- 1033 شهيدًا و377 مصابًا ابتلعهم البحر ...تجاهلهم مبارك وذهب لمشاهدة مباراة كرة قدم. -منظومة الفساد في الموانئ والعبارات تتسع ...وبعدها تقع أكبر كارثة بحرية في مصر. - إسقاط جميع الأحكام الصادرة ضد إسماعيل بشكل نهائي ولا يمكن الطعن عليها. كتب عبد الرحمن أبو العينين ولا عزاء للأبرياء ..ولا دية للموتى والشهداء... الكل يصرخ ويستغيث ويحدوهم الأمل بعودة ذويهم جثثًا أو رفاة.. لكن نحن في دولة الفساد التي أممها حسني مبارك وجعلها ملكية حصرية له ولحاشيته فقسمها إلى عزب وأطيان لكل المفسدين حوله "مبارك" الذي ينحني له الشيطان احترامًا من هول أفعاله عندما سمع بهذه الكارثة التي هزت العالم أجمع لم يحرك ساكنًا أو يتخذ قرارًا في صالح الضحايا، بل ذهب إلى استاد القاهرة ليشاهد مباراة للمنتخب ومعه الهانم بصحبته، ومن خلفهم الرجل الصامت بسلامته أحمد نظيف، والثعلب صفوت الشريف، وحامي حمى المفسدين زكريا عزمي ليتبادلوا الضحكات والنكت في مقصورة استاد القاهرة. يا حسرة على شعب مصر .. زوجة رئيسها المخلوع بترقص بالعلم، وقبلها بيوم كان ألف شخص غرقانين في حادث العبارة السلام 98؛ نتيجة فساد أسوأ رئيس فاشل حكم البلاد .... رجل يستحق المحاكمة السريعة؛ لأنه قتل أفراد شعبه. حتى التحقيقات تم تحويلها لمحكمة الجنح، وكأن كارثة بهذا الحجم لا تستحق الذهاب لمحكمة الجنايات، فحولوها- و يا هول ما فعلوا- لمحكمة الجنح وبأوراق متناثرة ليحصل ممدوح إسماعيل على البراءة ثم أدانته الاستئناف بسبع سنوات. ولأن مصر بلد العجايب فكل شيئ فيها مباح بعد أن انفتحت الموانئ والمطارات لممدوح بيه إسماعيل؛ للهروب والاستجمام بالملايين التي حصل عليها من شركات التأمين ليقضي أيامه متنقلا بين الفنادق الفارهة في أوربا. أما الضحايا والمصابون فلم يجدوا عونًا ولا سندًا بعد أن تواطأت منظومة الفساد ضدهم، ومن يغضب فليشربْ من ماء البحر إن وجده حفظ التحقيقات فقد أكدت مصادر قضائية بالبحر الأحمر أن المستشار هشام بركات، النائب العام قرر إسقاط عقوبة السجن 7 سنوات وحفظها، والتي صدرت ضد رجل الأعمال الهارب ممدوح إسماعيل، مالك العبارة السلام 98 التي غرقت في شهر فبراير عام 2006، وراح ضحيتها 1033 وأصيب 377 آخرين وبموجب القانون فإن المتهم الرئيسي في غرق العبارة وهو ممدوح إسماعيل تسقط العقوبة ضده، وهو الحكم الذى أصدرته محكمة جنح مستأنف البحر الأحمر في مارس عام 2009، وذلك لمضي المدة القانونية للحكم خلال 5 سنوات من صدوره. وكشف المصدر أن النائب العام تلقى طلبًا من دفاع ممدوح إسماعيل للمحامي العام للمطالبة بإسقاط الحكم لمضي المدة القانونية للطعن عليه، وأنه تمت الموافقة عليه وتم إرسال خطاب بذلك إلى السلطات القضائية في محافظة البحر الأحمر، وبذلك تسقط جميع الأحكام الصادرة ضد المتهم بشكل نهائي، ولا يمكن الطعن عليها . البراءة والإدانة والهروب كانت محكمة جنح سفاجا قد برأت ممدوح إسماعيل في يوليو 2008 من التهم الموجهة إليه، واستأنفت النيابة ضد الحكم، وقررت جنح مستأنف سفاجا في مارس 2009 حبس المتهم غيابيًّا لمدة 7 سنوات. قبل ثمانية أعوام، و12 ساعة، وفي ليلة مرعبة وسط ظلام دامس في عرض البحر الأحمر، وعلي بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة، أطلق المئات من المصريين استغاثاتٍ من على متن العبارة السلام 98؛ أملًا في إنقاذهم من النيران، والغرق، والتهام أسماك القرش، لتقع بعدها أكبر كارثة بحرية في مصر، بغرق العبارة السلام 98 في مياه البحر الأحمر، خلال رحلتها من ميناء ضبا السعودي إلي ميناء سفاجا، وعلى متنها 1415 راكبًا مصريًّا وعربيًّا، توفي منهم 1032 راكبًا، ونجى نحو 388 راكبًا من الموت، إلا أن المتهم الرئيسي مازال هاربًا حتى الآن سطور من الكارثة وفي هذه السطور نستعرض سطورًا من الكارثة التي اهتزت لها الضمائر لتشكل صفحة سوداء في منظومة فساد النقل البحري في بر مصر المحروسة. أشارت التقارير الأولية، والتي نشرتها بوابة أخبار اليوم عن بعض الناجين من الحادثة إلى أن