عبر الايميل تلقيت رسالته التي رغم عباراتها القليلة لم تخل فقرة فيها من أداة النفي "لا"! هو م.ر أحد المتابعين للنافذة واستوقفه ما أحدثته قصة "الرؤيا والمسطرة" من أصداء كبيرة في محيط الآباء الذين لديهم أبناء مرضي يعانون من العزلة والتوحد وسؤالهم الذي لم يتوقف عن اسم الطبيبة التي جعلها الله سبباً في ان يستعيد ابن الخامسة في "الرؤيا والمسطرة" كثيراً من سلامته النفسية. يقول م.ر: "أكتب لكم عن شقيقي "خ" الذي يصغرني ب 14 عاماً ويعاني من صعوبة في مواجهة الآخرين.. و"لا يستطيع" اكمال حياته فهو شاب في مقتبل العشرين من العمر. "لا يملك" القدرة علي فعل شيء.. وفي بعض الأحيان "لا يتذكر" هل قام بفعل هذا الشيء أم لا؟! .. ويزداد حال أخي الصغير تدهوراً بعد تأجيله للدراسة بالجامعة بحجة أنه "لا يحب" هذه الكلية أو ذاك التخصص. وتطورت حالته أكثر بامتناعه عن النزول إلي الشارع لشراء احتياجاته الشخصية و"لا يريد مزاولة أي عمل أو مهنة.. باختصار هو في مشكلة كبيرة للغاية.. أرجو المساعدة"!! المحررة : - في البداية اعتذر للقارئ الكريم علي تأخري في عرض رسالته فقد أخذت أصداء "الرؤيا والمسطرة" نصيباً وافياً من مساحة الباب ما استلزم إعطاء فرصة للرسائل الأخري التي تنتظر دورها في النشر والتعليق. - ثانياً: كم كنت أتمني من الأخ م.ر ان يمدنا بتفاصيل أكثر عن حالة أخيه للوصول مع المتخصصين للتشخيص الطبي الصحيح لما يعاني منه... و.. وإذا كنت أيها الأخ الكبير قد استعنت بأداة النفي "لا" مراراً لتوضيح حال شقيقك أجدني مضطرة أيضاً للاستعانة بأداة الجزم "لم" مراراً أمام شح التفاصيل - علي أهميتها كما ذكرت -: "فلم تشر" من قريب أو بعيد إلي أحوال أسرتكما وهل لها من سبب مباشر فيما يكابده أخوك!! كذلك "لم توضح" تاريخ ظهور هذه الأعراض عليه.. وأنا أتلمس بدايتها مع التحاقه بالجامعة وارغامه علي دخول كلية "لا يرغب" في الدراسة فيها أو في تخصص "لم يرق" له!!.. ثم ما هو دور أبويك حيال ما يحدث؟! ** غابت كل هذه التفاصيل في رسالتك و"لم تترك" رقماً لنتواصل به معك ورأيت ضرورة عرض مشكلة أخيك الصغير علي صديق النافذة الدكتور "بدر عباس" رئيس أقسام الطب النفسي بمستشفي شبين الكوم للصحة النفسية الذي أوضح ان من علامات الاشتباه في وجود مرض نفسي هو اصابة الإنسان بتدهور في أحد المحاور الثلاثة: "الأكاديمي" ويتمثل في تأخره الدراسي. "الوظيفي" إذا كان موظفاً نراه "لم يعد" منتظماً في الحضور عن العمل. ودائماً ما يتأخر عنه.. أما المحور الثالث "الاجتماعي" فيشير إلي علاقات المريض بمن حوله ومدي ميله للعزلة والانطواء وإهماله لنظافته الشخصية والأرق ليلاً وتشككه في الآخرين. يمضي د. بدر مؤكداً ان كل هذه المحاور تزيد من احتمالية إصابة الشخص بالاضطراب النفسي سواء كان: عُصابياً ويعني ان يكون المريض مستبصراً بحالته أو ذهانياً غير مستبصر بمرضه ورافضاً للعلاج أو لديه أفكار وساوسية.. لذا نصحيتي لصاحب الرسالة عرض شقيقه علي طبيب نفسي إذا كانت حالته في تدهور أكبر ويمثل تهديداً لمن حوله أو ان يبادر - والكلام لا يزال للدكتور بدر عباس - بالاتصال بالخط الساخن للمساعدة النفسية التابع للأمانة العامة للصحة النفسية لافتاً أن المادة 13 من قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009 توصي بضرورة إرسال المريض - الذي يعاني من تدهور حاد وشيك علي نفسه ومن حوله - إلي أقرب مصحة نفسية وان كان هذا ضد إرادته. *** ** إذن فالأمل في شفاء أخيك الصغير ليس ببعيد.. فقط اتبع نصائح الدكتور بدر.. مع تمنياتي بأن يتجاوز شقيقك هذه المحنة في القريب العاجل وسيتجاوزها بإذن الله طالما بجانبه أخ حنون مثلك.