طالب الدكتور رمضان شلح، الأمين العام ل"حركة الجهاد الإسلامي"، حركة "فتح" بالتوقف عن تعطيل جهود المصالحة، وعدم الرهان على مستقبل التسوية، مشددًا على ضرورة تحقيق الوحدة. وقال شلح في كلمته عبر الهاتف بعد ظهر يوم الجمعة (30-10) خلال المهرجان الجماهيري الكبير "نصرة القدس ودعم الوحدة" والذي نظمته الحركة إحياءً للذكرى الرابعة لاغتيال مؤسسها فتحي الشقاقي: "أقول لإخواني في "فتح"، ومن باب النصيحة والأخوة، إذا كان التصلب والتشدد مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مساعي إنهاء الانقسام هو وجود رهان على مستقبل التسوية مع العدو، أقول لكم بكل صراحة إنه رهان خاسر". وشدد على أن خيار المفاوضات لن يأتي بدولة فلسطينية مطلقًا، لافتًا إلى أنهم لو كانوا يقبلون بإقامة الدولة الفلسطينية على أي شبر من فلسطين لأعطوها لياسر عرفات، "لكنهم في المقابل أعطوه السم وقتلوه.. فيكفي المراهنة على الوهم والسراب.. يكفي!". وسلط شلح الضوء في حديثه على علاقة حركة الجهاد بالقوى والفصائل الفلسطينية، لا سيما "فتح" و"حماس"، مؤكداً أن حركته تنحاز ل"فتح" و"حماس" بقدر انحياز كل طرف لفلسطين، وللمقاومة أيضًا، لإيماننا بأنها الطريق الوحيد لتحرير فلسطين". وشدد على أن فلسطين هي المعيار، ولا يجوز لأحد أيًّا كان أن يُفصِّل فلسطين على مقاسه أو على مقاس برنامجه السياسي، ويصادر آراء الآخرين ومواقفهم وبرامجهم. ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية في مأزق كبير، نتيجة الأزمة المالية المرعبة، وورطتها في العراق، والهزيمة المحققة -بإذن الله- في أفغانستان، والفشل في مشروع التسوية، وحضور قوى المقاومة في المنطقة، وقال: "باختصار فشل المشروع الأمريكي في المنطقة، والكيان الصهيوني يعيش قلق الخوف على الوجود وعلى المستقبل"، موضحًا أن "هذا الوضع لن يأخذنا إلى تسوية، بل سيأخذنا إلى التصعيد مع الكيان الصهيوني". وأضاف: "الكيان الصهيوني منتج الحرب في المنطقة لا السلم، يجب أن لا نخطئ في ذلك أبدًا،ً إنتاج الحروب أحد متطلبات المحافظة على الميراث الاستعماري ومعادلة "سايكس بيكو" وواقع الهيمنة والسيطرة على الأمة.. لا أريد أن أثير الفزع في أوساط شعبنا، لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا، أو نستسلم لخداع الآخرين لنا، نحن أمام كيان وظيفته إنتاج الحرب، ولا أمل للسلام معه، فالمنطقة مرشحة للذهاب إلى الحرب أكثر منها إلى أي نوع من السلام مع العدو". وجدد الدكتور شلح تأكيده أن فلسطين ستبقى جوهر الصراع والمسرح الأساسي له، لافتًا إلى أن "علينا أن نعد أنفسنا لذلك، وأن نخرج سريعًا من حالة الضغط على عقولنا بواقع الانقسام الحالي، وألا نغرق في لعبة اختراع البديل الوهم وانحراف البوصلة"، مبينًا أن الخطر المركزي الذي يعاني منه شعب فلسطين يكمن في الاحتلال الصهيوني. ودعا أخيرًا إلى السير على دربه تحدث عن مؤسس حركة "الجهاد" فتحي الشقاقي درب الجهاد والمقاومة.