حين تلقيت استغاثتها في أول سبتمبر الماضي أسرعت بالاتصال بمستشفي الصحة النفسية بالعباسية ورحب علي الفور "نادر عبد العزيز" مدير العلاقات العامة بالمستشفي بمد يد العون لصاحبة الاستغاثة فأسرتها لم تعد إمكانياتها المادية تسمح بإيداع شقيقها الذي يعاني من اضطراب وجداني "ثنائي القطب" بمصحة نفسية بعد ان تعرض في أواخر أغسطس إلي حالة هياج عصبي ففقد هدوءه وتحول إلي وحش كاسر يحطم كل شئ أمامه ولا يتورع أن يفتك بمن يحاول تهدئته أو التخفيف من ثورته بعدما يذهب مفعول الحبة المهدئة التي تغيبه عن العالم يوماً أو يومين وحين يفيق يكون منهكاً محطماً. وفي غمرة العمل غابت عني أخبارها قليلاً للاطمئنان علي حال شقيقها فسعيت للتواصل معها مجدداً لكن ظل تليفونها خارج الخدمة لفترة حتي وفقت مؤخراً في التحدث معها ليأتيني صوتها هذه المرة وقد ذهب عنه التوتر والقلق كثيراً.. حدثتني ر.ح من القاهرة أن شقيقها تجاوز بفضل الله المحنة بعد أن خضع للعلاج طوال الفترة الماضية وبمساعدة مشكورة من مسئول مستشفي العباسية وأردفت قائلة:لقد اعتادت أسرتي في شهر أغسطس دوناً عن سائر الشهور أن يتعرض أخي لنكسة نفسية ولا ندري سبب ذلك !! شقيقها الذي مر بتجربة زواج فاشلة وحُرم من رؤية ابنه ليبدأ في مكابدة الألم النفسي والانطواء حتي دخل في تلك الدائرة الجهنمية التي استنزفت أسرته كثيراً من الأموال لمواجهة نفقات إيداعه بكبري المصحات لعله يبرأ مما فيه ويشفي إلا أن التحسن يظل تحسناً وقتياً لايدوم طويلآ.. دوامة عجز معها والده عن ملاحقتها فهو في النهاية صاحب نشاط تجاري محدود ما جعل ابنته تستغيث بنا حين عاودت أخيها حالة الهياج وبات التعامل معه مستحيلاً! وبعد من المؤكد أن ما تكابده هذه الأسرة هو حال كثير من الأسر التي لديها مريض نفسي فهي دائماً تعيش علي فوهة بركان لا تدري في اي لحظة ستعلن عن غضبها وتلقي بجمارها الحارقة ما يجعلها تشعر بأنها تحارب طواحين الهواء وأن ما تنفقه علي العلاج لن يأتي بالتحسن المأمول وما سعيها إلا أخذاً بالأسباب أما الشفاء فمن الله وحده جل وعلا.وأما عن السبب وراء انتكاسة حالة هذا الشاب خاصة في أغسطس دوناً عن غيره من الشهور فهي مسألة قد نجد لها إجابة عند طبيب مختص ولنا معها عودة.