قبل نحو عام، قامت الدنيا ولم تهدأ لمشهد الفتاة المصرية التى سحلتها قوات الأمن المصرى فى ميدان التحرير وتم تعريتها إبان حكم المجلس العسكرى، وثارت الناشطات ومن يسمون أنفسهم بالثوار ودعاة حقوق الإنسان والمرأة بالداخل والخارج، وأخذوا يلقون باتهاماتهم ضد الإسلاميين، زاعمين أنهم متواطئون مع المجلس العسكرى ويغضون الطرف عن هذه المهزلة التى تمس الشرف. الآن وفى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التى لم ينزل فيها التيار الإسلامى للشارع وظل معارضو الرئاسة والإسلاميين يحتلون فيها ميدان التحرير ويحتكرونه، ظهرت فضائح لم تكن لها وجود خلال اندلاع الثورة؛ حيث وقعت حوادث اغتصاب جماعية بشعة راح ضحيتها أكثر من 20 فتاة بتأكيد من المجلس القومى للمرأة ومنظمات حقوقية مصرية. توثيق 23 حالة اغتصاب فقد تم توثيق 23 حالة اغتصاب خلال إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير وأعمال العنف التى واكبتها، وقعت حالات اغتصاب جماعى لفتيات عديدات فى ميدان التحرير، واستطاع المجلس القومى للمرأة توثيق 23 حالة اغتصاب جماعى فى ميدان التحرير خلال اليومين الماضيين، خلال إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير. فيما قالت الدكتورة ماجدة عدلى -مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف-: إنها استطاعت توثيق ثلاث حالات، مشيرةً إلى أن عمليات الاغتصاب تتم بطريقة ممنهجة. أوضحت "عدلى" أنه وفقا لروايات الضحايا، فإن البداية تكون بمحاولات تحرّش، ثم يفرض مجموعة من الشباب كردونات بشرية حول الضحية، بحجة حمايتها من التحرش، ويتم اقتيادها إلى أحد الشوارع الجانبية، ثم يجرى اغتصابها بالتناوب.. وقالت إن إحدى الضحايا تم اقتيادها من ميدان التحرير إلى خلف مطعم هارديز الشهير، حيث تناوب على اغتصابها أكثر من سبعة شبان بطريقة عنيفة، مع الضرب والركل والشتائم. وأضافت: "تعرّضت إحداهن للاغتصاب، ثم لمحاولة قتل عبر الطعن بالسكين بتجريح جسدها بطريقة بشعة، فالجناة يتعاملون مع الضحية بطريقة هستيرية، وغالبا ما يكونون قد تعاطوا مواد مخدرة، يصيبون الضحية بالرعب فى البداية حتى لا تتكلم أو تصرخ، فضلا عن أنهم غالبا ما يكونون مسلحين بأسلحة بيضاء، ويتم الاعتداء بها على من يحاول مساعدة الضحية". وقالت مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف إن هناك حالات كثيرة رفضت التعامل مع المركز لمساعدتها قانونيا أو صحيا، واكتفت بتجرع مرارة وألم الاغتصاب خشية الفضيحة والعار. وقد تقدم مستشفى السلام الدولى ببلاغ للنائب العام يفيد بوصول فتاة تبلغ من العمر 19 عاما فى حالة إعياء شديدة، نتيجة تعرّضها للاغتصاب الجماعى فى ميدان التحرير، وتبين من سجلات المستشفى وصول 18 حالة اغتصاب. وبحسب مجموعة "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسى" فإن ميدان التحرير شهد يوم الجمعة الموافق 25 يناير 2013 -خلال الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الثورة المصرية- جرائم مروعة فى حق النساء المشاركات فى التظاهرات وإحياء ذكرى الثورة، حيث تلقت "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسى" تسعة عشر بلاغا بخصوص اعتداءات جنسية جماعية فى محيط ميدان التحرير، وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب فى عاهات مستديمة!! وأضافت المجموعة فى بيان لها أنها قامت بالتدخل فى خمسة عشر حالة منها، وقامت بإخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وإيصالهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقى الخدمة الطبية اللازمة. وأشارت المجموعة إلى أن هذه الاعتداءات استخدم فيها أسلحة بيضاء وأدوات حادة، منددة بالتعامل الإعلامى مع القضية والذى خلا من أى التزام بآداب المهنة أو احترام