انتشرت أتوبيسات القوات المسلحة بميادين القاهرة الكبري لخدمة المواطنين في ظل اعتصام سائقي هيئة النقل العام وتفاقم الأزمة حتي لا تتأثر مصالح المواطنين وأعمالهم. انتقلت "المساء" الي بعض الميادين والتقت مع عدد من الركاب لرصد انطباعاتهم عن تلك المبادرة. فوجهوا الشكر للقوات المسلحة علي تدخلها لحل الأزمة وإنقاذ المواطنين من أزمة سائقي الهيئة. قال مدحت فوزي "43 سنة" موظف : مبادرة القوات المسلحة جيدة وتمثل طوق نجاة للمواطنين بعدما اعتبرهم سائقو هيئة النقل العام مجرد دُمي يتلاعبون بها ويتسببون في تعطيل مصالحهم. أكدت نادية غباشي "موظفة" : أن سائقي الميكروباص استغلوا تلك الأزمة في بدايتها ورفعوا الأجرة ولكنهم سرعان ما تراجعوا عندما دفعت القوات المسلحة بتلك الأتوبيسات علاوة علي المعاملة الطيبة للركاب من قبل أفراد القوات المسلحة مما وجه ضربة قوية لإضراب الهيئة ووضع حدا لجشع سائقي الميكروباص. أشار جمعة منير "محام" إلي أن تلك المبادرة موقف جيد يحسب للقوات المسلحة وأنها قامت به من منطلق مسئوليتها بعد الثورة عن الدولة وما يجري بها من أحداث مؤكدا أن الشعب في تلك الفترة يعد أمانة في يد القوات المسلحة. وطالب في حالة استمرار الإضراب بقيام القوات المسلحة بالدفع بمجنديها للعمل علي سيارات الهيئة بدلا من السائقين المضربين لأن سياسة "لي الذراع" مرفوضة تماماً. أضاف خالد مجدي حنفي سائق ميني باص بالشركة الانجليزية خط 95 "أحمد حلمي النهضة"أننا نتبع الهيئة في التعليمات والقرارات ونقف معهم في جميع المواقف الخاصة بالهيئة.. ولكن لم نفكر يوما في الاعتصام لأن رؤساءنا بالشركة ينفذون جميع مطالبنا. أضاف خالد مجدي: أننا سمعنا ان وزارة الداخلية سوف تقوم بضخ أتوبيسات جديدة حتي تقضي علي هذه الأزمة. وقالت الحاجة سيدة محمد هنيدي ربة منزل : ان هذه الأتوبيسات لا تكفي هؤلاء الناس وأنا لدي أولاد في المدارس وبنات في الجامعات ولا يستطيعون الذهاب الي مدارسهم أو جامعاتهم فيضطرون إلي ركوب التاكسي.. والأزمة الحالية هي أخلاق لأننا فهمنا الثورة خطأ. وأضافت فاطمة فتحي نقيم بالمقطم وقد خرجت أنا والأولاد في الساعة العاشرة صباحا لشراء بعض الأشياء فوجدت جمهورا من المواطنين لا يجد مواصلات تنقلهم الي العتبة أو السيدة عائشة.. وعندما وقفت فترة طويلة قررت الرجوع الي المنزل أنا وأولادي وفوجئت بأتوبيس للقوات المسلحة فركبته وجلست أنا وأولادي وكان مريحا جدا والمفاجأة الأخري أنني وجدت سعر التذكرة خمسين قرشا فقط.. في حين أنني انفق في الميكروباص أكثر من خمسة جنيهات في هذا المشوار. قال ناصر فتحي: نتمني ان تقوم القوات المسلحة بزيادة عدد هذه الأتوبيسات حتي نستغني تماما عن أتوبيسات هيئة النقل العام. أما نشأت شفيق مفتش بمنطقة شرق بمحطة عبدالمنعم رياض فقال : ان الهيئة بها 80 ألف عامل وكل مطالبهم عادلة وخاصة في المعاش وهذا مطلب ليس فوريا لأنه في كل شهر يخرج عدد قليل لا يتعدي الأصابع. أضاف ان سيارات القوات المسلحة لا تمثل شيئا في أتوبيسات الهيئة فهي مثل إنسان غني يعطف علي الغلابة الذين لا يجدون شيئا ولا يستطيع ان يركب تاكسي. وأكد عيد محمد مفتش بهيئة النقل العام ان الهيئة بها 21 جراجا وهذا عدد كبير جدا وبها آلاف الأتوبيسات.. تدخل العشوائيات وتصل الي جميع الأماكن. أما أتوبيسات القوات المسلحة فتصل للميادين فقط. وأشار محمد عبدالفتاح مراقب تشغيل محطة عبدالمنعم رياض 2 أننا ضد الاعتصام وهذا أيضا حال جميع السائقين بالهيئة ولكننا نطالب بالمساواة مع زملائنا بهيئة النقل بالإسكندرية في المكافآت والحوافز ونهاية الخدمة وحالة الوفاة.. وأيضا انضمامنا الي وزارة النقل. أضاف محمد عبدالفتاح أنه يوجد اجتماع غدا مع المسئولين بالدولة واذا وعدونا بتنفيذ هذه المطالب سوف يتم علي الفور تشغيل جميع الأتوبيسات وفض الاضراب.