تمكن تنظيم "داعش" الإرهابى من إنشاء سوق سوداء لبيع النفط العراقي الخام، بعد سيطرته على "الموصل" وعدد من البلدان الغنية بالنفط، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المصدر الأساسى لتمويل التنظيم عائدات النفط العراقى الذى يتم بيعه فى السوق السوداء. وقالت شبكة "CNN" الأمريكية إن داعش يقوم بتصدير ما قيمته 3 ملايين دولار من النفط يوميًا، وهو المبلغ الذي يعد ضئيلا للغاية مقارنة بالأرقام العالمية، غير أنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فيمكن للتنظيم كسب أكثر من مليار دور سنوًيا في عمليات بيع النفط في العراق. وأضاف التقرير أن تركيا تمكنت من عقد صفقة مع قيادات التنظيم لشراء النفط الخام، وهو ما أكد الدكتور محمد عبد القادر، الخبير بالشأن التركي، فى تعليقه على "تقرير الCNN، أنه أمر ليس بالجديد، معتبرا أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تتعامل مع داعش، وهي أيضا الدولة التي استطاعت الإفراج عن رهائنها لدى التنظيم. وأوضح "عبد القادر"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن "رد الفعل الدولي سيكون من خلال حظر التعامل مع الدول المنتجة للبترول إذا كانت تسيطر عليها تنظيمات إرهابية كما ما هو الأمر في العراق وسوريا"، مطالبا باتخاذ إجراءات تحد من دعم التنظيمات الإرهابية كشراء النفط من داعش". ومن جانبه، أكد الدكتور أبو العلا النمر، رئيس قسم القانون الدولي بجامعة عين شمس، قيام تركيا بشراء النفط من أشخاص غير ممثلين دوليا يعد انتهاكا للدول الأخرى واستغلالا للأوضاع المتردية بسوريا والعراق وشراء الذهب الأسود بالسوق السوداء بأقل الأسعار يعتبر جريمة دولية كونها تخالف مبدأ حسن النية. وقال النمر، في تصريح ل"صدى البلد"، إن هذه الجريمة التي ارتكبتها تركيا لا يمكن أن يعاقب عليها القانون الدولي، حيث إن هذه المخالفات الدولية لم تتطرق لها قواعد القانون الدولي، ولن يكون هناك تحرك دولي أو رد فعل تجاه هذه المخالفة. وفي سياق متصل، طالب الدكتور نبيل سالم، أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس وعضو الجمعية الدولية للقانون الجنائي في باريس، المجتمع الدولي بجميع مؤسساته المعترف بها ابتداء من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، باتخاذ جميع التدابير والتوصيات التي تحد من قدرة الجماعات الإرهابية. وقال سالم، "، إنه يجب على المجتمع الدولي أن يحد من قدرة الجماعات الإرهابية والدول التي تساندها على تمويل أنشطتها مثل حظر التعامل مع الدول المنتجة للبترول إذا كانت تسيطر عليه تنظيمات إرهابية كما هو الأمر في العراق وسوريا. وأضاف أستاذ القانون الدولي أن الإرهاب ظاهرة عالمية بدأت تهدد مختلف دول العالم بما فيها الدول ذات الثقل السياسي، والتي تعتبر قوة دولية مميزة مثل أمريكا وروسيا، لافتا إلى أن ميثاق المحكمة الجنائية الدولية يعاقب الأشخاص ورؤساء الدول والجماعات التي ترتكب جرائم معينة مثل جرائم الحرب والإبادة.
