في سابقة هي الأولي في العالم العربي شارك المرشحان اللذان تأهلا للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا سيدي ولد الشيخ عبدالله مرشح كتلة الميثاق وأحمد والد داداه مرشح المعارضة ورئيس تكتل القوي الديمقراطية - في مناظرة تليفزيونية تاريخية وصفت بأنها سابقة من أجل تعزيز الديمقراطية في البلاد. وشملت المناظرة التي شاهدها الموريتانيون وبثها التليفزيون مساء أمس الأول واستمرت ل 3 ساعات 6 محاور رئيسية هي تعزيز الوحدة الوطنية والحكم الرشيد وإقامة دولة القانون ومحاربة الفقر وتحسين ظروف المواطن والاقتصاد واستغلال الثروات والعلاقات الخارجية. وقال ولد الشيخ عبدالله إنه يؤيد تغييرا عميقا وكاملا ومسؤولا مؤكدا أنه يتمتع بأغلبية مريحة لتشكيل حكومة. وبدوره، أكد ولد داداه أن التغيير ممكن وموريتانيا جديدة أمر ممكن. وقال رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية أحمدو بال التيجاني إن الحصيلة إيجابية بالنسبة لسابقة إنه أمر جيد جدا لتعزيز الديمقراطية يساعد الناخبين علي الاختيار إنها سابقة في الدول العربية. وكانت المناظرة أقرب إلي خطاب شخصي لكل من المرشحين اللذين برهنا عن اعتدال بعد أن تفاهما علي تجنب مواجهة مباشرة والمواضيع التي تثير الغضب. وقال المدير العام للتليفزيون العام حمود ولد محمد إن كل مرشح يصف خصمه بأنه صديق.. من المهم جداً أن يري الناس أنه يمكن التحدث بشكل سلمي في رأس السلطة. كما عقد المرشحان مؤتمرين صحفيين مساء أمس استعرضا خلالهما بعض التحالفات التي عقداها مجددين أيضا عددا من التعهدات التي وعدا بها خلال الحملة الانتخابية الماضية. وجاء ذكل قبل يوم واحد من الاقتراع الحاسم يوم الأحد والذي سيحدد من سيكون رئيس موريتانيا القادم، فيما وصف ما جاء بهذه المؤتمرين بأنه ربما الرسائل الأخيرة التي أراد المرشحان إيصالها للرأي العام المحلي والخارجي. فقد عقد ولد الشيخ مؤتمره الصحفي وسط حضور مكثف لعدد من أبرز المرشحين والزعماء السياسيين الداعمين له في جولة الإعادة فيما اختار أحمد ولد داداه أن يتخذ من مناسبة أخرى هي انضمام نحو أربعين إطارا من الناشطين في مكافحة العبودية له فرصة للحديث وتجديد التعهدات. وقال ولد داداه إن مشكلة كل الرؤساء السابقين لموريتانيا هي بطانة السوء التي تزين لهم كل ما هو سيئ وخاطئ. وطالب الجميع بعدم السماح لهؤلاء بالتأثير عليه في حالة نجاحه متعهدا في هذا السياق بإنشاء وزارة خاصة للمظالم، وتعيين مستشار برتبة وزير لتدوين مظالم الناس، والاطلاع يوميا على مشاكل المواطنين. أما ولد الشيخ فقال إنه عاقد العزم على تقوية الديمقراطية الموريتانية على اعتبار أنها الطريق الأسرع نحو التنمية الحقيقية. وبخصوص العلاقة مع الكيان الصهيوني قال إن هذا الموضوع سيخضع لنقاش داخل الهيئات المنتخبة وهي وحدها الكفيلة باتخاذ ما تراه مناسبا في هذا الإطار. وأكد ولد الشيخ أن موريتانيا لا يوجد فيها إرهاب، وأن الجميع يتمثلون سماحة الإسلام واعتداله. ووعد بحل مشكلة مشاركة الموريتانيين المقيمين بالخارج في تحديد مستقبل بلادهم، متعهدا بالسماح لهم بالتصويت في الاستحقاقات القادمة. كما تعهد أيضا بالعمل على إشراك الجميع في الحكومة القادمة، مضيفا أنه رغم ذلك لم يتعهد خلال الحملة بتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لا يفهم الأمر على أنه مجرد محاولة لاستقطاب الناخبين.