"القاهرة الإخبارية": تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل بالقرب من بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني    محمد سعد عبد الحفيظ: إجبار تل أبيب على الهدنة يتطلب تضافر جهود من الدول العربية    برلماني: موافقة حركة حماس على المقترح المصري انتصار لجهود القاهرة    "الصحة العالمية": العملية العسكرية في رفح ستُفاقم الكارثة الإنسانية    اللواء سيد الجابري: مصر الوحيدة اللي مكملة في حل القضية الفلسطينية.. فيديو    سقوط قتلى ومصابين إثر غارة إسرائيلية استهدفت حي تل السلطان غرب رفح    مدرب طائرة سيدات الزمالك: تمسكت بالمشاركة في بطولة أفريقيا.. والتتويج باللقب خير ختام للموسم    3 ظواهر جوية تضرب محافظات مصر.. الأرصاد تُحذر من طقس الثلاثاء    بعشق أحمد العوضي.. ياسمين عبد العزيز تدخل نوبة بكاء مع إسعاد يونس    ياسمين عبد العزيز عن تكهنات الأبراج: لا يعلم الغيب إلا الله| شاهد    ياسمين عبدالعزيز عن أزمتها الصحية الأخيرة: كنت متفقة مع العوضي إني أحمل بعد "اللي مالوش كبير"    تعرَّف على مواصفات سيارات نيسان تيرا 2024    أسعار ورسوم جدية التصالح في مخالفات البناء بمحافظة بالمنيا    بضمانة مصر، نص ورقة الوسطاء التي وافقت عليه حماس    الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا    "أداب عين شمس" تشارك في احتفالية عيد الشجرة المصري    عصام عبدالفتاح: كلاتنبرج فاشل مثل بيريرا..ولن أعود لرئاسة لجنة الحكام في مصر    كريستال بالاس يضرب مانشستر يونايتد برباعية نظيفة في الدوري الإنجليزي    ميدو: فخور بهذا اللاعب.. وعلى حسام حسن ضمه للمنتخب    إسلام أبوشنب حكمًا لمواجهة السكة الحديد مع بتروجت بدوري المحترفين    «ميركاتو عالمي».. سيف زاهر يكشف مفاجآت في صفقات الأهلي الصيفية    الزمالك: تعرضنا لظلم تحكيمي واضح أمام سموحة.. ونطالب بتحقيق العدالة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    "اعرفه امتى".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات المعايدة للأهل والأصدقاء والأقارب    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    كانوا رايحين الجامعة.. ارتفاع مصابي حادث صحراوي قنا ل 16 شخصاً    تفاصيل جديدة في حادث مطرب المهرجانات عصام صاصا    سعر السبيكة الذهب اليوم بعد ارتفاعها وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 7 مايو 2024    حي شرق الإسكندرية يعلن بدء تلقى طلبات التصالح فى مخالفات البناء.. تعرف على الأوراق المطلوبة (صور)    الهدوء يسيطر على سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبدالعزيز: كنت برفض آخد مصروف من جوزي    «مش عارفة أعمل إيه في قلبي».. هل تعيش ياسمين قصة حب جديدة بعد العوضي؟    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 7-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ياسمين عبد العزيز: «كنت بصرف على أمي.. وأول عربية اشتريتها ب57 ألف جنيه»    استعدادات لعيد الأضحى 2024: أجمل التهاني والتبريكات لتبادل الفرح والبهجة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    معركة موازية على «السوشيال ميديا» بعد القصف الذي تعرضت له مدينة رفح    شبكة القطار السريع.. كيف تغطي جميع أنحاء الجمهورية؟    الأحرار الاشتراكيين ل صدى البلد: الحركة المدنية تتخذ اتجاها معاكسا لمفهوم استقرار الدولة    هل يجب تغطية قَدَم المرأة في الصلاة؟.. الإفتاء توضح    تناولها بعد الفسيخ والرنج، أفضل مشروبات عشبية لراحة معدتك    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    مائدة إفطار البابا تواضروس    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



20 حقيقة عن أرض فلسطين: أقدم المناطق الحضارية في العالم
نشر في المصري اليوم يوم 13 - 07 - 2014

ذكر المركز الفلسطيني للإعلام ما اعتبره الحقائق العشرين عن القضية الفلسطينية، التي لا يعرفها الكثيرون، ومضيفًا أن «هذه الحقائق بمثابة الوعي السياسي والفكري والحضاري المتميز، والذي يجب على كل مسلم أن يفقهها ليفقه حقيقة الصراع بين الإسلام والصهيونية».
