اختتمت أمس فعاليات ندوة تطور العلوم الفقهية العاشرة في سلطنة عمان تحت عنوان الفقه الإسلامي في عالم متغير, التي تنظمها وزارة الأوقاف والشئون الدينية برئاسة الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشئون الدينية. وأكد فضيلة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان أن شريعة الله جعلها الله حلا لكل مشكلات الإنسانية والإنسان من صنع الله وهو وحده عليم بطبيعة الإنسان مشيرا إلي أن الإنسان أحوج لأن يستلهم كل ما يواجهه في هذه الحياة ليرجع بالحل الأمثل. وأضاف مفتي سلطنة عمان الشيخ الخليل لأن البشرية تعاني من الويلات بسبب بعدها عن منهج الله والذين كانوا أشد عداء للدين يحنون ظهورهم ويطأطئون رءوسهم امام الحل القرآني ضاربا مثلا بالمشكلة الاقتصادية العالمية. حيث اصبح الكل يدرك أنه لا حل لها إلا بالرجوع لكتاب الله وان الإنسان مهما اعطاه الله من طاقة فهي محدودة بحدود الطاقات البشرية. وأوضح أن العالم متغير ويظهر فيه العديد من القضايا الجديدة التي تحتاج لدراسة والتي لا تحل إلا بالرجوع لكتاب الله وسنته واجتماع السلف الصالح والتي فيها القواعد الكلية لحل كل المشكلات. ومن جانبه أكد الدكتور سالم بن هلال الخروصي نائب رئيس اللجنة التحضيرية للندوة في كلمة وزارة الأوقاف والشئون الدينية أن الوزارة سعت منذ تأسيس هذه الندوة المباركة عام2002 إلي تقريب الفكر الإسلامي والاسهام في جمع علماء الأمة كل عام لاعمال العقل الاجتهادي في نوازل الساحة الإنسانية تحقيقا لغاية تجديد الخطاب الديني ونشر الوعي بين العالمين ووصلا بين المسلم ودينه وواجبه ابتغاء لمرضاة الله وتلبية للواجب تجاه الأمة ورغبة صادقة في صون تراثنا الإسلامي واضافة جديدة لعلومنا ومعارفنا الشرعية. وقال إن الفقه الإسلامي حاضر في كل حين مستوعب لكل مستجدات الأمة متفاعل مع قضاياها المختلفة ملب لمتطلبات مراحلها يتفهم طموح فئاتها وشرائحها ومرونة التشريع الإسلامي تفرض عليه أن يرصد العالم المتغير في فتوحاته العلمية ومناهجه المعرفية وثورة معلوماته وتطور مجتمعه وتعدد مفاهيمه بمسبار العقل الفقهي. وأشار الخروصي إلي أن ما يشهده العالم من تغيير وماتعج به الساحة الإنسانية من أحداث بانت عن وحدة صفنا وصلابة أمتنا ونقاء معدننا وصفاء سرائرنا واجتماع كلمة علمائنا فكل يوم يمر شاهد علي وحدة الأمة وحكمة قيادتها فلا صوت إلا صوت العقل ولا كلمة إلا كلمة يراد بها جمع الشمل ولا مبادرة إلا مبادرة يقصد بها اطفاء نار الفتنة واذكاء روح الوطن الواحد. وأكد أن التغيير الذي ينادي به إذا كان يدعم استقرار الوطن ويحافظ علي منجزاته ويضمن استمرار حضارته ويرنو إلي مستقبل أمته فانعم به من تغيير. أما نداء التغيير من أجل هوي نفسي أو اضرام لنار الفتنة بين أفراد الأمة فاقبح به من نداء لن يجد آذانا صاغية لأنها مساع واهية مطالبا العلماء بتبصير الأمة لخير مستقبلها وتوضيح مبادئ دينها وغرس سماحة الإسلام فيهما وتعريفهما بالحقوق والواجبات. وذكر أن دور العلماء يتعاظم يوما بعد يوم قائلا فكلما أوقدت بالجهل نار الفتنة أطفأ ثموها بنور العلم وكلما تعالت أصوات تنادي إلي الباطل آخرستموها بقوة الحق بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. أما الدكتور وهبه الزحيلي رئيس رابطة علماء الشام فأكد أن شريعة الله ودينه وحي ثابت لايتغير بتغير الزمان والمكان وهذه الشرعية الخالدة ذات الصبغة الخاتمية لكل شرائع السماء وألوان الوحي السابق تدل دلالة قاطعة علي أننا باشد الحاجة للانطلاق بأفق الشريعة علي أساس من العلم والانفتاح علي ما نجده من ثروة المعلومات في ذلك العالم المعاصر. وأشار الزحيلي إلي أن هناك ثوابت لا يجوز تجاوزها ولا اغماض الطرف علي القضايا المعاصرة وصلتها بالفرد والجماعة موضحا أنه عندما نتعلم الفقه في كليات الشريعة نعيش معيشة ضيقة ذات أفق محدود مطالبا بأن يكون الفقيه واسع التطور والأفق. وقال إن الاحداث الأخيرة أوضحت هذا التباين الشامخ والوضع المتأزم نجد علماء يتأثرون بفقه الجزئيات وهم بعيدون عن الفقه العام وانها في أفاق الفقه السياسي والنظري والتطبيق. وذكر أن الذين يتحدثون في آفاق الاحداث الجارية لديهم انفصال اما بالاستقلال للفقه العام والنظرة الجزئية وهذا يدل علي ضيق أفق مطالبا بضرورة اتجاه مدلول الشريعة ومراعاة متغيراتها علي أساس من النظرة الشموالية العامة لأن المتحدثين من العلماء يتخصصون بتخصصات ضيقة أما فقهيه جزئية أو عقدية أو اخلاقية ويغضون النظرة عن الآفاق العامة. وطالب رئيس رابطة علماء الشام بإعادة النظر في مناهجنا التي ندرسها في كليات الشريعة لنخرج خريجا يواكب العصر ومتغيراته مشددا علي أن الفضائيات تنشر التنوع الإسلامي مما زاد المجتمع ارتباكا.
