الثانية و 5 مليارات دولار في السنة الثالثة‚ المليارات الخمسة الاخيرة لا تساوي سوى 0‚4% من الدخل القومي الاميركي ومع ذلك فشلت الادارة الاميركية في تنفيذ وعودها على قلتها‚ \r\n \r\n الذي حصل في واشنطن ان الادارة لم تكلف خاطرها الطلب من الكونغرس تخفيض مبلغ 1‚7 مليار دولار للسنة الاولى بل طلبت 1‚3 مليار دولار ووافق الكونغرس في النهاية على دفع مليار دولار فقط‚ \r\n \r\n في العام الثاني طلبت الادارة مبلغ 2‚5 مليار دولار وحصلت في المقابل على 1‚5مليار دولار‚ \r\n \r\n اسوأ شيء في الموضوع انه لا يوجد حتى الآن في ذلك الحساب ولو دولار واحد فقط في الوقت الذي تكثر المآسي في افريقيا حيث تموت امرأة خلال الولادة من كل 16 امرأة حامل في الوقت الذي يموت 2‚2 مليون افريقي سنويا بسبب الايدز وفي الوقت الذي يموت سنويا مليونا طفل افريقي بسبب الملاريا‚ \r\n \r\n ولنأخذ بعض الارقام الصارخة على هذا الموضوع المقلوب الخالي من المشاعر الانسانية‚ فالحكومة الاميركية تنفق حاليا على الدفاع مبلغ 450 مليار دولار سنويا في الوقت الذي لا تقدم سوى 15 مليار دولار للدول الفقيرة كمساعدات للتنمية وهي تشكل نسبة 30 الى 1 ‚ \r\n \r\n ما الذي دهانا وما الذي تفعله واين هي قيمنا التي طالما تغنينا بها‚ \r\n \r\n بعد كل هذا ليس من المستغرب ان تتغير نظرة العالم لأميركا‚ \r\n