بكلمات مرتعشة والدموع تملأ عينيها أصرت الزوجة علي رغبتها في الطلاق خلعاً من زوجها بعد عشرة 23 عاماً وبعد كفاح مرير معه خلال رحلة زواجهما. أكدت الزوجة أمام إيناس محمد "خبيرة" مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بأنها عانت الأمرين منذ بدء زواجها حتي تحصل علي الحياة الكريمة التي طالما حلمت بها مع شريك حياتها وتحملت من صعوبات الحياة والضغوط النفسية ما لا يطيقه بشر ولكنها صبرت أمن أجل ابنها وبنتها.. ولكن عندما يصل الأمر من زوجها الي التطاول علي ولديها وضربهما وهما في سن الشباب والاستيلاء علي أموالهما فكان عليها أن تختار بين زوجها وأبنائها.. وخاصة بعد أن قرر ابنها أن يستقل بحياته والسعي وراء حلم السفر للخارج. أحست بأنها ستفقد ولديها التي تحملت من أجلهما الكثير وبدأت تروي قصة كفاحها مع زوجها الذي تعرفت عليه أثناء دراستها في المعهد التجاري وكان شاباً طموحاً يريد أن يصل الي أعلي المراكز وأعجبها طموحه وتقاربت أفكارهما وتعاهدا علي الزواج بعد تخرجهما وبالرغم من قلة امكانياتهما المادية إلا أنهما بالصبر والاصرار علي الارتباط. كانا لهما دافعاً للبحث عن عمل والادخار والتعاون معاً لتأثيث عش الزوجية. بالفعل بعد 4 سنوات كاملة من الخطبة تمكنا من تأثيث شقة متواضعة كانت لهما عش الزوجية الذي ضمهما معاً وشهد أجمل أيام حياتهما علي مدي 10 سنوات كاملة أنجبا خلالها ابناً وابنة كانا كل حياتهما واضطرت لترك عملها كي تتفرغ لرعايتهما وتوفير الجو الأسري الملائم لهما وكان زوجها يعمل حرفياً في إحدي الورش ولأمانته واجتهاده في عمله كان يعتبره صاحب الورشة ابنه الذي لم ينجبه وكان لا يبخل عليه بشيء وعندما زادت مصاريف ولديهما بدخولهما المراحل التعليمية أصرت علي القيام بدورها في مساندة زوجها بعد أن أثقلت كاهله الأعباء المادية من مصاريف دراسة وكتب وملابس فكانت تصنع الوجبات وتبيعها لسكان الحي الذي تقطن به بزيادة ربح بسيطة.. وعلي مر خمس سنوات استطاعت بأمانتها أن تكتسب شعبية كبري في المنطقة والمناطق المجاورة والجميع يتهافت علي الوجبات التي تصنعها. بدأت حالتهما المادة تنتعش تدريجياً وبعد أن كانت مجرد مشاهدة لمحلات الذهب أصبحت زبونة واشترت مصاغاً لها ولابنتها وأصبحت تمتلك رصيداً متواضعاً في البنك يحميها من غدر الزمان وعندما أراد صاحب الورشة شريكاً له لم تبخل علي زوجها وقامت بسحب الرصيد كي تمكنه من المشاركة في الورشة التي يعمل بها واستطاعاً خلال سنوات مرت سريعة أن تحقق حلم حياتها في حياة أسرية كريمة توفر فيها سبل الراحة لأسرتها وبدأ الرصيد يتضاعف مع حب زبائنها لها وتخرج ولداها في الجامعة وبدا رحلة البحث عن عمل وبمساعدة زبائنها ألحقت ابنها في مكتب محاسبة وابنتها موظفة بإحدي الهيئات وأحست أخيراً بالراحة لأن الله كلل مشوار حياتها بالنجاح والتوفيق. عندما مات صاحب الورشة وشريك زوجها أراد ورثته بيع نصيبه في الورشة وكانت الفرصة الذهبية كي يمتلك زوجها الورشة فقامت عن طيب خاطر ببيع مصاغها كي يتمكن زوجها من شراء الورشة بعد أن وعدها بتعويضها خيراً عن وقوفها بجواره وأحست بأنها قامت بواجبها علي أكمل وجه وأن صبرها ومعاناتها خلال رحلة زواجها قد كللت بالنجاح ولكن بدأت تطرأ علي زوجها بعض التغييرات فقد تعرف علي شلة من أصدقاء السوء العاطلين كانوا يستغلونه للانفاق علي سهراتهم الحمراء وعرف طريق النوادي الليلية وأخذ ينفق أمواله علي الفتيات وأصدقائه ويطالبها بالأموال بحجة شراء معدات للورشة وكانت ترفض بعد أن علمت بحقيقة الأمر فكان يتطاول عليها بالضرب والاهانة أمام ابنيهما ونسي كفاحها معه. أصيبت بحالة نفسية سيئة وشجعها أبناها علي طلب الطلاق ولكنها كانت ترفض حتي تستطيع أن تساعدهما في زواجهما وألا يكون طلاقها نقطة ضعف لهما عند اختيار الزوجة المناسبة للارتباط وتحملت الكثير من المعاناة في صمت والزوج يتمادي في أخطائه وانفاقه الأموال بلا حدود حتي تدهورت أعماله وصحته وبدأت مديوناته في الظهور فرهن الورشة مصدر رزقه وساومها علي مبلغ 50 ألف جنيه كي يطلقها وبدأ يعتدي علي ولديه ويستولي منهما علي راتبهما لانفاقه علي سهراته وأصدقائه وفتيات الليل وأكثر من مرة تصدت له كي يبتعد عن أبنائه إلا أن نصيبها كان الضرب والطرد من المنزل وقرر ابنها الاستقلال بحياته والسفر للخارج وساءت حالة ابنتها النفسية بعد أن هجرها خطيبها نتيجة سوء سمعة والدها فلم تستطع أن تتحمل رؤية ولديها التي عانت من أجلهما الكثير أن يضيعا منها فقررت الانفصال عن زوجها الذي لم يراع عشرة السنين وأضاع أمواله وفقد عقله عندما أحاط نفسه بأصدقاء السوء والسهرات الحمراء التي لا تتناسب وسنه. رفض الزوج الحضور لمكتب تسوية المنازعات الأسرية كي لا يواجه زوجته وولديه وأصرت الزوجة علي الخلع كي لا يضيع مستقبل ولديها ليتم احالة الدعوي لمحكمة الأسرة.