وجاءت الحقائق التي كشفها المركز على موقعه، على النحو الآتي:
1- أرض فلسطين من أقدم المناطق الحضارية في العالم، وحسب الاكتشافات الأثرية الحديثة، أول أرض شهدت تحول الإنسان إلى حياة الاستقرار والزراعة قبل حوالي 11 ألف سنة، 9000 ق.م، وفي ربوعها أنشئت أقدم مدينة في التاريخ مدينة أريحا حوالي 8 آلاف سنة ق.م.، وما زالت معمورة زاخرة بالحضارات المختلفة إلى عصرنا الحالي.
2- لأرض فلسطين مكانة عظيمة في قلب كل مسلم فهي: أرض مقدسة ومباركة بنص القرآن الكريم، وفيها المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بُنِي لله في الأرض، وثالث المساجد مكانة في الإسلام، وهي أرض الإسراء، فإليها أَسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهي أرض الأنبياء فقد ولد في هذه الأرض وعاش عليها ودفن في ثراها الكثير من الأنبياء عليهم السلام الذين ذكروا في القرآن الكريم، وتعد في المنظور الإسلامي أرض المحشر والمنشر، وعقر دار الإسلام، والمقيم المحتسب فيها كالمجاهد في سبيل الله، ومركز الطائفة المنصورة والثابتة على الحق إلى يوم القيامة.
3- أرض فلسطين أرض مقدسة لدى اليهود و النصارى أيضاً: فيعُدُّها اليهود أرضهم الموعودة، ومحور تاريخهم، ومرقد أنبيائهم، وبها مركز مقدساتهم في القدس والخليل، ويعُدُّها النصارى مهد ديانتهم حيث ولد عيسى عليه السلام وقام بدعوته، وبها مراكزهم الدينية العظيمة في القدس وبيت لحم والناصرة.
4- يؤمن المسلمون أنهم الورثة الحقيقيون الجديرون بميراث داود وسليمان وأنبياء بني إسرائيل وصالحيهم، ممن حكموا فلسطين ردحاً من الزمن تحت راية التوحيد، وأن شرعية حكمها تحولّت إلى المسلمين لأنهم رافعو راية التوحيد من بعد هؤلاء الرسل، والسائرون على درب الأنبياء. ويعتقد المسلمون أن اليهود تنكبوا عن طريق الحق، وحرّفوا كتبهم، وقتلوا أنبياءهم، وباؤوا بسخط الله سبحانه وغضبه.
5- إن أقدم شعب معروف سكن فلسطين، وطبعها بطابعه هم «الكنعانيون»، الذين قدموا من جزيرة العرب منذ نحو 4500 عام، وعرفت أول الأمر باسم «أرض كنعان»، وشعب فلسطين الحالي هم سلائل الكنعانيين ومن اختلط بهم بعد ذلك من شعوب شرقي البحر المتوسط ال"بلست" أو الفلسطينيون، والقبائل العربية، ورغم أن فلسطين حكمها أقوام شتى بين فترة وأخرى إلا أن أهلها ظلوا يعمرونها دونما انقطاع، وإن أهل فلسطين هؤلاء هم أنفسهم الذين أسلمت أغلبيتهم الساحقة وتعربت لغتهم مع قدوم الإسلام، وتأكدت الهوية الإسلامية لأرض فلسطين لأطول فترة تاريخية متواصلة منذ الفتح الإسلامي لها في 15 ه 636م وحتى الآن، ولا عبرة بإخراج جزء من أهلها قهراً تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948.