لخصوصية النساء المتعرضات للعنف. ووفقا لعز الدين الكومى -وكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس الشورى- فإن نحو 25 حالة اغتصاب ممنهج وقعت فى ذكرى الثورة، مدينا بدوره الصمت الإعلامى الرهيب حيال هذه القضية الخطيرة، التى كان يجب على الإعلام أن يتعامل معها على الأقل كما تعامل مع قضية كشف العذرية التى أثارها الإعلام أثناء فترة المجلس العسكرى. أيضا قال فتحى فريد -منسق المبادرات الشبابية بمبادرة "شفت تحرش" لمواجهة مخاطر التحرش والاغتصاب الجنسى ضد النساء- إن المبادرة رصدت 19 حالة تتعلق بالتحرش الجنسى ومحاولات هتك العرض، من بينها 6 حالات اغتصاب احتجن إلى دعم طبى، بينما تدخلت مجموعة الإنقاذ التابعة للمبادرة مع 4 حالات داخل محطة مترو أنفاق التحرير، وحالة أخرى خلف مسجد عمر مكرم منذ ليلة ال25 وحتى ال28 من الشهر الجارى، بالإضافة لتعرض عدد من القيادات النسائية لتحرش، أثناء خروجهن من الميدان. وأشار إلى أن أغلب حالات التحرش وقعت فى الفترة ما بعد السابعة مساءً وحتى الثانية عشرة ليلا، لافتا إلى وجود فتيات تعرضن للاغتصاب والتحرش من عشرات الأشخاص، وقد تعرضن لتقطيع فى أجسادهن بآلة حادة. لماذا التحرش فى مليونيات الإنقاذ؟! وتتفشى ظاهرة التحرش الجنسى فى المليونيات التى تدعو إليها المعارضة المصرية، بينما تختفى هذه الظاهرة تماما من المليونيات التى يدعو إليها الإسلاميون فى مصر رغم كثافة المشاركات من النساء فى مليونياتهم، فالإسلاميون يقومون بحراسة الفتيات والنساء المشاركات ولا يتركونهن فريسة للبلطجية ومنتهكى الأعراض. ومع أن العديد من الناشطات والحركات الثورية يزعمون أن الدستور الجديد لا يضمن للمرأة حقوقها وأخذوا يحرضون المصريات على التصويت ب"لا" فى الاستفتاء على الدستور، إلا أنهم الآن يقفون صامتين أمام انتهاك حقوق المرأة، بل يتغاضون عنه لإيهام الناس أن من فى التحرير الآن هم الثوار الذين يريدون الحرية والعدالة الاجتماعية. كيف يكونون ثوارا ومن بينهم تغتصب الفتيات الصغيرات وتسمع عندما تمر بجوارهم أبشع الألفاظ البذيئة، فضلا عن زجاجات الخمر والمخدرات التى يجدها الأمن كل مرة يحاول فض الاعتصام الذى تضم بعض خيامه أيضا تجارة الرقيق! التحرير لم يعد رمزا للثورة والثوار، فقد أصبح للأسف رمزا للبلطجة والدعارة، وأصبح قطاع كبير من المصريين يمقتونه لما يصدر عنه من بذاءات وفواحش. 18 يوما دون اغتصاب و23 حالة فى يوم واحد! وقد أعرب مركز سواسية لحقوق الانسان ومناهضة التمييز عن إدانته الشديدة لحالات الاغتصاب الجماعى التى شهدها ميدان التحرير خلال الذكرى الثانية من ثورة الخامس والعشرين من يناير، التى وصلت لما يزيد عن 23 حالة، فى مشهد يسىء لثورة 25 يناير، ويخرجها عن مسارها السلمى الذى أشاد به العالم. وأضاف أن تلك جريمة أخلاقية وقانونية وإنسانية، تتناقض تماما مع مبادئ وقيم الشعب المصرى، الذى ظل صامدا فى ميدان التحرير لمدة 18 يوما لم نشهد خلالها حالة اغتصاب أو تحرش واحدة. وأكد أن تلك الجريمة لا تضر فقط بمسار الثورة المصرية المباركة، وإنما تضر كذلك بسمعة ومكانة مصر ما بعد الثورة، فالشعب المصرى معروف بتدينه وحفاظه على القيم والأعراف والتقاليد الدينية. الغريب أنه بعدما انفضح أمرهم وصمتهم خرجت جبهة الإنقاذ لتعلن إدانتها الكاملة لأحداث العنف الممنهجة ضد المتظاهرات السلميات والتى وقعت فى 25/1/2013 وما تلاها من أيام فى ميدان التحرير وعدد من الشوارع المجاورة، واستخدمت التحرش الجنسى والأسلحة البيضاء بصورة غير مسبوقة، وقالوا إن "ذلك بهدف قهر إرادة المرأة وإخماد صوتها (صوت الثورة) وانتهاك كرامتها وحقها فى التظاهر السلمى والتعبير عن الرأى"، بل ووصلت البجاحة ببعضهم لاتهام الإسلاميين بالتحرش لقهر المرأة ومنعها من الخروج للتظاهر!!.