قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية إنه عبر الزمان لم يمح المنتصر الطرف المغلوب في معركة تماما، مستشهدا على ذلك بالفتوحات الإسلامية، التي لم تستطع القضاء على وجود اليهود بمنطقة الشرق الأوسط. وأضاف في مقال له على موقع "الفتح " أن من يعرف التاريخ يدرك أن الوصول للمعادلة الصفرية، والتي تعني قضاء أحد الطرفين على الآخر في معركة ما لن يحدث إلا في نهاية التاريخ. وتابع: " الأَوْلى إذا كان التناقض حول بعض الأمور دون بعض وداخل أمة واحدة ووطن واحد، و تختلف المصالح أحيانًا وتتفق، وتقترب الخطوط وتبتعد، نجد أن ما تشهده بلاد المنطقة كلها ومِن ضمنها بلادنا مِن صراع وانقسام يتصور الأطراف فيه أنه لا بقاء لهم إلا بالقضاء على الطرف الآخر المنافس، وأنه لا إمكانية للتعايش مع الاختلاف، هو دائرة مفرغة لن تنتهي بهذا التصور ولا بهذا السلوك، والمراهنة على قلوب الناس وعواطفهم أمر لا يجدي. فالناس تتقلب قلوبها ونظراتها في اليوم فضلًا عن الشهر والسنة، ووسائل التأثير التي يظنها البعض سلاحًا ماحقًا مثل الإعلام والمال، بل والقوة العسكرية لا تمحق، بل في حالة الصراع الداخلي والحروب الأهلية إنما يمحق كل طرف جزءًا مِن نفسه وجزءًا مِن خصمه، والجزء الأكبر من شعبه وأمته ومستقبل وطنه، وكلما نزف الدم وكثر القتل؛ جذب مزيدًا مِن النزف والقتل، مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم عن أشراط الساعة: «ويكثر الهرج، فقيل: وما الهرج؟ قال: القتل القتل». وطالب برهامي بالتعايش في مقاله ، قائلا: " أخرجوا بلادنا وأمتنا مِن هذه الدائرة المفرغة، وأيقنوا أن هذه الأمور لا تحتمل المعادلة الصفرية الوهمية، بل لا بد مِن التكاتف والتعاضد والتعاون والتعايش مع المخالف، واقتسام الحياة بدلًا مِن قهر الآخرين".