بات العطش وانقطاع المياه بمثابة المرض الذي يزحف من قرية إلى أخرى بمحافظة الدقهلية، حيث يستقبل سكان 17 قرية حتى الآن يستقبلون عيد الفطر المبارك بالجراكن الخاوية بعد أن ظلوا طيلة شهر رمضان يبحثون عن قطرة مياه. ففي مركز دكرنس يعاني أهالي قرى "كفر عبد المؤمن البياع توفيق ومنشية عاصم" من انقطاع المياه بشكل مستمر وتفاقم الأزمة مع حلول فصل الصيف. ويقول محمد نسيم إن شركة المياه ترسل فنطاسا واحدا كل 3 أيام، وهو ما لا يكفي الأهالي، ما يسفر عن صراعات واشتباكات للحصول على المياه، مما يدفعهم لشرائها من القرى المجاورة حتى أصبحت الجراكن الخاوية هي مشهد متكرر بطرقات القرى ومداخل البيوت. أما في مركز الجمالية فتعاني قرى السيالة والليسا عبد الحكيم وكفر الكردي من الانقطاع الدائم للمياه، الأمر الذي أثار غضب الأهالي خاصة أن مركز الجمالية هو مسقط رأس رئيس وزراء الانقلاب إبراهيم محلب. ويؤكد أمير علي (موظف من قرية الليسا) أن المياه منقطعة منذ أكثر من 30 يوما، وتأتي ساعات قليلة ثم تختفي كل عدة أيام، ما دفع أهالي القرية للاعتماد علي مياه الترع في غسل الأواني وقضاء حاجاتهم، بل يصل الأمر لملء الجراكن من الترعة وأخذها للمنزل. يقول علي: "هنعمل إيه؟ وبعدين الحكومة ترجع تزعل وتعمل إعلانات تبرع لمرضى الفشل الكلوي وسيبانا هنا نموت من قلة الميه وكمان بالأمراض" وفي مركز منية النصر، تعاني قرى برمبال القديمة، والسودة، وشريف، وطوبار، والعرب، والعداولة، من انقطاع المياه أيضا، ما دفع الأهالي في قرية برمبال القديمة لتنظيم وقفة احتجاجية على الطريق المؤدي للقرية رفعوا خلالها لافتات عدة أبرزها "ياريس.. ولادك عطشانين"، مطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لحل أزمة المياه. كما تشهد قري كفر الأمير والكمال والربع، التابعة لمدينة تمي الأمديد، الأزمة ذاتها، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء بشكل دائم عن القرية ما يؤدي إلى شلل بمحطات المياه. من جانبه قال مصدر بشركة مياه الدقهلية لمراسلة مصر العربية إن محطة مياه الجمالية تغذي مراكز الجمالية والمنزلة والمطرية وميت سلسيل والكردي، وإنتاجيتها لا تكفي زيادة الاستهلاك مع بداية فصل الصيف، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من محطة منية النصر لم تنته بعد. وبدوره قال حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية في - تصريح صحفي - إنه أمر بسرعة تركيب محطة الرفع على خط مياه المعصرة لتوفير حصة بديلة للقرى المحرومة من مياه الشرب، وكذلك تركيب الرافع لهم، وأن يقوم رئيس مجلس المدينة بمتابعة مشكلتهم شخصيًا عدوى العطش زحفت لمدينة المنصورة أيضا، حيث يعيش أهالي عزبة الصفيح منذ بداية شهر رمضان بلا قطرة مياه واحدة، ما دفعهم للتجمهر أمام شركة المياه أكثر من مرة، متهمين المسئولين بالتكاسل بعد تضخم المشكلة وتحول حياتهم إلى معاناة يومية، بسبب لجوئهم لنقل إلى منازلهم في فناطيس على عربات الكارو والتروسيكلات.