بعد كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل جرى فى البلاد حوار واسع حول القضية الفلسطينية وهى الوجه الآخر للعملة "الكيان الصهيونى" وهل هى قضية مفروضة على مصر, أو يمكن لمصر أن تتخلص منها وتبحث عن مصالحها الخاصة؟. والحقيقة فإن هذا حوار شاذ وما كان يمكن أن يطرح على هذا النطاق الواسع إلا بسبب استسلام السلطة الحاكمة أمام الحلف الصهيونى - الأمريكى واستخدامها الإمكانات الإعلامية الكبرى للدولة فى تبرير هذا الاستسلام ومن ذلك طرح القضية الفلسطينية فى أحسن الأحوال كقضية خارجية أو باعتبارها مسألة أضرت بمصر وأنها مسئولية الفلسطينيين وحدهم وهم المسئولون عن ضياع فلسطين وعلى مصر أن تبدأ الاهتمام بشئونها ولا تلقى بالا كثيرا لما يسمى الشئون الفلسطينية أو العربية وبالتالى فإن العداء مع إسرائيل كان مرحلة وانتهت وهى الآن مجرد دولة جارة وصديقة يتعين التعاون معها وأن نتجنب شرها لأنها أقوى منا بكثير، وأمريكا وإن كانت قد أصبحت صديقتنا فهى أقرب لإسرائيل مننا. نقول لولا سيطرة السلطة على الإعلام ما كان لهذا التصور السابق أن ينتشر بين العامة من الناس ويأخذ الحجم الذى أخذه. وهذه رؤية حزب الاستقلال للقضية الفلسطينية والموقف من الكيان الصهيونى:- 1 فلسطين قضية عقائدية 2 فلسطين قضية عربية 3 فلسطين قضية مصرية أولا | فلسطين قضية عقائدية إذا كانت الأمة متمسكة بدينها الإسلامى فإن مسألة تحرير فلسطين من الغزو الصهيونى الاستيطانى مسألة بديهية لا تجوز أن تخضع للمناقشة من حيث المبدأ. فنحن أمام ديار إسلامية تعرضت لغزو واغتصاب واستيطان استهدف طرد أهالى المسلمين فى إطار مشروع يهودى صهيونى لإقامة دولة يهودية، وقد جىء بهؤلاء اليهود من شتى أصقاع الأرض, ولم تكن ولا لواحد منهم صلة بفلسطين, ولكن لمجرد الإدعاء الدينى أن فلسطين هى أرض الميعاد. وهذا العدوان اكتمل بتأسيس الكيان الصهيونى عام 1948. وهذا الاستيلاء على أراضى المسلمين جريمة لا تسقط بالتقادم بل إن الكيان الصهيونى تحول - بتحالفه مع الغرب وأمريكا - إلى حالة عدوانية دائمة على العرب والمسلمين. فهذا الكيان لم يأت ليستقر على جزء أو كل أرض فلسطين, بل يريد أن يفرض سطوته على المنطقة بأثرها: عدوان 1956، عدوان 1967 ضرب أعماق مصر - ضرب المفاعل النووى العراقى - احتلال لبنان - بعد سيناء والجولان والضفة وغزة، وهو يهدد بضرب السد العالى بالقنابل النووية، وأخيرا يهدد بضرب البرنامج النووى الإيرانى، بعد أن ضرب البرنامج النووى السورى. المهم أننا إزاء حالة من العدوانية المستمرة على الأمة العربية والإسلامية، وفى نفس الوقت لا يتوقف عن اضطهاد وقتل وتشريد الفلسطينيين والتهديد المستمر بهدم المسجد الأقصى. وهناك إجماع بين علماء المسلمين على عدم الاعتراف بهذا الكيان، ورفض التطبيع معه وضرورة العمل على تحريرفلسطين كفريضة جهاد. وإذا لم يتمكن أهل فلسطين من تحريرها يصبح تحريرها فرض عين على الدول المجاورة لها وعلى رأسها مصر, بحكم وزنها, وبالتالى فإن أقصى ما يمكن أن تقدمه لإسرائيل هو هدنة مؤقتة، فالهدنة العسكرية جائزة شرعا ولكنها لا تستمر 30 سنة، وإن جاز أن تستمر فلا يجوز إقامة تعاون اقتصادى وثيق كما هو الحال الآن: اتفاقية الكويز - بيع الغاز الطبيعى والبترول - تعاون زراعى وسياحى - تعاون فى حصار غزة!! كل هذه التعاملات خروج صريح على ثوابت الشريعة الإسلامية, لأن فى كل ذلك تعزيز وتثبيت للكيان المعتدى على فلسطين, والذى يواصل تهديد وضرب الدول العربية وإيران، وهو سقوط فى جريمة موالاة الأعداء، وبالإضافة لكل ذلك فإن فلسطين ليست ديارا إسلامية عادية، إنها الأرض المقدسة والمباركة فى القرآن الكريم, وهى مكان المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, أولى القبلتين وثالث الحرمين.