لم يكن يدور في خيالي ان تتسلط أمه علي حياته وتحولها إلي جحيم رغم انها آلت علي نفسها عدم الزواج بعد وفاة والده المفاجيء وهو صغير ما يزال في المرحلة الاعدادية وذلك كي تتفرغ لتربيته علي أمل ان يسلك نفس منهاج والده ويلتحق بكلية الهندسة كي يكمل مشوار الاب الذي رحل عن الدنيا ويحل محله في المكتب الذي لم يمهله القدر ليستمتع بثمار كفاحه فيه. ولذلك كان لا يرفض لوالدته طلباً لانه يعلم علم اليقين مدي اعانته خلال سنوات دراسته وتفرغها له وتلبية مطالبه حتي أثمر مجهودها وتخرج في كلية الهندسة وتسلم العمل في مكتب أبيه وازدهر عمله به وشعر بأنه رد الجميل لوالدته وكافأها علي صبرها ومعاناتها معه.. هكذا بدأ الابن يحكي مشوار حياته أمام مني محمد خبيرة نفسية بمكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الاسرة بعد ان اضطرته الظروف للجوء اليها عندما فوجئ بطلب زوجته الطلاق خلعاً منه وبعد انجابه الطفل الذي ظل يحلم به عقب سنوات زواج ورحلة علاج لزوجته أرهقته وسلبته الكثير من الاموال.. أكد انه خلال مرحلة دراسته الجامعية ارتبط بعلاقة حب مع زميلته ولم يستطع ان يفاتح والدته في الارتباط بها إلا بعد تخرجه حتي تصبح الفرحة فرحتين وهو لايدري بأنه سيفتح علي نفسه أبواب الجحيم بهذا الطلب فقد فوجيء بموقف والدته المتشدد والرافض عن خفق قلبه لها بالرغم من انها فتاه ملتزمة ومتفوقة وتريد اسعاده بأية طريقة ولكن تلك المميزات لم تشفع لها عنه والدته لانها من عائلة بسيطة ووالدها موظف عادي ولاترتاد الاندية التي يرتادها أبناء الطبقة الراقية والذي ينتمي اليهم. عبثاً حاول معها ولكنها كانت تزداد إصراراً علي رفضها وتذكره بتضحيتها من أجله وان تلك الفتاة تدخلت بينهما وسببت الشقاق والخلافات ورفضت حتي ان تتعرف عليها وحاول مع فتاته ان يتزوجا بدون رضا والدته أو موافقتها ولكنها رفضت واستنكرت ان تبدأ حياتها معه بمقاطعة والدته التي أفنت شبابها وأموالها عليه وأصيب بحالة نفسية سيئة. فوجيء بعد عام بزواج حبيبته من آخر ففقد الامل الذي كان يرواده بين الحين والآخر في الارتباط بها ويأس من حياته إلي ان فاجأته والدته بأنها اختارت له ما يناسبه في زوجة المستقبل فهي ابنة صديقتها المقربة ومن نفس المستوي الاجتماعي ولانه شارف علي الثلاثين فقد وافق لانه لم يجد سبباً للرفض بعد ان فقد حبيبته بزواجها. وتم زواجه ارضاء لامه وحتي يدخل الفرح إلي قلبها ولكنه كان غير راض عن تلك الزيجة ويشعر بالغربة تجاه زوجته ولايدري سبباً لذلك إلا انه اكتشف بعد عام بأنها صورة مصغرة من والدته فهي تريد فرض رأيها عليه في كل كبيرة وصغيرة وكل طلباتها يجب ان تكون أوامر لابد من تنفيذها واكتشف بأنها تحتاج لرحلة علاج طويلة كي تنجب ولم يتخل عنها بل عرضها مع مجموعة من أفضل الاطباء حتي اراد الله ان تنجب له الابن الذي ظل يحلم بد كي يكمل مسيرة حياته ويعوضه عما فقده هو في صغره من معاني الابوة ولكن بمجرد ان انجبت زوجته ظهرت علي حقيقتها فهي تزيد ان تجرده من كل شيء.. حسابه في البنك المكتب الهندسي بل الشقة التي يقيمون بها أيضاً وعندما رفض هددته بالانفصال عنه. حاولت والدته التدخل ولكنها رفضت تدخلها وأهانتها وضربت عرض الحائط بصداقتها مع والدتها وأحست أمه بمدي فداحة الخطأ الذي ارتكبته في حق ابنها ولكن بعد فوات الاوان وعندما لم يلب "المهندس" مطالب زوجته فوجيء بها تطلب الطلاق خلعاً الامر الذي افقده صوابه واتزانه خاصة عندما اصيبت امه بالامراض عقب أحداث زواجه. حاول "إيهاب ماهر" محامي الزوج التوصل إلي حل واثناء زوجته عن الانفصال ولكنها حضرت لمكتب تسوية المنازعات وكلها أصرار علي طلب الطلاق خلعاً ولم ترض بأية تسوية أو صلح بينها وبينه ليتم احالة أوراق الدعوي لمحكمة الاسرة ويعود الابن كي يقف بجوار والدته في مرضها بالرغم من انها سبب محنته.