حريقًا نشب في غرفة محرك السفينة، وانتشر اللهيب بسرعة فائقة، وانتشرت العديد من الفرضيات حول أسباب الغرق، فتضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران؛ حيث قالت مصادر إن النيران اشتعلت في غرفة المحركات بينما قالت مصادر أخرى إن النيران اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها، ومن ثم اشتعلت مرة أخرى، وقد تمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة، وكانت مضخات تنشيف السفينة، والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل "كما هو مبين في تسجيل الصوت لطاقم الملاحين في غرفة القيادة والذي انتشر بشدة "، وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة؛ بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها. جثث طافية على سطح البحر وفي الساعة 23:58 بتوقيت القاهرة، من 3 فبراير 2006، التقطت غرفة الإنقاذ (الجوية - البحرية) التابعة لسلاح الجو البريطاني في مدينة كِنْلوس Kinloss في أسكتلندا إشارات استغاثة أوتوماتيكية ساتلية من السفينة، وقامت الغرفة بنقل الإشارات إلى السلطات المصرية عن طريق فرنسا، وفي 3 فبراير نقلت وكالة رويترز تقارير عن عشرات الجثث الطافية على سطح البحر الأحمر، وقامت 4 فرقاطات مصرية بعمليات البحث والإنقاذ، وقامت السفينة الحربية البريطانية HMS Bulwark بالانحراف عن مسارها المعتاد؛ للمساعدة في عمليات الإنقاذ ورفضت السلطات المصرية عرضًا من القوات البحرية الإسرائيلية بالمساعدة في عمليات الإغاثة، إلا أن السلطات المصرية وافقت على عرض للمساعدة قدمته طائرة الاستطلاع الأمريكية P-3 Orion بعدما كانت قد رفضت العرض قائلة بإنه لا حاجة للمساعدة. جهود بنغالية سعودية كانت هناك تقارير حسبما نشرت أخبار اليوم عن قيام قبطان بنغالي بإنقاذ 33 من ركاب العبارة، وقد أنقذت القوات السعودية مكونة من القوات البحرية التي شاركت بعدد من سفن الفرقاطات، والطيران العمودي، والدفاع المدني، وحرس الحدود السعودي بإنقاذ 44مواطنًا سعوديًّا و113مواطنًا مصريًّا، وحملهم من البحر إلى الأراضي السعودية باستخدام عشرين طائرة مروحية وعلاجهم. تم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين استمعت خلالها المحكمة لمسؤولين هندسيين، وبرلمانيين، وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر، وهيئة النقل البحرى، وتم الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط، وتم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو الهاربان بلندن وثلاثة آخرون هم، ممدوح عبدالقادر عرابي، ونبيل السيد شلبي، ومحمد عماد الدين، بالإضافة إلى أربعة آخرين انقضت الدعوى عنهم بوفاتهم. بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة ربان باخرة أخرى "سانت كاترين"، وقضى الحكم بسجنه لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري (حوالي 1200 يورو)؛ بتهمة عدم مساعدة "السلام 98". صرخات الضحايا وقام النائب العام بالاستئناف على الحكم وأجل إلى 3 سبتمبر، وبعدها ألغت محكمة جنح مستأنف سفاجا (شرق مصر) حكم البراءة الذي حصل عليه مسبقًا ممدوح إسماعيل مالك العبارة (السلام 98)، وقضت مجددًا بمعاقبته بالسجن سبع سنوات، كما قضت بالسجن 3 سنوات لاثنين من مساعديه. لم ينسَ أهالي وأقارب الضحايا والمفقودين هذا التاريخ، و مازال يراودهم الأمل طوال هذه السنوات الثمانية الماضية في عودة المفقودين الذين يؤكدون أنه تم اختطافهم من جانب أجهزة الأمن ومالك العبارة. وإذا كان المخلوع وعصابته قد حصلوا على البراءات في قضية الفيلات الثلاث مع الرجل الفاسد بسلامته حسين سالم الذي يمتلك المليارات مع أنه خرج من الخدمة وهو في رتبة رائد لا يتعدى راتبه 3000 جنيه، ألم يكون من الأولي بعد ثورة يناير التي اقتلعت جذور الفساد والمفسدين أن تحاكم دولة الفساد، وعلى رأسها "مبارك" بتهمة قتل 1033 من شهداء العبارة، فالأدلة واضحة، والقتلة مازالوا على مسرح الجريمة لكن دولة العدل مازالت غائبة...