6- إن مزاعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين تتهافت أمام حق العرب المسلمين في أرضهم، فأبناء فلسطين عمروا هذه الأرض قبل نحو 1500 عام من إنشاء بني اسرائيل دولتهم (مملكة داود )، واستمروا في أثنائها، ثم بعد أن انقطعت صلة اليهود بها إلى الآن. لقد حكم اليهود أجزاء من فلسطين (وليس كلها) حوالي أربعة قرون (خصوصاً بين 1000586 ق.م) وزال حكمهم كما زال حكم غيرهم من الدول كالآشوريين والفرس والفراعنة والإغريق والرومان، بينما ظل شعب فلسطين راسخاً في أرضه، وكان الحكم الإسلامي هو الأطول حيث استمر حوالي 1200 سنة (6361917) باستثناء الفترة الصليبية (90عاماً)، وانقطعت صلة اليهود عملياً بفلسطين نحو 1800 عام (منذ 135م وحتى القرن العشرين) دون أن يكون لهم تواجد سياسي أو حضاري وريادي فيها، بل وحرَّمت تعاليمهم الدينية العودة إليها. وإن أكثر من 80%من اليهود المعاصرين، حسب دراسات عدد من اليهود أنفسهم مثل الكاتب الشهير آرثر كوستلر، لا يمتون تاريخياً بأيّ صلة لفلسطين، كما لا يمتون قومياً لبني إسرائيل، فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود إلى يهود الخزر «الأشكناز» وهي قبائل تترية، تركية قديمة كانت تقيم في شمالي القوقاز، وتهودت في القرن الثامن الميلادي. فإن كان ثمة حق عودة لهؤلاء اليهود، فهو ليس إلى فلسطين وإنما إلى جنوب روسيا،
ثم إن دعوى تعلق اليهود بفلسطين وارتباطهم بها لا تقف أمام حقيقة أن معظم بني إسرائيل رفض الانضمام إلى موسى عليه السلام في مسيرته للأرض المقدسة، كما رفض معظمهم العودة إليها من بابل بعد أن عرض عليهم الإمبراطور الفارسي قورش ذلك، وطوال التاريخ وحتى أيامنا هذه لم تزد أعداد اليهود في فلسطين في أفضل أحوالهم عن 40% من اليهود في العالم.
7- تعود أسباب نشأة الحركة الصهيونية ،التي سعت لإنشاء كيان يهودي في فلسطين، إلى ظهور النزعات الصهيونية المؤيدة لتجميع اليهود في فلسطين وسط مسيحيي أوربا، وخصوصاً البروتستانت منذ القرن السادس عشر الميلادي، وإلى ظهور الأيديولوجيات القومية والوطنية ونشوء الدولة القومية في أوربا خصوصاً في القرن التاسع عشر، وإلى نشأة "المشكلة اليهودية" خصوصاً في أوربا الشرقية، وما تعرض له اليهود من اضطهاد على يد الروس، وإلى تمكُّن اليهود من الوصول إلى عدد من دوائر النفوذ في أوربا وأمريكا، بالإضافة إلى فشل حركة الاستنارة اليهودية «الهسكلا» التي سعت إلى دمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها.
8- إن فكرة إنشاء الكيان اليهودي ليقوم بدور «الدولة الحاجزة» والتي دعمها الاستعمار الغربي، وخصوصاً بريطانيا، تمثل ذروة الخطر الغربي الصهيوني في قلب العالم الإسلامي، إذ تهدف إلى شطر جناحي العالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا إلى شطرين منفصلين، وبذلك تسعى إلى إضعافه ومنع وحدته، وإبقائه مفككاً عاجزاً عن النهضة، قابعًا في دائرة التبعية، منتجًا للمواد الأولية وسوقاً استهلاكياً للمنتجات الغربية، إن معادلة بقاء الكيان اليهودي-الصهيوني واستقراره ونموه في وسطٍ معادٍ مرتبطة بضمان ضعف ما حوله من أقطار المسلمين وتفككها وتخلفها، وإن معادلة نهضة الأمة ووحدتها وقوتها مرتبطة بالقضاء على المشروع اليهودي الصهيوني الجاثم على قلبها.
9- نشأت المنظمة الصهيونية العالمية في بال بسويسرا في أغسطس 1897 بقيادة تيودور هرتزل، وربطت نفسها بالمشروع الاستعماري الغربي، وفشلت في الحصول على أي شيء ذي قيمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، والحركة الصهيونية حركة عنصرية قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية، وشرط نجاحها مرتبط بإلغاء حقوق أهل فلسطين العرب في أرضهم والحلول مكانهم. ولا فرق في جوهر الفكرة الصهيونية بين تيارات علمانية أو اشتراكية أو دينية أو ثقافية أو سياسية، فالصهاينة كلهم في النهاية صهاينة توفيقيون يسعون إلى الأهداف العليا نفسها.
