أقامت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مهرجانا حاشدا شارك فيه عشرات الآلاف من أبنائها ومناصريها في أرض خلف بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة على شرف الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي . وشارك في المهرجان الذي حمل عنوان " بيعة الشهداء في ذكرى استشهاد قائد المقاومة " عدد كبير من قادة حركة الجهاد الإسلامي، وعدد من قادة حركة حماس ونواب المجلس التشريعي، وشخصيات وطنية من مختلف الفصائل. ودعا القيادي في حركة الجهاد الشيخ نافذ عزام في كلمة ألقاها باسم الحركة إلى ضرورة عودة اللحمة والتماسك لشطري الوطن عقب خلط الأوراق المحزن الذي حدث نتيجة للصراع الداخلي. وقال :" ان الوحدة الوطنية ليست شعارا بل هي الصيغة الأنسب للحفاظ على الجبهة الداخلية رغم الاختلاف فالعدو الأكبر الصهيوني والأمريكي لا بد من وجود توافق لمواجهته ". وقال متحدثا عن الشهيد المعلم: "أن الشقاقي لم يكن مجرد قائد لفصيل ولم يكن مجرد صاحب رؤية سياسية ثاقبة كما أثبتت الأيام ولكنه كان زعيما يسهم في إحداث التحولات الأخرى في المراحل التاريخية الكبرى". وفي كلمة ألقاها عبر الهاتف من العاصمة السورية دمشق وجه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التحية للجموع المحتشدة في ذكرى استشهاد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي، وتحدث فيها عن مناقب الشهيد المؤسس و دوره العظيم في بناء مشروع المقاومة الوطنية الإسلامية، ونظرته الحكيمة لطبيعة الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، وتحدث الدكتور شلّح عن ضرورة الوحدة الوطنية كمطلب أساس في مواجهة المؤامرات الصهيونية الأمريكية. وقد وجّه الأمين العام رسالة لحركة حماس قائلا: "إن ما يجمعنا بكم هو أكثر بكثير مما يفرقنا وهذا هو شئننا مع شعبنا كله بكل فئاته نحن أبناء وطن واحد وقضية واحدة ومصير واحد لكن مع إخواننا في حماس أقول :"يجمعنا بكم الإسلام العظيم وانتماؤنا للحركة الإسلامية التي تعبر عن هوية الأمة وعن انتمائها الحقيقي الانتماء لرسالة الإسلام الخالدة لمدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي كان الشقاقي والرنتيسي جنودا وقادة فيها على ارض واحدة يتطلعون إلى فجر واحد بالنصر والخلاص والتحرير، يجمعنا بكم الانتماء لمشروع الجهاد والمقاومة يجمعنا بكم دم الشقاقي والياسين وكل الشهداء.وقال :" ان على حماس ان تدرك الان وهي في حالة انقسام أن أي صدام يقع بين الأحزاب وأي إراقة للدماء ستكون كارثة تعصف بالساحة الفلسطينية ونكبة جديدة وخسران مع الله مهما كانت المبررات. وحذّر شلّح من خطورة مؤتمر الخريف كونه مؤتمرا لفرض الرؤية الأمريكية على شعبنا الفلسطيني وأكد على ضرورة الصمود في وجه هذه المؤامرات، داعيا الى عدم المشاركة في مؤتمر الخريف حول السلام مشددا على مواصلة المقاومة. من جانبه أكد الدكتور خليل الحية، القيادي في حركة حماس، في كلمة له بمهرجان بيعة الشهداء أن خيار المقاومة قائم لا خشية عليه، مؤكدا أن حماس تسعى للتقارب مع حركة الجهاد الإسلامي للتوحد في خندق المقاومة ضد العدو الإسرائيلي. وقال الحية: "نحن في حركة حماس نؤمن بأن فلسطين كل فلسطين هي أرض إسلامية نسعى لتحريرها ولا نقبل بالتفريط في شبر منها، وعلى ذلك بنينا سياستنا واستراتجيتنا في العمل". وأضاف: ليس غريبا أن نقول أمنية الشهيد الشقاقي كانت جمع أجنحة الحركة الإسلامية لإحياء مشروع المقاومة على أرض فلسطين، وفي قيادة الحركتين إخوة وقادة يتحملون هذه المسئولية العظيمة". وأكد الحية أن حماس لا زالت تمد يدها للحوار مع فتح وترحب بأي وساطة تعيد اللحمة للشعب الفلسطيني. وأكد الشيخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في كلمة له على عدم وجود اي خلافات مع حركة الجهاد الإسلامي وأن حركة حماس لن تقبل أي خلاف مع أي فصيل فلسطيني . مشيرا إلى أن الدعوة للحوار والوحدة تنطلق من ثوابت راسخة أخلافية وشرعية وتأتي تقديرا للتحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني . وجدد هنية رفضه لمؤتمر الخريف الذي دعت إليه الولاياتالمتحدة وقال :" ان مؤتمر الخريف مات يوم ولد وسيبوء بالفشل لانه منطلق من مصالح امريكية واسرائيلية لا تراعي مصالح شعبنا الفلسطيني" . وقد تخلل المهرجان الحاشد الذي تميز بتنظيمه الناجح عدة هتافات وتكبيرات وفاءاً من الجماهير لدماء الشقاقي ومبايعة على المضي في دربه والبقاء على عهد المقاومة، إضافة لعدة فقرات إنشادية من أداء مجموعة من المنشدين المتميزين.