واصلت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على غزة اليوم جوا وبرا وقصفت مناطق في المدينة وشمال القطاع، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين ليرتفع بذلك عدد الشهداء خلال ال24 ساعة الماضية إلى 23، فيما قتلت قوات الاحتلال قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية. وسقط الشهداء الثلاثة في غارة استهدفت سيارة في شارع النفق وسط مدينة غزة، مما أسفر أيضا عن إصابة ثلاثة آخرين حالة اثنين منهم خطيرة وفق ما ذكرت مصادر طبية فلسطينية. وسبق ذلك غارة مشابه شنتها الطائرات الحربية للاحتلال على سيارة في جباليا شمال القطاع ما أسفر عن سقوط جريحين، فيما أصيب فلسطينيان آخران في قصف مدفعي صهيوني على بلدة بيت حانون شمالا. ويأتي هذا التصعيد استمرارا لتبعات المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة أمس وخلفت عشرين شهيدا. حيث ذكر مسئولون في "حماس" ومصادر المسعفين الفلسطينيين مصرع 17 شخصاعلى الأقل وجرح قرابة 45 آخرين في شمال غزّة الثلاثاء، فقد اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني صباح الثلاثاء 17 فلسطينييا، معظمهم من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وجرحت خمسة وأربعين آخرين، وذلك في عمليات قصف وتوغل صهيوني في حي الزيتون شرق غزة. وقالت مصادر طبية إن العدوان الصهيوني الجديد أسفر عن ارتقاء عشرة شهداء على الأقل وجرح خمسة وأربعين آخرين، إصابة عدد منهم بالغة الخطورة، مشيرة إلى أن هناك صعوبة في نقل جثامين الشهداء الذين مازال عدد منهم في مكان التوغل. وأضافت تقول إن قوات الاحتلال الصهيوني تقوم بإطلاق النار بصورة مباشرة على سيارات الإسعاف الفلسطينية التي تحاول إنقاذ الجرحى ونقل جثامين الشهداء. وأوضحت المصادر أن من بين الشهداء: حسام الزهار، نجل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود الزهار. وذكرت مصادر محلية أن قوات صهيونية خاصة، مصحوبة بعشرات الآليات والجرافات وبدعم مروحي للطائرات الحربية، توغلت في حي الزيتون شرق قطاع غزة صباح اليوم، وقامت بإطلاق النار وصواريخ من طراز "أرض أرض" على المناطق الفلسطينية شرق قطاع غزة. ويشهد موقع التوغل تحليق مكثف للطيران الحربي الصهيوني وانتشار لقناصة القوات الخاصة الصهيونية في عدة مصانع ومدارس في المنطقة ذاتها، مع تواجد مكثف لرجال المقاومة. ويأتي هذا العدوان المتصاعد عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة وحرّض فيها على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. إضراب وحداد هذاويشهد قطاع غزة اليوم إضرابا شاملا دعت إليه حركة المقاومة الإسلامية حماس تنديدا بالمجزرة التي خلفت أيضا عشرات الجرحى بعضهم إصابته خطيرة. وكانت حركة حماس توعدت على لسان قياديها محمود الزهار –الذي فقد نجله- بالرد على اعتداءات الاحتلال. كما أعلنت حماس الحداد العام في غزة لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في المؤسسات الرسمية، داعية الوفد الفلسطيني المفاوض لوقف محادثاته مع الصهاينة. بدورها أعلنت الرئاسة الفلسطينية حداداً عاماً في المناطق الفلسطينية على أرواح الشهداء لمدة ثلاثة أيام تنكس خلالها الإعلام. كما أعلنت إضرابا عاما في مدن الضفة الغربية احتجاجا على العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، ويشمل ذلك تعليق العمل في مؤسسات السلطة الرسمية. القسام يرد ب 150صاروخ وقذيفة وردا على الاعتداءات الصهيونية، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم قصف