10- تبنَّت بريطانيا المشروع الصهيوني، فأصدرت في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتمكنت من إتمام احتلالها لفلسطين في سبتمبر 1918، وتنكرت لوعودها للعرب بزعامة الشريف حسين بالحرية والاستقلال، وقسّمت دوائر النفوذ في بلاد الشام والعراق بينها وبين فرنسا وفق اتفاقيات «سايكس بيكو» مايو 1916 التي خططت لجعل فلسطين منطقة دولية، ثم إن بريطانيا استأثرت بفلسطين وفق اتفاقيات سان ريمو إبريل 1920، وتمكنت من إدماج وعد بلفور في صك انتدابها على فلسطين الذي أقرته لها عصبة الأمم في يوليو 1922.
11- فتحت بريطانيا خلال احتلالها لفلسطين 19181948 الأبواب للهجرة اليهودية فتضاعف عدد اليهود من 55 ألفاً سنة 1918 إلى 646 ألفاً سنة 1948، كما دعمت تملك الأراضي فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو نصف مليون دونم إلى نحو مليون و800 ألف دونم (6.7% من أرض فلسطين)، تسربت إلى اليهود في الغالب من الحكم البريطاني أو من أيدٍ إقطاعية غير فلسطينية، وتمكّن شعب فلسطين رغم قسوة الظروف والمعاناة من الصمود في أرضه طيلة ثلاثين عاماً محتفظاً بأغلبية السكان 3,68% وبمعظم الأرض 93.3%، وتمكن اليهود تحت حماية الِحراب البريطانية من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية، وفي سنة 1948 كانوا قد أسّسوا 292 مستعمرة، وكونوا قوات عسكرية من منظمات الهاغاناه و الأرجون وشتيرن يزيد عددها عن سبعين ألف مقاتل، واستعدوا لإعلان دولتهم.
12- رغم أن المؤامرة على فلسطين كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطيني، إلا أن شعب فلسطين رفض الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني، وطالب بالاستقلال. وقامت التيارات الوطنية والإسلامية بزعامة موسى كاظم والحاج أمين الحسيني ورفاقهم بالتعبئة الشعبية والتحركات السياسية والثورات العارمة، فكانت ثورات القدس 1920، ويافا 1921، والبراق 1929، وأكتوبر 1933، وحركة الجهادية بقيادة الشيخ عز الدين القسّام ومنظمة الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني، وتحت ضغط الثورة الكبرى 1936 1939 اضطرت بريطانيا في كتابها الأبيض مايو 1939 أن تتعهد بقيام الدولة الفلسطينية خلال عشر سنوات وبأن توقف بيع الأرض لليهود إلاّ في حدود ضيِّقة، وبأن توقف الهجرة اليهودية بعد خمس سنوات، ولكنها تنكرت لالتزاماتها في نوفمبر 1945تصريح بيفن، وعادت الحياة للمشروع الصهيوني من جديد برعاية أمريكية.
13- في 29 نوفمبر 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية و يهودية (نحو 54% للدولة اليهودية، و45% للدولة العربية و1% منطقة دولية منطقة القدس، وقرارات الجمعية العامة ليست قرارات ملزمة حتى ضمن مواثيق الأمم المتحدة نفسها، والقرار نفسه مخالف للأساس الذي قامت عليه الأمم المتحدة، وهو حق الشعوب في الحرية وتقرير مصيرها بنفسها. ثم إن الشعب الفلسطيني المعني أساساً بالأمر لم تتم استشارته ولا استفتاؤه، فضلاً عن الظلم الفادح في إعطاء الأقلية اليهودية الصهيونية الدخيلة المهاجرة الجزء الأكبر والأفضل من الأرض.
14- أعلن الصهاينة دولتهم إسرائيل في مساء 14 مايو 1948، وتمكنوا من هزيمة الجيوش العربية، واستولى الصهاينة على نحو 77% من أرض فلسطين (20770كم2)، وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطيني خارج المنطقة التي أقاموا عليها كيانهم، وذلك من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون في هذه المنطقة (كان المجموع الكلي للفلسطينيين في نهاية 1948 نحو مليون و 400 ألف نسمة). ودمَّر الصهاينة 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة في المنطقة المحتلة، وارتكبوا 34 مجزرة. أما بالنسبة لما تبقى من فلسطين فقامت الأردن بضم الضفة الغربية رسمياً إليها (5876 كم2) كما وضعت مصر قطاع غزة (363 كم2) تحت إدارتها، ووافقت الأمم المتحدة على دخول الكيان الصهيوني إسرائيل في عضويتها، بشرط السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وهو ما لم يفعله الكيان الصهيوني مطلقاً.
