واصل خبراء ومتخصصون تحذيراتهم من استمرار نظام العسكر، بقيادة عبدالفتاح السيسي من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدين أنه فنكوش جديد مثل قناة السويس الجديدة، مشيرين أن المشروع سوف يستهلك السيولة المادية في ظل ظروف اقتصادية شديدة التعقيد، واعتماد النظام على الاقتراض لتسيير أمور البلاد. من جانبه، يرى الدكتور محمود عبد الحي، أستاذ الاقتصاد الدولي والعميد السابق لمعهد التخطيط القومي، أن مشروع "العاصمة الجديدة" مصيره الفشل؛ محذرا من خطورته. وطالب بتأجيل مشروع نقل العاصمة الإدارية من القاهرة لطريق "القاهرة- السويس" 10 أو 20 سنة؛ حتى تتمكن الدولة من التقاط أنفاسها في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة حاليًا، مستنكرًا قيام الحكومة بالتهرب من استحقاقاتها إلى أمور وصفها بالفاشلة. ورأى عبد الحي، أن المشروع مصيره الفشل كما فشلت حكومات سابقة في نقل العاصمة إلى أماكن أخرى، كان من بينها السادات بالمنوفية، والعاشر من رمضان، و6 أكتوبر، ومدينة نصر، مشيرا إلى أن الموقع الحالي للمشروع– طريق القاهرةالسويس- يتميز بالازدحام؛ نظرًا لقلة محاور الطرق الرئيسية المتجهة إليها من القاهرة. وأوضح أن الحكومة الإلكترونية لو جرى تطبيقها سيغني البلاد تكلفة بناء عاصمة إدارية جديدة. وتوقع عبد الحي ارتفاع الديون والإنفاق السنوي والتضخم في حال استكمال تنفيذ المشروع، داعيًا إلى استغلال العقل البشري المحلي في اتخاذ قرارات مصيرية وذات صلة بالأمن والاقتصاد القوميين، دون التوجه للأجانب. ويرى الدكتور خالد فهمي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أن المشروع يمثل "كارثة" على مصر. وتساءل فهمي: "هل أجرت الحكومة دراسة تقارن بين جدوى بناء عاصمة جديدة وجدوى صرف الأموال الطائلة للتصدي لمشكلة الصرف التي تهدد الدلتا برمتها، والتي رفعت من مستوى المياه الجوفية فيها، وزادت من ملوحة الأرض الزراعية وأضعفت إنتاجية الفدان؟". وأضاف "ولنا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يحدثه إنفاق هذا المبلغ الضخم، 500 مليار جنيه، على تحسين مستوى المعيشة فيما تطلق عليه الحكومة لفظ "العشوائيات"، حيث يقطن أكثر من ثلثي سكان القاهرة.