تبدأ غدا.. في العاصمة العمانية مسقط فعاليات ندوة العلوم الفقهية في دورتها الحادية عشرة تنفيذا لتوجيهات ورعاية جلالة السلطان قابوس ابن سعيد حفظه الله وتتصدر القضايا الاجتماعية المعاصرة مناقشات كبار العلماء والباحثين من مختلف البلاد العربية.. ومن أهم المحاور التي يتناولها الخبراء والباحثون ملامح التشريعات الإسلامية ومرونتها في مواجهة المستجدات والمشاكل التي تطرأ علي الساحة في كل الاتجاهات. وتتضمن الأبحاث مرونة التشريع الإسلامي مما يؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان. وتتنوع موضوعات هذا اللقاء العلمي والربط بين الفقه وأصوله بالتاريخ وزواياه عند المستشرقين والدارسين الإسلاميين.. يتولي الدكتور عبدالرحمن السالمي رئاسة اللجنة المنظمة للندوة. أكد الدكتور سالم هلال الخروصي مستشار الوعظ والارشاد بوزارة الأوقاف والشئون الدينية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للندوة في دورتها الحادية عشرة. ان الاعداد والتحضير لهذا اللقاء العلمي الهام استهدف منذ الانعقاد الأول أن تستوعب المجريات الانسانية والفكرية والاجتماعية المختلفة ولذلك كان السعي إلي حضور الباحثين والدارسين والمهتمين بهذه القضايا من داخل سلطنة عمان ومن خارجها من أهل العلم والباحثين في المجامع الفقهية واستنباط الحكم الشرعي بما يتواءم مع واقعنا الذي نعايشه في ضوء ما جاء في كتاب الله "القرآن الكريم" والسنة النبوية المطهرة واجماع العلماء عبر العصور وما اتفقوا عليه من مصادر التشريع ومدلول النص بالاضافة إلي ما تشهده الساحة من مشاكل وقضايا. بحيث يجد السائل حلولا مناسبة بحيث لا يقف حائرا عن الإجابة علي التساؤلات التي تطرأ وتتردد في الساحة. أوضح الدكتور سالم الخروصي أن الندوة تشتمل علي أكثر من 8 محاور تستعرض ملامح التشريعات الإسلامية ومنها نظرية فقه الأولويات والطوارئ والضرورة والعلاقة بين التاريخ والفقه وكذلك كتابات المستشرقين في هذا المجال وأصوله مقارنة بالباحثين المسلمين. أشار الخروصي إلي أن الندوة تقسم سنويا بين محاور اقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية ولذلك كان الحرص علي اضافة الخبراء في كل المجالات حتي تكتمل صورة تلك المحاور للحدث المطروح لأن التشخيص الدقيق مهم للغاية لكي يبني الفقهاء عليه الاجتهاد وانزال الحكم الشرعي بما يتناسب ويتواءم مع طبيعة تلك القضايا حتي تأتي معالجتها متواكبة مع لغة العصر بحيث يجد المسلم حلولاً لكل المستجدات واحداث العالم المعاصر لكي يتأكد العالم في الشرق والغرب أن الإسلام قادر علي معالجة كافة القضايا بما يتضمن السعادة للبشرية في كل شئون الحياة بعيدا عن الغلو أو الشطط. ولذلك كان الحرص علي استضافة كبار الشخصيات ممن لهم باع طويل في الافتاء ومنهم من يجلس علي سدة الفتوي في البلاد العربية والإسلامية. كما ان المناقشات والحوارات تتضمن ما يطرح في مجتمع الجاليات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية. يشارك في أعمال الندوة التي تستمر ثلاثة أيام نخبة من كبار العلماء والباحثين من داخل السلطنة وخارجها من بينهم الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ووزير الأوقاف في ليبيا وفلسطين. كما تشهد الندوة زخما إعلاميا رفيعا من مختلف الدول العربية والإسلامية من مصر ولبنان واليمن وتركيا والكويت والمغرب وقطر والسعودية كما وجهت الدعوة إلي كافة الأوساط العلمية بالسلطنة للمشاركة في اثراء مناقشات وحوارات الندوة بالمداخلات التي تضفي علي هذا اللقاء العلمي مزيدا من الأهمية والقاء الضوء علي مدي مواكبة القواعد الإسلامية لكل زمان ومكان في إطار البحث عن حلول للمشاكل والمستجدات المعاصرة في ضوء اجتهادات أهل العلم والفكر.