15- أُنشئت منظمة التحرير الفلسطينية «م . ت. ف» سنة 1964 برئاسة أحمد الشقيري، وبدعم مباشر من جمال عبد الناصر الذي خشي أن يفلت زمام القضية من يديه، بعد أن بدأت الساحة الفلسطينية تموج بالحركات السرية والتنظيمات، وخصوصاً "فتح" التي ترجع جذورها إلى سنة 1957. وهدفت «م . ت. ف» إلى تحرير الأرض المحتلة سنة 1948، وشدَّد ميثاقها على الكفاح المسلح طريقاً وحيداً للتحرير. وقد رحب عامة الفلسطينيين بإنشائها باعتبارها تجسيداً للهوية الوطنية والكيانية الفلسطينية بعد تغييب طويل. وفي عام 1968 انضمت المنظمات الفدائية الفلسطينية وعلى رأسها فتح إلى «م.ت.ف» وتولى ياسر عرفات زعيم فتح قيادة «م.ت.ف» منذ فبراير 1969. وفي سنة 1974 أقرت الأنظمة العربية ل«م.ت.ف» بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وتم تمثيلها في العام نفسه بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة.
16- كانت حرب يونيو 1967 هزيمة مُرَّة للأنظمة العربية، ففي بضعة أيام احتل الكيان الصهيوني باقي فلسطين فسقطت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، وتم تشريد 330 ألف فلسطيني. كما سقطت الجولان السورية، وسيناء.
17- واصل الكيان الصهيوني تهويد أرض فلسطين بشكل حثيث، وسعى لاجتثاث هويتها الإسلامية ومعالمها الحضارية، فقد صادر حوالي 96% من الأرض التي احتلها سنة 1948 بما في ذلك أراضي وأملاك الفلسطينيين الذين قام بتشريدهم، ومعظم الأوقاف الإسلامية، والكثير من أراضي من بقي من العرب هناك، وبنى الصهاينة 756 مدينة وقرية استيطانية في الأرض المحتلة 1948. ومنذ حرب 1967 صادر الصهاينة حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية وبنى فوقها 192 مستعمرة، كما صادر 30% من مساحة قطاع غزة وبنى فوقها 14 مستوطنة. وبينما حرَم الكيانُ الصهيوني أبناءَ فلسطين من العودة إلى أرضهم ، فتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين فهاجر إليها أكثر من مليونين و 800 ألف يهودي خلال الفترة 1949 2000، ليبلغ العدد الكلي لليهود حوالي خمسة ملايين و200 ألف في سنة 2002.
18- تمسك اللاجئون الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى أرضهم، ورفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم والتي وصلت إلى 243 مشروعاً، ورغم أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 110 قرارات بحق اللاجئين في العودة، إلا أن أياً منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيوني على رفضها.
19- تعاملت الأمم المتحدة مع قضية فلسطين على أنها قضية لاجئين منذ 1949 وحتى بداية السبعينيات من القرن العشرين. ومنذ 1974 أخذت تصدر قرارات كثيرة بأغلبية ساحقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير، وبشرعية الكفاح الفلسطيني (بما فيه الكفاح المسلح) لاسترداد الحقوق المغتصبة، وباعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية، وبحق اللاجئين غير القابل للتصرف في العودة إلى أرضهم.
20- مثلت الفترة 19671970 الفترة الذهبية للعمل الفدائي والمقاومة الفلسطينية، غير أنها حرمت منذ 1971 من استخدام الساحة الأردنية، ورغم تركزها بعد ذلك في الساحة اللبنانية إلا أنها عانت من محاولات الاستهداف والاجتثاث خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975 1990، وأسهم العدوان الصهيوني المستمر على لبنان، واجتياحه الجنوب اللبناني سنة 1978 وتشكيله لحزام أمني عميل، ثم اجتياحه الجنوب سنة 1982في ضرب البنية التحتية للمقاومة وإجبار «م. ت. ف» ومقاتليها على الانسحاب من لبنان، وبذلك أُغلقت كل الحدود العربية مع الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.