قال مصورون من وكالة رويترز إن ست ناقلات جند مدرعة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية اُقتيدت اليوم الأربعاء إلى مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا، مشيرين إلى أن الجند الموجودين على هذه المدرعات قدموا أنفسهم على أنهم ينتمون للجيش الأوكراني وعلى أنهم رفضوا الانصياع لأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين وقرروا الانضمام للمتظاهرين الموالين لروسيا. وقال شهود عيان إن العربة الأولى كانت تحمل علم روسيا فيما رفعت العربة الثانية شعار جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنتها مجموعة من الانفصاليين عن روسيا الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن قافلة ناقلات الجند جاءت من اتجاه كراماتورسك التي تبعد 15 كيلومترًا إلى الجنوب حيث تمكنت قوات أوكرانية أمس الثلاثاء من السيطرة على مطار عسكري كان موالون يريدون السيطرة عليه.
وتضاربت الأنباء حول ناقلات الجند هذه، فبينما أكدت بعض وكالات الأنباء أن مستقليها جنود أوكرانيون انشقوا عن الجيش الأوكراني، نقلت وكالات أخرى عن شهود عيان آخرين أن هذه الناقلات روسية دخلت إلى أوكرانيا لدعم الانفصاليين الذين أعلنت السلطات الأوكرانية حملة عسكرية لمكافحتهم.
ووجه رئيس وزراء أوكرانيا “أرسيني ياتسينيوك” اليوم الاتهام إلى روسيا بأنها “تصدر الإرهاب” إلى أوكرانيا من خلال استخدامها لقوات مستترة لتنظيم انفصاليين مسلحين، مشيرًا إلى أنهم هاجموا القوات الأوكرانية واحتلوا مباني الدولة، قائلًا:” على الحكومة الروسية أن توقف فورًا جماعات الانفصال المخابراتية وتدين الإرهابيين وتطالبهم بإخلاء المباني، هذا إذا كانت روسيا الاتحادية مهتمة بإعادة الاستقرار للموقف وهو ما أشك فيه كثيرًا”.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية إنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد أصدرت أوامرا للمقاتلين الموالين للكرملين ب “إطلاق النار للقتل” بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم، وجاء في بيان للاستخبارات الأوكرانية: “الاتصالات التي اعترضناها تبين أن ضباطًا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق أوكرانيا، وأصدروا أوامر بإطلاق النار للقتل ضد الجنود الأوكرانيين”.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إن نموذج الدولة المركزية في أوكرانيا “وقف عن العمل، داعيًا الأوكرانيين إلى الانتقال لبنية فدرالية، وقال لافروف في تصريحات للصحافة الروسية نشرت على موقع الوزارة اليوم الأربعاء إن “الدولة الموحدة في أوكرانيا توقفت عن العمل، أسسها انهارت إثر سلسلة من التقلبات السياسية”.
كذلك قال الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” اليوم إن أوكرانيا أصبحت على “شفير حرب أهلية” بعد إعلان حكومة كييف أنها أرسلت الجيش للتصدي للانفصاليين شرقي البلاد، ووفقًا لبيان أصدره الكرملين، فإن بوتين أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن إجراءات الجيش الأوكراني في شرق البلاد تمثل “لجوءًا غير دستوري للقوة ضد متظاهرين سلميين”.
