تمكن من خداعها ثلاث سنوات كاملة وهو يلبس ثوب الشهامة والرجولة وهي فخورة بكونها زوجة وأم طفله الوحيد ولكن الحقيقة ظهرت وسقط القناع لتفاجأ بوجهه الكريه وبأنه تمكن من التمثيل عليها طوال تلك المدة وهي في غفلة.. فقد عهدت إليه منذ زواجهما بكل شيء ومنحته الثقة الكاملة والحرية المطلقة في التصرف في أموالها وخاصة بعد انجابها. بعد ثلاث سنوات من زواج الأرملة بمدير احدي الشركات الكبري وبالرغم من الحياة المرفهة التي كانت تحياها إلا أنها فضلت مصلحة ابنها الوحيد علي حياة الرغد التي تعيشها وقررت الطلاق خلعاً من زوجها بعدما استشعرت بأنه أفسد ابنها الوحيد. أكدت الزوجة أمام نبيلة محمود "خبيرة" مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة أنها من عائلة عريقة وتدرجت في تعليمها بالمدارس الأجنبية حتي حصلت علي شهادتها الجامعية بتفوق وكان أغلب معارف وأصدقاء والدها يتمنون الاقتران بها إلا أنها فضلت من خفق قلبها له وهو زميلها في الجامعة الذي لا يمتلك شيئاً وأصرت علي الزواج منه لأنها كاتن تحبه وهو يبادلها نفس المشاعر. أمام إصرارها وافق والدها وأثث لها مسكناً يليق بمكانته وثرائه ولم يبخل عليهما بشيء وكان زوجها بمثابة الابن لوالدها. حيث كانت أخلاقه راقية ويعاملها معاملة الأميرات وأنجبا بعد زواجهما بعام واحد ابنها الوحيد وأحست بأن الله منحها السعادة وراحة البال. مرت عشر سنوات كاملة كان بالنسبة إليها نعم الزوج والأب الحنون لابنه والسند لوالدها في أعماله ولكن الغدر لم يمهلها أن تعيش في هناء فقد تمكن المرض الخبيث من زوجها الحبيب ووالد طفلها لتبدأ معه رحلة العلاج التي استمرت مدة عامين استنفدت كل طاقتها لأنها لم تبخل عليه بالرعاية اللازمة وكانت تلازمه في كل مراحل مرضه إلي أن توفاه الله لتجد نفسها وقد أصبحت وحيدة لولا وجود والدها بجوارها ومساندته لها ولابنها الوحيد وبعد عام فقط من وفاة زوجها توفي والدها. أحست بأنها وحيدة وابنها مشغول في دراسته فقد كان من المتفوقين وورث عن والده حب الدراسة والاطلاع والطموح ولذلك قررت النزول للعمل باحدي الشركات وهناك تعرفت عليه كمدير للشركة وكان مطلقاً لأنه لا ينجب. وجدت فيه الحنان والطيبة المطلقة لذلك عندما طلبها للزواج رحبت به. خاصة عندما أحسست بأن ابني الوحيد وجد فيه الأب الذي فقده وكان يعامل ابني معاملة طيبة وينفق عليه بسخاء ويجلس معه بالساعات فأحسست بأن الله عوضني خيراً عن فقد زوجي الحبيب ووالدي بذلك الإنسان ولم يتركني أفكر كثيراً في عرض الزواج لأنه كان يلح عليّ باستمرار ولأن ابني لم يعترض فقد وافقت في النهاية علي الارتباط به عسي أن يعوضني الله عن زوجي الراحل. وطوال عامين كان بمثابة الأب لابني ولكن كان يدلله كثيراً ولا يهتم أن يحرز نجاحاً في دراسته بقدر اهتمامه بتلبية طلباته حتي أنه اشتري له سيارة خاصة. وعندما اعترضت لأول مرة وقف ابني ضدي بأنني لا أريد الخير له وأن زوجي يعامله أحسن مني. أحسست ببعد ابني عني وتكرر رسوبه في كليته أكثر من مرة وهو كان من المتفوقين وكل طموحه ومستواه العلمي كثيراً كل ذلك وزوجي لا يبدي اهتماماً بل يشجعه علي الخروج بصحبة أصدقائه والسهر خارج البيت وإقامة الحفلات لأصدقائه ووجدت انني أفقد ابني تدريجياً وأن معاملته معي تغيرت كثيراً فقد أصبح قريباً من زوجي أكثر من قربه لي ولما لا وهو لا يرفض له طلباً حتي السفر للخارج لم يمنعه بالرغم من اعتراضي علي ذلك وعندما كنت أفاتحه في ذلك وأن تلك الأموال ستفسده كان يبرر رفضي بإنني أغار من علاقته بابني وأنه يفعل ذلك لأنه بمثابة ابنه ولابد أن أقدر معاملته لأبني وانني جحودة وحقودة ولا أريد الخير لابني. وجدت ابني للأسف يردد نفس الأقاويل ونفس الأفكار ولذلك كان لابد من وقفة أمام نفسي لأتأكد أن ابني دخل في دوامة الضياع. خاصة عندما علمت أنه يصادق شلة السوء وطالبت بالطلاق وكان أول من وقف في وجهي هو ابني ولأنه رفض طلاقي صممت علي رفع دعوي خلع حتي أحافظ علي مستقبل ابني بعد أن استعنت بعمي الذي قام باحتضان ابني خلال فترة مشاكلي مع زوجي وأكد لي أنه لابد من انفصالي عن زوجي لو كنت أريد مصلحة ابني وبالفعل وافقت علي أن أضحي بزوجي من أجل ابني. رفض الزوج الحضور للمكتب فتمت إحالة الدعوي للمحكمة للفصل فيها.