سديروت وعدة مغتصبات مجاورة بعشرة صواريخ من طراز قسام. كما تبنت كتائب القسام أمس إطلاق ما يزيد عن 40 صاروخ قسام و75 قذيفة هاون على سديروت وعدة مغتصبات صهيونية، مما أسفر عن إصابة تسعة صهاينة بجروح في سديروت. واعترفت قوات الاحتلال بوقوع دمار واسع في محطة للحافلات الصهيونية وسط مغتصبة "سديروت"، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، بعد سقوط وابل من الصواريخ التي أطلقتها "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس". وأعلنت "كتائب القسام" في سلسلة بلاغات عسكرية، صباح اليوم الأربعاء (16/1) عن إطلاق 10 صواريخ "قسام" باتجاه مغتصبتي "سديروت" و"زكيم"، مؤكدة أن ذلك يأتي ضمن الرد الأولي على مجزرة الاحتلال شرق غزة أمس. وقالت الكتائب إنها أطلقت 8 صواريخ على مغتصبة "سديروت" وصاروخين على "زكيم" المحاذيتين لقطاع غزة ، وأكدت أن ذلك "رداً على التوغل الصهيوني شرق حي الزيتون والمجزرة البشعة التي ارتكبها العدو بحق أبناء الشعب الفلسطيني من المقاومين الأبطال والمواطنين الأبرياء". وسبق ذلك أن غرقت مغتصبة "سديروت" الصهيونية، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، في ظلام دامس مساء الثلاثاء 15 يناير، بعدما أصاب صاروخ "قسام" خط كهرباء مركزي يغذي المغتصبة، فيما ارتفع عدد الإصابات في صفوف الصهاينة إلى نحو خمسة عشر جريحاً إضافة إلى عشرات المصابين بحالات هلع شديد جراء تواصل القصف من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" على المغتصبة. واعترفت وسائل الإعلام الصهيونية بوقوع عشر إصابات بجراح، أحدهم في حالة الخطر وإصابة العشرات بحالة هلع وانقطاع التيار الكهربائي عن "سديروت" التي تحولت مع ساعات المساء إلى مدينة أشباح، بعد أن خلت الشوارع والمطاعم من الصهاينة الذين نزل جزء منهم إلى الملاجئ فيما فضل كثيرون مغادرة المغتصبة إلى داخل الكيان الصهيوني. وألحق القصف دماراً واسعاً في العديد من المنازل في المغتصبة فيما سقط صاروخ في المنطقة الصناعية التابعة لمغتصبة "سديروت". وأعلن الصهاينة حالة الطوارئ في المغتصبة والمغتصبات المجاورة تحسباً من تصعيد قادم. وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام في سلسلة بلاغات عسكرية أنها أطلقت 65 صاروخ قسام وأكثر من 85 قذيفة هاون تجاه المغتصبات والمواقع الصهيونية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينها نحو ثلاثين صاروخاً استهدفت مغتصبة "سديروت". استشهاد قائد سرايا القدس بالضفة وبالتزامن مع التصعيد الصهيوني في غزة واصل الاحتلال اعتداءاته في الضفة الغربية، فقد استشهد وليد عبيدي قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة باشتباك مع قوات الاحتلال في بلدة قباطية قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية صباح اليوم. وقال مراسل الجزيرة في جنين إن نحو ستين آلية عسكرية للاحتلال اقتحمت قباطية فجر اليوم من كافة المحاور، وشنت عمليات دهم وتفتيش واسعة حاصرت أثناءها لمدة ثلاث ساعات منزلا تحصن فيه عبيدي (40 عاما) الذي رفض تسليم نفسه. وأوضح المراسل أن أربعة من رفاق عبيدي اعتقلوا في العملية، وقد شارك الآلاف من أهالي جنين والقرى المجاورة في تشييع جثمان الشهيد، فيما تعهدت سرايا القدس, بالرد على اغتيال قائدها. وفي تطور آخر قالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت عشرين من أعضاء حركة حماس في عمليات دهم شنتها الليلة الماضية في مدينة نابلس ومخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين المجاور.